مستشفى الصداقة بغزة.. من علاج مرضى السرطان إلى ثكنة للجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
مستشفى الصداقة لعلاج مرضى السرطان في مدينة غزة، بدأ تشييده في 2011 بتمويل من الحكومة التركية، ودخل الخدمة عام 2020 بعد أن تعثرت أشغال بنائه وتجهيزه بسبب ظروف الحصار، وهو الوحيد من نوعه في قطاع غزة. توقف عن الخدمة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بسبب الأضرار البالغة في المبنى وتعطّل الأنظمة الكهروميكانيكية إثر استهدافه بالغارات الجوية الإسرائيلية.
وإضافة إلى ذلك توقف المستشفى بسبب نفاد الوقود والأدوية، وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال أصبح يتخذ من المستشفى ثكنة عسكرية تتمركز فيها عشرات الآليات، كما جرف بعض المنشآت في فنائه.
الموقع والمبنىيقع مستشفى الصداقة في المنطقة الوسطى في قطاع غزة، بمحاذاة شارع الحرية، في واحدة من أفضل مناطق غزة من حيث الهدوء والبيئة الخضراء، حيث اختيرت لتكون مناسبة لعلاج مثل هذا النوع من المرض.
ويتكون المبنى من 8 أجنحة يصل بعضها إلى 6 طوابق، ويتوفر على 200 سرير، ويرتبط بجسر مع مبنى كلية الطب بالجامعة الإسلامية، ويضم أقساما لبنك الدم والعمليات والعلاج الطبي والمناظير والصيدلية والكلى والقلب والحضانة والعيادات الخارجية والأشعة والمختبرات وقاعة للمؤتمرات، ومبنى للإدارة.
أما عن طاقته السنوية فباستطاعته استيعاب 30 ألف مريض، و1700 متدرب ما بين طالب طب وتمريض وخدمات صحية مساعدة.
بدأت أشغال بناء المستشفى عام 2011 على مساحة تبلغ 33 ألفا و400 متر مربع، بتمويل من الحكومة التركية، وبلغت تكلفة بنائه 40 مليون دولار، وتكلفة الأجهزة والمعدات الطبية 10 ملايين دولار وفق تقارير إخبارية.
وأقيم ليكون مركزا لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة، إضافة إلى تدريب طلاب التخصصات الطبية التابعة للجامعة الإسلامية، إلا إنه، وبسبب ظروف القطاع، تأخر اكتمال الأشغال عن الآجال المحددة، كما تأخرت آجال بدء التشغيل بعد انتهاء بنائه.
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية بأنها عطلت افتتاح المستشفى بعد تسلمه في 2017، بينما قال رئيس الوزراء الفلسطيني حينها محمد اشتية "إن إكمال الاتفاق مع الحكومة التركية لتغطية المصاريف التشغيلية هو ما تسبب في تأخير تشغيله".
ولأن انطلاقة العمل تزامنت مع جائحة كورونا (كوفيد-19) فقد تم تحويل المستشفى إلى مرفق لعزل المصابين ومخالطي المرضى.
وابتداء من 2021 نقلت إليه خدمات علاج الأورام بعد أن كانت موزعة في عدد من المستشفيات الحكومية في القطاع، ليكون مركزا متخصصا ومتكاملا والوحيد لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة، وتولت إدارته وزارة الصحة بالتنسيق مع الجامعة الإسلامية في غزة التي بني على أرض تابعة لها.
استهدافات إسرائيليةمع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023 تعرض محيط مستشفى الصداقة لقصف جوي متكرر أصاب بعض أجنحة المبنى وأثر على سير العمل فيه.
وجراء استمرار الاستهدافات ونفاد الوقود ومنع دخول الأدوية، تفاقمت معاناة مرضى السرطان نزيلي المستشفى، ولم تكترث إسرائيل لتحذيرات منظمة الصحة العالمية.
وقال مدير المستشفى صبحي سكيك "إن الاحتلال لا يكتفي بزيادة معاناة مرضى السرطان بحرمانهم من الأدوية والسفر للعلاج خارج غزة، بل أصبح يعرض حياتهم للخطر بالقصف".
الخروج عن الخدمةفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خروج المستشفى عن الخدمة بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الجوي الإسرائيلي، إضافة إلى نفاد الوقود.
كما أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خروج المستشفى عن الخدمة، داعيا لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى.
وغادر مرضى السرطان مستشفى الصداقة التركي مجبرين، وتضاعفت معاناتهم مع المرض وانعدام الأدوية والعلاجات والمنع من السفر بحثا عن العلاج في الخارج أو في القدس والضفة والداخل المحتل، فضلا عن غياب الأمان بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل على مختلف مناطق القطاع.
وبخروجه عن الخدمة انضم مستشفى الصداقة إلى قائمة مستشفيات غزة التي توقفت عن تقديم الخدمات الطبية للمصابين أثناء الحرب، إضافة إلى أكثر من 150 مؤسسة صحية أخرى تعرضت لتدمير جزئي.
ثكنة عسكريةأظهر تحليل الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية في الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وأبريل/نيسان 2024 تزايدت أعداد الآليات العسكرية الإسرائيلية داخل مستشفى الصداقة، الذي حوله الاحتلال إلى ثكنة عسكرية.
كما أظهرت إحاطته بتحصينات ترابية لحماية عشرات الآليات التي تتمركز في محيطه، مع تفريع خط إمداد لوجستي يربط بين المستشفى/الثكنة وما يعرف بـ"طريق نتساريم" الذي استحدثه جيش الاحتلال للفصل بين شمال وجنوب قطاع غزة.
ولم يكن هذا المستشفى إلا واحدا من مجموعة مستشفيات مهمة وكبرى في قطاع غزة استهدفها الجيش الإسرائيلي بالقصف الجوي والاقتحامات، من بينها مستشفى الشفاء ومستشفى كمال عدوان والمستشفى المعمداني ومستشفى ناصر، وغيرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات مستشفى الصداقة مرضى السرطان فی قطاع غزة عن الخدمة
إقرأ أيضاً:
البنك الزراعي يوقع بروتوكول تعاون لدعم مستشفى أهل مصر لعلاج مصابي الحروق
في إطار دوره الوطني ومسئوليته المُجتمعية، وقع البنك الزراعي المصري ومؤسسة أهل مصر للتنمية، بروتوكول تعاون لدعم مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، بما يعكس حرص البنك على دعم المبادرات الرائدة للنهوض بالمجتمع لرفع مستوى معيشة المواطنين وتحسين جودة حياتهم، تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
ووفقاً للبروتوكول، يقوم البنك الزراعي المصري بتقديم الدعم اللازم للمساهمة في تجهيزات غرفة الفرز بقسم الطوارئ وغرفة انتظار المرضى بالعيادات الخارجية بمستشفى أهل مصر لعلاج مصابي الحروق، بما يسهم في تعزيز جهود المستشفى للقيام بدورها الحيوي في تقديم خدمة صحية عالية الجودة بالمجان لإنقاذ حياة مرضى الحروق في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا.
وقع البروتوكول محمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، والدكتورة هبة السويدي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر للتنمية، بحضور سامي عبد الصادق، وغادة مصطفى، نائبا الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، وغادة توفيق، وكيل مُحافظ البنك المركزي المصري للمسئولية المُجتمعية، وعدد من قيادات البنك ومسئولي المؤسسة ومستشفى أهل مصر.
وعلى هامش مراسم توقيع البروتوكول، قام وفد البنك الزراعي المصري بجولة تفقدية داخل أروقة المستشفى؛ للاطلاع على الخدمات التي تقدمها المستشفى لمرضى الحروق، كما استمع وفد البنك إلى شرح مفصل من الأطقم الطبية حول آليات العمل داخل المستشفى والخدمات الطبية المتطورة التي تُقدم للمرضى على مدار الساعة.
وخلال الزيارة، أكد محمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، أن توقيع هذا البروتوكول يمثل تجسيداً للدور الوطني للبنك، ومن منطلق مسئوليته المجتمعية والتي من بين أهدافها المساهمة في دعم المبادرات الرائدة لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، كما أن هذا التعاون يأتي استكمالاً لدور البنك في دعم قطاع الرعاية الصحية بهدف رفع مستوى الخدمات الصحية والمساهمة في تيسير حصول المواطنين عليها.
وأوضح أبو السعود، أن البروتوكول يستهدف تعزيز فعالية واستدامة خدمات الرعاية الطبية لمستشفى أهل مصر التي تُمثل صرحاً طبياً يعمل على تقديم خدمات الرعاية الطبية العاجلة لإنقاذ حياة الآلاف من المواطنين من مصابي الحروق، مثمناً جهود إدارة المستشفى والأطقم الطبية بالمستشفى في توفير متطلبات الرعاية الصحية الشاملة التي تقدمها مجاناً لمرضى الحروق في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، والتزامها بتحقيق أعلى معايير الجودة في رعاية المرضى؛ بما فيها الجوانب النفسية والعلاج الطبيعي.
وأشار إلى أن مساهمة البنك تركزت على تجهيز غرفة الفرز بقسم الطوارئ والتي تستقبل نحو 3500 مريض سنوياً، بالإضافة إلى تجهيز غرفة انتظار المرضى بالعيادات الخارجية والتي يقصدها نحو 22 ألف مريض وعائلاتهم سنوياً، وهو ما يعظم استفادة المستشفى من الدعم الموجه من البنك ويساعدها على القيام بدورها الحيوي في تقديم خدمات صحية عالية الجودة، نظراً لأهمية خدمات الطوارئ في إنقاذ حياة مصابي الحوادث والحروق الذين غالباً ما يفقدوا أرواحهم، نتيجة عدم توافر أقسام طوارئ مجهزة في أغلب المستشفيات ولا يمكن وضعهم على قوائم انتظار مثل أي مريض آخر .
من جانبها، قالت الدكتورة هبة السويدي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر:" أعبر عن امتناني لهذا التعاون البنّاء مع البنك الزراعي المصري، ودعمه لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، الذي يعكس روح المسؤولية المجتمعية والتكاتف من أجل خدمة مرضى الحروق وتحسين جودة الرعاية الصحية".
وأشارت إلى أن توقيع هذا البروتوكول يُعد خطوة مهمة تدعمنا بشكل كبير في تكملة المرحلة الثانية من المستشفى، والتي سوف تمكننا من استقبال عدد أكبر من المرضى وإنقاذ حياتهم موجهة الشكر للبنك الزراعي على ثقته وشراكته الحقيقية في دعم العمل الإنساني.
فيما أكدت غادة توفيق، وكيل مُحافظ البنك المركزي المصري للمسئولية المُجتمعية، على الدور الهام الذي يقوم به القطاع المصرفي في دعم جهود التنمية المستدامة من خلال دعم مشروعات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي، والتي من شأنها إحداث تنمية بشرية متكاملة لبناء المواطن المصري وصولاً لتحقيق رؤية مصر2030، مُثمنة جهود التعاون بين البنك الزراعي المصري ومستشفى أهل مصر، ما يسهم في تقديم خدمات الرعاية الصحية العاجلة لإنقاذ حياة الآلاف من مصابي الحروق.