آخر تحديث: 12 ماي 2024 - 11:32 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أکد سفير إيران في العراق، محمد کاظم آل صادقي، اليوم الأحد ، أن الاتفاقية الأمنية بين طهران وبغداد تتضمن ثلاثة بنود، فيما بين ان العراق سدد ما بذمته من ديون.وقال آل صادق في حديث صحفي، إن “الأمريكيين يتلاعبون بالكلمات، لكن الحكومة العراقية والشعب وفصائل المقاومة منزعجون من هذا الأمر ويريدون انسحاب القوات الأمريكية”.
وأضاف “وضعت حكومة السوداني الأساس لإنهاء مسألة انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال فترة رئاسته للحكومة وإنهاء هذا الوجود، وفي هذا السياق، جرت جولتان من المفاوضات بين بغداد وواشنطن في الفترة الأخيرة”، مبينا أنه “في هذه المفاوضات لا يتم الشعور بوحدة خطابية من جانب الجانبين”.وتابع آل صادق أن “الحكومة تؤكد على تحديد جدول الانسحاب والأمريكيون يؤكدون على تغيير مهمة قواتهم العسكرية”، مبيناً أن “الأمريكيين في مرحلة ما حولوا مهمة القوات العسكرية لهذا البلد إلى استشارية، والآن يريدون تغيير المهمة الاستشارية إلى التعاون الثنائي في الواقع، الأمريكيون يتلاعبون بالكلمات، وعلى العراقيين أن يتابعوا هذه المفاوضات بذكاء أكبر حتى يمكن إنجاز مسألة الخروج في أسرع وقت ممكن”.ومضى قائلا “نشعر أن السوداني جاد في هذا الأمر، وقوى المقاومة في العراق تتعاون مع الحكومة وحددت موعدا لذلك في أسرع وقت ممكن”. وقال السفير الإيراني عن بيان كتائب حزب الله العراقي قبل فترة وبعض ما نشر في هذا البيان عن عدم استهداف القوات الأمريكية، آن “ما نشر في هذا البيان كان في معظمه أمراً بين الحكومة العراقية وقوات المقاومة، وتقول الحكومة العراقية إنه من أجل إنهاء مسألة انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من العراق بسهولة أكبر وإعداد جدول زمني بهذا الشأن، نحتاج إلى التهدئة وعدم خلق الأعذار للجانب الأمريكي، وفي هذا الصدد، ومع المشاورات التي جرت توقف الحديث عن مهاجمة المراكز الأمريكية من قبل قوات المقاومة العراقية لفترة لمعرفة لتصل المفاوضات بين الحكومة والأمريكيين إلى هدف”.وفيما يتعلق بادعاءات المسؤولين الأمريكيين بأن قوى المقاومة في العراق هي وكلاء إيران اكد السفير أن “هذا الادعاء الذي يطلقه الأمريكيون هو إهانة للمقاومة، إن المقاومة في دول المنطقة مستقلة تماماً!!، وتعمل أينما ومتى رأت ذلك مناسباً”.
وبين انه “من أجل زيادة عداءهم لإيران، يهاجم الأمريكيون إيران باستمرار، بينما كما ذكرنا فإن المقاومة تتخذ قراراتها وتتصرف بنفسها، وأحيانا مثل ما رأيناه في بيان كتائب حزب الله العراقي، كما أنهم (الكتائب) يشكون من إيران”.وبين آل صادق “لقد ساعدنا المقاومة في بعض الأحيان وأعلنا ذلك رسمياً ولا نتردد في التعبير عنه”، موضحاً “كما تم الإعلان عنه مرات عديدة”.ووصف آل صادق العلاقات الإيرانية العراقية بـ”الاستراتيجية والعميقة والواسعة”، مبيناً “لقد حذرنا السلطات العراقية مرارا وتكرارا من أن أمننا القومي هو خطنا الأحمر فيما يتعلق بوجود أنشطة للقوى الكردية الانفصالية في اقليم كردستان”. وأوضح “هناك ثلاثة بنود مهمة في الاتفاقية الأمنية بین طهران وبغداد تتضمن مراقبة الحدود من الحكومة المركزية ونزع سلاح المعارضة وتبادل المجرمين، والاتفاقية أيضًا تتضمن التأكيد على نقل هذه القوات المعارضة من الحدود إلى أعماق الأراضي العراقية”.وفي مجال الطاقة، قال سفير إيران “ليس على العراق ديون لإيران، عقودنا بالدولار، لكن بسبب العقوبات لا يستطيع العراق أن يعطينا الدولارات، وسيأتي جزء كبير من الغاز الذي يستورده العراق من إيران”.وعن كيفية الحصول على أموال إيران من العراق، أجاب “من خلال هذه الأموال، قمنا بسداد بعض ديوننا لعدد من الدول، وقمنا أيضا بشراء المواد الغذائية والسلع غير الخاضعة للعقوبات من خلال هذه المصادر، ولدفع تكاليف الحج أخذنا أموالاً من هذه المصادر، أو تم سداد دين البنك الإسلامي للتنمية من خلال هذه الأموال، كما تم سداد جزء من دين تركمانستان بسبب تصدير الغاز من هذه المصادر”.وأضاف “تعتبر إيران الشريك الأساسي للعراق في المجال الاقتصادي، وأن حجم الصادرات الإيرانية للعراق يبلغ حاليا حوالي 12 مليار دولار، وهذا رقم جيد نسبيا بالنسبة للتعاملات التجارية الأخرى ومن المتوقع أن يرتفع إلى 20 مليار دولار”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية:
المقاومة فی
آل صادق
فی هذا
إقرأ أيضاً:
العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف
بقلم: سمير السعد ..
منذ تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، وضعت نصب أعينها هدفاً سامياً يتمثل في حماية المجتمع العراقي من الأفكار المنحرفة التي تحاول النيل من أمنه ووحدته. وقد كان للعشائر العراقية الأصيلة، بما تمثله من عمق وطني وتاريخ مشرف، الدور الأبرز في دعم هذه الجهود والوقوف سداً منيعاً بوجه الفكر المتطرف، إذ ظلت على الدوام خط الدفاع الأول عن قيم العراق وثوابته.
اللجنة الوطنية، وبدعم مباشر ومتابعة حثيثة من مستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي، استطاعت أن ترسخ مفهوم الشراكة المجتمعية في مواجهة التطرف ، وانفتاحها على جميع شرائح المجتمع، أرست قاعدة متينة لعمل وطني منظم، هدفه تعزيز الوعي وبناء حصانة فكرية تحمي شبابنا من الانجرار خلف مسارات الانحراف.
وقد برز في هذا الإطار الجهد الكبير لرئيس اللجنة الوطنية، السيد علي عبد الله البديري، الذي قاد مع فريقه المتكامل عملاً ميدانياً مثابراً، بالتعاون مع اللجان الفرعية في المحافظات ولجنة القوة الناعمة المركزية، لتشخيص مكامن الخلل ومعالجتها بوعي فكري رصين وأدوات حضارية مدروسة. هذه الجهود أثمرت، وخلال فترة قصيرة، عن نتائج ملموسة في رفع مستوى الوعي المجتمعي والتصدي لخطابات الكراهية والانغلاق التي يتغذى عليها الفكر المنحرف.
ولم يكن لهذا النجاح أن يتحقق لولا الانسجام الكبير والتعاون الوثيق مع مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية وتشكيلاتها في المحافظات، التي قامت بدور فاعل في مد جسور التواصل مع شيوخ ووجهاء العشائر، وتنسيق المواقف الوطنية، وتحويل المجلس العشائري إلى منصة دعم للاستقرار ونبذ التطرف، عبر اللقاءات المستمرة والبرامج التوعوية المشتركة.
إن هذا التعاون الوثيق بين اللجنة الوطنية والعشائر العراقية يجسد حقيقة أن الأمن الفكري مسؤولية جماعية، وأن الوطن لن يقف صامداً إلا بوحدة أهله. من هنا، فإن الواجب اليوم يحتم استمرار هذه الجهود، وتجفيف منابع التطرف، وتحصين المجتمع بنشر ثقافة التسامح والانفتاح، ليبقى العراق أرضاً عصية على الفكر المتطرف، عصية على كل ما يشوه قيمه النبيلة.
إن محاربة الفكر المنحرف ليست معركة سلاح فحسب، بل هي معركة وعي وقيم، ولن ننتصر فيها إلا بوعي العقول وتكاتف القلوب. فليكن صوت العراق واحداً في رفض التطرف ونبذ العنف، ولتظل العشائر العراقية واللجنة الوطنية ووزارة الداخلية ممثلة بمديرية شؤون العشائر يداً بيد حتى يشرق فجر العراق المتسامح الآمن
سمير السعد