تتبع حكومة الاحتلال منذ سبعة أشهر من اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سياسة إخفاء المعلومات عن الجمهور، باعتبار ذلك جزءا من الإهمال المستمر لمستوطني غلاف غزة، قبل وبعد هجوم السابع من أكتوبر، وجزء من ثقافة عدم المسؤولية التي تنتهجها حكومة اليمين التي أدت إلى الكارثة الحالية التي تعيشها "إسرائيل".



وأكدت عضوة الكنيست السابقة، ورئيسة لجنة الشفافية، ستيف شابير، أن "ما تعيشه قرابة ألفي عائلة يهودية منذ أكثر من سبعة أشهر، يضاف إليهم الجنود الذين يخاطرون بحياتهم في هذه اللحظات في معارك غزة والشمال؛ والمختطفين الـ132 الذين ما زالوا في أسر حماس، يتأرجحون بين الحياة والموت، كل هذه المعاناة تتحمل مسؤوليتها جهة واحدة فقط، هي الحكومة الحالية، التي تدور حول نفسها في حالة عدم اليقين والعجز التي نشعر بها، لأنها لم تجعل منذ البداية عودة المختطفين أحد أهداف الحرب، ولم تغير موقفها إلا بعد ضغوط شعبية، بل تتصرف بضبابية متعمدة، مفضّلة الاعتبارات الحزبية الضيقة على الشجاعة السياسية".

وأضافت شابير في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "أقطاب الحكومة يميلون باتجاه نسيان واجبهم تجاه الإسرائيليين والجنود، فالأمر لا يتعلق فقط بـ 20 إلى 30 شخصا، بل بآلاف الإسرائيليين الذين تحطمت حياتهم بسبب انتهاك الحكومة للعقد الاجتماعي القائم بين الدولة ومواطنيها، والنتيجة أنها لن نترك أي إسرائيلي خلفها أبدا، مع أنه لا نصر في الحرب دون عودة المختطفين، وسيبقى تخلي الحكومة عنهم جرح سيظل يطاردها لسنوات، أما الجمهور الإسرائيلي فلا يعرف ما يحدث بالضبط". 

وبينت أن "السياسة الغامضة التي تتبعها الحكومة تثير تساؤلا كبيرا حول سبب إخفائها المتعمد للواقع عن الإسرائيليين، لأنه حتى الآن، ورغم أن جنودنا أصبحوا في رفح، فما زالت تغذينا الشائعات والتسريبات حول مفاوضات صفقة التبادل، ولا نعرف بالضبط ما هي مطالب حماس، وموقف إسرائيل، وبالتالي بات من الصعب تحمل ذلك، لأن الإخفاء المستمر للمعلومات يجعل الحكومة تنخرط هي الأخرى في الحرب النفسية التي تشنها حماس على الإسرائيليين، في حين تشمل حكومة نتنياهو مواطنيها ضمن الحرب التي تشنها على حماس".

وأوضحت أن "سبعة أشهر مرّت وقد تم خلالها عقد سلسلة من الصفقات على طاولة المفاوضات، وفي نفس الوقت تم إلغاؤها، دون أن نعرف ماذا تخللها، وحول ماذا كان الخلاف، ولم نتلق تقريرا شفافا أبدا، كلها  تسريبات فقط، والمسؤول الكبير، الملقب برئيس الحكومة، الذي يتخفى خلف الألقاب خوفا من مواجهة الجمهور، هو الذي يتحمل مسئولية هذا التعتيم الجاري على الإسرائيليين، أما أعضاء فريقه التفاوضي، فقد يئسوا في مرحلة معينة من التأخير الذي فرضه عليهم، واستقالوا مع أننا نعلم أنه في أكتوبر ذاته كانت هناك فرصة للتوصل لاتفاق لتحرير الأطفال والنساء، لكن الحكومة رفضته، وحصلت أخيرا على نفس الاتفاق تماما بعد شهر". 

وأشارت أنه "لم يقدم أحد تفاصيل عن القرارات التي أدت للمخاطرة بحياة الإسرائيليين في الأسر لمدة شهر آخر، ولم نسمع من الشهادات في غرف المفاوضات أن الحكومة لم تكلف نفسها عناء طرح مبادرات خلاقة، من الواضح أن المفاوضات مع حماس معقدة، التي تستخدم المختطفين كوسيلة ورقة مساومة، والانخراط في حرب نفسية، واستغلال كل فرصة لرفع الثمن، ومن الواضح أيضًا أنه ليس كل ما يحدث في غرف التفاوض يجب الإبلاغ عنه في الخارج، لكن سبعة أشهر مرت، وما زال الحكومة فاشلة في مهمة إعادة المختطفين".

وأكدت أن "تعاملات الحكومة السرية والحصرية مع عائلات المختطفين ليست تكتيكا للتفاوض، بل هروبًا من المسؤولية، لأنه في نهاية المطاف، إذا عرف الجمهور ما حدث حتى الآن في المفاوضات، وما هي المقترحات المطروحة على جدول الأعمال، فإن الصفقة ووقف إطلاق النار سيقتربان، ومعهما الانتخابات، وضرورة تحمل المسؤولية، لأن الحكومة لا تزال تخفي عن الإسرائيليين الظروف التي تم فيها تفجير صفقة المختطفين في ديسمبر، لأنه من المستحيل الحديث عن سياسة دون معرفة ماهيتها، فيما الحكومة تخفي عن الإسرائيليين ملابسات انهيار المفاوضات حول صفقة التبادل، وبسبب هذا التكتم، لا نعرف إلا من التسريبات أنها رفضت الصفقة مقابل وقف إطلاق النار".

تؤكد هذه الانتقادات الإسرائيلية لحكومة الاحتلال أن افتقارها للشفافية مع الجمهور يساعد نتنياهو على اليوم التالي لما بعد الصفقة، في ظل محاولته للإقناع بأن الصفقة تعني عدم فعل أي شيء ضد حماس، وهذه ، بنظر الإسرائيليين، كذبة مفضوحة، لأن دولة الاحتلال ذاتها لن تعجز عن إيجاد أي طريقة مفتعلة للتحرك لمواصلة مهمة القضاء على الحركة، بعد أن يصبح المختطفون في منازلهم، مما يؤكد أن الهدف الإسرائيلي الفضفاض بالقضاء التام على حماس يعتمد على قيام الاحتلال بترتيب خطة لليوم التالي، أما تأجيله فسيؤدي لزيادة التكلفة في أرواح المختطفين والجنود، وتعزيز مقاومة حماس.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الإسرائيلي غزة صفقة التبادل إسرائيل غزة الاحتلال المستوطنات صفقة التبادل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سبعة أشهر

إقرأ أيضاً:

أسرى جدد في قبضة حماس.. ماذا حدث للجنود الإسرائيليين خلال «معركة النفق» بغزة؟

مع مرور أكثر من 230 يوما على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كشفت الفصائل الفلسطينية عن أسر عدد من الجنود الإسرائيليين فيما عرف بـ«معركة النفق» شمال قطاع غزة، وسط نفي إسرائيلي.

بيان للفصائل الفلسطينية

وأصدرت الفصائل الفلسطينية بيانا، بحسب «تليفزيون فلسطين»، توضح فيه أنها استطاعت أسر عدد جديد من الجنود الإسرائيليين عقب الاستدراج إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، وتمت العملية عصر أمس السبت.

وكشفت الفصائل عن تراجعها بعد تفجير النفق عقب إسقاط جميع أفراج القوة الإسرائيلية وسط جرحى وقتلى وتم الاستيلاء على معداتهم العسكرية، وسط «درس تلقنه الفصائل للجيش الإسرائيلي» و«فشل إسرائيلي مستمر» بحسب البيان.

تعليق إسرائيل ونفي الواقعة

بدوره، خرج سريعا المتحدث باسم جيش الاحتلال، نافيا أسر جنود إسرائيليين، قائلاً في بيان له: «يوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا وجود لأي واقعة اختطف خلالها جند»، في الوقت الذي أوضحت القناة الـ13 الإسرائيليين عن مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل مستعدة لبحث وقف إطلاق النار بغزة ضمن المفاوضات بشأن صفقة محتملة لتبادل الأسرى، فيما ردت الفصائل الفلسطينية على النفي بفيديو يعرض متعلقات جنود الإسرائيليين الذين تم أسرهم.

وبدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، صباح السبت السابع من أكتوبر 2023، عقب تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، ردا على الانتهاكات المستمرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

وتستمر الحرب لشهرها السابع حاليا، وسط ارتفاع أعداد الخسائر في الجانب الفلسطيني، التي سجلت أكثر من 35 ألف شهيد حتى الآن أغلبهم من الأطفال والسيدات.

مقالات مشابهة

  • لحظة وقوع اشتباكات لفظية بين نواب البرلمان الفرنسي بسبب فلسطين
  • الحرب بين إسرائيل وحماس.. ما أهمية رفح للطرفين؟
  • القناة 12 العبرية: توافق بمجلس الحرب على وقف هجوم رفح.. الأولوية لصفقة التبادل
  • الحكومة تعرض مستجدات استكشاف حقول الغاز بعد انتقادات في البرلمان بشأن التعتيم
  • نتنياهو: لن تنتهي الحرب قبل تحقيق كل أهدافها
  • يديعوت: كثيرون بالمؤسسة الأمنية نادمون على تفويت فرصة إنجاز صفقة تبادل
  • مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث صفقة جديدة وسط انتقادات لاذعة لنتنياهو
  • حديث إسرائيلي عن مساع جديدة لإحياء مفاوضات التبادل وحماس تنفي
  • ‏رويترز نقلا مسؤول إسرائيلي: اجتماع متوقع لحكومة الحرب مساء اليوم لمناقشة مقترح اتفاق بشأن الرهائن
  • أسرى جدد في قبضة حماس.. ماذا حدث للجنود الإسرائيليين خلال «معركة النفق» بغزة؟