احتدمت، يوم الأحد، المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش والحركات المتحالفة معه في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومنطقة الفاو في شرق السودان، في وقت نفذ فيه طيران الجيش غارات جوية حول مدينة الأبيض بكردفان وفي وسط الخرطوم تسببت في مقتل وإصابة العشرات وتدمير أجزاء كبيرة من المباني المتبقية من القصر الرئاسي.



لليوم الثالث على التوالي، استمرت الاشتباكات بين في الفاشر واستخدم الطرفان أسلحة ثقيلة وخفيفة بكثافة في عدد من أحياء المدينة التي شهدت أيضا قصفا مدفعيا مكثفا في أربع محاور.

ووفقا لمعلومات ميدانية حصل عليها موقع "سكاي نيوز عربية"، فقد تقدمت قوات الدعم السريع خلال الساعات الماضية في عدد من أحياء المدينة بعد أن كانت تتركز طوال الأسابيع الماضية في المناطق الشمالية.

وقال شهود عيان إن المستشفى الرئيسي الوحيد العامل في المدينة امتلأ عن آخره بالجرحى من المدنيين والعسكريين، مشيرين إلى وجود عشرات الجثث في الطرقات العامة خصوصا في القطاع الجنوبي الشرقي من الفاشر.

وبعد محاولات وضغوط دولية وإقليمية كبيرة لمنع اندلاع القتال في المدينة الاستراتيجية التي تأوي أكثر من مليون من السكان والنازحين، تفجرت الأوضاع هناك يوم الجمعة، مما عزز المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المدينة.

وتبادل طرفا القتال الاتهامات حول مسؤولية كسر "الهدنة غير المعلنة"، حيث قال بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع إن قوات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معها شنت هجوماً على مواقعها في المدينة وأجبرتها على الدفاع عن نفسها، فيما نفى الجيش ذلك والقى باللوم على الدعم السريع، لكن إفادات لناشطين وسكان في المدينة أشارت إلى أن الهجوم انطلق من مناطق تسيطر عليها حركتي جبريل إبراهيم ومني أركي مناوي اللتان تقاتلان إلى جانب الجيش.

ويأتي القتال في الفاشر وسط مخاوف متصاعدة من أن يؤجج القتال الانقسامات في الإقليم في ظل التواجد الكثيف للحركات المسلحة التي تمثل إثنيات وعرقيات مختلفة. وعندما اندلعت الحرب الأهلية في دارفور في العام 2003، كانت هنالك ثلاث حركات رئيسية فقط لكنها سرعان ما بدأت في التشظي والتكاثر حتى وصلت في الوقت الحالي إلى أكثر من 87 مجموعة مسلحة.

غارات جوية مكثفة

نفذ الطيران الحربي التابع للجيش غارات جوية مكثفة طالت وسط الخرطوم وعدد من القرى بمدينة الأبيض بكردفان إضافة إلى احياء في مدينة الفاشر.
نشرت منصات تابعة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو قالت إنها لقصف جوي طال منطقة قروية في شمال كردفان وأدى إلى مقتل 27 شخصا وإصابة أكثر من 40 آخرين.
قالت رابطة محامو دارفور إن الطيران الحربي قصف مستشفى الأطفال الوحيد الذي يعمل بالفاشر، مما ادى إلى قتل وجرح عدد من الاطفال المرضي. وأضافت "تعد هذه الجريمة امتدادًا لسلسلة الجرائم التي يرتكبها طيران الجيش السوداني بحق المدنيين الأبرياء".
حملت الرابطة الجيش مسؤولية سقوط المدنيين جراء القصف الجوي، وطالبت في بيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ضرورة "تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والتعامل بجدية وحزم تجاه جرائم طيران الجيش السوداني والعمل على إيقافها عبر حظر الطيران".

سكاي نيوز عربية - أبوظبي

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی المدینة

إقرأ أيضاً:

معارك ضارية وسط السودان.. والمبعوث الأميركي يحذر من "الأسوأ"

قتل أكثر من 150 شخصا في إحدى قرى ولاية الجزيرة بوسط السودان بعد معارك قالت منصات تابعة لقوات الدعم السريع إنها جرت مع مقاتلين تابعين للجيش في وقت شنّ فيه الطيران الحربي غارات جوية كثيفة استهدفت عددا من المناطق في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض.

وبالتزامن مع هذه التطورات حذر المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو من انزلاق الحرب في البلاد إلى أسوا السيناريوهات، مشيرا إلى أن كل الاحتمالات باتت مفتوحة.

معارك عنيفة

شهدت العديد من مناطق ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، معارك شرسة، وسط تضارب في الروايات حول ما جرى في تلك المناطق.

وقالت منصات تابعة للدعم السريع إن المعارك التي خاضتها كانت مع مسلحين تابعين للجيش وأن معظم الضحايا سقطوا نتيجة للقصف الجوي الذي نفذه طيران الجيش.

وذكر الدعم السريع في بيان على "إكس" أن قواته اشتبكت مع قوات تابعة للجيش وميليشيات تقاتل إلى جانبه في 3 معسكرات غرب وجنوب وشمال منطقة "ود النورة"، تقع خارج المدينة.

وتأتي التطورات الميدانية الخطيرة في وسط البلاد في وقت شهدت فيه مناطق القتال في الفاشر عاصمة إقليم دارفور هدوء نسبيا مع استمرار اشتباكات متقطعة في بعض المناطق، وسط تقارير عن تشديد الدعم السريع حصاره على قيادة الجيش في المدينة.

ورصد شهود عيان موجة نزوح كبيرة من المدينة في ظل تقارير تحدثت عن معركة حاسمة خلال اليومين المقبلين.

مخاوف أميركية

حذر المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي" من أن الحرب الأهلية في السودان يمكن أن تتحول إلى صراع إقليمي أو أن يؤدي إلى تحول السودان لدولة فاشلة في غياب اتفاق سلام دائم ومسار نحو انتقال سياسي إلى حكومة يقودها مدنيون.

وقال بيرييلو: "أعتقد أن السيناريو الأسوأ في السودان هو نسخة من الصومال لمدة 20 أو 25 عاما".

وحذر من "السرعة التي يمكن أن يتحول بها هذا الصراع من حرب ذات جانبين إلى حرب متعددة الأطراف".

ولم يقدم بيرييلو تفاصيل بشأن متى أو ما إذا كانت محادثات السلام في جدة ستستأنف أم لا، لكنه قال "يجب أن نستنفد كل الخيارات. نحن بحاجة إلى اختراق دبلوماسي كبير، ونحتاج إليه الآن".

ضغوط جديدة

في سياق متصل، قالت "فورين بولسي" إن المشرعين في مجلس النواب الأميركي يعكفون على إعداد قرار يعترف بوقوع إبادة جماعية في السودان، في محاولة لجذب المزيد من الاهتمام للصراع والضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لتكثيف الجهود الدبلوماسية بشأن النزاع وإنهاء الحرب.

وكشفت المجلة عن نقاش في واشنطن حول كيفية دفع الجيش وقوات الدعم السريع إلى طاولة المفاوضات، وقالت إن جزء من ذلك النقاش يركز على العقوبات.

ويرى مراقبون أن عواقب انهيار السودان وتحوله إلى دولة فاشلة ستكون كبيرة وبعيدة المدى، ولها آثار واسعة النطاق على تدفق المقاتلين المتطرفين والأسلحة إلى أجزاء أخرى من القارة، بما في ذلك منطقة الساحل، بالإضافة إلى مسألة اللاجئين الذين يحاولون الدخول إلى أوروبا.

ومن الممكن أن يمتد عدم الاستقرار في السودان أيضا بسهولة إلى البلدان المجاورة التي تتصارع بالفعل مع حالة عدم الاستقرار، مثل جنوب السودان وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وحول هذه النقطة قال بيرييلو لـ"أعتقد أن الشعب السوداني متحد للغاية في عدم رغبته في رؤية دولة فاشلة. سنرى قريبا نتائج أكثر أهمية فيما يتعلق بإحراز تقدم في وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية والوصول إلى مسار للمضي بالسودان قدما نحو الأفضل. سيكون الحكم علينا سيئا للغاية إذا لم نفعل ذلك".

تنافس دولي

ويلقي التنافس بين القوى العظمى أيضا وفق "فورين بوليسي" بظلاله على الصراع في السودان خصوصا بين الولايات المتحدة وروسيا اللتان تتسابقان على النفوذ في إفريقيا.

ورجحت تقارير أن يوقع مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني خلال زيارته الحالية لموسكو اتفاقيات أمنية واقتصادية من بينها اتفاقية تضمن استمرار اتفاق سابق بإنشاء قاعدة بحرية لروسيا في سواحل البحر الأحمر.

وأثار مشروع إنشاء القاعدة حفيظة الولايات المتحدة والعديد من البلدان التي اعتبرت أن إنشاء القاعدة يشكل خطرا على الأمن الدولي.

وبحسب مراقبين فإن روسيا تحرص على تعزيز نفوذها في السودان مدفوعة بالتنافس الدولي على إفريقيا، كما تطمح في تعزيز وجودها الحالي بالقارة السمراء وتوسيعه شرقا من خلال السودان، بعد أن استطاعت تأمين وجود قوي لها في غرب القارة من خلال دولتي النيجر ومالي اللتان دفعت فيهما الحملات الشعبية المعادية للوجود الفرنسي الأنظمة العسكرية الجديدة هناك لانتهاج علاقات استراتيجية مع روسيا خلال الأشهر الماضية.

وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" قال السفير الصادق المقلي إن موقع السودان الاستراتيجي على البحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي يجعله محل اهتمام القوى الدولية.

وأضاف المقلي: "في ظل الحصار والمقاطعة الغربية المفروضة عليهم، يسعى قادة الجيش إلى التوجه شرقا نحو روسيا التي تبحث هي أيضا عن حلفاء تفك بهم طوق العزلة الدبلوماسية والاقتصادية التي فرضت عليها بعد عمليتها في أوكرانيا".

وتابع: "لم تكن الأوضاع السياسية في السودان في سلم اهتمامات الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الروسي للسودان، لكنها أتت في إطار جولة لعدد من الدول الإفريقية هدفت لكسب وقوف هذه الدول إلى جانب سعى روسيا لإيجاد موطئ قدم لها على البحر الأحمر تحديدا في إطار التنافس مع أميركا والصين في القارة".

ولفت المقلي إلى أن روسيا وفي ظل أوضاعها الحالية لن تستطع تقديم مساعدات مالية واقتصادية ملموسة للسودان، لكنه يتوقع أن يعمل الطرفان على تحقيق معادلة الأمن مقابل الاستثمار في الذهب والزراعة.

مقالات مشابهة

  • تجددت الاشتباكات.. أطباء بلا حدود تكشف إحصائيات جديدة للقتلى و الجرحى بالفاشر
  • معارك ضارية وسط السودان.. والمبعوث الأميركي يحذر من "الأسوأ"
  • معارك ضارية في السودان.. والجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة على محاور القتال
  • قتلى وجرحى في الفاشر بتجدد المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • تجدد معارك الفاشر… وتدهور قياسي في الوضع الإنساني .. «الدعم السريع» تهاجم بلدات بالجزيرة وسط السودان
  • قتلى وجرحى في معارك محتدمة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر
  • تجدد معارك الفاشر وتدهور قياسي في الوضع الإنساني بالسودان
  • السودان.. مقتل 9 مدنيين شمالي الفاشر أثناء هروبهم من القتال
  • الإبادة الجماعية تلوح في الأفق مرة أخرى في دارفور
  • قصف عنيف متبادل بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر