كيف علق بريطانيون على اعتذار سوناك عن فضيحة الدم الملوث؟
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
ويُنظر إلى فضيحة الدم الملوث -على نطاق واسع- على أنها واحدة من أسوأ الكوارث العلاجية في تاريخ خدمات الصحة الوطنية التي تمولها الدولة البريطانية.
وتعود القضية إلى سبعينيات القرن الماضي، حين استوردت بريطانيا شحنات دم من الولايات المتحدة، التي بدورها اشترت هذا الدم من مواطنين، وتبين لاحقا أن بعض الحالات جاءت من سجناء ومتعاطي مخدرات، مما أدى إلى زيادة خطر تلوث البلازما بشكل كبير.
وتلقى نحو 30 ألف بريطاني علاجا بدم ملوث، في حين لم تفحص السلطات الصحية البريطانية العينات بشأن احتوائها على فيروس الإيدز إلى حدود عام 1986، وتبين أن من نقل له الدم أصيب بمرض الإيدز.
وانتظرت السلطات حتى عام 1991 لفحص العينات للتأكد من خلوها من التهاب الكبد الفيروسي "سي"، لكنها اكتشفت وجوده في الدم المستورد كذلك، في حين كشفت الأرقام عن وفاة نحو 3 آلاف شخص ممن نقلت إليهم الدماء الملوثة .
وعام 2017، قررت الحكومة البريطانية، برئاسة تيريزا ماي، فتح تحقيق عام بشأن أسوأ كارثة طبية "في تاريخ خدمة الصحة العامة في البلاد".
ونظم ضحايا وعائلات المتضررين من فضيحة الدم الملوث وقفة احتجاجية قبل صدور نتائج التحقيق لإحياء ذكراهم، وطالبوا الحكومة بتحقيق العدالة والتعويض وتقديم إجابات بشأن كيفية السماح بحدوث ذلك في تلك الفترة.
مسؤولية مشتركةوتوصل القاضي بريان لانغستاف، الذي ترأس التحقيق، لاتهام السلطات الصحية والسياسية في بريطانيا بالتستر على الحقيقة المحيطة بفضيحة الدم الملوث، وأشار إلى مسؤولية الحكومات المتعاقبة عن تأخرها في التحرك عند انكشاف الفضيحة، مع إمكانية تجنب هذه الكارثة.
واعتذر سوناك لأهالي ضحايا فضيحة الدم الملوث، وقال "اليوم، أريد أن أتحدث مباشرة إلى الضحايا وعائلاتهم، وبعضهم معنا هنا. أريد أن أقدم اعتذارا صادقا لا لبس فيه عن هذا الظلم الفظيع".
ورصد برنامج شبكات (2024/5/21) جانبا من تفاعل مغردين بريطانيين مع اعتذار رئيس الحكومة، ومن ذلك ما كتبته لويزا "لقد كانت كارثة حقيقية ومؤسفة جدا. ممتنة أنه حصلنا في النهاية على اعتراف واعتذار. نتمنى ألا نشهد مثل هذه الكارثة من جديد".
لكن هذا الاعتذار لم يكن مقنعا لآخرين، ومنهم ستيف الذي غرد "من السهل جدا الاعتذار عندما تعلم أنك لم تلعب أي دور في ما تعتذر عنه، وأن الجميع يعلم أنك لم تفعل ذلك. متى ستعتذر عن أضرار كورونا؟".
كما كتب ناتسوف: "مبهر! كيف أن حكومتنا تقول: يا للهول لقد قتلنا 3 آلاف شخص من مواطنينا، لكن ثقوا بنا هذا كان خطأ فقط لن نعيده.. والناس فعليا تصدقها من جديد".
في حين يرى أنجوس أن ذلك "لم يكن فشلا، بل كان مقصودا، إما أنهم أرادوا إصابة الناس بالمرض عمدا أو كانوا يهتمون بتكلفة الدم أكثر من حياة الأشخاص المتضررين".
أما براين، فقال "إذن نعم قمنا بذلك، حرمناكم من أفراد عائلاتكم وأصبناكم بأمراض قاتلة.. آسفون جدا، خذوا بعض المال لتنسوا ما قمنا به.. هذه هي النهاية السعيدة؟".
ودفعت الحكومة بالفعل 100 ألف إسترليني تعويضات مؤقتة لعدد من الضحايا بتكلفة تقدر بنحو 400 مليون جنيه إسترليني بناء على توصية لتحقيق عام 2022، ومن المتوقع أن تنفق بريطانيا أكثر من 10 مليارات جنيه إسترليني (12.7 مليار دولار) لاستيفاء التعويضات اللازمة.
21/5/2024المزيد من نفس البرنامجبحثا عن كيس طحين.. سقوط غزي أسفل شاحنة للمساعدات يدمي قلوب المغردينتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فضیحة الدم الملوث
إقرأ أيضاً:
خالد أبو بكر: اعتذار رئيس الوزراء عن أزمة الكهرباء خطوة تستحق التقدير
قال المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، إنّ المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الوزراء، اليوم، الأربعاء، تضمن عدداً من الرسائل المهمة، أبرزها اعتذاره الواضح للمواطنين بسبب أزمة انقطاع الكهرباء الناتجة عن محطة جزيرة الدهب.
انقطاع الكهرباء والمياهوأكد أبو بكر، أن هذه اللفتة تُعد سلوكاً محموداً يستوجب الإشادة، إذ أن المواطن ليس مسؤولاً عن المعاناة التي لحقت به جراء انقطاع الكهرباء والمياه.
وأضاف أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ رئيس الوزراء أوضح تفاصيل ما حدث، موضحاً أن الأحمال القصوى على الشبكات الكهربائية تزامنت مع عودة المواطنين إلى منازلهم وقت الغروب، حيث سجلت الدولة أرقاماً قياسية في استهلاك الكهرباء تجاوزت 400 ميجا وات.
وأشار إلى أن الحكومة استخلصت من هذه الأزمة دروساً مهمة، تمثلت في إعداد خطط طوارئ لجميع المحافظات والمحطات، بما يشمل الكهرباء، والمترو، وشبكات الصرف الصحي.