وزارة التعليم العالي تلقت 4 آلاف طلب للاستفادة من منحة "دكاترة الجيل الجديد"
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
بلغ عدد الترشيحات للاستفادة من منحة برنامج تكوين « ألف حاصل على درجة الدكتوراه من الجيل الجديد » ما يناهز 4 آلاف مرشح.
البرنامج الذي أطلقته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اختارت 1438 ملفا يتوفر على الشروط المحددة للاستفادة من المنحة التي تبلغ 7 آلاف درهم، وفق ما صرح به وزير التعليم العالي أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين.
وأوضح بأنه تم قبول ألف ملف فقط، فيما تم إدراج الباقي في لائحة الانتظار.
وتتوزع هذه الترشيحات على مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بـ158 منحة، وهو المجال الذي يعاني من خصاص كبير وفق تعبير الوزير.
فيما تم تخصيص 158 منحة للبحث في مجال الذكاء الاصطناعي، و 142 منحة للبحث في مجال الماء، فيما تهم باقي المنح مجالات ذات أولية تتعلق بالتنمية.
وأشار الوزير إلى أن تغيير وزارته للضوابط العلمية والبيداغوجية الوطنية الخاصة بالدكتوراه كان الهدف من ورائه هو إطلاق هذا البرنامج الطموح لتكوين جيل جديد من الدكاترة، وهو ما ظلت تنتظره الجامعات منذ 30 سنة.
الجيل الجديد سيكون ملزما بحركية دولية في السنة، وذلك في ظرف 3 سنوات على غرار التجربة الأنجلوسكسونية .
كما ذكر عدة تعديلات طالت الضوابط البيداعوجية لسلك الدكتوراه، منها تحديد شروط النشر العلمي الذي سيتم القطع فيه مع النشر في أي مجلة أو أداء مبالغ مالية مقابل النشر.
بالإضافة إلى إدراج الإشهاد في اللغات « لكي يتم القطع مع وجود أساتذة جامعيين لا يتحدثون باللغتين الفرنسية والإنجليزية ».
كما سيتم « ضمان جودة الملف العلمي لأعضاء لجنة المناقشة لتفادي الجدل المثار حول حضور الخبراء في المناقشة ».
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: البحث العلمي التعليم العالي الدكتوراه التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية
حسين فخري باشا شخصية لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن تاريخ مصر الحديث، فهو مثال حي على الإنسان المصري الذي جمع بين العلم، الخبرة، والوطنية الحقيقية.
ولد في القاهرة عام 1843 في عائلة شركسية مرموقة، والده الفريق جعفر صادق باشا كان حكمدار السودان، ما منح حسين منذ صغره فرصة التعلم في بيئة تتسم بالمسؤولية والانضباط.
منذ أيامه الأولى، كانت حياة حسين فخري باشا شهادة على الطموح والالتزام، إذ بدأ مسيرته الإدارية كمساعد للمحافظة عام 1863، قبل أن ينتقل إلى نظارة الخارجية، ثم ترسل إليه الحكومة المصرية لتأدية مهمة في باريس، حيث درس العلوم القانونية وعاد إلى مصر عام 1874 محملا بالعلم والخبرة، مستعدا لخدمة وطنه في عهد الخديوي إسماعيل.
لم يكن حسين فخري باشا مجرد سياسي عادي، بل كان عقلا منظما وفكرا مصلحيا، فقد شغل مناصب عدة، من ناظر للحقانية إلى وزير للمعارف والأشغال العمومية، وصولا إلى رئاسة مجلس الوزراء لفترة قصيرة، لكنه رغم قصر مدتها، ترك بصمة قوية في المشهد السياسي.
في وزارة رياض باشا الأولى عام 1879، ترأس لجنة لوضع قوانين جديدة للحقانية وفق المعايير الأوروبية، محاولة منه لتحديث النظام القضائي وتنظيم المحاكم الأهلية والشرعية، رغم أن الثورة العرابية أوقفت هذا المشروع لفترة.
ولم يكتف بذلك، فقد استمر في مسيرته الإدارية والسياسية، مطورا البنية القانونية لمصر، وأثبت في كل موقف قوته الفكرية وقدرته على الدفاع عن مصالح وطنه ضد الضغوط الخارجية، كما حدث عندما صدم المشروع البريطاني لإصلاح القضاء المعروف بمشروع سكوت.
إنجازات حسين فخري باشا في وزارة المعارف والأشغال العمومية كانت حجر الزاوية لتطوير مصر في شتى المجالات، فهو أول من أدخل تعليم الدين والسلوك في المدارس الابتدائية عام 1897، واهتم بالكتاتيب الأهلية وعمل على تشجيع تعليم البنات، مما يعكس رؤيته المستقبلية لمجتمع واع ومثقف.
كما أصر على بناء مدارس قوية ومؤسسات تعليمية متينة، أنشأ قسما للمعلمات، وأولى اهتماما خاصا بتعليم المعلمين الأوليين، كل هذا ليضمن للأجيال القادمة تعليما متينا يواكب العصر.
وفي جانب الأشغال العمومية، كان له دور بارز في مشاريع الري والبنية التحتية، من بناء القناطر والسدود، إلى التخزين السنوي للنيل وضبط مياهه، ما ساهم في تطوير الزراعة وتحسين حياة المصريين في الوجه القبلي، وأدخل مصر عصر التخطيط الحضري الحديث.
حياة حسين فخري باشا لم تكن مجرد منصب وسلطة، بل كانت رسالة وطنية صادقة، فقد جمع بين العلم والخبرة والإدارة، وكان مثالا للمسؤولية والأمانة الوطنية، يظهر حب مصر في كل قراراته وأفعاله.
ليس أدل على ذلك من اهتمامه بالحفاظ على التراث المصري والانخراط في الجمعيات العلمية والجغرافية ولجنة العاديات، ليترك إرثا حضاريا للمستقبل.
كذلك حياته العائلية تربط بين السياسة والدبلوماسية، إذ كان والد محمود فخري باشا، سفير مصر في فرنسا، وزوج الأميرة فوقية كريمة الملك فؤاد، ما يعكس أيضا ارتباط عائلته بخدمة الوطن على أعلى المستويات.
حين نتأمل مسيرة حسين فخري باشا، ندرك أن مصر لم تبنى بالصدفة، بل بجهود رجال مثل هذا الرجل الذي جمع بين الوطنية، الكفاءة، والرؤية البعيدة.
إنه نموذج للقيادي الذي يضع مصلحة بلده قبل كل اعتبار، الذي يفكر في أجيال المستقبل، ويترك بصمته في كل جانب من جوانب الحياة العامة.
حسين فخري باشا ليس مجرد اسم في كتب التاريخ، بل هو مثال حي على روح مصر الحقيقية، على قدرة المصريين على مواجهة التحديات والعمل بجد وإخلاص لبناء وطن قوي ومزدهر، وهو درس لكل من يسعى لفهم معنى الوطنية الحقيقية وحب مصر العميق.