لماذا أعادت القسام فتح ملف أسرى الاحتلال القدامى لديها؟
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن استحضار كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الحديث عن مصير أسرى سابقين لديها، جاء ضمن سلسلة متكاملة من إجراءات تعاطيها مع ملف الأسرى.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، بثت القسام مقطعا مرئيا تحذر فيه من مصير غامض للإسرائيليين الذين أسرتهم في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مثلما حدث مع أسرى سابقين احتجزتهم الحركة قبل بداية الحرب.
وقالت القسام في مقطع الفيديو إن "هدار غولدين، وشاؤول آرون، وهشام السيد، وأبراهام منغستو، مضى على اعتقالهم أكثر من 10 سنوات"، وتساءلت "هل نسيهم شعبهم وعائلاتهم كما نسيتهم وفرطت بهم حكومتهم وجيشهم؟" كما أضافت محذرة "هل سيقضي أسرى 7 أكتوبر ما قضاه هؤلاء؟".
وأوضح الفلاحي، خلال تحليله المشهد العسكري في القطاع، أن هذا الاستحضار يعطي دلالة واضحة على أن ملف الأسرى يحتل أهمية كبيرة على المستوى السياسي والعسكري لدى حماس، وأنه من أوراق الضغط التي تستخدمها فصائل المقاومة بطرق مدروسة.
ولفت الخبير العسكري إلى أن ذلك جاء بعد يوم من إعلان القسام أن قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة بجيش الاحتلال أساف حمامي تم أسره في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وكشفها تعرضه للإصابة خلال اعتقاله، مع ترك غموض حول مصيره حاليا.
تسلسل مقصود
ويضيف الفلاحي أن ذلك التسلسل يقدم رسائل للرأي العام الداخلي لدى الاحتلال بأن ملف الأسرى لا يحظى باهتمام حكومة بنيامين نتنياهو، بدليل عدم اكتراثها بمصير أسرى معتقلين منذ 10 سنوات، فشلوا حتى في توفير معلومات دقيقة عن مصيرهم.
وبشأن توقيت هذا المقطع، يشير الخبير العسكري إلى أنه جاء مع تصاعد العملية العسكرية بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي يقول جيش الاحتلال إن الأسرى موجودون فيها، وهو ما يعطي رسالة تحذيرية بأن هذه العملية تهدد حياة هؤلاء الأسرى، وأنه لن يصلوا إليهم إلا جثثا هامدة كما حصل سابقا.
كما أنه جاء بعد وصول مفاوضات صفقة الأسرى لطريق مسدود، والحديث عن صفقة جديدة يتم بحثها في باريس، وهو ما يعطي -حسب الفلاحي- رسالة أخرى من المقاومة بأنه لا مجال لاستعادة الأسرى إلا من خلال التفاوض، حيث لم تفلح أي مساع أخرى في الوصول إلى أسرى محتجزين منذ 10 سنوات.
ويرى الفلاحي أن الضغوط على حكومة الاحتلال ستتزايد، حيث يجدد الفيديو الأمل لدى أهالي وذوي الأسرى القدامى باحتمالية بقائهم على قيد الحياة، ومن ثم تتجدد مطالبهم بالإفراج عنهم وتحميل نتنياهو والحكومة مسؤولية عدم تحريرهم حتى الآن.
وبشأن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عملياته في رفح عقب إصدار محكمة العدل الدولية قرارا يلزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح، وفتح كل المعابر البرية للقطاع لا سيما معبر رفح، يرى الفلاحي أن ذلك يعطي دلالة واضحة على أن الاحتلال لا يكترث لتلك القرارات رغم كونها ملزمة.
لكنه أشار إلى أن المعارك ما زالت مستعرة في مختلف المناطق التي وصلت إليها قوات الاحتلال في رفح، وأن خسائر جيش الاحتلال المعلنة اليوم تعطي دلالة واضحة على أن المقاومة تقوم بما يمكن أن تقوم به لمنع قوات الاحتلال من التوغل في رفح.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
استشهاد مُعتقل من غزة في سجون الاحتلال
أعلنت مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، اليوم الأربعاء، 30 يوليو 2025، استشهاد المعتقل صايل رجب أبو نصر (60 عاماً) من غزة بتاريخ 21/1/2025، وهو معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، إنّ قضية معتقلي غزة ما تزال تشكّل أبرز القضايا التي عكست مستوى غير مسبوق من الجرائم والفظائع التي مورست بحقّهم، وأبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة. فعلى مدار الشهور الماضية كانت إفادات وشهادات المعتقلين من غزة الأقسى والأشد من حيث تفاصيل الجرائم المركّبة التي تُمارس بحقّهم بشكل لحظيّ. واليوم تضاف قضية الشهيد أبو نصر إلى سجلّ منظومة التوحش الإسرائيلية، التي تعمل على مدار الساعة من خلال سلسلة من الجرائم المنظمة لقتل الأسرى والمعتقلين، لتشكّل هذه الجرائم وجهاً آخر من أوجه الإبادة المستمرة وامتداداً لها.
وأضافت الهيئة والنادي أنّه وباستشهاد المعتقل أبو نصر، يرتفع عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا بعد الإبادة الجماعية إلى (75) شهيداً على الأقل، من بينهم (46) معتقلاً من غزة، وهم فقط المعلومة هوياتهم. فيما يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 الموثّقين لدى المؤسسات إلى (312)، وهم كذلك المعلومة هوياتهم، لتشكّل هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة والأشدّ من حيث ظروف الاعتقال.
وأوضحت الهيئة والنادي أنّ الإعلان عن شهداء غزة المعتقلين يستند إلى الردود التي تتلقّاها المؤسسات من جيش الاحتلال وفق الآلية المتّبعة في الفحص عن معتقلي غزة، وتبقى هذه الرواية محصورة بردّ جيش الاحتلال في ظل استمرار احتجاز جثامين الشهداء وعدم الإفصاح عن ظروف استشهادهم. علماً أنّ الجيش حاول مراراً التلاعب بهذه الردود من خلال إعطاء المؤسسات أجوبة متناقضة. وقد توجّهت بعض المؤسسات إلى المحكمة للحصول على ردّ يحسم مصير المعتقلين. مع التأكيد على أنّ جرائم التّعذيب شكّلت السبب المركزي في استشهاد الغالبية العظمى من الشهداء بعد الإبادة، إلى جانب الجرائم الطبيّة المتصاعدة، وجريمة التّجويع، وجرائم الاغتصاب.
وشدّدت الهيئة والنادي على أنّ وتيرة ارتفاع أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في تصاعد مستمر، في ظل تصاعد المخاطر على مصير الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، واستمرار تعرّضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة أبرزها التّعذيب، والتّجويع، والاعتداءات بكافة أشكالها، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتعمّد بفرض ظروف تؤدّي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية، أبرزها مرض (الجرب – السكابيوس)، هذا عدا عن سياسات السّلب والحرمان غير المسبوقة بمستواها.
وحملت المؤسسات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل أبو نصر، كما جدّدت مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية ب فتح تحقيق دولي محايد في استشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بدء الإبادة، والمضي قدماً في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وُجدت من أجله، ووضع حدّ لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.
يُذكر أنّ إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال بلغ حتى بداية تموز/ يوليو 2025 أكثر من (10,800) أسير، وهم فقط المحتجزون في السجون التابعة لإدارة سجون الاحتلال، ولا يتضمن هذا العدد المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال. ومن بين الأسرى يوجد (48) أسيرة، وأكثر من (440) طفلاً، وأكثر من (3,600) معتقل إداري، و(2,454) معتقلاً من غزة تصنّفهم إدارة سجون الاحتلال "مقاتلين غير شرعيين".
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الهلال الأحمر المصري يدفع بقوافل "زاد العزة" محملة بالخبز الطازج إلى غزة 23 مليون يورو من أوروبا لدعم تحويلات مستشفيات القدس الشرقية مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى الأكثر قراءة صورة: صور أقمار صناعية تظهر تدمير إسرائيل لخان يونس بشكل شبه كامل ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يشن 120 غارة على غزة خلال 24 ساعة إعلام إسرائيلي: 44 عسكريا قتلوا منذ استئناف الحرب بغزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025