فيما يسافر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى الرياض وتل أبيب في الساعات المقبلة أفادت معلومات متقاطعة عربية وغربية عن توقف المفاوضات في ما خص الوضع في قطاع غزة. ويأتي ذلك وسط تهديد اسرائيل بتكثيف العملية العسكرية في رفح، وتصعيد عملياتها في جنوب لبنان واغتيالها عددا من الشخصيات من خلال استهداف مسيراتها عددا من السيارات في مناطق مختلفة في لبنان طالت مجدل عنجر في البقاع وقانا في صور والنجارية في منطقة الزهراني.


وفي خضم ما يجري، تشير مصادر متابعة لمسار المفاوضات الجارية في شأن الوضع في الجنوب إلى أن  الحل في لبنان لا يزال بعيدا لا سيما وأن أفق الأوضاع في غزة لا يزال  غامضا. لكن الأكيد، وفق المصادر، ان اي ورقة حل لجنوب لبنان ستكون مبنية على وقف الحرب وعدم انسحاب حزب الله من الجنوب خاصة وأن عناصره هم من أبناء الجنوب والحديث عن مساحة 20 كلم أو 10 كلم ليست محل بحث عند الحزب. وتعتبر المصادر ان ما يعمل عليه هو إخفاء المظاهر المسلحة لكن الأكيد أن الحزب لن يقبل بأي صيغة لا تحقق ما يصبو إليه لبنان الرسمي والحزب لجهة تحرير ما تبقى من اراضي محتلة وانسحاب اسرائيل من النقاط السبع.
ورأى سفراء "دول الخماسيّة" في بيان صدر عن السفارة الأميركية بعد اجتماعهم الأربعاء في عوكر أن مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي.  وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد. ويدعو سفراء دول "الخماسيّة" النواب اللبنانيين إلى المضي قدماً في المشاورات والوفاء بمسؤوليتهم الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية".
وكررت مصر وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بحسب البيان موقفهم الموحّد حول دعم حكومة وشعب لبنان، كما تم التعبير عنه في بيان الدوحة الصادر في تموز الماضي. وأكد سفراء "دول الخماسيّة" التزامهم باحترام سيادة لبنان ودستوره ويواصلون جهودهم الصادقة والمحايدة لمساعدة لبنان على الخروج من أزماته الحالية واستعادة عافيته السياسية والاقتصادية. وقال البيان إن سفراء "دول الخماسيّة" على استعداد لأن يشهدوا وييسروا المشاورات السياسية المقترحة بالتزامن مع الجهود والمبادرات اللبنانية المستمرّة من قبل جميع الأطراف وأصحاب المصلحة اللبنانيين، بما في ذلك كتلة "الاعتدال الوطني".
ورغم ما تقدم، ترى  مصادر متابعة أن بيان  السفارة الأميركية عبر منصة اكس عن اجتماع سفراء الخماسية لم يحمل أي جديد فالاكتفاء بالكلام  عن طبيعة المرحلة الراهنة وكيفية التعاطي معها ليس جديدا، لكن المفارقة تكمن في عدم وجود عمل جدي يمكن أن يشكل دفعا للقوى المحلية لانتخاب رئيس، ومرد ذلك بحسب المصادر، ان هناك شبه اقتناع أميركي أن لا رئاسة في لبنان قبل تبلور صورة المشهد الجديد في غزة وجنوب لبنان، فالمواعيد الرئاسية المطروحة  ليست إلا مواعيد الوقت الضائع، فالرئاسة ترتبط ارتباطا وثيقا بغزة التي لا تزال تحت نيران العدو ومهلة ايار ليست الا مهلة حث القوى السياسية على الحوار والمشاورات وفق آلية معينة .
وليس بعيدا تردد ان سفراء الخماسية سوف يستأنفون العمل مع كتلة الاعتدال الوطني، علما انهم سيلتقون رئيس مجلس النواب نبيه بري في الايام المقبلة وسوف يزورون عددا من القوى السياسية، على ان يسبق ذلك زيارات  انفرادية سيقوم بها السفراء على المعنيين.
ونقل عن رئيس مجلس النواب قوله امام زواره انه يبدي استعدادا كبيرا للدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس اذا ايقن أنها ستنتهي بانتخاب رئيس للجمهورية ولن تكون كسابقاتها من الجلسات، مبديا ايجابية تجاه بيان "الخماسية" والذي يعتبره استكمالا لما دعا اليه من تشاور خاصة وأن الحوار يبقى خشبة الخلاص الوحيدة للخروج من الأزمة الراهنة.



المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الخماسی ة

إقرأ أيضاً:

فرنجية في ذكرى 13 حزيران 1978: عندما يكون وجودنا كمسيحيين مهددا سنكون كلنا واحدا

إستذكر رئيس" تيار المرده "سليمان فرنجيه،  في الذكرى الـ 46 لـشهداء 13 حزيران 1978، "شهداء المرده الذين سقطوا الى جانب آخرين يوم دافع المسيحيون والموارنة، جنباً الى جنب، عن سيادة الدولة وهيبتها ويوم رفضوا أن يكون لبنان وطناً بديلاً وواجهوا معاً تهديد الوجود والدور المسيحي في لبنان". وقال في هذا السياق: "عندما يكون وجودنا كمسيحيين مهددا سنكون كلنا واحدا". ووجه تحية للمقاومة وشهدائها في جنوب لبنان وغزة.


واستعرض "المسلمات المسيحية المتصلة بدور المسيحيين والموارنة في لبنان"، وهو ما اعتبره "قناعات ومسلمات مشتركة بين كل التيارات والاحزاب المسيحية وهي: حق الاختلاف وقبول الرأي والرأي الآخر بين المسيحيين، الإيمان بوحدة البلد وإحترام الدستور والنظام الاقتصادي الحر والحفاظ على التنوّع والحريات العامة، والإسهام الريادي في بناء العالم العربي"، وقال: "أن نكون مسيحيين في لبنان يعني أن نكون لبنانيين نعطي ونضحي إكراما للبنان وإذا كان لبنان بخطر فنكون كلنا كلبنانيين صفا واحدا وقلبا واحدا".


وحدد "مواصفات الرئيس المسيحي القوي القائمة أولاً على احترام إتفاق الطائف وحماية الدستور والتعاون الصريح مع رئيس الحكومة والتشاور الدائم مع رئيس مجلس النواب". واعتبر أن "قوة الرئيس لم تتّصل يوماً بتمثيله الشعبي الواسع بل بحيثيته السياسية وبقدرته على تمثيل خيار سياسي وطني والخروج من إصطفافه السياسي بعد انتخابه، ولعب دور الحكم في المعادلة السياسية اللبنانية".  وأكد أنه "ليس مطلوباً أن يكون الرئيس رجل اقتصاد بل مؤمناً بالنظام الاقتصادي الحر، وضامناً للتسوية السياسية، التي تعيد الحياة الى الدورة الاقتصادية، وحامياً للإصلاحات البنوية، الاقتصادية والمالية، من خلال قضاء عادل ومستقل".
 

وبعد أن استعرض فرنجية ما إعتبره "مسلمات تتصل بدور المسيحيين والموارنة في البلد وبمواصفات الرئيس القوي"، أكد أن "غالبية المسيحيين والموارنة تتفق على هذه المسلمات، ولكنها تختلف على طريقة تحقيقها في العملية السياسية". فاعتبر في هذا السياق، أن "هذا الخلاف لا يجب أن يفسد للود قضية وعليه، بالعكس، أن يعطي المسيحيين القدرة على لمّ البلد وتوحيده". وسأل: "لماذا، المسيحيون الذين لديهم تنوع في السياسة والموجودون ضمن الخطين في البلد، لا يتفقون على تسهيل الحل حتى نكون دعاة سلام وبناة وحدة البلد بدل أن نساهم بتفكيك البلد؟".

وعن التسوية الممكنة أعلن فرنجية أنه وفريقه السياسي يريدانها "على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، فيكون الغالب لبنان والمغلوب مشروع سقوط لبنان وزواله"، معتبراً أنّ "التسوية ستكون متوازية على حجم البلد، وأنّ الصيغة اللبنانية لا تحتمل غالباَ ومغلوباً، فغلبة فريق على آخر قد يضربها". وأردف: "سأطمئن كل الخائفين من زوال لبنان السياسي، والذين يخيفوننا من زوال لبنان، وأقول لهم: لن نسمح بزوال لبنان وتاريخنا بيشهد". 

وأكّد أنّ "التسوية سترتكز على اتفاق الطائف الذي يجب أن يتمسّك به اللبنانيون والمسيحيون على الأخص، في إطار لبنان الكبير الذي أسسه أجدادنا وأعطى كل اللبنانيين الامكانية ليعيشوا في بلد حفظ لهم الهوية، والدور والحرية".

وفي السياق الرئاسي، جدد  رئيس" تيار المرده" مبادرته والداعية "إما الى القبول بمبدأ الحوار والتوافق على سلة كاملة، وإما الذهاب الى انتخابات بين الخيارين السياسين الأساسين في البلد"، على أن يمثل هو و(رئيس حزب القوات اللبنانية) الدكتور سمير جعجع المنافسين السياسيين على هذا الصعيد، قائلا: "نهنىء من يربح. ماذا نحقق بهذه الطريقة؟ نرد الاعتبار للإنتخابات الرئاسية ولمعركة الرئاسة ولهيبة الرئاسة ونحترم نفسنا كموارنة".


وأنهى فرنجية كلمته برسالة رجاء الى اللبنانيين والمسيحيين قائلاً: "التسوية آتية وربما أصبحت قريبة ولا لزوم للخوف واليأس. نحن أبناء الحرية والإيمان والرجاء، ومن يكون من أبناء الحرية والإيمان والرجاء لا يخاف ولا ينكسر".

مقالات مشابهة

  • قلق فاتيكاني وفرنسي على لبنان: لا الرئاسة فقط
  • عقد المشاورات السياسية المصرية البرازيلية برئاسة السفير سامح أبو العينين (صور)
  • منصب رئاسة الجمهورية في لبنان
  • استعراض مسار العلاقات الثنائية بين عُمان وموريتانيا.. وتوقيع مذكرات تفاهم حول المشاورات السياسية والتعاون الاقتصادي
  • عقد المشاورات السياسية المصرية البرازيلية
  • تنسيق قطري اميركي ينتج مبادرة قريبا
  • انعقاد الاجتماع الرابع لآلية المشاورات السياسية بين الجامعة العربية ووزارة الخارجية البرازيلية
  • فرنجية في ذكرى 13 حزيران 1978: عندما يكون وجودنا كمسيحيين مهددا سنكون كلنا واحدا
  • اجماع سياسي على حسم انتخاب رئيس البرلمان بعد عيد الأضحى
  • اجماع سياسي على حسم انتخاب رئيس البرلمان بعد عيد الأضحى- عاجل