لأن ترامب، يأخذ موقفين متناقضين في الآن الواحد، ولأن على متابِعِهِ في اللحظة الواحدة أن يرجّح أحد موقفيْه لتحديد خطوته القادمة، أصبح التحليل يعتمد على التخمين و"الحزر"، أكثر منه على تقدير الموقف.
فقد كانت تجري مفاوضات مباشرة بين أمريكا وإيران، حول التخصيب النووي، وكان يوم الأحد، في الخامس عشر من حزيران/ يونيو 2025، موعد الجولة الأخيرة من المفاوضات، والتي تقرّر، بحسب ترامب، الانتقال منها إلى الحرب، إذا فشلت.
وقد أمّن هذا التقلب "المحسوب" من جانب ترامب، أن يتمكن الجيش الصهيوني بالغدر بعشرات من العلماء وقادة الحرس الثوري. وذلك باغتيالهم مع الضربة الأولى في الحرب العدوانية. وكان الهدف من المباغتة والغدر إرباك الوضع القيادي والعسكري، لتعجز إيران عن استيعاب الضربة، ثم الردّ عليها، ووصل الأمر بترامب إلى دعوتها للاستسلام.
ولكن قيادة الإمام الخامنئي لإيران استطاعت بسرعة فائقة استيعاب الخسائر الفادحة الأولى، باغتيال قادة الحرس الثوري. فلم يمضِ نهار الثالث عشر من حزيران/ يونيو، وقبل أن ينتصف الليل، وإذ بالصواريخ، وبصورة مفاجئة أيضا، تخترق القبّة الحديدية، متجاوزة ما يحوطها من صواريخ اعتراضية كثيرة، مما تسبّب بخسائر متعدّدة، لم يواجه الكيان الصهيوني مثلها من قبل. وقد كان الداخل المحتل آمنا في كل حروبه السابقة.
وجاءت أيام الأسبوع التالي، لتؤكدّ إيران من خلالها استعادة زمام المبادرة، فراح ميزان القوى في الحرب يتطوّر في غير مصلحة الكيان الصهيوني. وقد تعززت قوّة الموقف السياسي لإيران، من خلال اجماع عربي وإسلامي، رسمي وشعبي، راح يستنكر العدوان، ويدعم الموقف الإيراني، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى المأزق من جديد، والاقتراب من هاوية الفشل. وهنا انقلب موقف ترامب، مرّة أخرى، ليدخل الحرب في فجر السبت، في 21 حزيران/ يونيو2025، مما فرض على إيران أن تواجه حربين عدوانيتين، أمريكية وصهيونية، في آن واحد.
وقد اعتبر كثيرون أن إيران دخلت في دائرة الخطر، ولكن هذا التقدير سرعان ما تبدّد، أمام رباطة جأش القيادة، والحرس والجيش والشعب الإيراني، من جهة، وأمام مواصلة القصف الناجح، بصواريخ فرط صوتية، في الداخل الصهيوني.
الوضع في غزة قد أصبح أفضل، لفرض وقف إطلاق النار، من مرحلة اندلاع الحرب، وذلك بفشل كل ما توخاه ترامب ونتنياهو من الحرب ضدّ إيران. فهزيمة نتنياهو في الحرب ضدّ إيران ستعجّل بهزيمته في غزة، حيث كل عوامل هزيمة نتنياهو في غزة متوفرّة
وقد تأخر الردّ الإيراني يومين على القصف الأمريكي، الذي وجّه إلى ثلاثة مراكز نووية، في أصفهان ونطنز وفوردو، وإذا بترامب، في فجر الرابع والعشرين، يعلن موافقة كل من إيران والكيان الصهيوني، على وقف الحرب. وبالفعل أخذ الإعلان بالتنفيذ، منذ مرحلته الأولى.
وهنا يجب التأكيد على أن نتنياهو وافق عليه تحت ضغط ترامب، لأنه لم يحقق له ما أراد من الحرب. وهذا يفسّر ما دفع له نتنياهو من خروقات، ليمنع من تنفيذ إعلان وقف الحرب. وهو ما جعل ترامب يعلن غضبه منه، ويحذره من تخريب وقف إطلاق النار. كما يدلّل على أن ادّعاء نتنياهو بأن الحرب حققت أهدافها، وإظهار "نشوته" بإعلان ترامب، مجرد خداع وكذب؛ لأن وقف الحرب ضمن المعادلة الراهنة، وضمن محصلة أيام الحرب الاثني عشر، تشكل انتصارا لإيران، وفشلا لنتنياهو.
ما أُريدَ من الحرب كان فرض الاستسلام على إيران، وبما يتعدّى تدمير المنشآت النووية. ومن ثم عودة نتنياهو لمأزقه في غزة، يتوجب اعتبار نتيجة الحرب على غير ما يشتهي.
وهنا يكون الوضع في غزة قد أصبح أفضل، لفرض وقف إطلاق النار، من مرحلة اندلاع الحرب، وذلك بفشل كل ما توخاه ترامب ونتنياهو من الحرب ضدّ إيران. فهزيمة نتنياهو في الحرب ضدّ إيران ستعجّل بهزيمته في غزة، حيث كل عوامل هزيمة نتنياهو في غزة متوفرّة، كما كانت قبل الـ12 يوما من الحرب على إيران.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب الحرب إيران نتنياهو إيران نتنياهو حرب ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نتنیاهو فی الحرب على على إیران وقف الحرب فی الحرب من الحرب الحرب ضد فی غزة
إقرأ أيضاً: