لبنان في الحسابات السعودية...التفاهم الأمني مع واشنطن عامل ارتياح لمعارضي حزب الله
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": تقدّم التفاوض الأميركي - السعودي حول الاتفاقية بين البلدين، وتتالت زيارات المسؤولين الأميركيين للرياض، في سعي لفصل مسارَي الاتفاق عن الحرب ومستقبل غزة وحل الدولتين، من الزاوية السعودية. ومع التلويح بقرب انتهاء التفاوض، تنتقل المنطقة إلى مكان آخر في العلاقة بين الولايات المتحدة ودولها، من إسرائيل إلى تركيا والسعودية، لتشكل القفزة المرتقبة تحوّلاً استراتيجياً لا صلة له بمراحل العلاقات السابقة بين البلدين والتي مرّت في السنوات الأخيرة بفترات متأرجحة.
ويأتي هذا الاتفاق في وقت تكرّس السعودية اتجاه تحولاتها الداخلية السريعة، وفيما أصبحت المنطقة، بعد 7 تشرين، تخضع لتوقعات بتغيرات كبرى نتيجة الحرب وما أسفرت عنه حتى الآن من تأثيرات على دول الجوار.
لا تعني لبنان مباشرة أي نتائج من هذا الاتفاق الأمني والاستراتيجي. لكن الاهتمام به يكمن في محاولة استكشاف تأثيراته الإقليمية انطلاقاً من المتغيرات التي ستلحق بالموقع السعودي، بين التفاهم السابق مع إيران، وتحولات 7 تشرين، ومسار التطبيع وأخيراً التفاهم الأمني مع الولايات المتحدة. في وقت تتحول الأنظار إلى ايران وانتخاباتها الرئاسية، والتوجه الذي ستسلكه بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي. ومما لا شك فيه أن الاتفاق يعطي التوجه السعودي دفعة إلى الأمام في تحقيق توازن أكبر مع الدور الإيراني في المنطقة، وهذا يشكل في حد ذاته عامل ارتياح لدى معارضي حزب الله في لبنان. ورغم أن لبنان جزء من صورة كبرى للسعودية مصالح فيها، إلا أن الآمال لا تزال معلّقة على تحقيق هذا التوازن واستثماره في لبنان، بدءاً بالملف الرئاسي وصولاً إلى إعادة ترتيب الوضع اللبناني بما يسمح بضبط إيقاع الحرب فيه وإعادة التوازن إليه. ومع التسليم بانتظار ظهور صورة أوضح للوضع الإيراني المستجد، إلا أن ما يحصل سعودياً يفتح المجال لتصور ما، يتلاقى مع الرغبة الأميركية التي تعزّزت بعد 7 تشرين بعدم تقديم تنازلات في لبنان. وهذا الكلام تجدّد أخيراً في الملف الرئاسي وفي ملف الجنوب وتطبيق القرارات الدولية فيه.
وقد تكون فرنسا آخر من اقتنع، بعد شهور من المماطلة، بأن التفاهم الأميركي - السعودي حول لبنان لا يزال ثابتاً، ولم تطرأ عليه تغييرات في اتجاه مختلف. إلا أن تسارع خطوات الاتفاق الأمني ومدلولاته من شأنه أن يثير هواجس فرنسية بسحب الوضع اللبناني من يدها كما جرى سابقاً لمصلحة الدور القطري، مع فارق تأثير الدورين السعودي والقطري، ويعيده إلى نقطة الانطلاق التي رعتها السعودية في لقاء نيويورك الثلاثي مع باريس وواشنطن في أيلول 2022.وهو جاء نسخة مطوّرة للفقرة التي تخص لبنان في البيان الأميركي - السعودي حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في تموز من العام نفسه خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لجدة. وفي المرحلة التي كانت فيها فرنسا تسعى إلى الدخول بقوة على خط المنطقة، من إسرائيل ولبنان، جاء تفعيل واشنطن علاقاتها مع السعودية، والإيقاع الذي أرادته الرياض في عدم التفريط بما تعتبره مسلّمات في لبنان، لتعيدا ربط الوضع اللبناني بالصورة الكبرى للمنطقة المقبلة على إعادة توزيع أدوار وانتظار ما سينتج عن الحدث الإيراني والمفاوضات المتعلقة بمستقبل غزة. ولا يزال التمسك باتفاق الطائف وتطبيق القرارات الدولية والحفاظ على سيادة لبنان، عناوين أولى في هذه السياسة. وإذا كان بعد 7 تشرين هو غير ما قبله في المنطقة، ولبنان شاهد على ذلك، فإن الاتفاق الأميركي - السعودي، سيعطي بتأثيراته صورة أخرى للسعودية وسياستها الخارجية في المنطقة، ورهان معارضي حزب الله ألّا يكون لبنان بعيداً عنها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
أمير المنطقة الشرقية يرعى منتدى الصناعة السعودي 2025
برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، ودعم وشراكة وزارة الصناعة والثروة المعدنية ، تنطلق فعاليات “منتدى الصناعة السعودي”، في نسخته الأولى ، خلال الفترة من 23 إلى 25 يونيو 2025 في مركز معارض الظهران للمؤتمرات والفعاليات.
يأتي هذا المنتدى الذي يحمل شعار” صناعتنا في طور جديد : تحول رقمي وتنمية مستدامة” في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية، ودعم أهداف رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي.
ينظم المنتدى اللجنة الوطنية الصناعية باتحاد الغرف السعودية، وسوف يركز على التوجهات والدوافع الاقتصادية وتقييم السياسات والتقنيات الداعمة للإدارة المستدامة في الصناعات التحويلية، وفي القلب منها الصناعات الكيماوية، ويسلط الضوء على أحدث التطورات التكنولوجية في القطاع الصناعي، والتعريف بالفرص الاستثمارية ودعم المحتوى المحلي، وتعزيز تواجد المنتجات السعودية في الأسواق الخارجية .
ومن المتوقع أن يشهد المنتدى مشاركة واسعة وغير مسبوقة، حيث يضم أكثر من 320 عارضًا يمثلون نخبة الشركات الصناعية المحلية والعالمية المتواجدة على أرض المملكة، لعرض أحدث منتجاتهم وحلولهم المبتكرة.
اقرأ أيضاًالمجتمعتهيئة الطرق السريعة بمنطقة المدينة المنورة لتيسير تنقُّل ضيوف الرحمن
كما يضم أكثر من 78 متحدثًا من أبرز الخبراء والقيادات في القطاع الصناعي والاقتصادي، سيُشاركون في جلسات حوارية وورش عمل متخصصة ومحاضرات توعوية وتجارب ريادية إضافة إلى توقيع الاتفاقيات المهمة التي تُثري القطاع الصناعي وتُعزز من قدراته التنافسية والابتكارية، في خطوة تؤكد على الدور المحوري للمنتدى كمنصة لالتقاء الفرص وصناعة المستقبل.
ومن المتوقع أن يستقبل المنتدى أكثر من 30 ألف زائر، بما في ذلك مستثمرون، رجال أعمال، أكاديميون، ومتخصصون من داخل وخارج المملكة، مما يجعله فرصة قيمة لتبادل الخبرات وبناء الشراكات.
وتعكس الرعاية الكريمة والدعم الحكومي لهذا الحدث التزام القيادة الرشيدة بتطوير القطاع الصناعي كركيزة أساسية لبناء اقتصاد مزدهر ومستقبل مستدام للمملكة.