يمانيون – متابعات
يتمتع اليمن بتنوع بيولوجي فريد، ثمرة موقعه الجغرافي المتميز وتضاريسه الجبلية الشاهقة والمناخ المتباين الذي أسهم في إيجاد بيئات متنوعة ساعدت على ازدهار التنوع النباتي والحيواني.

ويحتفل اليمن، مع دول العالم باليوم الدولي للتنوع البيولوجي 2024 أو اليوم العالمي للتنوع الإحيائي الذي يصادف الـ ٢٢ مايو من كل عام، الذي أقرته الأمم المتحدة كيوم عالمي لتسليط الضوء على قضايا التنوع الأحيائي.

واعتبر مدير التنوع الحيوي ونقطة اتصال الاتفاقيات الدولية في هيئة حماية البيئة المهندس عبدالله أبو الفتوح في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي 2024 أو اليوم العالمي للتنوع الأحيائي مناسبة مهمة للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، واتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة التهديدات والأخطار المحدقة بهذا التنوع.

وأوضح أن تضاريس اليمن تتفاوت بشكل ملحوظ من المرتفعات الجبلية الشاهقة إلى السهول الساحلية المنخفضة، مما يساهم في إيجاد مجموعة متنوعة من المواطن البيئية.

وقال:” اليمن، بلد الجبال الخضراء المورقة والوديان العميقة التي تزخر بالأشجار والأزهار الملونة، ما يجعل منه واحة ضخمة ومن أكثر بلدان المنطقة غنى بالتنوع البيولوجي”.

وأضاف:” للتنوع البيولوجي في اليمن أهمية على المستويين البيئي والاقتصادي، فمن حيث الجانب البيئي، يحفظ التنوع البيولوجي التوازن الطبيعي في النظم البيئية ويعزز استدامتها، وبفضل هذا التنوع الغني، يعمل اليمن على مكافحة التصحر، إذ تعتبر الأشجار النادرة حاجزًا يمنع انتشار الرمال، وبذلك تسهم في الحفاظ على التوازن البيئي”.

ولفت أبو الفتوح إلى أن التنوع البيولوجي من حيث الجانب الاقتصادي، يوفر فرص عديدة لتطوير القطاعات السياحية والزراعية والصناعية، مبيناً أن نباتات اليمن غنية وغير متغيرة الخواص، وتشمل ما يقارب ثلاثة آلاف نوع.

وأفاد بأن الموائل أيضاً في اليمن تحتوي على عدد كبير من الأنواع الفريدة من النباتات، مشيراً إلى أنه تم تسجيل 71 نوعاً من الثدييات البرية في اليمن تعود إلى ثمان رتب حيوانية بما فيها الخفاشيات.

وأشار إلى أن اليمن يمثل مثلثاً ذهبياً للتنوّع الحيواني، إذ يمكن العثور على الثعابين والزواحف الأكثر سمية في العالم، وكذلك القوارض والثدييات المهددة بالانقراض، ويتميز اليمن بوجود أكثر من ٣٦٣ نوعاً من الطيور تمثل ۱۸ رتبة و٦١ عائلة و۱۷۷ جنساً.

وذكر مدير عام التنوع الحيوي بهيئة حماية البيئة أنه بالرغم من أن اليمن ما يزال يحتفظ بتنوعه البيولوجي الغني، إلا أن التحديات البيئية تتزايد باستمرار، ومنها الاعتداء على الحياة البرية وتدمير المواقع الطبيعية بسبب الأنشطة البشرية غير المستدامة كالتصحر والتشجير غير المنظم وإزالة الغابات والصيد غير المشروع.

وبين أن تلك المخاطر تهدد عددا كبيرا من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، ما يؤثر بشكل كبير على البيئة، مؤكداً ضرورة التعاون الرسمي والمجتمعي للحفاظ على هذا التنوع البيولوجي الثمين، وتشجيع المبادرات البيئية التي تعزز استدامة البيئة.

وقال:” يتطلب الأمر تعاوناً وجهوداً مشتركة للحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية الغنية التي تزخر بها البلاد، فضمان استدامة التنوع البيولوجي في اليمن كفيل بحفظ الموروث البيئي الثمين للأجيال القادمة”.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن التنوع البيولوجي في اليمن ليس مجرد ثروة طبيعية تعود بالنفع على اليمن فحسب، بل هو مسؤولية إنسانية للحفاظ على تنوع الحياة.. مشدداً على أهمية توحيد الجهود للحفاظ على هذه الثروة المهمة وتنفيذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية التنوع البيولوجي في اليمن وجميع أنحاء العالم.

– سبأ

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: للحفاظ على

إقرأ أيضاً:

بين تقشف واشنطن وتحرك أوروبا: هل تنتقل قيادة الأبحاث البيئية إلى القارة العجوز؟

مع تصاعد أزمة المناخ، تتجه أوروبا نحو الاستقلال العلمي عن الولايات المتحدة، بعد تراجع التمويل الأميركي لبيانات الطقس والمناخ. وبدأ الاتحاد الأوروبي ببناء أنظمة مستقلة، في خطوة قد تغيّر موازين البحث العلمي عالميًا. اعلان

وكشف تحقيق لوكالة رويترز أن أوروبا تسعى لفكّ ارتباطها العلمي بالولايات المتحدة، بعد أن قلّصت إدارة ترامب تمويلها لمؤسسات بحثية حيوية مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، والمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، ووكالة حماية البيئة (EPA).

وقد شكّلت هذه المؤسسات لعقود حجر الأساس في جمع بيانات الطقس والمحيطات ومراقبة تغيّر المناخ. لكن تراجع التمويل الأميركي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تسريع خطواته نحو بناء بنية تحتية مستقلة للبيانات المناخية.

وقالت ماريا نيلسون، نائبة وزيرة التعليم السويدية، إن "الصدمة كانت أقوى مما توقعنا". ووصفت هيئة الأرصاد الجوية الدنماركية بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بأنها "لا غنى عنها".

من جانبها، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستوسّع شبكة الرصد البحري الأوروبية لتشمل بيانات أكثر دقة حول مسارات السفن، ونفايات المحيطات، ودرجات حرارة سطح البحر، تحسبًا لغياب البيانات الأميركية.

وفي السياق ذاته، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى مضاعفة استثماراته في برنامج آرغو (Argo)، وهو نظام عالمي للمجسات العائمة التي ترصد أعماق البحار وحرارتها. وتصف الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات هذا البرنامج بـ"جوهرة علوم المحيطات".

وتمول الولايات المتحدة حاليًا 57% من ميزانية آرغو، مقابل 23% فقط من الاتحاد الأوروبي. ومع رفض البيت الأبيض التعليق على مستقبل هذا التمويل، تسود حالة من الترقب في الأوساط العلمية.

وبحسب التقرير، بدأت دول أوروبية كألمانيا والنرويج والدنمارك بما يُعرف بـ"أرشفة حرب العصابات"، حيث يقوم علماء بتحميل نسخ احتياطية من قواعد البيانات الأميركية المهددة بالإغلاق.

Related دراسة: التغير المناخي ضاعف ثلاث مرات حصيلة وفيات الحر في أوروبا كيف تستخدم اليابان التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد والحرف التقليدية لحماية التراث الثقافي من مخاطر المناخبين تغيّر المناخ والتوترات الجيوسياسية: كندا تدخل معركة "كاسحات الجليد" ورهانٌ على السفن الثقيلة

في الإطار نفسه، حذّرت وزيرة العلوم الدنماركية كريستينا إغيلوند من أن "فقدان التحديثات اليومية سيؤثر على دقة النماذج الجوية". وأكدت أن المشكلة ليست في فقدان البيانات فقط، بل في فقدان القدرة على مواكبة التغيرات المستمرة.

وقد تم الاستغناء عن نحو 800 موظف من أصل 12 ألفًا في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أو قُدّمت لهم حوافز مالية للاستقالة، وذلك ضمن خطة تقشفية أطلقتها إدارة ترامب تحت شعار "كفاءة الحكومة". وتسعى ميزانية البيت الأبيض لعام 2026 إلى تقليص دور الإدارة أكثر، من خلال اقتراح خفض قدره 1.8 مليار دولار، أي ما يعادل 27% من ميزانيتها، إلى جانب تقليص قوتها العاملة بنسبة تقارب 20%، ليصبح عدد الموظفين نحو 10 آلاف فقط.

ويتضمن الاقتراح إلغاء مكتب الأبحاث التابع للإدارة، وهو الجهة المسؤولة عن أنظمة الرصد البحري، بما في ذلك برنامج أرغو، وشبكات المراقبة الساحلية، وأجهزة الاستشعار الفضائي، ومختبرات النماذج المناخية. كما بدأت الإدارة مؤخرًا تقليص منتجاتها من البيانات؛ ففي الفترة الممتدة بين أبريل/ نيسان ويونيو/حزيران، أعلنت عبر موقعها عن إيقاف 20 مجموعة بيانات أو منتجًا مرتبطًا بالزلازل والعلوم البحرية.

ولم تستجب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لطلبات التعليق. وقال فرانك غلوكنر، أحد المسؤولين عن أرشيف البيانات الأوروبي، إن تخزين هذه البيانات قانوني لأنها ملك عام.

لكن دينيس روس، خبيرة سياسات البيانات، أوضحت أن عمليات الحفظ تتطلب تمويلًا وبنية تحتية لا يمكن توفيرها من قبل الباحثين المستقلين، مشددة على أن قواعد البيانات تحتاج إلى تحديث دوري لا يمكن أن توفره إلا الحكومات.

وخلال الأشهر الأخيرة، أجرى اتحاد العلماء الأميركيين ومسؤولون أوروبيون سلسلة من الاجتماعات مع باحثين في أوروبا ومؤسسات خيرية ومجموعات معنية بالصحة والبيئة، لمناقشة كيفية تحديد أولويات البيانات التي يجب إنقاذها. وأشارت روس إلى أن هناك فرصة أمام الدول والمؤسسات الأخرى لسد الفراغ في حال بدأت جودة البيانات الأميركية في التراجع.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • "الأورومتوسطي": "إسرائيل" دمّرت 97% من ثروة غزة الحيوانية
  • بمواصفات فريدة وفئة اقتصادية.. سعر هاتف Oppo A5x 4G
  • الزراعة توافق على 599 تسجيله أعلاف.. و20 موافقة فنية لمشروعات ثروة حيوانية وداجنة
  • جائزة «حمدان بن زايد البيئية» تبدأ مرحلة تقييم المشاركات
  • هشام العسكري: ارتفاع درجات الحرارة كارثة تتطلب حلولاً عالمية
  • بين تقشف واشنطن وتحرك أوروبا: هل تنتقل قيادة الأبحاث البيئية إلى القارة العجوز؟
  • مختصة نفسية: الذكاء الاجتماعي يصنع قدرة على إدارة الضغوط بشكل جيد
  • بالتعاون مع الأزهر.. «الأوقاف» تنظم ندوات للحفاظ على البيئة بـ 1544 مسجدًا
  • هيئة تطوير محمية الإمام تركي: الجوّالون شركاء في حماية البيئة واستدامة الطبيعة
  • رخصة قيادتك قد تُكلّفك ثروة في تركيا!.. لا تنتظر 1 أغسطس!