لجريدة عمان:
2024-06-16@08:32:45 GMT

الجنائية الدولية وعزلة نتانياهو

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

القرار الذي طالب باستصداره مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يؤاف جالانت - (وكذلك بحق ثلاثة من قادة حماس) والقاضي باستصدار أوامر اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب، وإبادة جماعية فيما يتعلق بالحرب في غزة وهجوم السابع من أكتوبر، الذي حال صدوره، سيتم فيه اتهام نتانياهو وجالانت بالضلوع في ارتكاب جرائم إبادة جماعية؛ هو طلب جاء ليضيق الخناق أكثر فأكثر حول مصير نتانياهو الذي لم يعد- حال استصدار أمر الاعتقال- مصيرا خاصا به داخل إسرائيل وإنما سيتم تصنيفه كمجرم مطلوب القبض عليه من العدالة الدولية.

وفي تقديرنا أن هذه الخطوة الكبيرة من المحكمة الجنائية الدولية هي تقريبا الثمرة العملية لتهديد حقيقي بدأ يطال مصير نتانياهو داخليا وخارجيا، والقرار- حال صدوره- سيكون ثمرة للجهود القانونية التي بذلتها دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، فقد كانت تلك الخطوة الجسورة لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل في الشكوى التي قدمتها لمحكمة الجنايات الدولية متهمة الأخيرة بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، هي أقوى تهديد واجهته إسرائيل على المستوى الدولي، وها نحن نرى اليوم بداية التداعيات لما فعلته جنوب إفريقيا. وبالتأكيد ستكون هناك تداعيات كثيرة حال استصدار قرار أوامر الاعتقال، بل حتى قبل صدور القرار رأينا ردود فعل متباينة من المجتمع الدولي على المطالبة باستصدار القرار ضد نتانياهو وجالانت، ففيما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب استصدار قرار اعتقال نتجنياهو بالمشين، كانت فرنسا داعمة للقرار، فيما أبدت دولة النرويج استعدادها لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي حال صدور أوامر بذلك من المحكمة الجنائية الدولية.

مطالب مدعي المحكمة الجنائية ستسرع بمأزق نتانياهو الذي طالما وصفنا طبيعته في أكثر من مقال، وهو مأزق يتبين يوما بعد يوم أنه سيعجل بالنهاية السياسية لنتانياهو الذي أصبح اليوم مرعوبا مما سيترتب على مصيره في اليوم الثاني من نهاية حرب غزة.

مؤشرات سقوط نتانياهو وانتحاره السياسي والأخلاقي بقدر ما كانت باديةً أصبحت اليوم- بعد طلبات المدعي باستصدار قرار اعتقال بتهم إبادة جماعية في حقه وحق وزير دفاعه جالانت- أكثر من واضحة، وهذا يعني أن حركة نتانياهو خارج إسرائيل في حال صدور أوامر الاعتقال ستصبح محدودة جدا ومرصودة. كما ستؤثر اتهامات المحكمة الجنائية لنتانياهو على الداخل الإسرائيلي الذي يشهد تظاهرات متعاظمة ضد وجوده في السلطة، بعد أن أمهله بيني جانتس الوزير في مجلس الحرب أياما معدودة لوضع خطة عسكرية واضحة حول رفح (بالطبع سيعجز نتانياهو عن وضعها) وإلا سيعلن انسحابه من الحكومة اليمينية المتطرفة.

من جانب آخر، تتصاعد حدة الخلاف بين واشنطن ونتانياهو حيث بدا واضحا أن محادثات مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان في إسرائيل لم تحقق شيئا أمام إصرار نتانياهو على اجتياح رفح.

ربما ينتظر الأمريكان تداعيات دراماتيكية لحراك الشارع الإسرائيلي الذي يطالب برحيل نتانياهو عبر الدعوة لانتخابات مبكرة، وربما تنهار حكومته بسبب خلافات مكوناتها، بعد انسحاب جانتس، لكن في كل الأحوال سيكون ثمن المضي في خطة اجتياح رفح فادحا جدا وستكون نتائجه كارثية نحو المزيد من السقوط الحر لنتانياهو نحو القاع.

قد لا تبدو هناك مقارنة بين طبيعة تأثير قرارات المحكمة الجنائية- حال صدورها- على إسماعيل هنية والسنوار ومحمد الضيف، من جهة، وتأثيرها على نتانياهو وجالانت من جهة ثانية، فعلاقة إسرائيل بأوروبا الغربية (التي كثير من دولها أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية) علاقة تنخرط في مسارات كثيرة ومصالح مشتركة قوية، ولاسيما مع بريطانيا وألمانيا وغيرها. لذلك سيصبح نتانياهو مشلولا.

بل في تقديرنا أنه قد يكون هناك ارتياح خفي في أوساط الإدارة الأمريكية لطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية أوامر اعتقال ضد نتانياهو، لأن الأخير أصبح عديم الفائدة في أوساط الإدارة الأمريكية ولم يعد محلا للثقة.

كل هذه المعطيات قد تعجل بالخاتمة السياسية السيئة لنتانياهو وانتحاره السياسي.

وبالرغم من الانتحار السياسي الوشيك لنتانياهو خلال هذا الصيف ستظل معالجة تداعيات عملية طوفان الأقصى ضمن معادلة ذكرنا أكثر من مرة أنها معادلة لا يمكن معها العودة إلى واقع ما قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ فالثمن الاستراتيجي لتسكين هذا الصراع المزمن هو ثمن لا يزال نتنياهو وقوى سياسية كثيرة متطرفة في إسرائيل ترفضه، أي حل الدولتين الذي أصبح أحد النتائج الضرورية لعملية طوفان الأقصى، بل كذلك الاتحاد الأوروبي أصبح اليوم من كبار الداعمين لحل الدولتين.

أما البديل الثاني فهو خيار الحرب الإقليمية الموسعة وهو خيار يكاد يرفضه الجميع سوى نتانياهو وحده.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

أكثر من مجرد مقاطعة.. تقرير يكشف خطط الديمقراطيين بشأن خطاب نتانياهو في الكونغرس

كشفت مصادر لموقع "أكسيوس" الأميركي، أن الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي يناقشون عددا من الخطوات المحتملة تتجاوز فكرة "المقاطعة"، ردا على الخطاب المقرر الشهر المقبل لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمام الكونغرس.

ونقل الموقع عن 6 مصادر مطلعة على خطط الديمقراطيين، أنهم يستعدون لإرسال "إشارة قوية توضح عدم رضاهم عن الجهود الحربية الإسرائيلية، وعن قيادة نتانياهو بالأخص".

وقالت المصادر إن هناك مناقشات عديدة حول الخطوات المنتظرة بشأن الزيارة، "جرت في المقام الأول بين التقدميين، لكنها شملت أيضا عددا من المشرعين الديمقراطيين".

وتشمل تلك المقترحات، "عقد مؤتمر صحفي أو وقفة احتجاجية أو فعالية بمشاركة عائلات الرهائن المختطفين لدى حماس في غزة، الذين يشعر كثيرون منهم بأن نتانياهو لم يفعل ما يكفي لتحرير ذويهم"، وفق التقرير.

كما قال أحد النواب الديمقراطيين المشاركين في تلك المناقشات لأكسيوس: "هذه المحادثات قائمة، وليست متعلقة فقط بالتقدميين".

نتانياهو يقبل دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السبت إن رئيس الوزراء قبل دعوة لإلقاء كلمة أمام مجلسي الكونغرس الأمريكي، مضيفا أنه سيصبح أول زعيم أجنبي يتحدث أمام مجلسي النواب والشيوخ في أربع مناسبات.

وتابع أن هناك المزيد من النواب الذين "يرغبون في أن يكونوا جزءا من تلك الخطوات، التي تركز على السلام وإعادة الرهائن وإنهاء الصراع المروع".

كما أوضح أن "الديمقراطيين الأكثر اعتدالا يشعرون بالإحباط الشديد، لأن زيارة نتانياهو تقوّض عمل إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن، ولا تحترم الإسرائيليين الذين يرغبون في رحيل نتانياهو".

وتحدث عدد من النواب التقدميين لموقع أكسيوس، وأكدوا أنهم "يخططون لمقاطعة الكلمة على أقل تقدير"، وأشاروا إلى أن المناقشات "لا تزال في مراحلها الأولية، ولا يوجد اتفاق".

فيما قال أحد المشرعين إن "العديد من النواب التقدميين يخططون لحضور الخطاب وتعطيله".

ومن المقرر أن يلقي نتانياهو خطابه أمام الكونغرس في 24 يوليو المقبل.

وتأتي زيارة نتانياهو إلى الولايات المتحدة وسط ضغوط متزايدة تتعرض لها إسرائيل للتوصل مع حركة حماس لاتفاق ينهي الحرب الدائرة بين الطرفين منذ 8 أشهر والتي تسبّبت بعزلة دبلوماسية متزايدة لإسرائيل، بسبب حصيلة الضحايا المرتفعة في قطاع غزة.

الدبابات الإسرائيلية "تتوغل" في رفح.. وتحذير أممي من "الجوع والموت" تعرض غرب مدينة رفح الخميس إلى نيران مكثفة من طائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة وضربات مدفعية، فيما وصفه السكان بأنه أحد أسوأ عمليات القصف في المنطقة، في حين حذرت الأمم المتحدة من تهديد "الموت والجوع" أكثر من مليون شخص في القطاع.

وكان حوالي 60 ديمقراطيا قد قاطعوا خطاب نتانياهو الأخير خلال الجلسة المشتركة عام 2015، الذي نظمه القادة الجمهوريون في الكونغرس، على عكس رغبة الرئيس الأميركي آنذاك، باراك أوباما، من أجل تمكين نتانياهو من الضغط ضد الاتفاق النووي الذي كانت واشنطن قد وقعته مع طهران.

واندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

خلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت - حتى الآن - إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

مقالات مشابهة

  • 93 دولة تدعم المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة إسرائيل
  • ثمن باهظ.. أول تعليق لنتانياهو على تفجير ناقلة الجنود برفح
  • بيان مشترك لـ93 دولة تجدد دعمها للمحكمة الجنائية الدولية
  • بيان مشترك لـ93 دولة يدعو لاحترام المحكمة الجنائية الدولية
  • 93 دولة تطالب الاحتلال بالتعاون مع مع المحكمة الجنائية الدولية
  • أكثر من مجرد مقاطعة.. تقرير يكشف خطط الديمقراطيين بشأن خطاب نتانياهو في الكونغرس
  • آليات التعامل مع الأطفال الشهود والضحايا في النزاعات المسلحة … أطفال السودان نموذجا
  • إلى أين يتجه تحقيق “الجنائية الدولية” الجديد بشأن دارفور؟
  • إلى أين يتجه تحقيق الجنائية الدولية الجديد بشأن دارفور؟
  • تكتيكات التجويع في ماريوبول.. هل ترقى أفعال روسيا إلى جرائم حرب؟