تقرير عبري: قطر طلبت بالفعل من قادة حماس المغادرة الشهر الماضي
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن مسؤولين حكوميين قولهما إن "قطر طلبت من قادة حماس الشهر الماضي، بعيدا عن الأضواء، مغادرة الدوحة وسط إحباط من تعامل الحركة مع مفاوضات الأسرى".
إقرأ المزيدوقال المسؤولان إن التوجيه القطري جاء بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في 17 أبريل أن الدوحة قررت إطلاق مراجعة لدورها كوسيط.
وبحسب الصحيفة، فقد كانت هذه المرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، التي تتخذ فيها قطر مثل هذه الخطوة، بهدف الضغط على حماس للموافقة على حل وسط في المحادثات التي لم تؤت ثمارها بعد منذ اتفاق إطلاق النار على الرهائن مقابل الهدنة لمدة أسبوع أواخر نوفمبر.
وبينما تم اعتبار إحباط آل ثاني موجها في المقام الأول إلى إسرائيل، كشف مسؤولون لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" شرط عدم الكشف عن هويتهم، أن المراجعة التي أعلن عنها رئيس الوزراء القطري تنبع أيضا من الإحباط من حماس، بعدما رفضت الحركة تقديم تنازلات كافية في الجولات المتعاقبة من المفاوضات.
وتابعت الصحيفة أنه بعدما طلب منهم مغادرة قطر، سافر قادة حماس إلى تركيا حيث مكثوا لعدة أسابيع، واجتمعوا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أشاد بجهودهم في محاربة إسرائيل.
بعد أسبوعين تقريبا، أطلقت مصر مبادرتها الخاصة للتوسط في صفقة الرهائن.
ومع بدء تعثر تلك المفاوضات، أبلغت قطر قادة حماس أن بإمكانهم العودة إلى الدوحة على أمل أن يؤدي ذلك إلى منع المحادثات من الانهيار تماما، لكن المحادثات ما زالت تنهار رغم عودتهم إلى قطر.
وأعلنت قطر في أبريل الماضي، أن المكتب السياسي لحركة "حماس" سيبقى متواجدا في الدوحة طالما يفيد وجوده جهود الوساطة الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقبل أسابيع، قالت حماس إنها قبلت اقتراح وقف إطلاق النار الذي صاغه وسطاء قطريون ومصريون.
وأثار هذا الإعلان احتفالات في غزة، لكن الولايات المتحدة أوضحت في وقت لاحق أن حماس أصدرت في الواقع ردا معدلا بشكل كبير على الاقتراح الذي صاغه وسطاء في وقت سابق وحصل على الضوء الأخضر من إسرائيل. وتضمن رد حماس مطالب قالت الولايات المتحدة وإسرائيل إنها غير مقبولة.
وتوقفت المفاوضات بعد ذلك ولم تستأنف بعد، مع عدم قدرة الجانبين على سد الفجوة بشأن القضية الأساسية في المحادثات: حماس تبحث عن صفقة رهائن تنهي بشكل دائم الحرب، في حين أن إسرائيل مستعدة فقط للموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار، حيث تهدف إلى الانتهاء من تفكيك الحركة.
وقال المسؤولان إن أحد أسباب فشل المحادثات هو أن مصر قدمت مقترحات منفصلة لإسرائيل وحماس. حيث أن ما تمت مناقشته مع إسرائيل فهو أقرب إلى موقف تل أبيب، مما يترك لها نافذة لمواصلة الحرب بعد تنفيذ التهدئة واتفاق الرهائن. في هذه الأثناء، كان العرض المقدم لحماس أقرب إلى مطلبها بأن تصبح الهدنة الأولية دائمة.
وقال المسؤولون إن هذه الاستراتيجية لم يتم تنسيقها مع الوسطاء الآخرين، وأنها أثارت غضب مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، الذي كان أحد الوسطاء الرئيسيين.
وفي هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان سيزور السعودية يوم السبت ثم يتوجه إلى إسرائيل يوم الأحد لإجراء محادثات حول الحرب في قطاع غزة، في محاولة لاستئناف المفاوضات المتعثرة.
المصدر: تايمز أوف لإسرائيل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة الدوحة حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة قادة حماس
إقرأ أيضاً:
صحفي اسرائيلي: إسرائيل تفشل استراتيجيا” لم نستعد الرهائن ولا قضينا على حماس”
#سواليف
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالا شديد اللهجة والنقد بسبب المأزق الأخلاقي والسياسي والإعلامي الذي تمر به إسرائيل جراء #التجويع المتعمد في قطاع #غزة.
وأكدت الصحيفة في خطاب نادر أن “العالم لا يرى سوى صورة طفل جائع، وهي صورة لا يمكن تفسيرها بأي منطق يمكن للعقل البشري استيعابه”.
وكتبت الصحيفة أن “الشكوى المتكررة من #الفشل_الإعلامي_الإسرائيلي أمام الصور التي تخرج من #غزة ليست إلا ستارا يغطي على الحقيقة الأعمق، وهي أن المشكلة ليست في الإعلام أو في قدرة الترويج، بل في الواقع ذاته”. مشيرة إلى أنه “لا يوجد تفسير مقبول للنظرة الفارغة لطفل جائع، وبرميل التبريرات قد جف منذ زمن”.
مقالات ذات صلةوأضاف المقال أن “تشكيل لجان تحقيق أو استقدام خبراء إعلام أو تجنيد مشاهير لن يغير من حقيقة أن #إسرائيل تخوض حربا بلا أهداف واضحة، باتت نتائجها كارثية على الجميع: #الرهائن، الجنود، و #سكان_غزة من غير المحسوبين على #حماس”. فيما يرى كاتب المقال أن “تغيير نظرة العالم لإسرائيل لا يحتاج إلى ترويج جديد، بل إلى واقع جديد”.
وفي مقال آخر ضمن “يديعوت أحرونوت”، كتب المحلل الإسرائيلي غادي عازرا أن “هذه الحرب تشهد حالة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، إذ أصبحت المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل، والتي كان يفترض أن تعزز صورتها الدولية، عاملا يقوض شرعيتها”.
وأشار عازرا إلى أن “سوء التخطيط وغياب التنسيق في إدارة المساعدات الإنسانية، وتحول نقاط التوزيع إلى بؤر للفوضى والصراع، أضعف موقف إسرائيل أمام العالم بدلا من تحسينه”. “الجوع”، كما كتب، “هو أحد أكبر المحفزات الأخلاقية في ضمير المجتمع الدولي، بعد الفقر مباشرة، وفقا لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.
وبينما كانت إسرائيل تأمل أن تظهر عبر هذه المساعدات إنسانيتها، فقد تحولت الصورة إلى عكس ذلك تماما، خاصة مع تكرار مشاهد الاندفاع نحو صناديق الطعام والفوضى وموت مدنيين في مناطق توزيع المساعدات.
وشدد عازرا على أن المعضلة الأساسية هي أن إسرائيل تدير حربا دون أفق، ودون استراتيجية واضحة للخروج.
بدوره، اعتبر الكاتب الإسرائيلي عكيفا لام أن إسرائيل تعاني من فشل استراتيجي، حيث لم تحقق حتى الآن أيا من أهدافها المعلنة: لا تحرير للرهائن، ولا انهيار لحماس، ولا ضمان لأمن سكان الجنوب.
وأشار إلى أن “الضغط العسكري لا يحرر الرهائن بل يقتلهم”، في وقت تنفذ فيه إسرائيل انسحابات وتراجعا مستمرا عن مواقفها، فيما تزداد السيطرة الفعلية لحماس على الأرض وخطوط الإمداد.
وأكد لام أن المشاهد القادمة من غزة ، أطفال جائعون، عائلات مشردة، دمار شامل، تحدث أثرا عالميا لا تستطيع إسرائيل احتواءه، لأن الخطاب لم يعد يركز على من بدأ الحرب، بل على من يبقيها مستعرة.
ويؤكد على أن “الرواية الإسرائيلية لم تعد مقنعة فالعالم غير مهتم بالسياقات أو الخلفيات، لا يكترث لحسابات الائتلاف أو قوانين الإعفاء أو تعقيدات المفاوضات. العالم يرى الحد الأدنى، والحد الأدنى هو صورة طفل جائع على الصفحة الأولى من ديلي إكسبريس، كما يؤكد الكتاب الإسرائيليون”.
ويضيف هؤلاء أن “التعاطف ليس استراتيجية”، وأن تجاهل الواقع القائم على الأرض، سواء من جانب قادة إسرائيل أو مناصريها، سيفضي إلى مزيد من الانهيار الأخلاقي والسياسي، داعيا إلى وقف الحرب بشكل عاجل والبحث عن حلول حقيقية تنقذ ما تبقى من شرعية إسرائيلية مفقودة.