ظروف قاسية وخطرة يواجهها الأسرى في سجن النقب الإسرائيلي.. هذا ما كشفته شهادات المحررين
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
الجديد برس:
تكشفت أوضاع الأسرى في سجن النقب، الذي يعد الأخطر في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك مع الإفراج عن أسرى جدد أدلوا بشهادات قاسية عن الظروف في السجن وزيارات المحامين.
وأكدت مؤسسات الأسرى أن الوضع في سجن النقب ما زال سيئاً، وأن العقوبات الانتقامية بحق الأسرى مفروضة وبقوة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، موضحةً أن إدارة سجون الاحتلال تشن حرباً نفسية وجسدية بحقهم، تحت ذرائع وهمية.
وعرضت مؤسسات الأسرى أبرز ما يتعرض له الأسرى من تنكيل وتعذيب في سجن النقب، كالضرب الشديد والمستمر والإهانات.
انتشار واسع للأمراض
وفي التفاصيل، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن هناك انتشاراً واسعاً للأمراض التنفسية والجلدية والمتعلقة بالجهاز الهضمي وأمراض البكتيريا والفطريات، نظراً إلى غياب أدنى مقومات النظافة، والحرمان من الطعام والعلاج.
وأشارت إلى أن الطعام المقدم إلى الأسرى سيء كماً ونوعاً، فالوجبة المقدمة لـ 10 أسرى لا تكفي في الواقع لأسير واحد، كما أن جودتها رديئة، فغالباً ما يكون الطعام بارداً ورائحته كريهة، موضحةً أن معظم الأسرى فقدوا العشرات من الكيلوغرامات من أوزانهم نتيجةً لذلك.
وأكدت الهيئة أن الأسرى في سجن النقب يعانون إهمالاً طبياً كبيراً ومتعمداً، “فلا علاج ولا فحوصات، ومن يخرج لعيادة السجن يتعرض للضرب فوراً”.
وقالت إنه منذ بداية الحرب، “لم يبدل الأسرى ملابسهم، فالأسير لا يملك إلا ما يرتديه، فيما يحضر الأسير إلى غرفة الزيارة التي يجريها المحامون مكبل الأيدي للخلف ومعصب الأعين ومنحني الظهر”.
كما أشارت إلى أن إدارة مصلحة السجون تقوم بقطع الكهرباء من الساعة السابعة مساءً، حتى السادسة صباحاً، وترغم الأسرى على السجود ووجوهم في مواجهة الأرض.
وتحرم إدارة سجون الاحتلال الأسرى من الاستحمام بالمياه الساخنة إلا خلال ساعة واحدة فقط، كما وتحرمهم من الفورة والكانتينا وزيارة الأهل والتواصل معهم هاتفياً، فيما يتم حرمانهم من الصلاة الجماعية ومصادرة مصاحفهم.
وعن زيارة المحامين، أوضحت الهيئة أنها “محدودة وتتم وفق شروط معينة بصعوبة،حيث غالباً ما يتعرض الأسير للضرب والتهديد في حال ذكر أي تفاصيل مما يتعرض له “.
أوضاع معيشية سيئة
ويوم أمس، أكدت مؤسسات الأسرى استمرار سوء الأوضاع المعيشية والاعتقالية التي يعيشها الأسرى في سجن النقب، والمفروضة عليهم وفقاً لسياسة التصعيد التي بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت الهيئة، وفقاً لزيارة محاميها للسجن، أن إدارة السجن لا تزال تحتجز الأسرى داخل أقسام ضيقة للغاية، فيما حُولت الغرف إلى زنازين، حيث يصل عدد الأسرى داخل الغرفة الواحدة إلى 10 أسرى على الأقل، وبعض الغرف فيها 15.
وأفاد الأسرى للمحامين بأنهم يتعرضون للضرب والإهانات وسوء المعاملة ويتجنبون الخروج لما تسمى “عيادة السجن” خوفاً من الاعتداء عليهم أثناء النقل.
ومن ضمن الممارسات اللإنسانية المفروضة على الأسرى في سجن النقب، تزويدهم بالمياه لمدة ساعة واحدة فقط طوال اليوم من أجل الاستحمام، في ظل افتقادهم للملابس ومنعهم من تبديلها منذ السابع من أكتوبر، في حين تفتقر غرفهم لوجود شبابيك، ما يعرضهم إلى أمراض جلدية نتيجة منعهم من تهوية فراشهم وتعريضه لضوء الشمس.
تنكيل وتعذيب
ووفقاً لمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فقد تعرض الأسير أسامة جبري، من بلدة تل قضاء نابلس والمعتقل بتاريخ 2 مايو 2002، للضرب والإهانة منذ السابع من أكتوبر، حيث فقد 20 كيلو من وزنه بسبب سوء التغذية.
كما تعرض الأسير إبراهيم شلهوب البالغ من العمر 28 عاماً، والمعتقل بتاريخ 25 يونيو 2023 للضرب والإهانة عدة مرات.
أما الأسير سامي راضي عاصي المعتقل بتاريخ 15 أكتوبر 2023، فقد أصيب بكسور في صدره نتيجة تعرضه للضرب المبرح في نوفمبر الماضي في أنحاء جسده كافة.
ويعاني الأسير محمود أبو اصبع المعتقل بتاريخ 22 فبراير 2011، من مشاكل في المسالك البولية وأوجاع في منطقة الكلى وحساسية وحكة في الجلد بسبب قلة النظافة في الغرف، بالإضافة إلى أوجاع في الأسنان حيث أن إدارة السجن لا تقدم له أي علاج.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الأسرى فی سجن النقب أن إدارة
إقرأ أيضاً:
تحذير من موجات حر قاسية.. هل يتحول صيف 2025 إلى كارثة مناخية؟
بينما يستعد الملايين في العالم لقدوم فصل الصيف، تتزايد التحذيرات العلمية من موجات حر قاسية قد تضرب المنطقة هذا العام، في ظل تسارع التغيرات المناخية عالمياً، حيث أن التوقعات لا تبشّر بصيف اعتيادي، بل بصيف أكثر جفافًا، أكثر حرارة، وربما أكثر خطورة من أي وقت مضى.
ومنذ بداية عام 2025، سجلت مراكز الأرصاد في عدة دول عربية ارتفاعات مبكرة في درجات الحرارة، تجاوزت المعدلات الطبيعية لمثل هذا الوقت من السنة.
وأشارت بيانات منظمة الأرصاد الجوية العالمية (WMO) إلى أن شهر كانون الثاني/ يناير الماضي كان أكثر دفئًا من المعدلات التاريخية بـ1.75 درجة مئوية، مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما يعد دلالة واضحة على استمرار التدهور المناخي العالمي.
وبينما تتجه درجات الحرارة إلى الارتفاع عالميا، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديدا تظهر تسارعا أعلى من المعدلات الدولية، وأكدت دراسة منشورة في مجلة JGR Atmospheres أن الحرارة في دول المنطقة ترتفع بمعدل أسرع بمرتين إلى ثلاث مرات من باقي أنحاء العالم، نتيجة لطبيعتها الصحراوية وشبه الصحراوية، إضافة إلى تأثير الاحتباس الحراري.
من جانبه، حذر تقرير علمي من أن مدنا كبرى مثل الرياض، بغداد، والكويت العاصمة باتت ضمن ما يعرف بـ"النقاط الساخنة" على خريطة العالم المناخي، وهي مناطق مهددة بموجات حر تفوق قدرة الإنسان على التحمّل البشري، خاصةً في غياب البنية التحتية المناسبة للتبريد والتكيّف.
ورغم أن خدمة "كوبرنيكوس" الأوروبية لتغير المناخ تشير إلى أن صيف 2024 كان الأشد حرارة منذ بدء التسجيلات المناخية، إلا أن صيف 2025، وفقًا للتوقعات الأولية، قد لا يحطم الرقم القياسي ذاته، لكنه قد يحمل أنماطا مناخية أكثر تقلبا وتطرفا، مثل العواصف الرملية الطويلة، والجفاف الحاد، وارتفاع موجات الرطوبة القاتلة.
ووفق تصريح لعالمة المناخ ديانا فرانسيس، فإن درجات الحرارة في بعض دول الخليج مرشّحة للارتفاع بدرجة إلى درجتين مئويتين فوق المعدلات الموسمية المعتادة، لا سيما في الكويت، العراق، إيران والسعودية، حيث تتضاعف عوامل الحرارة بفعل قلة الغطاء النباتي، والتوسّع العمراني غير المستدام.
ولم تعد الحرارة المرتفعة مجرد ظاهرة موسمية، بل تحولت إلى أزمة صحية واجتماعية واقتصادية، حيث تؤدي إلى زيادة حالات الإجهاد الحراري، وتفاقم الأمراض المرتبطة بالتنفس والقلب، كما تهدد الأمن الغذائي والمائي في مناطق واسعة، خصوصًا في الدول ذات البنية التحتية الهشة.
تقدّر تقارير التنمية المناخية أن كل ارتفاع بمقدار درجة واحدة مئوية في الحرارة يؤثر مباشرة على الإنتاج الزراعي، استهلاك الكهرباء، وإمدادات المياه، ما يزيد من الضغط على الحكومات والمجتمعات في دول المنطقة.
وفي ظل هذه المؤشرات، يؤكد الخبراء أن التكيف لم يعد خيارا إضافيا، بل ضرورة وجودية، حيث قالت فرانسيس إن المطلوب هو إعادة تصميم المدن لتصبح أكثر مرونة في مواجهة موجات الحر، وذلك عبر زيادة المساحات الخضراء، استخدام تقنيات تبريد طبيعية، وتحسين البنية التحتية للمياه والكهرباء.
أما على المدى الأبعد، فالمعركة الحقيقية ما تزال في خفض الانبعاثات، والانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، ورغم مرور عشر سنوات على اتفاق باريس للمناخ، لا تزال الانبعاثات الكربونية تتصاعد، ودرجات الحرارة العالمية تسجّل مستويات غير مسبوقة.