يحذر خبراء الاقتصاد من تداعيات جسيمة تهدد الاقتصاد العالمي في ظل ارتفاع الدين العالمي إلى مستوى يفوق الناتج المحلي الإجمالي للعالم بأكثر من 3 مرات.

وبحسب بيانات معهد التمويل الدولي (IIF) فقد صعد الدين العالمي إلى مستوى 315 تريليون دولار ما يعادل 333% من حجم الناتج الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وأشار المعهد الدولي إلى أن الدين العالمي ارتفع في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بمقدار 1.

3 تريليون دولار مقارنة مع الربع الأخير من العام الماضي.

وارتفع المؤشر بسبب زيادة الاقتراض من الصين والهند والمكسيك في ظل زيادة الإنفاق الحكومي، إذ تخيم أزمة عقارية على الصين والتي تهدد بتباطؤ النمو الاقتصادي لسنوات.

إقرأ المزيد الدين العالمي يبلغ مستوى قياسيا جديدا

أما الهند فتنفق المليارات على إدارة الكوارث، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تتجاوز ديون الهند حجم ناتجها المحلي بحلول نهاية العقد.

وفي الدول المتقدمة، صعدت الديون بأعلى وتيرة في الولايات المتحدة واليابان وأيرلندا وكندا.

ويرى خبراء أن زيادة الاقتراض في العالم أمر محفوف بالمخاطر إذ ترتفع كلفة خدمة هذه الديون، ويقول يفغيني شاتوف من شركة "كابيتال لاب" إن فرص إعادة التمويل تتضاءل مع زيادة الاقتراض مذكرا أن أزمة الديون في اليونان أدت إلى تفاقم حاد للمشاكل الاجتماعية لديها.

أما الخبير الاقتصادي فاديم تيمشيك فيرى أن "دول مثل لبنان وزامبيا وسريلانكا تقع في منطقة خطرة بشكل خاص، إذ تقع على حافة التخلف عن السداد، كما دول أوروبية مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا ليس بوضع أفضل".

وفي وقت سابق، حذر صندوق النقد الدولي من أن ديون الولايات المتحدة والصين تشكلان خطرا على المالية العالمية.

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يجعل الحياة صعبة بالنسبة للعديد من البلدان من خلال تعزيز قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى، وجعل السلع المسعرة بالدولار أكثر تكلفة وزيادة أعباء الديون على البلدان التي اقترضت بالعملة الأمريكية.

المصدر: نوفوستي 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاقتصاد العالمي القروض بكين واشنطن الدین العالمی

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للمحيطات.. رئة الكوكب تصارع التهديدات المناخية

منذ عام 2002 يحتفي العالم سنويا في الثامن من يونيو/حزيران باليوم العالمي للمحيطات قبل إقرار اليوم أمميا في عام 2008 للتذكير بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية، الممتدة على 70% من مساحة كوكب الأرض. ويحمل الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات للعام الحالي 2024 شعار "تحفيز العمل من أجل محيطنا ومناخنا"، للتأكيد على العلاقة الوثيقة بين الحفاظ على الموائل البحرية في المحيطات، وجهود مكافحة التغير المناخي.

وحسب إحصاءات البنك الدولي فإن المحيطات تساهم في الاقتصاد العالمي بما قيمته 1.5 تريليون دولار سنوياً، ومن المتوقع أت تزداد إلى 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030.

وقال تقرير سابق للبنك الدولي إن 90% من البضائع الدولية يتم نقلها عن طريق البحر، رغم استخدام الوقود الأحفوري في تسيير عمليات الشحن البحري، وهو ما يستدعي بدوره ضرورة الحد من انبعاثات هذا القطاع في ظل توقعات بزيادة هذه العمليات بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050.

للمحيطات دور مهم ومحوري في حياة البشر والكوكب بشكل عام، لذا يصبح التصدي للمخاطر التي تواجها المحيطات أمر ملح ولا مفر منه، ومن هنا تأتي أهمية الاحتفاء العالمي السنوي بالمحيطات في مثل هذا اليوم من كل عام.

ويسعى اليوم العالمي للبيئة لتعبئة وتوحيد جهود سكان العالم في مشروع للإدارة المستدامة لمحيطات العالم، كونها تمثل كنوز لا تنضب للكوكب لأسباب عديدة:

المحيطات تدعم بقاء البشرية وحياة كل كائن حي آخر على وجه الأرض، وهي موطن لغالبية النباتات والحيوانات على الكوكب.

النباتات والأعشاب المرجانية والطحالب في المحيطات تساهم في إنتاج 70% من الأكسجين على كوكب الكوكب.

للمحيطات أهمية اقتصادية كبرى لأن ما يرتبط بها من أنشطة تجارية وخطوط نقل وصيد "الاقتصاد الأزرق".
المحيطات موطن التنوع البيولوجي على كوكب الارض، والمصدر الرئيسي للبروتين لأكثر من مليار شخص حول العالم.
المحيطات هي من يتحكم في المناخ، حيث توفر الحرارة في الشتاء والهواء البارد في الصيف، كما توفر للبشر الغذاء والدواء ووسائل النقل.

تهديدات تواجه المحيطات
مع استنفاد 90% من التجمعات السمكية الكبيرة، وتدمير 50% من الشعاب المرجانية، فإننا نستهلك من المحيط أكثر مما يمكن تجديده.

ويحتاج سكان كوكب الأرض للتكاتف والعمل معًا لخلق توازن جديد مع المحيط لكي يستعيد حيويته ويجلب لنا حياة جديدة، ويواجه التهديدات الكثيرة التي يواجهها هذا الكنز الحيوي ولعل أبرزها:

التلوث البلاستيكي
مرارا دعت الأمم المتحدة ومنظمات البيئة إلى الحد من استخدام البلاستيك لمرة واحدة، بما في ذلك الأكياس البلاستيكية والزجاجات البلاستيكية، وكان دوما موضوعًا مهمًا لليوم العالمي للمحيطات.

تغير المناخ
يمثل تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة البحر مشكلة كبيرة أيضًا، فارتفاع درجات حرارة البحر لها تأثير مباشر على أنماط الطقس ويُنظر إليه على أنه مسؤول جزئيًا عن زيادة الظروف الجوية القاسية، ومن تداعيات التغير المناخي ارتفاع منسوب مياه البحر، وتعرض مليار إنسان للخطر، كما أن الاحترار يطال المحيطات، حيث إن حرارتها تضاعفت منذ عام 1993.

زيادة التلوث الكربوني
تؤدي الزيادة في ثاني أكسيد الكربون إلى زيادة مستويات الحموضة في مياه البحر وتعرض العديد من الكائنات البحرية للخطر، وفقدان التنوع البيولوجي.

النشاط البشري الضار
أعالي البحار تُشكل ثلثي سطح محيطات الكوكب، لكن 1.2% فقط منها محمية، ما يترك مساحات كبيرة من مياه المحيطات معرضة للخطر بسبب ارتفاع درجات الحرارة والصيد الجائر والتلوث والتعدين.

تعبئة الجهود الدولية للحماية
تدعو الأمم المتحدة إلى حشد التعاون الدولي لخلق توازن جديد مع المحيطات، بحيث لا يتم استنزاف خيراتها، بالتوازي مع العمل على تجديد حيويتها.

وضمن الجهود الدولية لتحقيق هذا الهدف اتفقت أكثر من 190 دولة على معاهدة لحماية المحيطات في مايو/آيار 2023 لتمثل خطوة كبرى لحماية التنوع البيولوجي بمحيطات العالم، خاصة في المياه الواقعة خارج الحدود الوطنية.

المعاهدة تمثل خطوة مهمة لإنشاء مناطق بحرية محمية في أعالي البحار، حيث تبنت الأمم المتحدة المعاهدة في يونيو/حزيران 2023، من أجل حماية 30% من بحار الكوكب بحلول عام 2030، وتنفيذ ما أعلنت عنه قمة الأمم المتحدة التنوع البيولوجي أواخر عام 2022.

أيضا أطلق البنك الدولي مبادرة "برو بلو"، وهي صندوق إنماني متعدد المانحين، مقره في البنك الدولي، ويدعم تنمية الموارد البحرية والساحلية المتكاملة والمستدامة والصحية، وذلك من أجل تفعيل هدف التنمية المستدامة رقم 14، وهو (الحفاظ على الحياة تحت سطح الماء).

وتركز مبادرة "برو بلو" على أربعة مجالات رئيسة:
معالجة التهديدات التي يشكلها التلوث البحري على صحة المحيطات، بما في ذلك القمامة والمواد البلاستيكية، من المصادر البحرية أو البرية

التنمية المستدامة للقطاعات المحيطية الرئيسة، مثل السياحة والنقل البحري والطاقة المتجددة البحرية
بناء القدرات الحكومية لإدارة الموارد البحرية، بما في ذلك البنية التحتية القائمة على الطبيعة مثل أشجار المانغروف، بطريقة متكاملة لتحقيق فوائد أكثر، وطويلة الأمد للبلدان والمجتمعات.


تستضيف "جومبوك"، المؤسسة الاجتماعية الرائدة، التي تعمل على تعزيز الاستدامة والعمل المناخي في المنطقة، قمتها السنوية الثانية للمحيطات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد غد الإثنين بفندق ويستن دبي مينا السياحي.

وسيستضيف الحدث مجموعة مختارة من أصحاب المصلحة، لمناقشة صحة المحيطات في أربعة محاور رئيسية: الاقتصاد الأزرق، الحوكمة البحرية، العلوم البحرية، والتعاون البحري لتعزيز الحوار والعمل التعاوني.

ويعد هذا حدثًا بارزًا في الفترة التي تسبق مؤتمر "UNOC 2025"، حيث يجمع وجهات النظر الإقليمية؛ ويبني على نتائج قمة المحيطات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023 ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28).

وقالت رزان المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ورائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ في مؤتمر الأطراف (COP28): "من خلال الجمع بين شركاء العمل من مختلف المجالات، تعد قمة المحيطات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمثابة منصة فريدة تساعد على تعزيز فهمنا الجماعي، وتعزيز التعاون الإقليمي، لمعالجة القضايا البحرية الرئيسية، ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إنه تجمع حاسم يدعم التزاماتنا البيئية المستمرة، ويعترف بالدور الأساسي للبحر في النسيج الثقافي والاقتصادي لمنطقتنا".

وتنعقد قمة المحيطات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024، تحت رعاية وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة بتطوير وتنفيذ اتفاقية عام 2001 بشأن "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه".

وتقود اليونسكو جهوداً لتنفيذ "عِقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة» (2021-2030)، وهو فرصة لتطوير المعرفة العلمية والشراكات اللازمة لتسريع وتسخير التقدم في علوم المحيطات، لتحقيق فهم أفضل لها للمحيطات.

كما تنظم "لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات" أول مؤتمر عالمي للدراية بأمور المحيطات في الفترة الممتدة من 7 إلى 8 يونيو/حزيران الجاري في مدينة البندقية بإيطاليا، وذلك بالتعاون مع كل من حكومة إيطاليا، وبلدية مدينة البندقية، ومجموعة «برادا».

يجمع المؤتمر مجموعة من الخبراء الدوليين المعنيين بالدراية والتوعية بأمور المحيطات في قطاعات مختلفة.

وحسب تقرير سابق لـ"اليونسكو"، لم يستكشف العالم سوى 10% فقط من مياه المحيطات مترامية الأطراف، ما يعني أننا بحاجة إلى الولوج لأعماق جديدة إن أردنا حشد زخم عالمي واسع النطاق من أجل المحيطات.

مقالات مشابهة

  • «إنجليزية» تتسوق عبر الإنترنت وهي نائمة
  • اليوم العالمي للمحيطات.. رئة الكوكب تصارع التهديدات المناخية
  • الاقتصاد العالمي في 10 كتب.. زيادة الضريبة على الدخول المرتفعة تحقق المساواة الاجتماعية
  • زاخاروفا: سنرد على تصريحات البيت الأبيض حول زيادة ترسانته النووية
  • صادرات مصر الزراعية تتجاوز 2.6 مليار دولار منذ بداية 2024.. خبراء: هذه الزيادة تعكس نجاح القطاع والقدرة على المنافسة عالميًا.. والتطور التكنولوجي كلمة السر
  • بنك التنمية الأفريقي يحتاج لإعادة هيكلة سريعة للديون.. تفاصيل
  • واشنطن تفكر في زيادة ترسانتها من الأسلحة النووية
  • موجة حر تضرب غرب الولايات المتحدة
  • 1.9 مليار دولار قيمة صادرات مصر إلى الولايات المتحدة عام 2023
  • خبير اقتصادي: الدولة تطمح لزيادة معدلات الاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص