مع إعلان إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، الشهر الماضي، العثور على "آثار لفيروس أنفلونزا الطيور في 1 من كل 5 عينات من الحليب المبستر"، أثيرت مخاوف بشأن تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية، وفي مقدمتها اللحوم والبيض والحليب.

ووفقا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، فقد أوضحت إدارة الغذاء والدواء أن الحليب الذي تم اختباره "جاء من عينة تمثيلية على مستوى الولايات المتحدة"، وذلك مع ظهور المزيد من النتائج الإيجابية من الحليب في المناطق التي بها قطعان مصابة من الأبقار المدرة للحليب.

وتنتشر أنفلونزا الطيور بشكل طبيعي بين الطيور البرية، مثل البط والإوز، لكنها يمكن أن تؤثر أيضًا على الطيور المنزلية وحيوانات أخرى.

ففي الولايات المتحدة، أصابت تلك الأنفلونزا أكثر من 90 مليون دجاجة. كما انتشر المرض في 36 مرزعة من المواشي المدرة للحليب في 9 ولايات.

من جانبها، أكدت إدارة الغذاء والدواء أنها "لم تجد أي فيروس حي ومعدي في الأطعمة التجارية". ومع ذلك، فقد اكتشفت شظايا الفيروس في الحليب المبستر، والقشدة الحامضة، والجبن القريش.

وحذر خبراء في الصحة العالمية، في وقت سابق من أبريل، من أن انتشار عدوى أنفلونزا الطيور بين الحيوانات والبشر يمثل "مصدرا للقلق" على الصحة العالمية.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن الخطر الإجمالي الماثل في الوقت الحالي بسبب الفيروس "منخفض"، لكنها حثت الدول على البقاء حذرة ومتأهبة لظهور حالات منقولة من الحيوانات إلى البشر.

وفيما يلي ما قاله خبراء بالأمراض المعدية وسلامة الأغذية، عما إذا كان من الممكن الإصابة بأنفلونزا الطيور من استهلاك الدواجن ولحم البقر والبيض والحليب ومنتجات الألبان الأخرى.

هل يمكن للبشر أن يصابوا بأنفلونزا الطيور؟

يمكن أن يصاب البشر بفيروس أنفلونزا الطيور، لكنه أمر نادر الحدوث، وفقًا للمدير الطبي لعلم الأحياء الدقيقة التشخيصي في مستشفى هيوستن ميثوديست، ويلزلي لونغ. 

وأوضح لونغ في حديث إلى موقع "هيلث" الصحي: "أن الفيروس لا ينتقل بشكل قوي بين الناس، ويتطلب الأمر عادة اتصالاً وثيقاً بالحيوانات المصابة".

وحسب موقع "كليفلند كلينك" الطبي، فإنه يمكن أن يصاب البشر بأنفلونزا الطيور إذا كانوا على اتصال بسوائل جسم حيوان مصاب، مثل البصق (اللعاب)، أو قطرات الجهاز التنفسي أو البراز.

كما يمكن استنشاق الفيروس من جزيئات الغبار الصغيرة الموجودة في بيئات الحيوانات، أو عبر دخوله إلى العين أو الأنف أو الفم بعد لمس سوائل الجسم.

أميركا.. العثور على "أجزاء من فيروس أنفلونزا الطيور" في عينات من الحليب أعلنت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة،  الخميس،  العثور على آثار لفيروس أنفلونزا الطيور في 1 من كل 5 عينات من الحليب المبستر، وذلك وسط مخاوف سابقة أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية بشأن انتشار ذلك الداء بصورة كبيرة بين البشر.

وفي جميع أنحاء العالم، تم تسجيل أقل من ألف حالة معروفة لأنفلونزا الطيور "H5N1" منذ عام 1997، عندما تم اكتشاف المرض لأول مرة بين البشر.

وفي الآونة الأخيرة، أصيب أحد عمال مزرعة  أميركية بالفيروس، بعد احتكاكه مع أبقار في ولاية تكساس.

وفي عام 2022، أصيب شخص آخر بفيروس "H5N1" في ولاية كولورادو خلال عمله في مزرعة دواجن، في حين شملت الحالات الأخرى في الولايات المتحدة  الإصابة بسلالات أقل خطورة.

ويمكن أن تتراوح أعراض المرض من خفيفة، مثل التهاب العين، إلى أكثر خطورة، مثل الالتهاب الرئوي المميت.

هل من الآمن تناول الدجاج والبيض ولحم البقر؟

من المستبعد جدًا أن يصاب شخص ما بأنفلونزا الطيور عن طريق تناول طعام ملوث، وفقا لإيلين فانيير، رئيسة رنامج رعاية الحيوان والأعلاف الحيوانية بمنظمة "NSF International".

وشددت الخبيرة في حديثها إلى موقع "هيلث"، على أن "فيروس H5N1 لا يشكل مصدر قلق على سلامة الأغذية، وأن خطر انتقاله إلى البشر لا يزال منخفضًا".

من جانبه، أوضح لونغ أن صناعة الأغذية في الولايات المتحدة لديها ضمانات لعدم بيع الدواجن المصابة بأنفلونزا الطيور في السوق.

وأضاف: "باعتباره فيروس شديد العدوى ومدمر للدواجن التجارية، فإنه عندما يتم اكتشاف طائر مصاب، يجب التخلص من جميع تلك الطيور في المنشأة وعدم بيعها".

قلق من تزايد انتشار إنفلونزا الطيور بين البشر حذر خبراء في منظمة الصحة العالمية من انتشار عدوى "إنفلونزا الطيور" بين البشر والحيوانات، بما يمثل مصدرا للقلق على الصحة العالمية.

كما فرضت وزارة الزراعة الأميركية (USDA) أيضًا أن يكون اختبار أبقار الألبان سلبيًا بالنسبة للأنفلونزا  الطيور"A" في مختبر معتمد، قبل شحنها وتوزيعها.

وحتى لو وصل الفيروس إلى البيض أو اللحم البقري، فإن "درجة حرارة الطهي العادية"، أو تسخين الأطعمة إلى 165 درجة على الأقل، "من شأنه أن يدمر الفيروس وكذلك البكتيريا المسببة للأمراض الأكثر شيوعًا مثل السالمونيلا"، وفقا للونغ.

ماذا عن الحليب ومنتجات الألبان؟

رغم العثور على جزيئات ميتة من شظايا فيروس الأنفلونزا غير المعدية في الحليب المبستر التجاري، والقشدة الحامضة، والجبن القريش، فقد طمأنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الجمهور بأن إمدادات الحليب آمنة.

وأوضح الخبراء أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بوجود أي فيروس حي في الحليب المبستر، مما يعني أنه خضع لعملية تسخين لقتل مسببات الأمراض المحتملة.

ونبهوا إلى أن "البيانات التي تم جمعها حتى الآن تظهر أن الفيروس، لحسن الحظ، لا ينجو من البسترة"، لافتين إلى أنه "جرى اختبار الحليب المبستر دون العثور على أي فيروس حي"، وبالتالي فإن تلك النوعية من الحليب آمنة للاستهلاك البشري.  

ومع ذلك، ينصح الخبراء بعدم شرب الحليب غير المبستر، الذي يسمى أيضًا بالحليب الخام، وكذلك المنتجات التي تحتوي عليه.

ووفقا للخبراء، فإن "استهلاك الحليب الخام غير المبستر في الولايات المتحدة بالوقت الحالي، أمر محفوف بالمخاطر بالتأكيد". 

كيف نقلل من مخاطر الإصابة؟

بالإضافة إلى تجنب الحليب غير المبستر وطهي اللحوم والدجاج والبيض جيدًا، ينصح أستاذ الطب البيطري بجامعة ميريلاند، ناثانيال تابلانتي، باتخاذ الاحتياطات التي من شأنها أن تساعد في منع انتشار أي مسببات الأمراض.

ولفت إلى أن ذلك يشمل التخزين والتعامل المناسبين مع المنتجات الغذائية من الحيوانات، وكذلك "غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل".

ووفقا للخبراء، فمن المهم أيضًا أن يبقى المرء في الولايات المتحدة على اطلاع بأحدث تطورات أنفلونزا الطيور عن طريق التحقق من المواقع الإلكترونية ذات المصادر الموثوقة، مثل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منه، وإدارة الغذاء والدواء، ووزارة الزراعة الأميركية (USDA).

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فیروس أنفلونزا الطیور إدارة الغذاء والدواء فی الولایات المتحدة بأنفلونزا الطیور الصحة العالمیة الحلیب المبستر العثور على الطیور فی من الحلیب بین البشر یمکن أن

إقرأ أيضاً:

مسارَعةٌ سعوديّة نحو التطبيع

وفي آخرِ تحَرُّكات هذا المسار، قالت وكالةُ الأنباء السعوديّة الرسمية: إن ولي عهد المملكة محمد بن سلمان استقبل، الأحد، مستشارَ الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، والذي تردّد على السعوديّة عدةَ مرات خلال السنوات الأخيرة في إطار العملِ على إبرام صفقة التطبيع بين الرياض والعدوّ الصهيوني.

وقالت الوكالة السعوديّة: إن ابن سلمان وسوليفان “بحثا الصيغةَ شبهَ النهائية لمشروعات الاتّفاقيات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية والتي قارب العمل على الانتهاء منها” وهي إشارة إلى الاتّفاقيات الدفاعية التي تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قبل أسابيع؛ باعتبَارها جُزْءًا من صفقة التطبيع، حَيثُ تطمح السعوديّة للحصول على امتيَازات دفاعية وأمنية من واشنطن مقابل الذهاب نحو العلاقة الرسمية مع العدوّ الصهيوني.

وكان بلينكن قد صرَّحَ قبل أسابيعَ من السعوديّة بأن التوصُّلَ إلى الاتّفاق مع السعوديّة ربما أصبح قريبًا؛ وهو ما يشير إليه حديثُ الوكالة السعوديّة عن “صيغة شبه نهائية” بوضوح.

وبرغم أن النظامَ السعوديَّ يحاول أن يُخفِيَ ما يتعلقُ بالتطبيع في هذا الصفقة، ويبرز الاتّفاقات الأمنية والدفاعية على الواجهة؛ ليجعل الأمرَين يبدوان وكأنهما منفصلان، فَــإنَّ سوليفان الذي يزور السعوديّة حَـاليًّا كان قد أكّـد مطلع مايو الجاري على أنه لن يكون بالإمْكَان إبرام أية اتّفاقات دفاعية مع السعوديّة بدون موافقتها على التطبيع مع العدوّ الصهيوني.

وقال سوليفان وقتها في تصريحات نقلتها صحيفة “فايننشال تايمز”: إن “الرؤية المتكاملة هي تفاهم ثنائي بين الولايات المتحدة والسعوديّة مصحوبًا بالتطبيع بين إسرائيل والسعوديّة” مُشيراً إلى أن “كل ذلك يجب أن يأتي معًا، ولا يمكن فصل جزء عن الآخر”.

وأضاف: “أتوقَّعُ أن تسمعوا في الأشهر المقبلة من الرئيس والآخرين منا المزيدَ عن الطريق الذي نعتقدُ أنه يمكن أن يؤدي إلى “إسرائيلَ” أكثر أمنًا ومنطقة أكثر سلمًا”.

وبدلًا عن الحديث عن التطبيع، لجأت الوكالة السعوديّة إلى رفع عنوان خادع، حَيثُ قالت: إن ولي العهد السعوديّ ناقش مع سوليفان “إيجاد مسار ذي مصداقية نحو حَـلّ الدولتين بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني” وهي محاولة مكشوفة لتقديم خدعة حَـلّ الدولتين كمطلب فلسطيني؛ مِن أجلِ إظهار صفقة التطبيع كإنجاز في سبيل مصلحة الفلسطينيين، حَيثُ تطلب السعوديّة من الولايات المتحدة أن تقنع العدوّ الصهيوني بالتجاوب مع مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية صغيرة؛ مِن أجلِ إتمام صفقة التطبيع والترويج لها كحل حقيقي، على الرغم من أن هذا “الاعتراف” لا يمثل في الحقيقة سوى شرعنة للاحتلال ولاغتصاب معظم الأرض الفلسطينية.

ومع ذلك، فَــإنَّ موقف العدوّ الصهيوني واضح في رفض أي اعتراف بأية دولة فلسطينية؛ ولذلك تتحدث العديد من التقارير أن النظام السعوديّ سيكتفي فقط بتعهد من الصهاينة بالتجاوب مع مسألة حَـلّ الدولتين؛ مِن أجلِ الترويج الدعائي لصفقة التطبيع، ومحاولة تقديمها للرأي العام كإنجاز سياسي.

وبقدر ما يكشفُه الإصرارُ على التطبيع من حرص سعوديّ فاضح على تصفية القضية الفلسطينية وكأنها تشكل تهديدًا له، فَــإنَّه يكشف أَيْـضاً عن عجز واضح لدى نظام الرياض عن التعلم من التجارب والاستفادة من المتغيرات، حَيثُ ترى السعوديّة أن الحصول على اتّفاقيات دفاعية مع الولايات المتحدة يمثل مصلحة كبرى تستحق التفريط لأجلها بأي شيء آخر، لكن الحقيقة هي أن هذه الاتّفاقات لن تمثل حماية حقيقية للسعوديّة التي سبق لها أن لمست فشل الدعم الأمريكي في حمايتها من الضربات اليمنية طيلة سنوات العدوان، كما لمست الانتهازية الأمريكية المهينة في التعامل مع موضوع الحماية بالذات، حَيثُ تحول الأمر في عهد إدارة ترامب إلى ابتزاز علني فاضح للنظام السعوديّ.

هذا أَيْـضاً ما ألمح إليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى ذلك، في خطابه قبل عشرة أَيَّـام، حَيثُ أكّـد أن “مساعي البعض لعقد اتّفاقيات حماية مع الأمريكي لن تنفع، بل ستفتح الباب للابتزاز الدائم”.

وفي الوقت الذي ترى فيه السعوديّة أن الاتّفاقات الأمنية ستحمي المملكة من أية تهديدات، فَــإنَّها تتجاهل حقيقة أن التهديدات التي تواجهها المملكة تأتي نتيجةَ إصرارها على تنفيذ المشاريع والتوجّـهات الأمريكية في المقام الأول، وبالتالي فَــإنَّ استمرارَ هذه العلاقة مع الولايات المتحدة هي مصدر التهديد، كما أن أية اتّفاقيات دفاعية مع واشنطن قد تزيد الضغط على السعوديّة للتورط أكثر في حروب وصراعات الولايات المتحدة في المنطقة؛ بذريعةِ “الدفاع المشترك”.

وفي هذا السياق أَيْـضاً يرى تحليل نشرته وكالة “رويترز”، تزامنًا مع زيارة سوليفان إلى المنطقة (السعوديّة وإسرائيل) أن الاتّفاقيات التي سيتم إبرامها مع السعوديّة لها فوائد استراتيجية عديدة للولايات المتحدة أبرزها “دعم أمن إسرائيل، وبناء تحالف أوسع ضد إيران” وهو ما يعني أن المصالح الأمريكية الخَاصَّة هي الأكثر حضورًا في مشهد السياسة والدفاع والأمن، بل وحتى فيما يتعلقُ بالمشاريع التجارية التي يُفترَضُ أن يتضمنها الاتّفاق، حَيثُ ترى الولايات المتحدة -بحسب تحليل رويترز- أنَّ من المهم “تعزيز العلاقات الأمريكية مع واحدة من أغنى الدول العربية في وقت تسعى فيه الصين إلى توسيع نفوذها في الخليج”؛ أي أن مسار المشاريع التجارية سيكون محكومًا؛ باعتبَارات المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.

وبحسب تحليل “رويترز” أَيْـضاً فَــإنَّ الولايات المتحدة ستستفيد من الاتّفاق مع السعوديّة من خلال “وضع قطاع الصناعة الأمريكي في موقع رئيسي” للفوز بعقود المشاريع في السعوديّة؛ وذلكَ لأَنَّ الشركات الأمريكية “تتنافس مع نظيراتها في روسيا والصين ودول أُخرى على الأعمال التجارية العالمية” بحسب الوكالة؛ الأمر الذي يؤكّـد أَيْـضاً على أن المصالح الأمريكية ستكون مهيمنة على كُـلّ مفاعيل الاتّفاق الذي تسعى السعوديّة جاهِدَةً لإبرامِه وخيانةِ القضية الفلسطينية لأجله.

المسيرة

مقالات مشابهة

  • حفلة الشاى الأمريكية
  • مسارَعةٌ سعوديّة نحو التطبيع
  • طريقة عمل حلوى الموكا بالبسكويت
  • طبيب تغذية يوضح أبرز النصائح لتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي
  • طريقة عمل طاجن أرز المعمر باللحم
  • دعت للاعتراف بالحوثيين كشرعية.. دراسة غربية: كيف يمكن لواشنطن تجنب خسارة الحرب في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • الولايات المتحدة تضغط على الاحتلال الإسرائيلي عبر السعوديين
  • الكيلو ب93 جنيها.. إرتفاع أسعار الدواجن البيضاء بالفيوم
  • سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور تجتاح مدينة نيويورك
  • الدليل قالوا له