وفاة الشاعر الإماراتي ربيع بن ياقوت النعيمي عن 96 عامًا
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
"عمان": توفي الشاعر الإماراتي ربيع بن ياقوت بن جوهر النعيمي، الذي يعد أحد أبرز شعراء الشعر الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج، عن عمر يناهز 96 عامًا.
ولد الشاعر في إمارة عجمان عام 1928، والتحق بالكتاتيب في سن مبكرة، وفي أواخر الأربعينات سافر إلى الكويت حيث عمل في شركة نفط الأحمدي ثم في كراج الأشغال التابع لحكومة الكويت لمدة ثلاثين عامًا قبل أن يعود إلى الإمارات قبيل إعلان الاتحاد.
وإلى جانب كونه شاعرا شعبيا انخرط النعيمي في العمل المسرحي، حيث التقى بمجموعة من المسرحيين أبرزهم الممثل والشاعر سلطان بن حمد الشامسي المعروف بشخصية "اشحفان"، وشارك في ثلاث مسرحيات ذات طابع كوميدي.
وقد أسهم ربيع بن ياقوت بشكل كبير في نقل إرث الفنون الشعبية إلى الأجيال الجديدة من خلال عمله التطوعي في جمعية الفنون الشعبية بعجمان، التي ترأسها لاحقًا.
وأبدع الراحل في الشعر، حيث كانت أشعاره تجمع بين الرقة والفكاهة والحكمة، وتناول فيها العديد من القضايا الاجتماعية والوطنية. وشارك في برنامج "مجلس الشعراء" بتلفزيون دبي في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات.
وقد تغنى في كلماته العديد من الطربين من أبرزهم الفنان ميحد حمد.
وصدر له ديوان في أواخر الثمانينات، ولا زال هذا الديوان يطبع إلى اليوم.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بذرة فنان
حينما يحاول الإنسان التعبير عن شعور أو إحساس أو موقف، فإنه قد يلجأ إلى المنطق والبيان في التعبير عن ذلك مستخدما اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو الفعل أو حتى الإشارة، فإذا كان الشعور فياضا والإحساس مرهفا والموقف يحمل رؤية معينة يكون الحماس لها قويا؛ فليس أمام المرء سوى أن يختار لونا من الآداب أو الفنون يعبر من خلاله عن شعوره أو إحساسه أو موقفه.
ومع اختلاف الثقافات والحضارات عرفت الأمم المختلفة ألوانا عديدة من الآداب والفنون، وكان من الطبيعي أن تزدهر بعض هذه الآداب والفنون في كل أمة، بينما لا يزدهر بعضها في أمم أخرى؛ فالحضارة الأوروبية ـ على سبيل المثال ـ عدّت اللوحة والتمثال والعمارة ومختلف الفنون التشكيلية فنها الراقي، بينما الحضارة اليابانية وجدت فنها الراقي في تصميم الحدائق.
وقد تطورت الفنون والآداب المختلفة بتطور الحياة الإنسانية ذاتها، كما أن هذا التطور أدى إلى ظهور فنون جديدة لم تكن معروفة من قبل؛ ففن النحت الذي عرفه الإنسان البدائي تطور كثيرا إلى أن صار على ما هو اليوم كفن له أصوله ومدارسه الفنية المختلفة، وفنون المسرح التي عرفها الإنسان في العصر اليوناني القديم، بعد إرهاصات سابقة لهذا العصر، تطورت كثيرا وأفادت من مستحدثات التكنولوجيا والفكر الإنساني إلى أن وصلت هذه الفنون إلى ما هي عليه اليوم. وفي الوقت ذاته فإن التطور التكنولوجي والفكري للإنسان أدى إلى ظهور فنون جديدة في العصر الحديث لم تكن معروفة من قبل؛ مثل فنون الراديو والسينما والتليفزيون، وقد تبلورت هذه الفنون بعد تطورها المستمر إلى أن أصبحت فنونا مستقلة قائمة بذاتها.
إن تطور الفنون المختلفة وارتباط ذلك بتطور الإنسان ذاته يؤكد، بوضوح، ارتباط الفنون المختلفة بحياة الإنسان وبمفردات هذه الحياة، ومن ثَّم بالمجتمع الإنساني وبالبيئة الحضارية بوجه عام. وبالتالي فإن الفنان يرتبط بمجتمع ما وببيئة حضارية معينة بصورة أو بأخرى، وهذا الارتباط يمثل علاقة الفنان بمجاله في الحياة والتجارب التي يتولد عنها الشعور والإحساس والموقف الذي يعبر عنه بفنه؛ إذ لا يمكن أن ينفصل العمل الفني عن مجاله وإلا أصبح بلا معنى.
وفي النهاية، فبذرة الفنان لا يمكن أن تنفصل عن مجتمعه بقيمه وعاداته وتقاليده؛ إذ يُعد، هو في حد ذاته، نتاجا لهذه القيم والعادات والتقاليد ومتأثرا بها بصورة أو بأخرى، كما أن العمل الفني قد يعكس صورا من حياة الفنان، ولكن هذا لا يعني أنه تعبير عن حياته؛ لأن شخصيته وتجاربه في الحياة ليست هي التي تحدد العمل الفني وتعطيه كيانه، وإنما الذي يحدد ذلك العمل هو عقله وتجاربه الفنية، وعلى قدر نضوج هذا العقل وتمكّن الفنان من فنه تكون قيمة العمل الفني.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]