إن أنظار العالم منصبة على الجامعات الأمريكية، حيث أشعلت الاحتجاجات وحملات القمع اللاحقة مجموعة واسعة من ردود الفعل التي تتراوح بين الإعجاب والإدانة. ووفقا لنيويورك تايمز، من باريس إلى طهران، هيمنت مشاهد المعارضة وردود الفعل العنيفة على العناوين الرئيسية والمحادثات، مما يعكس ليس فقط الخلاف الأميركي، بل أيضاً التصورات العالمية لقيم الأمة وأفعالها.

فرنسا: تحذيرات
في فرنسا، يُنظر إلى الاحتجاجات من خلال عدسة التحذيرات، مع إثارة المخاوف بشأن استيراد الحركات الثقافية الأمريكية التي تهدد القيم الجمهورية الفرنسية. ووصف رئيس الوزراء غابرييل أتال الاحتجاجات بأنها فرض لأيديولوجيات عبر المحيط الأطلسي، مما يسلط الضوء على الانقسام بين أولئك الذين يتبنون المظاهرات وأولئك الذين يشعرون بالقلق من آثارها.

مصر: تحول في ديناميكيات السلطة
تستعرض وسائل الإعلام المصرية الاحتجاجات في الحرم الجامعي بالولايات المتحدة لانتقاد مصداقية واشنطن في مجال حقوق الإنسان، ومقارنتها بتجاربها الخاصة. بالنسبة للنقاد المصريين، فإن صور وحشية الشرطة في الجامعات الأمريكية بمثابة تذكير قوي بديناميكيات السلطة والنفاق الأمريكي المتصور.

ألمانيا: مواجهة معاداة السامية
في ألمانيا، ركزت التغطية الإعلامية للاحتجاجات الأمريكية بشكل حاد على حلقات معاداة السامية، مما دفع إلى التفكير في السياسات المحلية فيما يتعلق بالانتقادات العامة لإسرائيل. يسلط السرد الضوء على الحساسيات الألمانية تجاه معاداة السامية والتحديات المتمثلة في الموازنة بين حرية التعبير والمسؤوليات التاريخية.

الصين: السرد المضبوط
تتجنب وسائل الإعلام الصينية إلى حد كبير تغطية الاحتجاجات في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة، مما يعكس خوف الحكومة من معارضة مماثلة داخل حدودها. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام القومية تصور الأحداث على أنها مؤشر على انقسامات مجتمعية أوسع في الولايات المتحدة، مما يخدم روايتها عن استقرار الصين وقوتها.

كولومبيا: التضامن مع فلسطين
تقدم الصحف الكولومبية الدعم لاحتجاجات الطلاب، وتستخدمها كمنصة لرفع مستوى الوعي حول الأزمة الإنسانية في غزة. يتماشى قرار الرئيس غوستافو بيترو بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مع مشاعر الاحتجاجات، ويؤكد التضامن مع القضية الفلسطينية.

إيران: انتقاد النفاق الأمريكي
تصور وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية احتجاجات الحرم الجامعي في الولايات المتحدة كدليل على المعايير المزدوجة التي تتبعها أمريكا فيما يتعلق بحرية التعبير. وتقترن صور حملات القمع التي تقوم بها الشرطة بتاريخ إيران الخاص بالنشاط الطلابي، مما يرسم أوجه تشابه وينتقد التناقضات الملحوظة في السياسات الأمريكية.

وفقا لنيويورك تايمز، الاستجابة العالمية لاحتجاجات الحرم الجامعي في الولايات المتحدة تؤكد مدى تعقيد التصورات الدولية للقيم والأفعال الأمريكية. فمن المخاوف بشأن الإمبريالية الثقافية إلى انتقادات النفاق، تخدم المظاهرات كمرآة لا تعكس المجتمع الأميركي فحسب، بل تعكس أيضاً وجهات النظر والاهتمامات المتنوعة في العالم. ومع استمرار الاحتجاجات، فإنها لا تثير التأمل الداخلي فحسب، بل إنها تثير أيضا التدقيق العالمي، وتكشف عن خطوط الصدع وتتحدى الافتراضات حول الديمقراطية والحرية والعدالة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة وسائل الإعلام الحرم الجامعی

إقرأ أيضاً:

تأبين الأمم المتحدة للرئيس الإيراني الراحل يشهد احتجاجات وتجاهلا أوروبيا وأمريكيا

رفضت دول في الغرب وفي شرق أوروبا يوم الخميس، المشاركة في تأبين الجمعية العامة للأمم المتحدة للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي وسط احتجاجات على ذلك.

ويعد تأبين رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليس أمرا مفاجئا، فمن المتعارف عليه أن تعقد المنظمة العالمية المؤلفة من 193 عضوا جلسة عامة لتأبين أي رئيس دولة يتوفى وهو في المنصب.

إقرأ المزيد الولايات المتحدة تقاطع مراسم إحياء ذكرى رئيسي في الأمم المتحدة

غير أن ما حدث، يوم الخميس، ويعتبر مفاجئا إلى حد بعيد، هو أن ممثلي المجموعات الإقليمية لإفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هم من تحدثوا فقط في مراسم التأبين.

ولم تكن هناك أي تصريحات من مجموعة أوروبا الغربية ولا أوروبا الشرقية ولا من الولايات المتحدة، التي عادة ما تكون آخر المتحدثين باعتبارها الدولة المضيفة للمنظمة الأممية.

وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيت إيفانز، إن "الولايات المتحدة لن تحضر مراسم تأبين الرئيس رئيسي التي تنظمها الأمم المتحدة اليوم بأي صفة.. لقد شارك رئيسي في العديد من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، وقد وقعت بعض أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان المسجلة خلال فترة ولايته".

وأضاف: "يجب على الأمم المتحدة أن تقف إلى جانب الشعب الإيراني".

وبينما كانت مراسم التأبين تجرى في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، رفع أكثر من 100 متظاهر لافتات في الشارع المقابل لمقر المنظمة كتبوا عليها عبارة "عار على الأمم المتحدة أن تقيم مراسم تأبين لرئيسي".

وقبل الجلسة، بعث 45 من المسؤولين والخبراء والسفراء والقضاة الحاليين والسابقين في الأمم المتحدة رسالة مشتركة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش احتجاجا على تأبين الرئيس الإيراني الراحل.

المصدر: "أ ب"

مقالات مشابهة

  • منظمات إسرائيلية تقمع داعمي فلسطين في الجامعات الأمريكية.. تعرف على أبرزها
  • منظمات إسرائيلية تقمع داعمي فلسطين في الجامعات الأميركية.. تعرف على أبرزها
  • المنتخب المغربي يستعد لتجنب أي مفاجآت في مواجهة زامبيا في تصفيات مونديال 2026
  • تأبين الأمم المتحدة للرئيس الإيراني الراحل يشهد احتجاجات وتجاهلا أوروبيا وأمريكيا
  • مئات المحتجين يتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية في بروكسل تنديدا بالهجوم على غزة
  • بعد فشل التفاوض مع المناصرين لفلسطين.. "واين ستيت" الأمريكية تعلق الدراسة
  • جنود أوكرانيون يوضحون لـCNN كيف جعلتهم الدبابات الأمريكية أهدافا للضربات الروسية
  • أيهما أكثر تأثيراً خلال الحروب: الإعلام التقليدي أم الرقمي
  • بعد فشل التفاوض مع المناصرين لفلسطين.. واين ستيت الأمريكية تعلق الدراسة
  • عن جذور العلاقات الأمريكية الصهيونية