الجديد برس:

اعتقلت السلطات الأمريكية أكثر من 2000 طالب في الكليات والجامعات الأمريكية، منذ 18 أبريل الماضي، وأصبح طلاب جامعة كولومبيا هم حملة لواء النضال المؤيد لفلسطين.

وقالت طالبة الدراسات العليا في السنة الثانية في كلية الصحة العامة في جامعة كولومبيا، دو هي تشوي، عن مشاركتها في الاحتجاجات وقد اختارت عدم استخدام اسمها الحقيقي لحماية نفسها، إذ قامت إدارة الجامعة بقمع المتظاهرين الشباب وفصلهم وإيقافهم تعسفياً، إنّ وخلال الاحتجاجات ضد الحرب الدموية على غزة، التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأودت بحياة أكثر من 34 ألف فلسطيني، اعتقل الطلاب وتم إيقافهم عن الدراسة وتعرضوا للتهديد بالترحيل، بعد مشاركتهم في الاحتجاجات.

وأضافت أن “طلاب الجامعة تلقوا بريداً إلكترونياً من رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، قبل يوم تقول فيه إن الطلاب الذين احتلوا مبنى هاملتون هول، سيواجهون الطرد”.

وأردفت تشوي، قائلةً: “نحن لسنا متأكدين ما إذا كان هذا يعني أنه سيتم طردهم .. ولكن هذا بالتأكيد شيء سيتعامل معه هؤلاء الطلاب عند إطلاق سراحهم من السجن، ونحن نعلم أيضاً أن الطلاب الذين يحملون تأشيرات طلابية ويتم اعتقالهم أو تجري معاقبتهم وإيقافهم عن الدراسة سيتعرضون لخطر إنهاء تأشيراتهم على الفور”، مؤكدةً أنه: “لم أسمع عن أمثلة على ذلك حتى الآن، ولكن لسوء الحظ، نحن قلقون لأن هذا تهديدٌ وشيك”.

ووفقاً لوسائل إعلام أمريكية، كان الاستيلاء على قاعة “هاملتون” نقطة تحول جديدة في التظاهرات، التي استمرت لمدة أسبوعين في حرم جامعة كولومبيا.

قاعة “هند” بدلاً عن “هاملتون هول”

وكان الطلاب المتظاهرون في جامعة كولومبيا، قد اقتحموا مبنى قاعة “هاملتون هول” في الحرم الجامعي، وأعادوا تسميتها باسم قاعة “هند” تكريماً لهند رجب، الفتاة البالغة من العمر ستة أعوام، التي قُتلت في عدوانٍ إسرائيلي على سيارة عائلتها بعد أن توسلت إلى المسعفين لإنقاذ حياتها، في مكالماتٍ مُروعة نُشرت في شبكة الإنترنت.

لم يكن اقتحام قاعة “هاملتون” حدثاً جديداً على طلاب جامعة كولومبيا، فقد سار المتظاهرون الشباب على خُطى المتظاهرين المناهضين للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذين استولوا على  القاعة ذاتها في العام 1985، وكذلك أولئك الذين عارضوا حرب فيتنام، في العام 1968.

وأضافت تشوي: “تحفزنا قصة اقتحام القاعة في العام 1985، ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا التي يتحدث عنها الكثير من الطلاب، وتحكي عنها الكثير من وسائل الإعلام، واقتحامها في العام 1968، والتي كانت ضد حرب فيتنام، لقد ألهمتنا هذه القصص حقاً”.

حراك طلابي بحت

فيما أشاد 3 من قادة الطلاب السابقين في جامعة كولومبيا، في الثمانينيات، وهم عمر البرغوثي، وتاناكيل جونز، وباربرا رانسبي، بشجاعة الطلاب الناشطين المتضامنين مع فلسطين، في مقالتهم الافتتاحية، في 3 مايو الجاري، في صحيفة “الغارديان” البريطانية، إذ تحدثوا دفاعاً عن المتظاهرين في الجامعة، وأكدوا حق مطلبهم في إنهاء العدوان على قطاع غزة والإبادة الجماعية.

وشدد الخريجون الثلاثة على أن “الشباب أصبحوا مرةً أخرى ضمير الأمة والعالم”. ومضت تشوي، في دحض الافتراضات التي عبرت عنها سلطات مدينة نيويورك، وكذلك الصحافة الأمريكية الرئيسية، بأن الاحتجاجات قادها بعض “المحرضين الخارجيين”.

وشددت على أن “الحراك طلابي بحت”، مشيرةً إلى أن “الاعتقالات والقمع المستمرين من جانب سلطات الجامعة لا يؤديان إلا إلى تعزيز قوة التظاهرات”.

وأظهرت صور حية، تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن ضباط إنفاذ القانون توغلوا في موقع معسكر جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

وسُمع دوي انفجارات عندما بدأ ضباط دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا في هدم الحواجز خارج مخيم جامعة كاليفورنيا في وقتٍ مُبكر من صباح الخميس الماضي، واحتجاز المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الموقع.

وشوهد ضباط وحدة العمليات الخاصة التابعة لحزب الشعب الجمهوري في لقطات فيديو وهم يرتدون ملابس مكافحة الشغب التابعة لشرطة مكافحة الشغب ويرتدون الخوذات والأقنعة الواقية من الغاز والأربطة ويجهزون هراواتهم عند دخولهم المعسكر، بينما سُمعت صرخات من خلف المتاريس.

وقبل يومين، صوت مجلس النواب الأمريكي، بأعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لصالح قرار توسيع التعريف المعتمد في وزارة التعليم لمصطلح “معاداة السامية”.

وجاءت هذه الخطوة رداً من السلطات على التظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية نصرةً لفلسطين، والتي تتوسع بشكل مؤثر وفعال في الأسابيع الأخيرة.

ويتهم المسؤولون الأمريكيون الطلاب المتظاهرين  بـ”معاداة السامية” ورفع شعارات “معادية لإسرائيل”.

وتتصاعد موجة الاحتجاجات الطالبية منذ أسبوعين في الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوروبية، نصرةً لفلسطين المحتلة، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي وقتٍ سابق، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن هذه التحركات لن تجعله يعيد النظر في السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، مضيفاً أن الاحتجاجات الجامعية تضع الحق في التعبير وسيادة القانون “على المحك”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: جامعة کولومبیا فی العام

إقرأ أيضاً:

جامعة هارفرد تقيم حفل تخرج طلابها وسط معركة قضائية مع إدارة ترامب

نظمت جامعة هارفارد، إحدى أعرق الجامعات في العالم، حفل تخرج طلابها لعام 2025 في أجواء احتفالية تقليدية، تخللتها كلمات مؤثرة وموسيقى، رغم تصاعد التوتر بينها وبين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تشن حملة قضائية وإدارية ضد الجامعة.

يأتي الحفل هذا العام في ظل نزاع قضائي محتدم، بعدما اتخذت إدارة ترامب سلسلة من الإجراءات تستهدف جامعة هارفارد، شملت: السعي لمنعها من استقبال الطلاب الأجانب، وفسخ عقودها مع الحكومة الفيدرالية، وخفض المساعدات المالية الممنوحة لها بمليارات الدولارات، وإعادة النظر في وضعها كمؤسسة معفاة من الضرائب.

أخبار متعلقة الاحتلال يقبل خطة "ويتكوف" لوقف إطلاق النار في غزة جنوب إفريقيا.. السجن مدى الحياة لأم باعت ابنتها مقابل 1100 دولار

وقدمت هارفارد طعنًا قضائيًا ضد جميع هذه التدابير، وعدّتها إجراءات انتقامية تهدد الحرية الأكاديمية واستقلال المؤسسات التعليمية.

خلفية النزاع

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أطلق ترامب هجومًا واسعًا على الجامعات الكبرى، متهمًا إياها بنشر أيديولوجيا "الووك"، التي تشير إلى التوعية بقضايا العنصرية والتمييز.
ويأخذ على جامعة هارفرد دعمها للتنوع وسماحها بالتظاهرات المؤيدة لغزة، واصفًا ذلك بـ"معاداة السامية".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جامعة هارفرد تقيم حفل تخرج طلابها - New York Times

قال ترامب: "جامعة هارفارد تعامل بلادنا بقلة احترام، وتمضي أبعد في ذلك".

كريم عبد الجبار يتضامن مع هارفرد

شهد حفل التخرج كلمة مؤثرة من أسطورة كرة السلة والناشط الحقوقي كريم عبد الجبار، الذي أعرب عن تضامنه مع الجامعة قائلًا: "عندما حاولت إدارة متسلطة ترهيب هارفرد وتهديدها للتخلي عن حرية التعبير، رفض د. آلان غاربر الضغوط غير القانونية وغير الأخلاقية".

وشبه عبد الجبار رئيس الجامعة ببطلة الحقوق المدنية روزا باركس.

الطلاب الأجانب في قلب الأزمة

يمثل الطلاب الأجانب نحو 27% من طلاب جامعة هارفرد، ما يجعلهم عنصرًا رئيسيًا في إشعاع الجامعة العالمي، ومصدرًا مهمًا لتمويلها. لكن قرارات ترامب دفعت العديد منهم إلى التفكير في الانتقال إلى جامعات أخرى، وفق ما صرحت به مورين مارتن، مديرة خدمات الهجرة في الجامعة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إدارة ترامب تشن حملة قضائية وإدارية ضد جامعة هارفارد - متداولة

وقالت مارتن إن "العديد من الطلاب الدوليين يشعرون بضغط نفسي يؤثر على صحتهم العقلية وقدرتهم على التركيز".

القضاء الأمريكي يتدخل

بالتزامن مع مراسم التخرج، يعقد قاضٍ فدرالي في بوسطن جلسة استماع بشأن قانونية إلغاء حق استقبال الطلاب الأجانب.
وكانت القاضية أليسون بوروز علقت هذا الإجراء مؤقتا لصالح هارفرد.

ومن أمام الجامعة، تظاهرت القاضية السابقة في قضايا الهجرة باتريشا شيبرد مرتدية ثوب القضاء ورافعة لافتة كتب عليها: "من أجل حكم القانون".

وقالت في تصريح لـ"فرانس برس": "لا يبدو لائقًا أن ينخرط رئيس في أفعال مدفوعة بالانتقام تجاه جامعة وطنية".


مقالات مشابهة

  • جامعة القاهرة تتحمل مصروفات طالب الديلفري دعماً لمستقبله.. خاص
  • طلاب جامعة كامبريدج البريطانية يعيدون إطلاق مخيم مؤيد لفلسطين
  • الدكتور أحمد رجب" لـ "الفجر": نمنح طلاب ذوي الهمم كل التيسيرات وتطوير المدن الجامعية مستمر طوال الصيف
  • سلطان بن أحمد القاسمي يثمن حصول جامعة الشارقة على “بلاتيني التعليم والأبحاث”
  • نائب رئيس جامعة أسيوط يتابع أعمال تطوير وتجميل شارع المدينة الجامعية للطلاب
  • إدارة جامعة هارفارد تزيل لافتتين خلال حفل التخرج (شاهد)
  • صحيفة لطلاب الجامعة: إزالة لافتات مؤيدة لغزة بسرعة خلال حفل تخريج طلاب هارفارد
  • جامعة هارفرد تقيم حفل تخرج طلابها وسط معركة قضائية مع إدارة ترامب
  • طلاب جامعة أسيوط التكنولوجية يحصلون على مراكز متقدمة في الملتقى الثاني لكليات العلوم الصحية التطبيقية
  • أميركا تعتزم إلغاء تأشيرات طلاب صينيين يدرسون في مجالات حسّاسة