بعض الدراسات المؤرشفة تستحق التطبيق
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
بعض موظفي وموظفات الدولة الذين تركوا العمل ، قدموا دراسات قيّمة لم تنل حظها من التقييم أو دعونا نقول من التقدير، وكان مصيرها الأرشيف للأسف، وهذه الدراسات تستحق اليوم أن تنزل من الرف للمكتب وإعادة النظر فيها، فبين طياتها أفكار لخدمة الوطن فكثير ممن عملوا دراسات من واقع تواجدهم في الميدان عايشوا مشكلات دفعتهم للبحث وكانت دراساتهم للمساهمة في حل تلك المشكلات فكان من الجيد جداً التنقيب عن تلك الدراسات وتفحصها وضمها لدراسات حديثة والاستفادة منها فلا شك أن فيها من الفائدة ما فيها.
ما أثار هذا الحديث في نفسي، موقفان أولهما مقابلتي لعدد من العائلات المقيمة الذين تراكمت عليهم رسوم الإقامة لحد فاق طاقتهم وأصبحوا في مأزق صعب وهم من مواليد المملكة ومن محبي هذا الوطن والمستعدين لفدائه بأرواحهم ومعرفتي بهم قديمة. عندهم من الولاء والانتماء للمملكة ،ما يستحق تسهيل أمورهم ،لأن وطننا وطن العطاء وفيه لن يضام أحد. أمثال هؤلاء المقيمون تتعطّل حياتهم بعدم مقدرتهم على تسديد رسوم الإقامة، نتيجة عدم توفر العمل لهم ممّا يجعلهم بلا إقامة، وبدون الإقامة كثير من شؤون الحياة تتوقف ،وهم لا وطن لهم ولا حياة سوى في السعودية ولا يعرفون مقراً لهم غيرها ويدينون لها بكل شيء، أفلا يستحقون النظر في أمرهم وإني أتوقع من وزارة الداخلية حل مشكلتهم وتدبير أمورهم بتوفيق الله.
في حديث حول هذا الموضوع دار بيني وبين الصديقة والأخت (الأميرة لاما السديري) والتي ذكرت لي عن دراسة قدمها زوجها صاحب السمو الملكي الدكتور اللواء (عبد العزيز بن ناصر بن عبد العزيز) حين كان على رأس العمل ،وهي فكرة إصدار إقامة دائمة للمواليد غير السعوديين لمقيمين دائمين بالمملكة العربية السعودية ،تكون هذه البطاقة بمثابة تعريف كامل عن الفرد من جميع النواحي، ومن خلالها يكون له الحق في التعليم والعلاج والعمل ،فمثل هؤلاء لا يعرفون وطناً غير هذا الوطن ،وولاؤهم له وانتماؤهم إليه ،لذا وجب أن يكونوا أفراداً صالحين في تعليمهم وصحتهم وظروفهم وقد تعرض (الأمير عبد العزيز) في دراسته للنتائج الإيجابية لمثل هذه البطاقة أمنياً واجتماعياً .
هذه الدراسة قديمة وثرية وقدمت لوزير الداخلية آنذاك كما ذكرت (الأميرة لاما) نقلاً عن الأمير ،وكانت الدراسة ما بين العام 1996 /1998. نتمنى أن هذه الدراسة ومثلها تخرج ،ويعاد النظر فيها وتضاف لكل دراسة جديدة لتخرج للوطن خلاصة تخدم الوطن وتحل مشكلات المقيمين النظاميين وغيرهم وتحسِِّن وضع الذين كانت لهم السعودية وطناً وكانوا لها أوفياء.
انتهى موضوع الدراسة الأولى ،وإليكم الدراسة الثانية تذكرتها ونحن ننادي بأهمية غرس المواطنة الحقة في نفوس النشء ،تذكرت دراسة قدمتها الدكتورة (فايزة الأخضر) مع فريقها وكانت إحدى المسؤولات على مستوى المملكة في وزارة التربية والتعليم آنذاك، دراسة جميلة أهدتني نسخةً منها بذلت مع فريقها جهداً جباراً في هذه الدراسة وكانت حول (أثر المناهج في تنمية المواطنة لدى الطالبات) . تمنيت التواصل مع الدكتورة فايزة للحديث حول هذه الدراسة وتذكُّر حيثياتها لكنها خارج السعودية وحاولت البحث عن النسخة المهداة في مكتبي ،لكن يبدو أنني تركتها في الإدارة بعد التقاعد. عموماً هي دراسة مفيدة ماذا لو خرجت للسطح ؟وماذا لو تمت دعوة من عملت الدراسة والبحث من جديد وإضافة أي دراسات جديدة للوصول لنتيجة فاعلة تخدم الهدف وتحقق الإيجابية المأمولة؟
من تركوا العمل ولهم بصمات لا تنسى في أي مجال، لماذا لا يستفاد منهم ومن أفكارهم وأي دراسات قاموا بها ؟ نتمنى في كل مجالات العمل أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون نصحِّح ما يمكن تصحيحه ونضيف كل جديد مفيد ، فقرار البدء من الصفر في بعض المواقع، ما هو إلا قرار تهدر به الإمكانيات ،وتضيع فيه الحلول وتتخبط الخطط. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: هذه الدراسة
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية: الإمارات تمثل انطلاقة لتحول جذري في مستقبل الزراعة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةكشف فريق بحثي دولي خلال دراسة رائدة نُشرت في مجلة «ساينس»، إحدى أبرز المجلات العلمية في العالم، عن أن المجتمعات الميكروبية الكامنة تحت سطح التربة الصحراوية قد تمثل مفتاحاً لتحول جذري في مستقبل الزراعة المستدامة، بدءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة.
فعلى الرغم من أن التربة الجافة والمتدهورة قد تبدو خاملة، فإن ما يجري في أعماقها يروي قصة مغايرة، قصة تبادل حيوي مستمر بين جذور النباتات والميكروبات المحيطة بها، تتشكّل من خلاله علاقة تفاعلية تؤثر في الطرفين بطرق دقيقة لكنها ذات أثر بالغ.
وتتناول الورقة العلمية الجديدة، التي شارك في إعدادها باحثون من الجامعة الأميركية في الشارقة، هذا التفاعل المعقد، وتقترح نموذجاً زراعياً جديداً قائماً على علم البيئة ومدعوماً بأبحاث امتدّت لعقود.
وقد جاءت الدراسة ضمن جهد علمي استمر عاماً كاملاً على علم البيئة، وضم الدكتور جون كليرونوموس، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية، نائب عميد البحث العلمي والابتكار في كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأميركية في الشارقة، إلى جانب الأساتذة قوانغتشو وانغ، فوسو زانغ وجونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية، والأستاذ ويم فان دير بوتن من المعهد الهولندي لعلم البيئة وجامعة فاخينينغن.
تركز الدراسة على مفهوم «التغذية الراجعة بين النبات والتربة»، الذي يوضح كيف تسهم النباتات، من خلال جذورها وإفرازاتها الكيميائية، في تشكيل المجتمعات الميكروبية في التربة، والتي تؤثر بدورها على قدرة النباتات في امتصاص المغذيات والمياه، ومقاومة الأمراض. وتعتمد فعالية هذه الحلقة التفاعلية على كيفية إدارتها، ما قد يُضعف النظام الزراعي أو يعززه.
وبالنسبة لدولة الإمارات، حيث تُواجه الزراعة تحديات مثل ملوحة التربة، وانخفاض نسبة المواد العضوية، وندرة المياه العذبة، فإن هذا النموذج يوفر مساراً عملياً نحو زراعة أكثر استدامة.
ويعمل الدكتور كليرونوموس وفريقه في الجامعة حالياً على تطبيق هذا النموذج في تجارب ميدانية تُستخدم فيها لقاحات ميكروبية، والتي هي فطريات أو بكتيريا نافعة تُضاف إلى التربة لدعم صحة النبات، إلى جانب محفزات حيوية طبيعية تساعد النباتات على النمو وتحسين مقاومتها للحرارة والتربة الفقيرة.
وتُجرى حالياً تجارب على محاصيل صحراوية مثل القمح ونخيل التمر، لقياس أدائها تحت ظروف بيئية قاسية عند دعمها بالميكروبات المناسبة.
وقال الدكتور كليرونوموس: «لطالما شكّلت العلاقة بين النباتات والميكروبات عنصراً حيوياً في النظم البيئية، لكن الفارق الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذه العلاقة، خصوصاً في البيئات الهشة. هذا البحث يدفعنا لإعادة التركيز من الإنتاج السريع إلى استدامة وظائف التربة على المدى الطويل».
وتُعيد الدراسة أيضاً تسليط الضوء على تقنيات الزراعة التقليدية مثل تدوير المحاصيل، والزراعة المختلطة، والحراثة المحدودة، باعتبارها ممارسات مدروسة بيئياً، تُسهم في تعزيز الحياة الميكروبية داخل التربة.
وقالت الدكتورة جونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: «تمثل الحياة الميكروبية مورداً غير مُستغل بالشكل الكافي في الزراعة. وعندما نُعزز العمليات الحيوية في التربة، فإننا نُنشئ أنظمة أكثر استدامة وتكيفاً، وأكثر توافقاً مع منطق عمل النظم البيئية في الطبيعة».
وتشير الدراسة أيضاً إلى تطورات علمية حديثة في مجال النبات، حيث يعمل الباحثون على تحديد الجينات والإشارات الجزيئية التي تتحكم في تواصل الجذور مع الميكروبات، تمهيداً لتطوير أصناف نباتية تتفاعل بشكل أكثر فعالية مع البيئة الميكروبية للتربة، في توجه علمي واعد يدمج علم الأحياء الجزيئية بعلم الزراعة.
وكانت الجامعة الأميركية في الشارقة قد أطلقت «مجموعة الشارقة لأبحاث الزراعة المستدامة» وتضم المجموعة من الجامعة الأميركية في الشارقة كلاً من الدكتور جون كليرونوموس، والدكتور محمد أبو العيش، أستاذ العلوم البيئية، والدكتور طارق علي، أستاذ الهندسة المدنية، بالإضافة إلى الدكتور علي القبلاوي من جامعة الشارقة.