لمياء الهرمودي (أبوظبي)
شهدت الشمس، أمس، سلسلة من الانفجارات الضخمة، ما أدى إلى إطلاق عاصفة مغناطيسية باتجاه غلاف كوكب الأرض الجوي، وسط مخاوف من أثرها على شبكات الاتصالات ونظم الملاحة والطاقة في عدد من دول العالم.  ورصدت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي الأربعاء الماضي انفجارات كبيرة على سطح الشمس، عدد منها كان باتجاه الأرض، ووصل أثر أحدها للغلاف الجوي يوم الجمعة.

 
وأعلنت الوكالة أن هذه العاصفة الجيومغناطيسية من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات، مشيرة إلى أن «نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي اس) وشبكات الطاقة والمركبات الفضائية والملاحة عبر الأقمار الصناعية وسواها من التقنيات قد تتأثر بسبب هذه العاصفة».

أخبار ذات صلة بدء مرحلة جديدة من ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء «الشارقة الخيرية» تكفل 3200 يتيم في الأردن

البقع الشمسية
قال د. حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة ورئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك: يشهد كوكبنا الأرض في هذه الأيام أكبر وأقوى العواصف مغناطيسية المنبعثة من الشمس منذ أكثر من 21 عاماً، وفي هذه المناسبة تابع مرصد الشارقة الفلكي والمرصد الراديوي الديكامتري التابعين لأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة صباح أمس النشاط غير الطبيعي للبقع الشمسية على سطح الشمس، ولوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد البقع الشمسية على سطح الشمس، كظاهرة لتزايد النشاط والهيجان الشمسي. 
وأضاف: تتميز هذه المناطق النشطة على سطح الشمس والمعروفة بالبقع الشمسية بفارق ملحوظ على درجة الحرارة السطحية لها، إذ تنخفض حرارتها عن حرارة سطح الشمس بمقدار 2000 درجة سيلوسية تقريباً، مما يؤدي إلى ظهورها باللون الأسود المعتم مقارنة بما يحيطها، على الرغم من أنها حمراء اللون، وتتعاظم مساحات هذه البقع وفقاً للنشاطات الشمسية الدورية، وقد تصل إلى أضعاف مساحة سطح الكرة الأرضية، ومن آثار هذه النشاطات تظهر ألسنة لهب عملاقة منطلقة من الشمس، وكذلك الانبعاثات الشمسية الإكليلية، وعند وصول هذه الانبعاثات إلى الأرض تسبب اضطرابات في المجال المغناطيسي الأرض، فضلاً عن التزايد في ظهور ظواهر الشفق القطبي. 
وأشار الدكتور حميد مجول النعيمي إلى أن هذا النشاط الزائد، بالإضافة إلى الازدياد الملحوظ في عدد البقع الشمسية في الأشهر الأخيرة، يؤكد أن الشمس تعافت من مرحلة الخمول التي كانت تمر بها في الأعوام السابقة، والتي كانت جزءاً من دورة النشاط الشمسي التي تمتد إلى أحد عشر عاماً، ومن المتوقع أن يتكرر مثل هذا النشاط وهذه الانبعاثات والانفجارات على سطح الشمس في الأشهر القادمة مع الاقتراب من قمة الدورة الـ25 الحالية للنشاط الشمسي.
التوهج
قال د. النعيمي: يعبر التوهج الذي سُجل أمس للبقعة الشمسية ذات الرقم AR3664 الأقوى ضمن أربع توهجات سابقة في هذه الدورة، حيث وصل إلى أبعد من 200 ألف كم عن سطح الشمس (كما تظهر الصور التي التقطها مرصد الشارقة الفلكي)، كما وصل تأثير الرياح الشمسية إلى الأرض، وظهرت تأثيراته على الغلاف الجو، وسيكون التأثير واضحاً في المناطق القطبية، حيث سيشكل أضواء الشفق القطبي التي يمكن مشاهدتها بوضوح في ليالي تلك المناطق. وبذلك يعتبر هذا الانفجار أو التوهج الأكبر والأضخم منذ أكثر من 21 عاماً.  كما تم تسجيل هذا الانفجار باستخدام التلسكوب الراديوي منخفض التردد في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء على شكل دفقات راديوية شمسية من النوع الثالث، والتي تعد الأكثر شيوعاً وانتقالاً عبر الرياح الشمسية الناتجة من تلك البقعة. وقد ظهر تأثير هذه العاصفة على بعض الاتصالات اللاسلكية عند الترددات الأقل من 35 ميغاهيرتز، وقد تؤثر على أداء بعض الأقمار الصناعية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشمس الأرض الغلاف الجوي الأقمار الصناعية الشارقة جامعة الشارقة الفضاء البقع الشمسیة على سطح الشمس

إقرأ أيضاً:

اكتشاف بصمة يد نادرة عمرها 4 آلاف سنة على قطعة أثرية مصرية

اكتشفت بصمة يد تركت قبل 4 آلاف عام على أثر طيني صنع ليوضع داخل قبر مصري، وذلك أثناء التحضير لمعرض في أحد المتاحف.
وقالت هيلين سترودويك عالمة المصريات في متحف فيتزويليام في كامبريدج إن بصمة اليد الكاملة "النادرة والمثيرة" ربما تكون قد تركها صانع القطعة الذي لمسها قبل أن يجف الطين، بحسب وكالة أنباء بي إيه ميديا البريطانية.
وتم العثور على البصمة على قاعدة "مسكن الروح" - وهو نموذج طيني على شكل مبنى كان يوضع داخل المدفن. ويعود تاريخ الأثر الذي اكتشفت عليه بصمة اليد إلى حوالي 1650-2055 قبل الميلاد. وكان به مساحة أمامية مفتوحة توضع فيها أصناف من الطعام، وفي هذا المثال كانت أرغفة خبز وخس ورأس ثور. وربما كانت مساكن الروح تعمل كصواني للقرابين أو توفر مكانا لروح المتوفى للعيش داخل القبر.
وقالت سترودويك، كبيرة علماء المصريات في متحف فيتزويليام: "لقد رصدنا آثار بصمات أصابع تركت في ورنيش مبلل أو على تابوت في الزخرفة، لكنه أمر نادر ومثير العثور على بصمة يد كاملة تحت مسكن الروح هذا".وتابعت "لقد تركها الصانع الذي لمسها قبل أن يجف الطين"، مضيفة "لم أر مثل هذه البصمة الكاملة على قطعة أثرية مصرية من قبل".
وواصلت الباحثة، وهي أيضا أمينة معرض المتحف الجديد "صنع في مصر القديمة": "يمكنك أن تتخيل الشخص الذي صنع هذا، وهو يلتقطه لنقله خارج الورشة ليجف قبل الحرق".
وقالت "مثل هذه الأشياء تأخذك مباشرة إلى اللحظة التي صنعت فيها القطعة وإلى الشخص الذي صنعها، وهو محور معرضنا". ويشير تحليل القطعة إلى أن الخزاف الذي صنعها قام أولا بإنشاء هيكل من العصي الخشبية ثم غطاها بالطين لصنع مبنى من طابقين مدعوما بأعمدة. ووفقا للباحثين، ربما تكون بصمة اليد التي عثر عليها في الأسفل قد تركت عندما قام شخص ما، ربما الخزاف، بنقل البيت من الورشة ليجف قبل الحرق في فرن. واستخدم الفخار على نطاق واسع في مصر القديمة، ومعظمها كأشياء وظيفية ولكن في بعض الأحيان كقطع زخرفية. وسيعرض مسكن الروح في معرض فيتزويليام "صنع في مصر القديمة" الذي يفتح أبوابه للجمهور في 3 أكتوبر.

أخبار ذات صلة «الفيفا» يحدد موعد مباراتي مصر مع إثيوبيا وبوركينا فاسو لوهافر يستغني عن مهاجمه المصري المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الحجار يستقبل مسؤولًا كويتيًا ويبحث تنظيم ألواح الطاقة الشمسية
  • رصد ست بقعٍ شمسية في سماء المملكة
  • السودان.. الشمس تقترب من الأرض ومنخفض الهند الحراري يواصل سطوته
  • الجزائر.. حالة صحية نادرة تصيب عائلة وتثير القلق
  • لقطات نادرة ومؤثرة من طفولة الأمير مشهور بن سعود
  • ظاهرة الطلاق
  • لولو تتوسع في السعودية بافتتاح هايبرماركت جديد في الدمام وتطلق مشروعاً للطاقة الشمسية دعماً لأهداف الاستدامة
  • اكتشاف بصمة يد نادرة عمرها 4 آلاف سنة على قطعة أثرية مصرية
  • مشاريع الطاقة الشمسية في قطر.. طاقة خضراء في أعماق الصحراء
  • جهود عُمانية في تعزيز الوعي الفلكي وبناء جيل مُستكشف للفضاء