معارك “كسر عظم” بالفاشر والفاو.. وقصف جوي بالخرطوم والأبيض
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
احتدمت، يوم الأحد، المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش والحركات المتحالفة معه في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومنطقة الفاو في شرق السودان، في وقت نفذ فيه طيران الجيش غارات جوية حول مدينة الأبيض بكردفان وفي وسط الخرطوم تسببت في مقتل وإصابة العشرات وتدمير أجزاء كبيرة من المباني المتبقية من القصر الرئاسي.
لليوم الثالث على التوالي، استمرت الاشتباكات بين في الفاشر واستخدم الطرفان أسلحة ثقيلة وخفيفة بكثافة في عدد من أحياء المدينة التي شهدت أيضا قصفا مدفعيا مكثفا في أربع محاور.
ووفقا لمعلومات ميدانية حصل عليها موقع "سكاي نيوز عربية"، فقد تقدمت قوات الدعم السريع خلال الساعات الماضية في عدد من أحياء المدينة بعد أن كانت تتركز طوال الأسابيع الماضية في المناطق الشمالية.
وقال شهود عيان إن المستشفى الرئيسي الوحيد العامل في المدينة امتلأ عن آخره بالجرحى من المدنيين والعسكريين، مشيرين إلى وجود عشرات الجثث في الطرقات العامة خصوصا في القطاع الجنوبي الشرقي من الفاشر.
وبعد محاولات وضغوط دولية وإقليمية كبيرة لمنع اندلاع القتال في المدينة الاستراتيجية التي تأوي أكثر من مليون من السكان والنازحين، تفجرت الأوضاع هناك يوم الجمعة، مما عزز المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المدينة.
وتبادل طرفا القتال الاتهامات حول مسؤولية كسر "الهدنة غير المعلنة"، حيث قال بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع إن قوات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معها شنت هجوماً على مواقعها في المدينة وأجبرتها على الدفاع عن نفسها، فيما نفى الجيش ذلك والقى باللوم على الدعم السريع، لكن إفادات لناشطين وسكان في المدينة أشارت إلى أن الهجوم انطلق من مناطق تسيطر عليها حركتي جبريل إبراهيم ومني أركي مناوي اللتان تقاتلان إلى جانب الجيش.
ويأتي القتال في الفاشر وسط مخاوف متصاعدة من أن يؤجج القتال الانقسامات في الإقليم في ظل التواجد الكثيف للحركات المسلحة التي تمثل إثنيات وعرقيات مختلفة. وعندما اندلعت الحرب الأهلية في دارفور في العام 2003، كانت هنالك ثلاث حركات رئيسية فقط لكنها سرعان ما بدأت في التشظي والتكاثر حتى وصلت في الوقت الحالي إلى أكثر من 87 مجموعة مسلحة.
غارات جوية مكثفة
نفذ الطيران الحربي التابع للجيش غارات جوية مكثفة طالت وسط الخرطوم وعدد من القرى بمدينة الأبيض بكردفان إضافة إلى احياء في مدينة الفاشر.
نشرت منصات تابعة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو قالت إنها لقصف جوي طال منطقة قروية في شمال كردفان وأدى إلى مقتل 27 شخصا وإصابة أكثر من 40 آخرين.
قالت رابطة محامو دارفور إن الطيران الحربي قصف مستشفى الأطفال الوحيد الذي يعمل بالفاشر، مما ادى إلى قتل وجرح عدد من الاطفال المرضي. وأضافت "تعد هذه الجريمة امتدادًا لسلسلة الجرائم التي يرتكبها طيران الجيش السوداني بحق المدنيين الأبرياء".
حملت الرابطة الجيش مسؤولية سقوط المدنيين جراء القصف الجوي، وطالبت في بيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ضرورة "تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والتعامل بجدية وحزم تجاه جرائم طيران الجيش السوداني والعمل على إيقافها عبر حظر الطيران".
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی المدینة
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود تحذر من فظائع "ذات طابع عرقي" في إقليم دارفور
الخرطوم- حذرت منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية الخميس 3 يوليو 2025، من وقوع "فظائع جماعية" و"أعمال عنف ذات طابع عرقي" في إقليم دارفور بالسودان مع احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في الإقليم الذي تمزقه الحرب.
منذ خسارتها السيطرة على العاصمة الخرطوم في آذار/مارس تسعى قوات الدعم السريع إلى ترسيخ نفوذها في دارفور، الإقليم الشاسع حيث اتُهمت ميليشيا الجنجويد التي تحولت لاحقا مع قوات أخرى إلى قوات الدعم السريع، بارتكاب إبادة جماعية قبل عقدين.
وخلال الحرب الدائرة منذ نيسان/أبريل 2023 اتُهمت كل من قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب فظائع، واتهمت الولايات المتحدة الدعم السريع "بارتكاب إبادة جماعية" في دارفور، غرب السودان.
وأصدرت منظمة أطباء بلا حدود تقريرا يستند إلى عشرات المقابلات التي أُجريت بين أيار/مايو 2024 وأيار/مايو 2025، مثيرة مخاوف من عنف ممنهج ضد الجماعات العرقية غير العربية.
وقال مسؤول الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود ميشال أوليفييه لاشاريت إن "الأمر لا يقتصر على حصار الناس وسط قتال عنيف عشوائي... بل يُستهدفون أيضا بشكل متكرر من جانب قوات الدعم السريع وحلفائها، لا سيما على أساس عرقي".
وكثفت قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها منذ أيار/مايو 2024 سعيا لطرد الجيش من معقله الأخير في المنطقة.
وأشارت المنظمة الإنسانية إلى "تهديدات بشن هجوم شامل" على الفاشر التي يقطنها مئات الآف الأشخاص وسط انقطاع إمدادات الغذاء والماء إلى حد كبير وحرمان من الرعاية الطبية.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار من طريق التفاوض للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى المدينة المحاصرة.
وتحدث تقرير منظمة أطباء بلا حدود الذي استند إلى 80 مقابلة مع نازحين ومرضى عن "أنماط ممنهجة من العنف" تشمل "النهب والقتل الجماعي والعنف الجنسي والاختطاف والتجويع" وهجمات على مدنيين ومرافق صحية.
وقال شهود عيان إن عناصر قوات الدعم السريع تحدثوا عن خطط "لتطهير الفاشر" من مجتمعاتها غير العربية، وخصوصا قبيلة الزغاوة ما أثار مخاوف من وقوع مذبحة مماثلة لفظائع عام 2023 ضد قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور.
وقالت مستشارة الشؤون الإنسانية في أطباء بلا حدود ماتيلد سيمون في بيان "نخشى تكرار مثل هذا السيناريو في الفاشر".
واضطرت المنظمة الإنسانية الطبية إلى وقف عملياتها في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين القريب الذي يعاني سكانه الجوع منذ مطلع العام بسبب الهجمات المتكررة.
أودت الحرب في أنحاء السودان بعشرات الآف الأشخاص وشردت 13 مليونا داخل وخارج البلاد، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يعيش أكثر من مليون من سكان ولاية شمال دارفور وحدها على حافة المجاعة، فيما أُعلنت المجاعة في عدد من مخيمات النزوح.
ومع دخول النزاع عامه الثالث، يسيطر الجيش على وسط وشرق وشمال السودان، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من دارفور وأجزاء من الجنوب.