أسباب انتشار “الدگة العشائرية”!
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا : بلا شك ان عودة المجتمع إلى القبلية هو بسبب ضعف الدولة ومن ثم ضعف المنظومة القانونية التي تبدأ بمركز الشرطة صعودا لوزارة الداخلية والأجهزة الامنية ووصولا لمكتب رئيس الحكومة والقائد العام . لأن المواطن ميّال الركون إلى الجهة التي توفر له غطاء الأمان والطمأنينة وحتى وان كانت غير الدولة.
ثانيا : كنا نسمع ونقرأ عبارة ” الناس على دين ملوكها ” ولكننا لم نفهمها ولم نستشعر بها حتى رحل نظام صدام حسين الذي كان حازما بتنفيذ القانون، وحازما بردع اي قوة وأي سلطة تحاول اخذ دور القانون والدولة.. وجاء نظام الحكومات التي كان يسلقها ولازل مطبخ الاحتلال وايران ودول اخرى تكره العراق.. وعندما كل حزب ومجموعة سياسية ودينية ذهبت باتجاه تأسيس الجيوش الخاصة والمليشيات الخاصة والخلايا السرية الخاصة والحمايات الخاصة فوجد نفسه المواطن وسط دولة المليشيات والعصابات والأحزاب والعائلات السياسية والدينية فصار المواطن ينظر للدولة ومؤسساتها بعدم الثقة بها خصوصا عندما اصبحت الدولة تخاف من مليشيات وجيوش وسطوة الاحزاب والجماعات والعائلات السياسية والدينية.. فلم يجد المواطن بديلا لتوفير الأمن غير اللجوء إلى العشيرة ومن هنا ( تفاعلت العادات العشائرية ومنها الدگة العشائرية لاسترداد الحق المغتصب )
ثالثا : وبالتالي نتعجب من رد فعل الدولة ضد الناس التي تمارس الدگة العشائرية. فأين كانت الدولة من انحدار المجتمع نحو الفوضى واللادولة ؟ واين الدولة من العصابات والمليشيات وجيوش الاحزاب والعائلات السياسية والدينية المهيمنة على الدولة والمجتمع والشارع واصبحت دولة اقوى من الدولة الرسمية ؟ واين القانون الذي يفترض تطبيقه على الجميع ؟ ولماذا يُطبق القانون ضد المواطن الفقير وضد المواطن الذي لا سند له ؟ ……وهنا نحن لا ندعم ولا نشجع ( الدگة العشائرية ) ونعتبرها معيبة في دولة ومجتمع يعيش في القرن الواحد والعشرين ،وفي دولة تدعي النظام الديموقراطي !
رابعا : فتطبيق القانون هو قرار دولة يفترض تطبقه مؤسسات امنية وشرطية وقضائية معروفة واحدها تساند الأخرى ( ولكن الموجود ان هناك تفاوت بعمل تلك المؤسسات وهناك خرق لعملها من قبل منظومات الفساد والطابور الخامس ) وبالتالي تذبذب عملها ولم يعد يقنع المواطن العراقي …فسارع المواطن باللجوء للعشيرة وللمليشيا ولجهات اخرى غير جهة الدولة لإعادة حقة من جهةٍ وبقائه سالما هو وممتلكاته ..ومن هذه الوسائل استعمال سلاح ( الدگة العشائرية )
الخلاصة :
فالقضية لا تعالج بحملات ردع ضد من يستعمل الدگة العشائرية. بل تعالج بدراسة اصل المشكلة وادوات تنميتها وأسبابها ومن ثم وضع الحلول الناجعة لمنعها او استئصالها … فالحكومة والدولة عالجت حالة واحدة في ( الدگة العشائرية ) وهي مظاهر السلاح ولم تعالج الامور الاخرى واهمها عدم احترام الدولة والقانون والمجتمع ( بدليل اصبح البعض يمارسون الدگة بلا سلاح ولكنه نفس الترهيب للمعني وجيرانه ونفس الترهيب للمجتمع ونفس الاهانة للقانون والدولة ) !
١٩ ايار ٢٠٢٤ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الأمن الروسي: الاستخبارات البريطانية والأوكرانية تعد لهجمات تخريبية ضد خط أنابيب “السيل التركي”
الثورة نت/وكالات صرح مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ورئيس مجلس رؤساء الأجهزة الأمنية والخدمات الخاصة للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، ألكسندر بورتنيكوف، اليوم الخميس، بأن لدى روسيا معلومات تفيد بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية والأوكرانية، تعد لهجمات تخريبية ضد خط أنابيب الغاز “السيل التركي”. وقال في الاجتماع 57 لمجلس رؤساء الأجهزة الأمنية والخدمات الخاصة لرابطة الدول المستقلة: “هناك أدلة موثوقة على أنه تحت رعاية الخدمات الخاصة البريطانية يتم تنفيذ الهجمات الإرهابية والتخريب في روسيا”. وأكد أن القوات الخاصة للقوات المسلحة البريطانية تشارك بشكل مباشر في القتال ضد روسيا. وتابع: “جنبا إلى جنب مع إم آي 6 (المخابرات البريطانية) ، يخططون لهجمات من قبل مجموعات التخريب الأوكرانية في المناطق الحدودية لروسيا، والهجمات على مرافق البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك استخدام المركبات الجوية دون طيار والقوارب غير المأهولة والسباحين القتاليين”. وأشار إلى أن “البريطانيون يصرون على الاستعداد المتسارع لأوروبا لمواجهة مسلحة مع روسيا في البر والبحر والجو”. وأضاف:” إنهم يشكلون تحالفا أوروبيا لإرسال قوات إلى أوكرانيا ، ويطرحون موضوع إنشاء منطقة حظر جوي هناك”. وأضاف أن: “البريطانيين هم الذين، من خلال الاستفزازات والتضليل، يوجهون خط بروكسل لتعطيل التسوية الأوكرانية”. وقال بورتنيكوف: “على خلفية هذه الاستعدادات، كانت الحوادث المفاجئة التي يُزعم أن طائرات روسية دون طيار حلقت فوق أراضي الاتحاد الأوروبي مفيدة للغاية. ولا يشك الخبراء في تورط أجهزة استخبارات الناتو، خاصة بعد ربط استفزاز الطائرات دون طيار بما يُسمى “أسطول الظل” الروسي”. وأشار إلى أن لندن كانت في البداية القوة الدافعة وراء الحملة لمحاربة ما يسمى “أسطول الظل الروسي”، والتي سعت إلى تنظيم حصار بحري على كالينينغراد والسفن الروسية في بحر البلطيق. وأشار إلى أن دول محورية بحلف الناتو تلعب دورا تنظيميا تنسيقيا لزعزعة استقرار الوضع في مناطق مختلفة من العالم. ووفقا له فإن النخب الغربية، بعد أوكرانيا تحرم الاتحاد الأوروبي بشكل منهجي من الذاتية السياسية، حيث يتم تأجيج الهستيريا حول “التهديد المزعوم من الشرق” من قبل لندن و “حزب الحرب” الذي يقوده. وأكد أن “العواقب المحتملة للتصادم بين أوروبا وروسيا يمكن أن تكون الأكثر كارثية.