بوابة الوفد:
2025-06-25@16:19:45 GMT

تعليم جديد أو الكارثة؟٢

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

طرحت السؤال الآتى فى ختام مقالى الأسبوع الماضى: ما الذى يفعله أب وأم مفحوتان فى المصاريف من أجل تربية -وتعليم- أولادهما؟! بمنطقنا القديم فإن الأولاد عزوة.. وكل منهم يأتى برزقه.. ثم يأتى يوم على الأسرة لا تستطيع أن تدفع قيمة المصروفات الدراسية ولا اقول قيمة الدروس الخصوصية! ينهمك الأبوان فى العمل صباحا ومساء، ويقترضان من البنوك ويستبدلان من المعاش -ان كان هذا الحل معمولًا به حتى الآن- ويحاولان توفير كل قرش من أجل تدبير نفقات المعيشة، وفى وضع كهذا من الصعب إن لم يكن مستحيلًا أن تكون هناك متابعة للأولاد، وتربيتهم كما كان يحدث فى سوابق الأيام.

.عندما كان الأب يجد وقتا ليعلم ابنه طريقة الوضوء، ويطلب اليه أن يذهب معه إلى العزاء: تدخل فتسلم وتعزى بثقة واحترام وتخشع للقرآن. «البس هدوم كويسة علشان نبارك لعمك جرجس النجار بالعيد».. تعالى نروح الغيط نسبخ الأرض ونروى الزرع الخ». كل هذا يخلق فى وجدان الابن وعقله طبقات جيولوجية راسخة يبنى عليها شخصيته فى الحياة مستقبلًا. لا ترفع صوتك فى حضرة من هم اكبر منك. لا تجلس فى المواصلات العامة بينما يقف من هو أكبر منك سنًا. لا تهمل دروسك أو تعتمد على الغش فى امتحاناتك، من غشنا فيس منا. كل هذا النبل الإنسانى الذى كان الابناء -زمان- يحفظونه فى ذاكرتهم ويمارسونه فى حياتهم كاد أن يختفى، وحل محله سلوكيات بشعة للأجيال الجديدة: يقام العرس بينما هناك جار متوفى! البيت الواحد أصبح جزرًا منعزلة تتعامل مع بعضها وفق مصلحتها الفردية فقط. القيم تغيرت لأن الأب والأم لا يجدان الوقت الكافى لغرسها فى نفوس الأولاد. من خطايا وزارة التعليم أنها سمحت لكبار مستشاريها ان يقرروا للوزارة مستقبلًا مظلما، فبعد ان كانت المدرسة مصنع الرجال ومكانا لتربية النشء اصبح مرتعًا لأشياء أخرى مريعة، يتبارى فيها الطلاب الأقوياء بدنيا ويمارسون التنمر ويؤذون مشاعر زملائهم من ديانات أخرى، ويسبون الملة والدين لكل من يستصغرونهم فى عيونهم، ويا للأسف فهم آمنون من العقاب، ومن أمن العقوبة أساء الأدب!

ما يحدث فى البيت يحدث فى المدرسة وفى المسجد والكنيسة والنادى ويحدث أسوأ منه فى الشارع. كلما نزل ابنائى إلى الشارع ظللت أدعو الله ألا تأتينى مصيبة أو كارثة.. فكل ما هو مريع يحدث الآن فى نطاق المدارس..رغم أن الغالبية العظمى لا تذهب إليها وإن ذهبت فلكى تمارس فجورها لا تقواها! تكتفى المدارس بـ«رفت» الطلاب أيامًا أو أسبوعًا على أقصى تقدير، مع استدعاء لولى الأمر، الذى يعرف أن ابنه انفلت عياره ولم يعد يستجيب لما ظنه انه تربية حسنة راسخة فى وجدانه، لانه ابنه وإن لم يقدمها له! يفاجأ الأب بأن ابنه اكتسب قيم الشارع التعس والتى حل فيها التنمر محل المروءة والبلطجة محل الشهامة والتحرش محل احترام الفتاة التى تكاد تكون مثل أخته أو بنت خاله أو بنت عمته! ينفق الابن عشرات الجنيهات كل يوم على الدروس الخصوصية وعلى متطلباته الشخصية، كشراء المطاوى والشيبسي والمشروبات وربما يستبدل البلاى ستيشن بالدرس. حياته تمحورت حول السايبر والشارع ومع الموبايل! تعليم جديد أو الكارثة! يتبع

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البنوك المعاش

إقرأ أيضاً:

عاصمة تأسيس

خطاب إعلامي غير مقنع تمثل في محاربة ظلم دولة (٥٦) وإرساء قواعد التحول الديمقراطي دفعت به المرتزقة وجناحها السياسي وهما يخوضان حربًا لا هوادة فيها ضد الشارع السوداني. وفي سبيل البقاء في المشهد بعد أن الهزائم الميدانية، عمدت على تأسيس حكومة في المنفى، ومن ثم تريد نقلها للداخل، ومن ضمن المدن المرشحة للعاصمة مدينة نيالا. هذه المدينة قدرها أن تكون تحت سيطرة المرتزقة، السؤال: هل نيالا مهيأة لتكون عاصمة للمرتزقة؟. الإجابة متروكة لحواضن المرتزقة قبل الشارع السوداني. كما نقلت كاميرات المرتزقة من فيديوهات لواقع الحياة هناك، وكذلك لصور وأخبار المدينة نضع جزء منها في هذا المقال. السلاح والمخدرات في سوق الله أكبر، شباب مقطع الأطراف نتيجة للحرب حائم وهائم على وجهه في انتظار وعد حميدتي برحلة العلاج خارج أو داخل السودان. لعلعة السلاح بين مجموعات المرتزقة في وسط الأسواق لأبسط وأتفه الأسباب. تصفية حسابات بين بعض حواضن المرتزقة لأسباب عرقية. كسر السجون لإخراج فلان وعلان وآخر فلم تم عرضه بالأمس عندما هاجمت مجموعة السجن وأخرجت اللواء متمرد عصام فضيل. مظاهرات تعم المدينة من أقصاها لأقصاها تطالب بخروج المرتزقة من المدينة. وخلاصة الأمر تلك الصورة الفاضحة لنيالا البحير دليل على عجز تلك المرتزقة من مشاركة الآخرين في إدارة الدولة، ناهيك عن الحكم بمفردها، وكذلك توثيقها بنفسها لجرائمها أسقط كل الحجج الواهية لجناحها السياسي، الذين يتشدق في الفضائيات بعدالة تمرد حميدتي، بل ساهمت بصورة أو بأخرى في هزيمة مشروعها العنصري، لتضع أمثال الوليد مادبو والفاضل الجبوري قبل قادة تقزم في وضعٍ لا يحسدون عليه.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٥/٦/٢٥

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عاصمة تأسيس
  • الاحتلال يعترف بمقتل 7 جنود في خانيونس.. وهذه تفاصيل الكارثة
  • مستشفى العودة تعجّ بالقتلى والجرحى.. مشاهد مأساوية من قلب الكارثة الإنسانية في غزة
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (1 من 2)
  • فلوريدا: وفاة رضيع تركه والده ساعات في السيارة
  • والد ميسي يوافق على انتقال ابنه لدوري روشن
  • إعلانات واتساب تُربك الخصوصية: هل يفقد التطبيق هويته؟
  • بعد تعافي ابنه.. أحمد السقا لم ينس دور الطبيب المعالج لـ حمزة السقا
  • كريمة أبو العينين تكتب: قصف تل أبيب