كشفت لائحة جديدة قدمها محامون إلى المحكمة الجنائية الدولية، أن روسيا انخرطت في "نمط متعمد" من تكتيكات التجويع خلال الحصار الذي دام 85 يوما لمدينة ماريوبول الأوكرانية، في أوائل عام 2022.

ويأتي هذا الاستنتاج، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية، في جوهر ملف مقدم إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من قبل محامين تابعين لمنظمة "الامتثال للحقوق العالمية"، الذين يعملون بالتعاون مع الحكومة الأوكرانية.

ويتهم قادة روس بـ"تعمد" قتل وإيذاء أعداد كبيرة من المدنيين.

وتشير التقديرات إلى أن 22 ألف شخص قتلوا خلال محاصرة ماريوبول في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. إضافة إلى ترك المدنيين دون ماء أو غاز أو كهرباء في غضون أيام من بدء الحصار، بينما انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من 10 درجات مئوية تحت الصفر خلال الشتاء.

وتقع ماريوبول بين شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، وإقليم دونباس شرق أوكرانيا، الذي يسيطر على أجزاء واسعة منه انفصاليون مدعومون من روسيا.

4 مراحل للهجوم

وقالت كاتريونا مردوخ، الشريكة في منظمة الامتثال للحقوق العالمية، إن الهدف من البحث كان "لمعرفة ما إذا كانت هناك رواية أوسع" ترقى إلى حرمان متعمد من الغذاء والضروريات الأخرى اللازمة للحياة من قبل الجيش الروسي وقيادته، وهي استراتيجية تجويع التي يمكن القول إنها ترقى لجريمة حرب، وفقا للصحيفة.

وأضافت: "ما استطعنا رؤيته هو أن هناك أربع مراحل للهجوم الروسي، بدءا من الهجمات على البنية التحتية المدنية، وقطع إمدادات الكهرباء والتدفئة والمياه. ثم رفض عمليات الإجلاء الإنساني وحتى الهجوم عليها، ومنع وصول المساعدات الإنسانية".

و"في المرحلة الثالثة، تم استهداف ما تبقى من البنية التحتية الحيوية، وترويع المدنيين مع قصف نقاط المساعدات ومصادر المياه. وأخيرا، في المرحلة الرابعة، شنت روسيا هجمات استراتيجية لتدمير أو الاستيلاء على أي عناصر بنية تحتية متبقية".

وأشارت مردوخ إلى أن الاستهداف المتدرج لمدينة ماريوبول يظهر أن روسيا خططت للاستيلاء على المدينة دون رحمة لسكانها المدنيين والذي كان عددهم يقدر بـ450 ألف نسمة قبل بدء الغزو الكامل في 24 فبراير 2022.

ويخلص الملف إلى أن ما يقدر بنحو 90 في المئة من المرافق الصحية والمنازل في المدينة دمرت أو تضررت خلال الحصار، كما تعرضت نقاط توزيع الغذاء وطرق الإجلاء الإنساني للقصف.

وكانت ماريوبول مركزا اقتصاديا مهما لأوكرانيا بسبب وضعها كمدينة ساحلية. في زمن السلم، وتعد المدينة من المواقع الرئيسية لتصدير الصلب والحبوب الأوكرانية.

واعتبر المحامون أن مسؤولية وفاة آلاف المدنيين في ماريوبول تقع على عاتق القيادة العليا في روسيا، نظرا لأهمية المدينة في الحرب وأيضا لمركزية صناعة القرار الروسي، حيث تتخذ القرارات المهمة على أعلى المستويات.

وقالت مردوخ: "فلاديمير بوتين مذنب، وكذلك مسؤولين من القيادة العسكرية الروسية"، دون أن تحدد أسماء قادة معينين.

وتأسست المحكمة الجنائية الدولية عام 2002 للمحاكمة في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والعدوان حين تكون الدول الأعضاء غير راغبة أو غير قادرة على الاضطلاع بذلك بنفسها. ويمكنها إجراء الملاحقات في الجرائم التي يرتكبها مواطنو الدول الأعضاء أو التي ترتكبها أطراف أخرى على أراضي الدول الأعضاء. وتضم المحكمة 124 دولة عضوا.

"توجه جديد"

وتقبل المحكمة الجنائية الدولية تقديم معلومات ووثائق من مصادر ثالثة (جهات غير الدول الأطراف أو مكتب المدعي العام)، لكنها غير ملزمة بالتصرف بناء على هذه المعلومات. 

ويعتبر التجويع والحرمان من المرافق الضرورية للحياة المدنية جرائم حرب، لكن هذا يظل مجالا جديدا نسبيا في القانون الدولي، ولم يتم حتى الآن محاكمة أي مرتكب للجريمة المزعومة.

وفي الشهر الماضي، تقدم كريم خان، المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، بطلب للحصول على مذكرة توقيف لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، زاعما أن الاثنين تعمدا فرض المجاعة على الفلسطينيين في غزة - وهو ادعاء رفضته إسرائيل.

وقال خان: "لقد حرمت إسرائيل عمدا وبشكل منهجي السكان المدنيين في جميع أنحاء غزة من الأشياء التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة." كما خضع ثلاثة من قادة حماس لطلبات مماثلة، تتعلق بالحرب التي بدأت بهجوم الحركة على مواقع ومناطق إسرائيلية محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر.

وقالت مردوخ إن طلبات خان للحصول على مذكرات توقيف مرتبطة بالنزاع في غزة "كانت الأولى في نوعها" فيما يتعلق بالتجويع كجريمة حرب، وسلطت الضوء على القضية في أذهان المحامين والمدعين العامين.

وقال محامون إنهم لم يكونوا متأكدين في البداية من مدى سهولة إنشاء ملف جرائم حرب لماريوبول لأن الاحتلال الروسي جعل جمع الأدلة صعبا، على الرغم من المعارك الضارية وارتفاع أعداد الضحايا.

لكنهم طوروا تقنية استخدموا فيها خوارزمية خاصة لرسم خرائط دمار مواقع محددة، كما تم رصدها عبر صور أقمار اصطناعية، مع ما قيّمه خبراء متفجرات على أنها هجمات روسية.

وسبق أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومفوضة حقوق الأطفال، ماريا لفوفا بيلوفا، بسبب عمليات الترحيل غير القانونية المزعومة لمئات الأطفال من أوكرانيا. 

وأصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق بوتين في مارس 2023. وقال الكرملين إن هذه خطوة بلا معنى. ونفت موسكو مرارا الاتهامات بارتكاب قواتها فظائع أثناء غزوها لجارتها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

الجيش الروسي يُسقط 32 مسيرة أوكرانية غربي البلاد

ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها تمكنت من إسقاط 32 مسيرة أوكرانية الليلة الماضية في مقاطعات جنوب غربي البلاد.

 

وتواصل القوات الأوكرانية استهداف مناطق جنوب غربي روسيا بالمسيرات والصواريخ بشكل شبه يومي، فيما يستمر الجيش الروسي في تقدمه على جميع المحاور حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة توسيع نطاق العملية العسكرية، لإبعاد قوات كييف عن الأراضي الروسية بما فيها الجديدة بمدى الصواريخ والأسلحة الغربية التي تستهدف بها روسيا.

 

الجيش الروسي يُسيطر على بلدة جديدة في مقاطعة زابوروجيه

 


كشفت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن وحدات مجموعة قوات "الشرق" سيطرة على بلدة نوفوغريغوروفكا في مقاطعة زابوروجيه. 

 

كما أشارت إلى أن خسائر الجيش الأوكراني بلغت نحو 1500 جندي خلال آخر 24 ساعة.

 

سلوفاكيا: يتعين على المفوضية الأوروبية التخلي عن عدائها تجاه روسيا


حث رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيتسو، المفوضية الأوروبية، على خلع "نظارتها المعادية لروسيا" لتتمكن من اتخاذ قرارات أكثر عقلانية، بدلا من إطلاق النار على قدميها في مجال الطاقة.

 

 

وقال فيتسو خلال كلمة ألقاها في منتدى للطاقة: "أنتم جميعا تعرفون رأيي في Repowering. إنه هراء مطلق. سواء في الغاز أو النفط، فنحن نؤذي أنفسنا، أنا مستعد لمناقشة المفوضية الأوروبية لأيام، لإقناعهم بشكل بناء وإيجابي بأن هذه خطوة أيديولوجية سخيفة، من فضلكم، انزعوا عن أعين المفوضية الأوروبية تلك النظارات المعادية لروسيا. إذا خلعتموها، فسنتخذ قرارات أكثر عقلانية وطبيعية".

 

وأشار إلى أن المناقشات بشأن إدراج الوقود النووي من روسيا في خطة REPowerEU خطيرة للغاية، وإذا حدث هذا، فإن أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي سوف يتعرض لتهديد شديد.

 

المبعوث الأمريكي ويتكوف: استمرار الالتزام باتفاق غزة يحقق السلام


قال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، إنه زار غزة رفقة قائد القيادة الوسطى، جاريد كوشنر؛ لمتابعة تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرًا إلى أنه طالما استمر الالتزام بالاتفاق، فإن فرص تحقيق السلام تظل قائمة، جاء ذلك حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.

 

وأضاف ويتكوف، أنه خلال الزيارة تم تلقي إحاطات مفصلة حول الوضع الأمني وتوزيع المساعدات وجهود إنهاء الحرب.

 

الجدير بالذكر، أعلنت الرئاسة المصرية، عقد قمة دولية في شرم الشيخ الاثنين المقبل، برئاسة مشتركة بين الرئيسَين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترمب، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، بهدف إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

 

وقالت الرئاسة في بيان: "تُعقَد قمة دولية تحت عنوان قمة شرم الشيخ للسلام، بمدينة شرم الشيخ بعد ظهر الاثنين، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة".
 

مقالات مشابهة

  • تفاصيل إحالة لصوص محتويات السيارات فى القاهرة للمحاكمة الجنائية
  • الأمم المتحدة تطالب بوقف استهداف المدنيين في الفاشر
  • الرئيس الأوكراني: لن نهاجم المدنيين بصواريخ توماهوك
  • نحو تأسيس المحكمة الدولية الخاصة لجرائم الحرب في غزة
  • إحالة 3 عاطلين إلى المحاكمة الجنائية لاتهامهم بحيازة المخدرات
  • الجيش الروسي يُسقط 32 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
  • صادرات نفط كركوك عبر ميناء جيهان بديل للخام الروسي إلى أوروبا
  • الأمم المتحدة تدين مقتل عشرات المدنيين في الفاشر على يد الدعم السريع
  • روسيا: حصاد القمح الروسي خلال الموسم الحالي 90 مليون طن
  • السفير الروسي يكشف لشفق نيوز سبب تأجيل قمة بغداد موسكو