الجزيرة:
2025-06-13@17:01:55 GMT

ما وراء محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا؟

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ما وراء محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا؟

براتسلافا– أكدت مصادر متعددة ومطلعة للجزيرة نت في عاصمة سلوفاكيا براتسلافا أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء المنتخب روبرت فيتسو، مساء الأربعاء، نفذها مواطن سلوفاكي يبلغ من العمر (71 عاما) واسمه يوراي تسينتولا، ويُعتقد أنه يحمل ميولا اشتراكيا.

وتم اعتقال المهاجم على الفور في مسرح الجريمة، حيث كان فيتسو يغادر اجتماع الحكومة في مدينة هاندلوفا وسط البلاد، حين أطلقت عليه 5 رصاصات على بعد متر واحد فقط، مما أسفر عن إصابته في البطن واليد.

وبحسب المصادر، اعترف المهاجم أثناء استجوابه بإقدامه على إطلاق النار على فيتسو، وذكر أنه "لم ينوِ القتل، بل إصابة فيستو فقط"، وقال إن ما دفعه لهذا الفعل هو معارضته سياسة رئيس الوزراء المنتخب الرافضة لمساعدة أوكرانيا، وكذلك التعديلات التي أجراها فيتسو على المجلس القضائي في البلاد، ومنها إقالة القاضي يان مازاك.

وفي تحديث من مصادر طبية، أفادت بأن وضع رئيس الوزراء السلوفاكي أصبح مستقرا، ولكنه لا يزال في مرحلة الخطر، بعد أن أجريت له عملية جراحية إضافية الجمعة.

وأكد وزير الداخلية السلوفاكي، ماتوش ايشتوك، أن التحقيقات الجارية تركّز على فرضية واحدة، وهي أن المهاجم كان فردا عاديا وليس جزءا من جماعة متطرفة، وأنه قام بالتخطيط والتنفيذ بشكل فردي، وبدوافع شخصية انتقامية.

تم اعتقال منفذ محاولة الاغتيال في مسرح الجريمة بمدينة هاندلوفا وسط سلوفاكيا (رويترز) تخطيط للقتل العمد

وذكرت مصادر للجزيرة نت أن المتهم نُقل، السبت، إلى المحكمة الجزائية في مدينة بيزينك السلوفاكية، تمهيدا لمحاكمته وسط إجراءات أمنية مشددة. وسيمثل أمام القاضي الذي من المتوقع أن يوجّه له تهمة التخطيط للقتل العمد، وحسب تسريبات من الادعاء العام، قد يواجه السجن لمدة لا تقل عن 25 عاما أو حكما بالمؤبد.

ووصل الرئيس السلوفاكي المنتخب حديثا، بيتر بيليغريني، إلى المشفى الجامعي في مدينة بانسيكا بيستريستا، للاطلاع على وضع رئيس الوزراء فيتسو.

من جهته، انتقد وزير الدفاع السلوفاكي روبرت كاليناك، تسريب معلومات عن حالة فيتسو الصحية "في هذا الوقت الحرج"، والتي أفادت بإصابته في البطن واليد. وانتقد أيضا ظهور الفيديو المصور في مكان وقوع الجريمة.

في حين أشارت وسائل إعلام سلوفاكية إلى أن مسرّب الفيديو قد يكون من ضباط الشرطة، وتم فتح تحقيق من قبل مكتب التحقيقات العليا في قيادة الشرطة السلوفاكية، لتقديم المسؤول عن نشر الفيديو إلى المحكمة، واتخاذ التدابير اللازمة بحقه.

وتشهد البلاد أجواء ساخنة ومتوترة منذ فوز فيتسو الذي أعلن خلال حملته الانتخابية معارضته تسليح أوكرانيا، والعمل مع موسكو على وضع حد لتلك الحرب بالحوار والتفاهمات السياسية.

توتر بين الحكومة والمعارضة

ووفقا للمحل السياسي، أفان ماتوشكا في العاصمة براتسلافا، والذي يتابع من كثب تفاصيل محاولة اغتيال فيتسو، يتضح أن المناخ السياسي في البلاد قد شهد توترا متزايدا منذ انتخابه وتوليه منصب رئيس الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويرجع المحلل هذا التوتر بين الحكومة والمعارضة إلى خلافات حول قضية مساعدة أوكرانيا عسكريا، حيث رفض فيتسو هذا الدعم، مما زاد من حدة الانقسام في البلاد. وتزداد هذه الأجواء بشكل خاص مع اقتراب حملات الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي لتمثيل سلوفاكيا في بروكسل.

ويضيف ماتوشكا للجزيرة نت أن هذا التوتر ظهر جليا بعد أن أعلن الناطق باسم رئاسة الجمهورية السلوفاكية، الخميس، رفض استلام برقية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر فيها عن تعاطفه واستنكاره لما تعرض له فيتسو.

وهذا دليل آخر على أن الانقسامات السياسية كبيرة في البلاد، بحسب المحلل السياسي، إذ لطالما اعتبرت المعارضة بوتين "عدو أوروبا الأول". وبالطبع، تركت هذه الانقسامات أثرا كبيرا على "مجموعة دول فيشغراد"، التي تضم المجر وبولندا وسلوفاكيا والتشيك.

ويقول ماتوشكا إن ذلك ظهر جليا من خلال امتعاض براغ من توجهات فيتسو الجديدة التي تشابه توجّهات رئيس حكومة المجر فيكتور أوربان المعارض أيضا لتسليح أوكرانيا والداعي لإنهاء الحرب بالمفاوضات السياسية.

وربط المحلل السياسي بين محاولة اغتيال فيتسو والتوتر الذي يخيم على البلاد، قائلا إن الأجواء المتوترة تجعل بعض الأشخاص يشعرون بالحقد نحو فيتسو وحكومته، خاصة مع موجة الغلاء الاقتصادي التي تعصف بالبلاد، مما يدفع بهم إلى ارتكاب أعمال عنف كما فعل الشخص الذي اعتدى على فيتسو "بشكل وحشي".

من جانبها، قامت الرئيسة السلوفاكية الحالية سوزانا تشابتوفا والرئيس المنتخب بيتر بيليغريني، بدعوة قادة الأحزاب السياسية في البلاد إلى القصر الرئاسي لإعلان نبذ العنف، معتبرين ما حدث عملا فرديا، وداعين إلى توحيد الكلمة لتخفيف التوترات الناجمة عن المشاحنات السياسية وتحسين الوضع لخدمة الشعب السلوفاكي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات محاولة اغتیال رئیس الوزراء فی البلاد

إقرأ أيضاً:

"المونيتور": قلق أمريكي من محاولة اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع

أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها المتزايد من احتمال تعرض الرئيس السوري أحمد الشرع لمحاولة اغتيال، في ظل تصاعد تهديدات مسلحين ساخطين من فصائل منشقة شاركت في الإطاحة بالنظام السابق.

 وأشار السفير توم باراك، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى سوريا، إلى أن واشنطن ترى في الشرع شخصية محورية في إعادة بناء سوريا، ما يجعل أمنه مسألة "حاسمة".

وقال باراك في مقابلة مع موقع المونيتور: "نحن بحاجة إلى تنسيق نظام حماية حول الشرع"، مشيرا إلى أن جهوده في تشكيل حكومة شاملة وتواصله مع الغرب "تضعه في دائرة الخطر".

وأوضح أن التهديدات لا تأتي فقط من فلول النظام السابق أو الجماعات الجهادية مثل "داعش"، بل أيضا من فصائل قاتلت إلى جانب الشرع ثم انشقت لاحقا، بسبب ما تعتبره "تباطؤا في المكاسب السياسية والاقتصادية". وأضاف: "كلما طال تأخر الإغاثة الاقتصادية، زادت فرص الجماعات المسلحة لتعطيل العملية السياسية".

وتواجه الحكومة السورية الجديدة تحديات كبرى، أبرزها دمج المقاتلين الأجانب السابقين في الجيش الوطني، والتعامل مع معسكرات الاعتقال في الشمال التي تضم عناصر وعائلات مرتبطة بتنظيم داعش. كذلك، ما زال الشرع يسعى لإتمام عملية دمج القوات الكردية السورية، بعد توقيعه في مارس اتفاقا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي خطوة وصفت بأنها "حاسمة" رغم استمرار الخلافات حول السيطرة على مناطق استراتيجية مثل سد تشرين.

وحذر باراك من أن المسألة لا تتعلق فقط بتوحيد القوى العسكرية، بل بـ "أسئلة عميقة تتعلق بالهوية السورية". وقال: "إذا لم يمنح الجميع مساحة للعيش بثقافاتهم كسوريين، سنعود إلى المربع الأول".

وفي تطور كبير، أعلن الرئيس ترامب في 14 مايو خلال لقائه بالشرع في الرياض، رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، في تحول وصفه باراك بـ "المذهل". وأضاف: "لقد مزق ترامب الضمادة بنفسه، لم يكن ذلك قرار مستشاريه... كان ذلك رائعا".

وشدد باراك على أن القرار الأمريكي لم يكن مشروطا، بل قائما على "توقعات" بالتزام الشرع بالشفافية وتنفيذ أولويات المرحلة الانتقالية. وقال: "نحن لا نملي، لا نضع شروطا، ولا نبني أمة. لقد جربنا ذلك وفشل".

وبالفعل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في 23 مايو عن ترخيص يسمح بإجراء المعاملات المالية مع المؤسسات السورية، في حين بدأت وزارة الخارجية بإعفاء مدته ستة أشهر من العقوبات المفروضة بموجب "قانون قيصر". ويتوقع أن يوقع ترامب خلال أيام أمرا تنفيذيا ينهي رسميا العقوبات المفروضة منذ عام 1979.

وفيما يخص إسرائيل، قال باراك إن واشنطن تأمل في "تفاهم ضمني" بين الجانبين، رغم عدم وجود اتصالات مباشرة في الوقت الراهن. وأضاف: "التدخل العسكري الآن سيكون مدمرا للطرفين".

ورغم توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا وسيطرتها على منطقة عازلة في الجولان، يؤكد الشرع التزامه باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1974. وكان باراك من أوائل الداعين لاتفاق عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل، معتبرا النزاع بينهما "قابلا للحل".

ويواجه الاقتصاد السوري تحديات هائلة، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، وتقدر تكلفة إعادة الإعمار بـ250 إلى 400 مليار دولار. ومع رفع العقوبات، تسعى الإدارة الأمريكية إلى إزالة العوائق أمام التعافي، لتفسح المجال أمام استثمارات خليجية ودولية، وكذلك مشاركة فاعلة من السوريين أنفسهم.

واختتم باراك حديثه بالقول: "هدفنا هو إغراق المنطقة بالأمل... حتى لو لم يحصل الناس بعد على الكهرباء أو المياه، فإن مجرد رؤية محطة كهرباء قيد البناء قد تغير نظرتهم إلى المستقبل".

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء العراق: هجوم إسرائيل على إيران يقوض قواعد النظام الدولي
  • رئيس وزراء بريطانيا: الضربات الإسرائيلية على إيران مقلقة
  • خرق في ديالى.. محاولة اغتيال ضابط رفيع وسط تكتم مريب للحادثة
  • رئيس الدولة ورئيس الوزراء الكندي يبحثان هاتفياً علاقات البلدين والقضايا المشتركة
  • رئيس الدولة ورئيس وزراء باكستان يبحثان علاقات التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية
  • موسكو تتهم الغرب بالوقوف وراء هجمات أوكرانيا على المطارات العسكرية |فيديو
  • مدني أم عسكري؟.. حديث عن استبدال رئيس وزراء مصر بشخصيتين مثيرتين للجدل
  • النمر يحذر من الانسياق وراء الخلطات التي تزعم قدرتها على تنظيف الشرايين
  • رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد
  • "المونيتور": قلق أمريكي من محاولة اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع