حارة المحيدث بمنطقة العلاية بولاية الرستاق تعد من الحارات المهمة، ولها أهمية كبيرة لوقوعها في منطقة وسطية، معظم سكانها من عائلة واحدة تنتمي لقبيلة بني كندة وقد برز من بين سكان هذه الحارة الجد مسعود بن صباح الكندي الذي تولى إدارة ما يسمى بأموال بيت المال بقلعة الرستاق آنذاك.

ومن المعالم التاريخية بحارة المحيدث هو بيت المحيدث، ويعود تاريخه إلى قرابة 300 سنة مضت، وتم بناؤه بالطين والطوب الطفال ودخلت ضمن مكونات بنائه بعضا من الحجارة القديمة وبأحجام كبيرة خاصة في مرحلة الأساسات وجذوع النخيل وسعفها، ويتكون البيت من طابقين عبارة عن غرف معيشة إضافة إلى مجلس للضيوف «سبلة» استخدمت خلال فترة من فترات الزمن مكانا لتخزين وحفظ عوائد بيت المال وثمار بسور النخيل بعد طبخها، ومن ضمن مرافق البيت أيضا مخزن التمور إضافة إلى وجود حظيرة لتربية الحيوانات من الأبقار والماعز.

وقد كان بيت المحيدث ملتقى لسكان حارة المحيدث، ونظرا لطول فترة الهجر للمنزل فقد أصبح عرضة للخراب والدمار نتيجة عوامل الطقس وانقطاع الصيانة المستمرة عنه.

وخوفا من اندثار المنزل وضياعه كمعلم أثري ذي أهمية كبيرة بالولاية، قرر محمد بن ماسي الكندي حفيد الجد مسعود بن صباح وبمشورة من العائلة أن يقوم بصيانة وترميم المنزل حفاظا عليه من الضياع وتحويل استخدامه إلى نزل تراثي وفقا للمواصفات والضوابط المحددة من الجهة المختصة.

يقول محمد الكندي: «بدأت أولى خطواتي بالاطلاع على تجارب الآخرين الذين سبق لهم ترميم منازلهم القديمة سواء كانوا من داخل الولاية أو خارجها، وبزيارة هذه المنازل والوقوف عليها والاستماع إلى كافة التفاصيل من ملاكها، ومن ثم توجهت لمراجعة وزارة التراث والسياحة كونها الجهة المعنية بالتراث والحفاظ عليه والجلوس مع المختصين، وأخبرتهم برغبتي في ترميم المنزل، وأبدوا تجاوبا وتعاونا كبيرين، وتم تقديم المشورة الفنية والدعم المادي والمعنوي المتمثل في توفير الصاروج العماني وبعض أخشاب الكندل والاطلاع على سير العمل بالمشروع من خلال الزيارات الدورية للمختصين وبعض من المسؤولين بالوزارة، ونظرا لأن بعض مكونات بناء المنزل هي من المواد القديمة النادر توفرها إلا أنه حرصت قدر المستطاع على أن تتم الصيانة والترميم باستخدام المواد نفسها رغم صعوبة الحصول عليها وتكلفتها العالية، وتمت الاستعانة بقوى عاملة متخصصة فنيا في أعمال ترميم المباني الأثرية وباستخدام الصاروج العماني حرصا مني على أن يخرج البيت بشكل لائق تراثيا ومعماريا يحافظ على طابعه التراثي المميز، مما زاد ذلك من ارتفاع تكلفة البناء وزيادة الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع». وأوضح الكندي أن البيت بعد الترميم سيضم تسع غرف نوم مع مرافقها، ومجلسا، ومكتب استقبال، ومقهى سياحيا، إضافة إلى أماكن لجلسات خارجية ومواقف للسيارات، وبعد الانتهاء من أعمال الترميم للبيت سيتم مباشرة العمل على تحسين وتجميل المنطقة الخارجية المحيطة به مستخدما في ذلك مواد قريبة من طبيعة المنطقة وبيئتها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تبنّى مرجانًا مبادرة لإشراك المجتمع في ترميم الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر

أطلقت المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر "شمس"، مبادرة بيئية جديدة تحت عنوان "تبنّى مرجانًا"، تستهدف إشراك أفراد المجتمع في جهود استعادة الشعاب المرجانية المتدهورة على سواحل البحر الأحمر، في خطوة تعزز من الوعي البيئي وتدعم حماية التنوع البحري.

محافظ البحر الأحمر يطلق مشروع الهوية البصرية بالتعاون مع الجامعة الألمانيةمصادر ملاحية تكشف تفاصيل غرق السفينة الليبيرية بالبحر الأحمرمديرية التعليم بالبحر الأحمر تعتمد مواعيد امتحانات الدور الثاني بمدارس المحافظة

وتنطلق المرحلة الأولى من المبادرة في أحد المواقع المرجانية المختارة على الساحل الغربي للمملكة، بمشاركة فرق من المتطوعين والغواصين والمهتمين بالبيئة البحرية، وذلك ضمن مساعي "شمس" لتعزيز الشراكة المجتمعية ورفع مستوى الوعي بأهمية النظم البيئية الساحلية.

وتأتي هذه الخطوة في ظل التحديات البيئية المتصاعدة التي تواجه الشعاب المرجانية، مثل التغير المناخي والتلوث البحري، حيث تمثل هذه الكائنات البحرية ركيزة أساسية للتنوع البيولوجي، وتلعب دورًا اقتصاديًا وسياحيًا حيويًا في المنطقة.

وأوضح القائمون على "شمس" أن المبادرة تستند إلى خبرات ميدانية تراكمية في ترميم الشعاب المرجانية، مشيرين إلى استخدام المؤسسة مؤشرات علمية دقيقة لرصد المناطق المتدهورة، وتطوير تقنيات مبتكرة في زراعة المرجان، إلى جانب برامج رصد بيئي لقياس التعافي على المدى البعيد.

وتتيح المبادرة للمشاركين فرصًا متنوعة، من بينها:

المشاركة العملية في زراعة شتلات المرجان بعد تلقي تدريب متخصص.

ورش عمل وفعاليات توعوية تركز على المخاطر البيئية التي تهدد الشعاب المرجانية.

تمكين مجتمع الغوص ليكون طرفًا فاعلًا في أنشطة الرصد والتوعية.

مفهوم "التبني الرمزي" لقطعة مرجان، كأداة لتعزيز الالتزام الفردي تجاه البيئة.


ويأتي إطلاق "تبنّى مرجانًا" انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما في محوري الاستدامة البيئية وتعزيز مشاركة المجتمع في حماية الموارد الطبيعية، كما تدعم المبادرة توجهات مبادرة "السعودية الخضراء" الرامية إلى وقف تدهور النظم البيئية والحفاظ على التنوع الأحيائي.

ومن المقرر أن تتوسع المبادرة تدريجيًا لتشمل مواقع إضافية على امتداد البحر الأحمر، بما يضمن تحقيق أثر بيئي مستدام ومشاركة مجتمعية أوسع في المستقبل.

طباعة شارك البحر الأحمر الغردقة الشعاب المرجانية الشعاب المرجانية الاصطناعية ابيضاض الشعاب

مقالات مشابهة

  • لو عندك في البيت ارميها فورا.. هيئة الدواء تحذر من تشغيلة قطرة لعلاج احتقان الأنف
  • بوجاتشار يستعيد الصدارة في «طواف فرنسا»
  • مزارع الباحة.. إرث زراعي يتحول إلى مقصد سياحي للعائلات والمصطافين
  • خبير سياسي: الجيش السوداني يستعيد منطقتين في شمال كردفان.. وميليشيا الدعم تهدد
  • تبنّى مرجانًا مبادرة لإشراك المجتمع في ترميم الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر
  • الهيئة السعودية للبحر الأحمر تصدر ترخيص وكيل ملاحي سياحي لتنظيم الأنشطة الساحلية
  • بأقل تكلفة.. أسهل طريقة لعمل مخلل الخيار في البيت
  • لجنة التّنسيق اللّبنانيّة-الكنديّة (CCLC): بند تصويت المنتشرين/ات مخالف للدستور
  • سلام: إجراء الامتحانات الرسمية هو تأكيد أن لبنان يستعيد عافيته.. وكرامي: هذه المرحلة ستُعد نقلة نوعية
  • سعر الدولار الكندي في البنوك اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025