زيارة جديدة مفاجئة وغير معلنة لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لمصر، تفصلها عن زيارته الأخيرة لها شهرين فقط، مايؤكد متانة العلاقات بين البلدين والمستوى العالي من التنسيق والمشاورات حول القضايا الهامة والملحة على المستويين الثنائي والخارجي.

مناقشة المستجدات

وصل البرهان إلى مدينة العلمين مساء أمس “الأثنين” بعد مشاركته في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بأسبانيا والذي نظمته الأمم المتحدة، وناقشت مباحثات السيسي والبرهان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك جهود إعادة إعمار السودان، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، لا سيما في المجالات الاقتصادية، بما يعكس تطلعات الشعبين نحو تحقيق التكامل والتنمية المتبادلة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن اللقاء شهد مناقشة مستجدات الأوضاع الميدانية في السودان، إلى جانب الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاستعادة السلام والاستقرار هناك، وأكد السيسي، خلال اللقاء، على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره، مشددًا على استعداد مصر لبذل كل جهد ممكن في هذا السياق، كما توافق الجانبان على أهمية تكثيف المساعي الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني، في ظل ما يعانيه من ظروف إنسانية قاسية جراء النزاع الدائر.

امكانية التنسيق

المتابع للعلاقات المصرية السودانية يرى من الطبيعي الزيارات المتبادلة بين البلدين حتى من دون ترتيب أو إعلان، فما يربط البلدين الكثير من العلاقات الممتدة والضاربة في جذور التاريخ، إلا أن زيارة البرهان لمصر هذه المرة صاحبها الكثير من التساؤلات حول امكانية تنسيق القاهرة للقاء يجمع بين البرهان وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، والذي جاءت زيارته للعلمين قبل ساعات من زيارة رئيس مجلس السيادة، وربط المراقبون ماجرى من أحداث في منطقة المثلث الحدودي بين (مصر والسودان وليبيا)، ودخول قوات الدعم السريع مدعومة بقوات حفتر منطقة المثلث، ورأوا احتمالية التنسيق بين الأطراف الثلاثة لحماية وأمن الحدود، بيد أن هذا اللقاء الثلاثي المفترض لم ترشح عنه أي معلومات حتى اللحظة.

حماية الحدود

وتأتي الزيارة أيضا بعد تصريحات لقائد قوات الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حاول فيها أن يغازل مصر بضرورة الحوار معها، بعد أن كان يتهمها بالدخول في الحرب لجانب السودان ومشاركة الطيران المصري فيها، ما آثار جدلاً كبيراً حول امكانية تواصل القاهرة مع الدعم السريع، ومدى تحركها لحماية حدودها من ناحية المثلث، في وقت لم ترد فيه مصر على هذه التصريحات.

ثمن غالي

من المعلوم أن مصر ردت مرة واحدة على اتهام حميدتي لها بالمشاركة في الحرب بالطيران بعد معركة جبل موية، والمتابع للسياسة المصرية يستطيع أن يتكهن أن القاهرة لن ترد على أي اتهامات أو مغازلة من حميدتي بعد ذلك، فهذه هي طريقتها الرسمية في التعامل مع المهاترات أو حتى المغازلات بـ (التجاهل)، وربما تكون مصر قد ردت عمليا على دخول الدعم السريع للمثلث، بأخذ كل الاحتياطات على حدود المثلث وهناك حالة تأهب لأي طارئ يهدد الحدود المصرية، بمعنى الدخول فيها، وقتها سيكون لها رد فعل عملي ولن يلومها أحد، وخصوصا المجتمع الدولي، وقد تكون هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن توجه فيها مصر ضربة للدعم السريع وهي خطأ الدخول في الحدود المصرية، أما فكرة الانجرار للحرب داخل السودان، فيبدو أن مصر لن تفعلها، لأنها ربما ترى أن ذلك توريط في السودان، أما مغازلة حميدتي لمصر بعد اتهامات ضدها قد تأتي من قربه من الحدود بعد دخول المثلث، ويقينه ونصيحة الداعمين له بأن أي غلطة على الحدود مع مصر واستفزازها سيكون ثمنه غاليا.

موقف مبدئي

كما يأتي تأكيد الرئيس السيسي في لقائه مع البرهان بالعلمين أمس على الثوابت المصرية في السودان تطمينا ودليلا على أن مصر لن تغير موقفها في الحرب، وأن موقفها مبدئي بوحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه والحفاظ على مؤسساته وعلى رأسها القوات المسلحة وعدم التدخل في شؤونه، وأن مصر لا يمكن أن يكون لها أي خطوط اتصال مع حميدتي، وسيظل موقفها ثابت من التعامل مع أي مليشيا في السودان وغير السودان، كما تستطيع مصر أن تفرق بين علاقاتها الخارجية وأمنها القومي، ولا يمكن أن تكون علاقتها مع حفتر أو غيره على حساب أمنها وسلامتها، وهي تراقب كل الأوضاع بدقة، لكنها قد لا تعلنها، فهي لها حساباتها الداخلية وتتدخل وفق ماتراه مناسباً لأمنها دون توريط أو تفريط.

ويبقى السؤال مطروحا حول دلالات توقيت زيارة البرهان لمصر والهدف منها ومايترتب عليها.

زيارة طبيعية

مساعد وزير الخارجية المصري ومسؤول إدارة السودان بالخارجية المصرية السابق السفير حسام عيسى، يرى من جانبه أن زيارة البرهان لمصر طبيعية، وأنها بين حليفين مهمين (السيسي- البرهان) في هذه المرحلة الدقيقة بالنسبة للسودان عسكريا وسياسيا وخارجيا، وتستوجب المشاورات على هذه المستويات. وقال عيسى لـ “المحقق” إنه على المستوى العسكري هناك احتدام للمعارك في مناطق كردفان والفاشر والمثلث الحدودي، وكلها مناطق مهمة لمداخل دارفور، والتي عقبت انتصارات الجيش السوداني في الوسط النيلي، مضيفاً على المستوى السياسي، هناك حكومة جديدة تتشكل في السودان، وهناك عدد من الموضوعات حولها، خاصة مشكلة نصيب الحركات المسلحة فيها -وفق إتفاقية جوبا للسلام-، وتابع هناك أيضا على المستوى الخارجي جلسة لمجلس الأمن بخصوص السودان، طالبت بالمساعدات الإنسانية وفتح المعابر وتسهيل وصول الإغاثة، وكذلك استجابة الجيش لهدنة في الفاشر لم يقبلها الدعم السريع، وهاجم المدينة في اليوم التالي للهدنة، مشيرا إلى نزوح الآلاف من الفاشر إلى مناطق أخرى لانهيار الخدمات بالمدينة، وإلى المصاعب التراكمية من انتشار الكوليرا ونقص الأدوية وغيرها من المشاكل التي يواجهها السودانيون من مليشيا الدعم السريع، لافتا إلى زيارة البرهان إلى أسبانيا وحضوره مؤتمر دولي بها، وإلى التأكيد على دلالة شرعية مجلس السيادة والقوات المسلحة.

تحالف استراتيجي

وأكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن تصريحات حميدتي الأخيرة ومغازلته لمصر لن تؤثر على موقف القاهرة من القوات المسلحة السودانية، وقال إن الرئيس السيسي أكد على موقف مصر المبدئي في السودان في لقائه مع البرهان، مضيفا أن الفترة القادمة ستشهد الإفتتاح الرسمي لسد النهضة هذا العام، وكان لابد من التنسيق مجددا في هذا الملف بين البلدين، وكذلك المشاكل الإقليمية الأخرى المحيطة بالدولتين، والتأكيد على سلامة حركة النقل والملاحة بالبحر الأحمر، وتابع يضاف إلى كل هذه القضايا موضوع إعادة الإعمار في السودان ومساهمة مصر فيه وإعادة تأهيل الطرق والكباري والبنية التحتية التي دمرتها الحرب، علاوة على العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم الشراكة الإقتصادية بينهما وتطوير مشروع الربط الكهربائي من 70 ميجاوات حتى 100 ميجاوات، مشددا على طبيعة التحالف الاستراتيجي بين البلدين وأهميته، وعلى ضرورة تبادل الزيارات واللقاءات على كافة المستويات.

صيانة المصالح

ولفت عيسى إلى تزامن زيارة البرهان للعلمين مع زيارة حفتر لها، وقال إنه بعد تسريب دخول قوات حفتر المثلث الحدودي مع قوات الدعم السريع، أتوقع أن تتطرق الزيارتين لمثل هذه المشاكل من أجل صيانة المصالح المشتركة، مضيفا أن هناك أمن مشترك وحدود مشتركة، وأن كل دولة لابد أن تراعي أمن ومصالح الدولة الأخرى، لأن مايحدث على أي منهم ينعكس على الأخرى، مشيرا إلى ماتردد عن امكانية لقاء ثلاثي بين السيسي والبرهان وحفتر، متسائلا مالذي يمنع إعلان هذا اللقاء إذا كان قد تم بالفعل، وقال ليست هناك معلومات حول هذا اللقاء حتى اللحظة، ولكن هذا لا يمنع في الوقت نفسه أن هناك دور مصري مهم من أجل التنسيق الأمني بين الأطراف الثلاثة، مجددا التأكيد على أن هناك ثقة متبادلة بالنسبة لخيار مصر في هذا التوقيت، وأن هذا الخيار لن يتغير، وقال إن القوات المسلحة هي صمام أمان الدولة السودانية وعمودها الفقري، وإن المليشيا هي سبب عدم الاستقرار، ولا يوجد ما يغير هذا الموقف المبدئي لمصر، مضيفا وإذا كانت مصر تسعى للتواصل مع الأطراف، فهذا من أجل وقف اطلاق النار، وتابع لكن يظل الطرف الرئيس لها هو الحكومة ومؤسسات الدولة السودانية والتي ترى مصر في استمرارها ضمانة للأمن القومي ووحدة الدولة وسلامة أراضيها، لافتا إلى أن مؤسسات الدولة ليست تعبيرا عن ولاءات قبلية أو طائفية أو فكرية وإنما ولاءً للوطن بكافة مكوناته.

القاهرة – المحقق – صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: زیارة البرهان البرهان لمصر الدعم السریع بین البلدین فی السودان أن مصر

إقرأ أيضاً:

السودان ومجلس الأمن الدولي: سبع جلسات في الأشهر الستة من هذا العام، ماذا هناك ؟

إذا تجاوزنا حساب الجلسات التي عقدها مجلس الأمن الدولي، بخصوص السودان، خلال العام 2024، فإننا نلاحظ أن المجلس خصص لموضوعات السودان، منذ بداية هذا العام، نحو سبع جلسات أو يزيد، إذ لم يكد يمضي شهر من الشهور الستة الماضية، إلا وتم عرض موضوع السودان على أنظار المجلس، مع ملاحظة أن المجلس خصص في مايو الماضي جلستين لموضوع السودان، الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام حول المقصد النهائي الذي ترمي إليه “حاملة القلم”، حكومة المملكة المتحدة، من وراء ذلك.

آخر جلسة عقدها مجلس الأمن حول السودان كانت يوم الجمعة الماضي، وكانت من شقين، جلسة مفتوحة و أخرى مغلقة، بحث فيهما تطورات أوضاع السودان وخصص غالبية مداولاته فيها للأوضاع الإنسانية.

و تأتي جلسة الجمعة الماضية ضمن سلسلة طويلة من الجلسات العلنية و المغلقة ظل يعقدها المجلس منذ اندلاع الحرب فى السودان و بصورة مكثفة خلال هذا العام، كما أشرنا، دون الخروج بنتائج ملموسة تفضي إلى إنهاء الحرب و المعاناة الإنسانية للملايين من النازحين و المحاصرين من خلال الضغط على مليشيا الدعم السريع المتمردة و رعاتها الإقليميين، وإلزامهم بوقف تقديم الدعم العسكرى و اللوجستي للمليشيا.

ويرى مختصون في شؤون مجلس الأمن، أن السبب الرئيسي وراء عجز المجلس عن اتخاذ خطوات و قرارات أكثر حسماً تجاه المليشيا و تصنيفها كجماعة إرهابية، ومعاقبتها على عدم تنفيذ قراراته، يعود إلى للنفوذ الكبير للراعية الاقليمية للمليشيا، وعلاقاتها المتشعبة مع عدد من الدول دائمة العضوية فى المجلس، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

متحدثون راتبون
خلال الجلسات المتتابعة للمجلس، طوال الأشهر الستة الماضية، يتم التركيز على الجوانب الإنسانية والمعاناة التي يتعرض لها السودانيون جراء الحرب، وغالباً ما تتحدث مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام، مارثا أما أكيا بوبي، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، والمبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة، كما درج المجلس على الاستماع لمن يسميهم “ممثلي المجتمع المدني” وهم في الغالب، ناشطين، تمولهم منظمات دولية.
وفي حال كان موضوع إحدى هذه الجلسات مخصصاً للقضايا الصحية مثلاُ يخاطب الجلسات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أو أحد مدراء منظمة أطباء بلا حدود.

ردود السودان
وما لم تكن الجلسة مغلقة – وقد حدث هذا مرة واحدة على الأقل – تحاط البعثة الدائمة للسودان في نيويورك علماً بالجلسة وأجندتها، مسبقاً، وتعد ردها الكتابي على التقارير التي تعرض أمام الأعضاء، حتى كاد السفير الحارث إدريس أن يصبح العضو رقم (16) في مجلس الأمن!!

مطالب على المنضدة
وقد ظل السودان، عبر مندوبه الدائم، يضع أمام المجلس مطالب محددة كل مرة ، يمكن إجمالها في إدانة سلوك المليشيا المتمردة واعتبارها جماعة إرهابية وحظر أنشطتها وتحركاتها، وتصنيف قادتها عناصر إرهابية و إدانة سلوك دولة الإمارات لتورطها في الانتهاكات الممنهجة والإبادة الجماعية بالسودان، والضغط عليها لوقف دعمها للمليشيا المتمردة وإلزامها بدفع تعويضات عن الخسائر التي لحقت بالسودان والسودانيين.

حاملة القلم :
مصدر دبلوماسي رفيع تحدث لـ”المحقق”، آثر حجب اسمه، قال إن مجلس الأمن عقد عدة جلسات بخصوص الحرب فى السودان معظمها بإيعاز من بريطانيا، كونها، فيما يتعلق بأوضاع السودان فإن كل المبادرات و مشروعات القرارات تصدر عنها، باعتبار أنها حاملة القلم عن السودان، وهذا وضع قد يحتاح أن يعيد السودان النظر فيه !!

جانبها التوفيق
المصدر أكد بأن بريطانيا لم توفق إطلاقاً حتى قبل الحرب، في محاولاتها لتمرير أجندة بعينها، وقد لازمها ذلك منذ أيام بعثة فولكر .

و اعتبر المصدر أن كل ذلك يأتي فى إطار محاولات ضغط من بريطانيا، التي تقف إلى جانبها كل من أمريكا و فرنسا، بهدف الإضرار بالحكومة القائمة في السودان.

و مضى المصدر قائلاً: “لحسن الحظ لم يوفقوا حتى تم طرد فولكر رغماً عن أنفهم” وأن الشئ الوحيد الذي نجحوا فيه هو التمديد لفريق الخبراء المعني بالعقوبات على دارفور حيث تم ذلك بعد أن كان، في فترة من الفترات، على وشك إلغاؤها لكن نجحوا فى الابقاء عليها.

لهذا ..فشلوا
أما فيما يلي موضوع الحرب في السودان و فرض عقوبات فلم ينجحوا فيها إطلاقاً بفضل حسن التنسيق مع كل من روسيا و الصين.

الطرفان
المصدر أشار إلى أن جلسات المجلس دائماً تركز تحديداً في حالة فرض عقوبات أن تفرض على الطرفين كما يسمونهم “طرفي القتال”، و تتم المطالبة بأن يجلسوا لطاولة المفاوضات

إلى ماذا ترمي حاملة القلم؟
مصادر دبلوماسية في نيويورك تتابع أعمال مجلس الأمن، تحدثت إلى موقع “المحقق” الإخباري، أبدت خشيتها من أن المجموعة الغربية ممثلة في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، تخطط لشكل من أشكال “التدخل الإنساني” في السودان، خاصة وأنها سبق وأن ألمحت لذلك، وحاولت أن تمهد لقرار يحدد مناطق “محايدة” داخل البلاد تكون خارج سيطرة الدولة، يؤوب إليها السودانيون لتلقي العون الإنساني، وتدار بواسطة الأمم المتحدة.

المحقق – مريم أبشر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الخرطوم تعود بهدوء الحسم وذكاء الخطاب
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • السودان ومجلس الأمن الدولي: سبع جلسات في الأشهر الستة من هذا العام، ماذا هناك ؟
  • عبد القيوم: زيارة المشير حفتر لمصر تأتي في ظل متغيرات إقليمية حساسة
  • حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً
  • “مواصلة التنسيق والعمل المشترك”.. السيسي يستقبل البرهان في العلمين
  • تكهنات بلقاء سري بين البرهان وحفتر
  • البرهان ينتزع وعودا من الاتحاد الأوربي.. ما هي؟
  • البرهان يخاطب العالم من أوربا