محاولة أمريكية للتقارب مع أبناء حفتر.. هل تستهدف نفوذ روسيا شرق البلاد؟
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
طرحت اللقاءات المكثفة التي عقدها القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا، جيريمي برنت مع صدام وبلقاسم نجلي اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر بعض الأسئلة عن أهداف الخطوة ودلالة تقارب "واشنطن" الآن مع أبنائه وعلاقة ذلك بمواجهة النفوذ الروسي شرق ليبيا.
وذكرت السفارة الأميركية أن "برنت التقى صدام وبلقاسم حفتر في بنغازي بشرق ليبيا لبحث التحديات التي تواجه الاستقرار الإقليمي بالإضافة إلى أهمية حماية سيادة ليبيا وتأمين حدودها ودعم جهود توحيد المؤسسات الأمنية الليبية.
"تعاون اقتصادي وفني"
من جهته، أكد بلقاسم خليفة حفتر، وهو يشغل منصب مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، استعداد الولايات المتحدة لدعم جهود إدارة الصندوق الرامية إلى تحقيق الإعمار والتنمية في ليبيا، داعيا المسؤول الأمريكي ووفد السفارة لزيارة مدينة درنة للوقوف على الإنجازات هناك، وفق قوله.
في حين أكدت بلدية بنغازي التي استضافت اللقاء أنه "تم مناقشة سبل تعزيز التعاون مع المؤسسات والشركات الأميركية وكيفية إشراكها ضمن برامج الإعمار المستهدفة من قبل إدارة الصندوق، إضافة للحديث عن المشاريع القائمة في مدينة بنغازي ومشاريع الإعمار داخل مدينة درنة والمدن المتضررة من الفيضانات".
وكان وفد عسكري قد زار حفتر مؤخرا في مقره العسكري بشرق البلاد لمناقشة ملف الانتخابات البلدية وسط تأكيدات من العسكريين الأميركان دعم واشنطن لجهود توحيد المؤسسة العسكرية وإعادة الإعمار في درنة وبقية المناطق المتضررة بالشرق من إعصار "دانيال".
"نفوذ روسي متصاعد"
وجاءت خطوة القتارب الأمريكي مع أبناء حفتر، المتحكمين الفعليين في شرق البلاد، في ظل تصاعد النفوذ الرسوي في شرق ليبيا بعد وصول آلاف المعدات العسكرية والجنود إلى هناك لاستكمال مشروع الفيلق الإفريقي الروسي والذي يزعج الولايات المتحدة وأوروبا.
ومن المعروف أن نجلي حفتر بالإضافة إلى أبيهم نفسه يتمتعون بالجنسية الأمريكية كونهم ولدوا في ولاية فيرجينيا حيث كان يقيم والدهم فترة لجوئه في عهد معمر القذافي.
فهل تقارب واشنطن مع أبناء حفتر الآن هدفه مواجهة النفوذ الروسي؟وما المصالح التي تجمع الطرفين؟
"عرقلة وتعطيل لأوروبا"
وحذر تقرير لجريدة "ديلي إكسبرس" البريطانية من أن التعامل الغربي خاصة الأميركي المستمر مع "خليفة حفتر" يهدد بعرقلة المساعي الأوروبية الهادفة لكبح النفوذ الروسي المتنامي في ليبيا.
وأشارت إلى أنه أمام النفوذ الروسي المتنامي، حاولت الولايات المتحدة وأوروبا في العامين الماضيين استمالة حفتر، وهو ما دفع رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، إلى زيارة بنغازي مرتين في الآونة الأخيرة، محملة بعقود وصفقات اقتصادية وأمنية مقابل تعهد حفتر بالتعاون في وقف تدفق المهاجرين صوب أوروبا.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، جلال حرشاوي قوله إن "بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا أرسلوا دبلوماسييهم للاحتفال بعرض "حفتر" العسكري في بنغازي، الخميس الماضي، بعد أسابيع قليلة من إرسال موسكو عشرات الآلاف من الأطنان من المعدات العسكرية، ما يعني إضفاء شرعية على حفتر".
"مواجهة ناعمة"
ورأى الكاتب والمحلل السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير أنه "نظرا لغياب إرادة المواجهة مع الروس تتبنى الإدارة الأميركية ما تسميه المواجهة الناعمة، وجزء منها الوعود بالتعاون الاقتصادي وإن كان هذا قرار متروك للشركات الأميركية وليس للحكومة هناك، لذا أعتقد أنه قرار صعب".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الشركات التى أعلن عن مشاركتها في مشروع إعادة الإعمار هي شركات ليبية لديها موظفين أميريكيين كانت تعمل في ليبيا منذ أيام القذافي، لذلك لا تعتبر هذه التحركات أو حتى الاتفاقات سابقة، لكن واضح أنه مزاحمة للروس أيضا"، وفق تقديراته.
"تكتيك لمواجهة موسكو"
في حين قال الناشط والصحفي الليبي، موسى تيهو ساي إن "الولايات المتحدة الأميركية خصوصا والغرب عموما يعتقدون أن التقارب مع حفتر هو الخيار الأسلم والأقل تكلفة كون الصدام معه يعني خسارتهم منطقة يرونها مهمة جدا حيث الشرق والجنوب خصوصا في مسألة الهجرة غير النظامية ومحاربة الإرهاب".
وأضاف: "لذا يرى الأميركان أن التقارب مع أبناء حفتر الآن قد يكون سبيلا لتقليل تزايد النفوذ الروسي في البلاد وهذه بالطبع خطة تكتيكية فقط وليست بعيدة المدى ومن المحتمل أن تفشل في أي وقت بسبب قوة تأثير النفوذ الروسي على الجنرال حفتر حيث يمثل مركز جيوسياسي في غاية الأهمية بالنسبة للتمدد نحو إفريقيا عموما مع تراجع غير مسبوق للنفوذ الغربي"، بحسب رأيه وتصريحه لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا حفتر ليبيا امريكا روسيا حفتر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة النفوذ الروسی
إقرأ أيضاً:
بيدرسون يؤكد دعم الأمم المتحدة للإصلاحات السورية الجديدة
أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، دعم المنظمة الأممية للإصلاحات التي تقودها الإدارة السورية الجديدة، مؤكدا التزامها بمواصلة العمل مع مؤسسات الدولة لضمان انتقال سياسي ناجح وشامل في البلاد.
وجاءت تصريحات بيدرسون أمس الأربعاء، عقب سلسلة لقاءات أجراها مع عدد من الوزراء السوريين بدمشق، في أول زيارة من نوعها منذ الإعلان عن تشكيل الإدارة الانتقالية الجديدة في يناير/كانون الثاني 2025، التي أنهت رسميا عقودا من حكم حزب البعث وعائلة الأسد.
لقاءات مع وزراء الحكومةونشر بيدرسون عبر حسابه على منصة "إكس" تفاصيل لقاءاته مع الوزراء، مشيرا إلى أن المحادثات ركزت على الإصلاحات المؤسسية في مجالات العدالة والأمن والتعليم، وهي مجالات تعتبرها الأمم المتحدة أساسية لضمان التحول السلمي في سوريا.
وقال المبعوث الأممي إنه عقد اجتماعا "مثمرا" مع وزير العدل مظهر الويس، ناقشا فيه سبل تعزيز الإصلاح القضائي في سوريا. وأكد أن الوزير أطلعه على الإجراءات التي اتخذت بالفعل، كما عرض التحديات التي تواجه الوزارة، مشددا على "الحاجة إلى دعم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتطوير النظام القضائي وضمان استقلاليته".
كذلك التقى بيدرسون وزير الداخلية أنس خطاب، ووصف اللقاء "بالبنّاء"، موضحا أن النقاش تطرق إلى إصلاح قطاع الأمن وإعادة الهيكلة التنظيمية التي قامت بها الوزارة مؤخرا، في إطار مساعيها لتعزيز بيئة أمنية مستقرة وشاملة في البلاد.
إعلانوأشار إلى أن خطاب عرض رؤى معمقة حول التحديات الأمنية التي تواجه سوريا، وخاصة في المناطق الخارجة حديثا من النزاع، والدور الحيوي للوزارة في دعم الاستقرار.
وأضاف بيدرسون أن "السلامة والأمن ركيزتان أساسيتان لضمان عملية انتقال سياسي سلمية".
النهوض بالتعليمووصف بيدرسون لقاءه مع وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو "بالبنّاء والمثمر"، مؤكدا أن الوزير قدم عرضا شاملا للتحديات التي تواجه قطاع التعليم في سوريا بعد سنوات الحرب، إلى جانب الخطط الإستراتيجية التي وضعتها الوزارة لضمان وصول التعليم إلى جميع الفئات العمرية، لا سيما في المناطق المحررة حديثا.
وأكد بيدرسون أن "الشباب السوري يستحق الحصول على تعليم عالي الجودة وعلى فرصة حقيقية للمشاركة في بناء مستقبل أفضل"، داعيا إلى استمرار الدعم الدولي، خصوصا من منظومة الأمم المتحدة.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت فصائل سورية السيطرة الكاملة على البلاد، منهية حكم حزب البعث الذي استمر منذ عام 1963، وحكم عائلة الأسد الذي دام أكثر من نصف قرن.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 29 يناير/كانون الثاني الماضي تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال مرحلة انتقالية تستمر 5 سنوات، تهدف إلى إرساء نظام ديمقراطي تعددي، ومعالجة آثار أكثر من عقد من الحرب والانقسام السياسي.