أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

قال "إدريس لشكر"، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إن طرح المغرب لـ"الحكم الذاتي" يعد حلا عادلا لقضية الصحراء المغربية، يمكن النظام والمؤسّسة العسكرية في الجزائر من التجاوز الإيجابي لأخطاء الماضي.

جاء ذلك في معرض جواب على سؤال ضمن حوار خص به "لشكر" صحيفة "العربي الجديد"، حول العلاقات المتوتر بين المغرب والجزائر، والحلول الممكنة للخروج من هذه الأزمة الصعبة وغير المسبوقة.

 في ذات السياق، قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي: "يحفظ تقديم المغرب مقترح الحكم الذاتي ماء وجه الجزائر، فهو يسمح بعودة المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر إلى المغرب والمساهمة في المشروع المجتمعي والتنمية في بلادهم".

وتابع "لشكر" حديثه قائلا: "مع كامل الأسف، يصرّ النظام في الجزائر على القطيعة، معتقداً أنها تُضعف المغرب، في حين أن العكس هو ما يحدُث"، مشيرا إلى أن: "ما يقترفه النظام في الجزائر من تصرّفات، من قبيل ما حدَث خلال مباراة نصف نهائي كأس أفريقيا بين اتحاد العاصمة الجزائري و نهضة بركان المغربي، لا يمكن إلا أن يتسبّب في مزيدٍ من العزلة للجزائر".

كما شدد المسؤول الحزبي على أنه: "ما أتخوّف منه أن يؤدّي الإحباط والعزلة في الجزائر إلى اتخاذ قرارات هوجاء. وقد اتّخذتها من قبل، لولا صبر المغرب، ولولا أن لدينا دولة حقيقية لانحرفت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه"، مشيرا إلى أنه: "قبل أسابيع قُصفت مدينة السمارة في الصحراء المغربية مباشرة من التراب الجزائري، ولو لم يكن المغرب مسؤولاً وردّ على ذلك القصف لتطوّرت الأمور إلى حرب".

وعن سؤال حول تصريحات أدلى بها بعض المسؤولين المغاربة، ساندوا من خلالها طرح الحكم الذاتي بمنطقة "القبائل" نكاية في الجزائر، قال "لشكر": "بصدق، أعتقد أن خصوصيّة المنطقة تستدعي منّي، لو كنتُ مسؤولاً جزائرياً، التفكير في هذا الحكم الذاتي، لتطوير مؤسّسات البلاد".

 وتابع زعيم حزب "الوردة" حديثه قائلا: "في المقابل، يصعُب علي، كإشتراكي يؤمن بالإطار المغاربي، أن أدعم أي انفصالٍ في الجزائر"، مشيرا إلى أن: "خصوصية منطقة الأزواد في الجنوب و شساعة الجزائر التي تعرفون كيف تشكّلت عبر التاريخ، تقتضي لو كانت هناك قيادة مسؤولة، أن تتأمّل وتفكّر في الإطار المؤسّساتي العام للبلاد والانفتاح على خصوصيات المناطق، ومنحها إمكانية للمشاركة السياسية بشكل أكبر، وهو أمرٌ لن يتحقّق إلا من خلال صيغةٍ من صيغ الحكم الذاتي أو اللامركزية الموسّعة".

في هذا الصدد، أوضح "لشكر" أنه: "هذا تصوّري، ولا أُملي على الجزائريين شيئاً، وهو صادرٌ عن تعاطف مع دولة جارة، يهمّنا استقرارُها وأمنها واستمرارُها"، مشيرا إلى أن: "الخوف كل الخوف أن تنهار الجزائر. وأعتقد أن أكبر ضربة يمكن أن توجّه إلى المغرب، أن يقع تشتيت الجزائر، أو أن تنهار. نحن أحرص على الجزائر كدولة ممن يسمّون أنفسهم حرّاسها في المؤسّسة العسكرية، لأننا ندرك جيّدا ما يمكن أن يشكله ذلك من خطر ودمار على المنطقة برمّتها".

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الحکم الذاتی مشیرا إلى أن فی الجزائر

إقرأ أيضاً:

أكبر بنوك أميركا يحذّر من انهيار سوق السندات الأميركي تحت ضغط الديون

أطلق جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس"، تحذيرا صارخا بشأن مصير سوق السندات الأميركي، مشيرا إلى أن هذا السوق "سينهار" تحت وطأة الدين العام المتنامي للولايات المتحدة، وداعيا إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تغيير المسار المالي للبلاد نحو مسار أكثر استدامة.

وفي كلمته خلال منتدى ريغان الوطني الاقتصادي في كاليفورنيا، قال ديمون: "ستشهدون انهيارا في سوق السندات. أنا أخبركم أن هذا سيحدث، وستصابون بالذعر. أما أنا فلن أذعر. سنكون بخير".

يشار إلى أن "جيه بي مورغان تشيس" يُعد أكبر بنك أميركي من حيث حجم الأصول، إذ تتجاوز 3.9 تريليونات دولار. ويعد من أقوى البنوك على مستوى العالم من حيث التأثير والاستقرار المالي.

قلق متزايد في وول ستريت

تصريحات ديمون، الذي يقود أكبر بنك في الولايات المتحدة، تعكس قلقا متزايدا في وول ستريت من حجم العجز المالي الأميركي، خاصة في ظل مراجعة الكونغرس لمشروع الموازنة الجديد الذي يصفه ترامب بأنه "كبير وجميل".

والمشروع، الذي تم تمريره في مجلس النواب الأسبوع الماضي ويخضع حاليا لمراجعة مجلس الشيوخ، يُتوقع أن يرفع العجز الفدرالي بقدر كبير.

حتى قبل مناقشة هذا المشروع، توقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن تتجاوز نسبة الدين الأميركي إلى الناتج المحلي الإجمالي المستوى القياسي الذي سجلته البلاد خلال أربعينيات القرن الماضي.

مشروع الموازنة المقترح من إدارة ترامب لا يُعد مجرد خطة إنفاق، بل يُنظر إليه على أنه عامل تفاقم هيكلي لعجز الدولة (رويترز) ارتفاع عوائد السندات وتخفيض التصنيف الائتماني

وشهدت السندات الأميركية طويلة الأجل ضغوطا كبيرة نتيجة المخاوف المالية، فقد ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 30 عاما إلى نحو 5%، مقارنة بما يزيد قليلا على 4% بداية عام 2024. كما قامت وكالة التصنيف الائتماني موديز هذا الشهر بتجريد الولايات المتحدة من تصنيفها الائتماني الممتاز (إيه إيه إيه)، وهو ما يعد تطورا لافتا في النظرة العالمية إلى الاقتصاد الأميركي.

إعلان

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن سوق سندات الخزانة الأميركي شهد نموا هائلا من نحو 5 تريليونات دولار عام 2008 إلى 29 تريليون دولار اليوم، وسط سياسات خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي، خاصة خلال جائحة كورونا.

تراجع الطلب الأجنبي وتصاعد المخاطر الجيوسياسية

ورغم أن هذا السوق يُعد الأعمق والأكثر سيولة عالميا، ويستفيد من مركز الدولار بوصفه عملة احتياطية رئيسة، فإن الطلب عليه تراجع بشكل ملحوظ، لا سيما من قبل المستثمرين الأجانب، الذين قلّصوا مشترياتهم من السندات الأميركية على مدار العقد الماضي. ويُعزى هذا الانسحاب جزئيا إلى سياسات ترامب الجمركية المتشددة، التي أثارت توترات تجارية مع الشركاء الدوليين.

وأضاف ديمون أن تصاعد التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية والديون العالمية يؤشر إلى أن "الصفائح التكتونية للاقتصاد العالمي بدأت تتحرك"، مشيرا إلى أنه لا يعلم إذا ما كانت الأزمة "ستقع خلال 6 أشهر أو 6 سنوات"، لكنه شدد على ضرورة تعديل السياسات واللوائح المالية الحالية لتعزيز قدرة البنوك على التعامل مع صدمات السوق.

وكالة موديز قامت هذا الشهر بتجريد الولايات المتحدة من تصنيفها الائتماني الممتاز (الفرنسية) تحذيرات من بنك غولدمان ساكس ومؤشرات مقلقة

وتتوافق تصريحات ديمون مع ملاحظات أدلى بها جون والدرون، رئيس بنك غولدمان ساكس، خلال مؤتمر "بيرنشتاين" في نيويورك، حيث وصف العجز الأميركي بأنه "مثير للقلق"، مضيفا أن "الخطر الأكبر اليوم في الاقتصاد الكلي يتمثل في انعكاسات هذا العجز على سوق السندات"، متوقعا أن "تتواصل موجات الاقتراض، مما سيرفع من تكاليف رأس المال ويُبطئ النمو الاقتصادي".

ووفقا لتقديرات اللجنة المستقلة للميزانية الفدرالية المسؤولة، فإن مشروع موازنة ترامب سيضيف ما لا يقل عن 3.3 تريليونات دولار إلى الدين العام الأميركي بحلول عام 2034. كما حذّرت موديز من أن العجز الفدرالي قد يرتفع من 6.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024 إلى نحو 9% بحلول عام 2035.

ضرائب جديدة

وفي ملف الضرائب، قال ديمون إنه يؤيد فرض ضرائب على "الأرباح المُرحّلة"، وهي ميزة ضريبية لطالما استفاد منها كبار مديري صناديق الاستثمار الخاصة. وأضاف: "علينا بالتأكيد فرض ضرائب على الأرباح المرحّلة"، مشيرا إلى أن هذا المطلب كان مدعوما سابقا من الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، وقد تبنّاه ترامب حاليا.

إعلان

وعند سؤاله عمّا إذا كان يفكر في الترشح لمنصب سياسي، أجاب ديمون (69 عاما): "سأفعل لو اعتقدت أنني أملك فرصة حقيقية للفوز، لكني لا أعتقد ذلك".

مقالات مشابهة

  • نواب البرلمان البريطاني يرحبون بدعم الحكم الذاتي وينشدون تصنيف البوليساريو تنظيم إرهابي
  • بريطانيا تؤيد الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.. والجزائر تتحفّظ بشدّة
  • وزير الدفاع البريطاني الأسبق: حان الوقت لحلفائنا في الكومنولث لدعم الحكم الذاتي في الصحراء المغربية
  • النظام الجزائري يصاب بالسعار ويتحسر على إعلان المملكة المتحدة دعمها مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية
  • المملكة المتحدة تعتبر مخطط الحكم الذاتي المغربي بمثابة الأساس الأكثر مصداقية لتسوية نزاع الصحراء
  • سيئون.. لقاء موسّع لدعم دعوات "الحكم الذاتي" في حضرموت
  • قضية الصحراء الغربية.. بريطانيا تعلن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي
  • بريطانيا تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب الأساس الأكثر مصداقية وقابلية لحل نزاع الصحراء (بيان)
  • الضربة القاضية. بريطانيا تعلن رسمياً دعمها مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية
  • أكبر بنوك أميركا يحذّر من انهيار سوق السندات الأميركي تحت ضغط الديون