لشكر.. المغرب أكبر متضرر من تشتيت أو انهيار الجزائر ونحن أحرص على أمنها من نظام الكابرانات
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
قال "إدريس لشكر"، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إن طرح المغرب لـ"الحكم الذاتي" يعد حلا عادلا لقضية الصحراء المغربية، يمكن النظام والمؤسّسة العسكرية في الجزائر من التجاوز الإيجابي لأخطاء الماضي.
جاء ذلك في معرض جواب على سؤال ضمن حوار خص به "لشكر" صحيفة "العربي الجديد"، حول العلاقات المتوتر بين المغرب والجزائر، والحلول الممكنة للخروج من هذه الأزمة الصعبة وغير المسبوقة.
في ذات السياق، قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي: "يحفظ تقديم المغرب مقترح الحكم الذاتي ماء وجه الجزائر، فهو يسمح بعودة المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر إلى المغرب والمساهمة في المشروع المجتمعي والتنمية في بلادهم".
وتابع "لشكر" حديثه قائلا: "مع كامل الأسف، يصرّ النظام في الجزائر على القطيعة، معتقداً أنها تُضعف المغرب، في حين أن العكس هو ما يحدُث"، مشيرا إلى أن: "ما يقترفه النظام في الجزائر من تصرّفات، من قبيل ما حدَث خلال مباراة نصف نهائي كأس أفريقيا بين اتحاد العاصمة الجزائري و نهضة بركان المغربي، لا يمكن إلا أن يتسبّب في مزيدٍ من العزلة للجزائر".
كما شدد المسؤول الحزبي على أنه: "ما أتخوّف منه أن يؤدّي الإحباط والعزلة في الجزائر إلى اتخاذ قرارات هوجاء. وقد اتّخذتها من قبل، لولا صبر المغرب، ولولا أن لدينا دولة حقيقية لانحرفت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه"، مشيرا إلى أنه: "قبل أسابيع قُصفت مدينة السمارة في الصحراء المغربية مباشرة من التراب الجزائري، ولو لم يكن المغرب مسؤولاً وردّ على ذلك القصف لتطوّرت الأمور إلى حرب".
وعن سؤال حول تصريحات أدلى بها بعض المسؤولين المغاربة، ساندوا من خلالها طرح الحكم الذاتي بمنطقة "القبائل" نكاية في الجزائر، قال "لشكر": "بصدق، أعتقد أن خصوصيّة المنطقة تستدعي منّي، لو كنتُ مسؤولاً جزائرياً، التفكير في هذا الحكم الذاتي، لتطوير مؤسّسات البلاد".
وتابع زعيم حزب "الوردة" حديثه قائلا: "في المقابل، يصعُب علي، كإشتراكي يؤمن بالإطار المغاربي، أن أدعم أي انفصالٍ في الجزائر"، مشيرا إلى أن: "خصوصية منطقة الأزواد في الجنوب و شساعة الجزائر التي تعرفون كيف تشكّلت عبر التاريخ، تقتضي لو كانت هناك قيادة مسؤولة، أن تتأمّل وتفكّر في الإطار المؤسّساتي العام للبلاد والانفتاح على خصوصيات المناطق، ومنحها إمكانية للمشاركة السياسية بشكل أكبر، وهو أمرٌ لن يتحقّق إلا من خلال صيغةٍ من صيغ الحكم الذاتي أو اللامركزية الموسّعة".
في هذا الصدد، أوضح "لشكر" أنه: "هذا تصوّري، ولا أُملي على الجزائريين شيئاً، وهو صادرٌ عن تعاطف مع دولة جارة، يهمّنا استقرارُها وأمنها واستمرارُها"، مشيرا إلى أن: "الخوف كل الخوف أن تنهار الجزائر. وأعتقد أن أكبر ضربة يمكن أن توجّه إلى المغرب، أن يقع تشتيت الجزائر، أو أن تنهار. نحن أحرص على الجزائر كدولة ممن يسمّون أنفسهم حرّاسها في المؤسّسة العسكرية، لأننا ندرك جيّدا ما يمكن أن يشكله ذلك من خطر ودمار على المنطقة برمّتها".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الحکم الذاتی مشیرا إلى أن فی الجزائر
إقرأ أيضاً:
محمد السادس يمدّ يده للجزائر.. ملك المغرب يدعو لحوار صريح ومسؤول ويجدد موقفه من ملف الصحراء
أدلى الملك المغربي محمد السادس بتصريحات تفتح الباب أمام الجزائر لحلّ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين حيث دعا إلى حوار "صريح ومسؤول أخوي وصادق"، كما جدد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء الغربية وأن بلاده تسعى لحل لا غالب ولا مغلوب فيه، وذلك في كلمته بمناسبة عيد العرش. اعلان
وفي كلمته السنويّة المسجّلة التي بثها التلفزيون الرسمي بعد مرور 26 عاماً على اعتلائه العرش خلفاً لوالده الحسن الثاني، أكد العاهل المغربي التزام بلاده بالانفتاح على محيطها الجهوي وخاصة الجوار المباشر.
وقال: "بموازاة مع حرصنا على ترسیخ مكانة المغرب كبلد صاعد، نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي، وخاصة جوارنا المباشر، في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق".
كلمة ملك المغرب محمد السادس التي بثّها التلفزيون الرسمي في البلاد العلاقة مع الجزائر: دعوة للحواروأضاف: "بصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك".
وتابع قائلا: "لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين".
وأردف الملك محمد السادس بالقول: "إن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف، كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة".
في أغسطس/ آب 2021، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب بسبب ما وصفتها بـ"أفعال عدائية متواصلة" من المغرب ضد الجزائر.
قال حينها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن "قطع العلاقات الدبلوماسية لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يتضرر المواطنون الجزائريون المقيمون بالمغرب والمغاربة المقيمون بالجزائر من هذا القرار".
Related المغرب يمنع وفدًا برلمانيًا أوروبيًا من دخول العيون بالصحراء الغربية الجزائر تأسف لدعم بريطانيا مقترح المغرب بشأن الصحراء الغربيةبعد اعترافه بسيادتها على الصحراء الغربية.. ماكرون يزور المغرب لتعزيز المصالحة والتبادل التجاري قضية الصحراء الغربيةوأفاد العاهل المغربي بأن المملكة تعتز بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع حول الصحراء الغربية.
وصرح بأن الرباط حريصة على إيجاد حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
وتقدم الملك بالشكر للمملكة المتحدة والبرتغال بعد إعلانهما مؤخرا تأييد المقترح المغربي، لتنضما بذلك إلى قائمة دول غربية بارزة مثل الولايات المتحدة في 2020 وفرنسا في 2024.
في المقابل، تواصل جبهة البوليساريو، بدعم جزائري، المطالبة باستقلال الإقليم الذي صنفته الأمم المتحدة ضمن المناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي، في وقت تدعو فيه مختلف الأطراف المعنية إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2019 "من دون شروط مسبقة" للوصول إلى "حل سياسي دائم ومقبول".
عام 2007، قدم المغرب مبادرة الحكم الذاتي كحل للنزاع حول منطقة الصحراء، حيث تهدف إلى منح الصحراويين حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت السيادة المغربية، وهو ما رفضته البوليساريو وتمسكت بالاستقلال الكامل.
في بيان قطع العلاقات عام 2021، اتهمت الجزائر المغرب بالتخلي عن التعهد الرسمي لتنظيم "استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية الذي التزم به الملك الحسن الثاني والمدون في وثائق رسمية لمنظمتي الوحدة الافريقية والأمم المتحدة، بينما يعيش القادة الحاليون للمملكة على وقع وهم فرض إملاءاتهم على المجتمع الدولي فيما يتعلق بأطروحة الحكم الذاتي المزعومة"، بحسب البيان الجزائري.
الاتحاد المغاربيوجدد ملك المغرب تمسك بلاده بالاتحاد المغاربي، "الذي لن يكون إلا بانخراط المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة"، على حد قوله.
ويوم 17 فبراير/ شباط 1989 تأسس الاتحاد المغربي في مدينة مراكش المغربية، ويتألف من 5 دول: المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا، ويهدف إلى فتح الحدود بين الدول الخمس، لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين.
لكن في ظل خلافات بين بعض دوله، واجه الاتحاد منذ تأسيسه عقبات أمام تفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية، ولم تُعقد أي قمّة على مستوى قادته منذ قمة تونس عام 1994.
كما بقيت الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994، وسط خلافات سياسية بينهما.
عفو ملكيمن جهة أخرى، كشفت وزارة العدل المغربية عن صدور عفو ملكي استثنائي بمناسبة عيد العرش هذا العام، شمل ما يزيد على 19 ألفا و600 من المعتقلين والملاحقين أمام المحاكم. وهذا العفو الأوسع منذ عام 2009، حين استفاد منه نحو 25 ألف شخص تزامنا مع الذكرى العاشرة لاعتلاء الملك العرش.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة