مفاجأة أميركية: نعم للربط بين لبنان وغزة
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
كتب ميشال نصر في" الديار": مصادر سياسية على تواصل مع الادارة الاميركية كشفت ، ان الوسيط الاميركي اموش هوكشتاين لن يزور لبنان، وان الملعب متروك اليوم جنوبا للتمريرات بين الفرنسيين، الذين ابتعدوا خطوات عن حزب الله والبريطانيين، حيث عدم الارتياح "الاسرائيلي" لدورهم واضح، كل ذلك من اجل تمرير الوقت واعداد الارضية للحظة التسوية الاميركية الجاهزة بخرائطها وحلولها، علما ان باريس تمسك ورقة قوية "مملوكة" لـ "توتال" راهنا، لن يكون من السهل على الدولة اللبنانية سحبها منها.
وحول ملف الرئاسة تقول المصادر ان واشنطن غير مستعجلة للحل، وان التفويض المعطى لـ "خماسية" باريس يتوافق والمطلوب، ما دامت الاجتماعات "المفصلية" تعقد في السفارة الاميركية، حيث تطبخ البيانات، داعية الى قراءة متأنية للبيان الاخير ومفرداته وتعابيره، واستحضار فترات التغيير السابقة التي شهدها لبنان، مؤكدة ان في هذا الملف ايضا ثمة لحظة لفتح الاوراق الاميركية الجدية، متى حان الوقت.
وعليه، ترى المصادر ان الجو الاقرب الى الواقع في واشنطن لدى الجهوريين كما الديموقراطيين، بدا يتقاطع مع حارة حريك، ويميل الى تثبيت الربط بين الساحتين اللبنانية والفلسطينية، انطلاقا من امرين اساسيين:
- التداعيات السياسية للعملية العسكرية في غزة والتي ستستمر حتى نهاية العام، ستكون حكما لمصلحة المشروع الاميركي في المنطقة، وبالتالي فان التسوية على الارض وشروطها في الجنوب اللبناني، ستكون نسخة طبقة الاصل عن الترتيبات التي سيشهدها قطاع غزة، من هنا فان روحية القرار 1701 باقية، اما نصوصه التطبيقية فستتغير.
- استنادا الى النقطة الاولى، فان هذه التسوية الحدودية تفترض وضعا سياسيا وتسوية داخلية تحفظها، اقلها توازن في الحكومة وبيانها الوزاري يسقط الثلاثيات المعهودة، وهو امر يحتم تعليق انتخاب رئيس للجمهورية الى حين "تستوي طبخة الحلول" على يد طباخها الاميركي، الذي يرجح ان يكون جمهوريا، والذي "ملحه وبهاره" لسيد بعبدا، ان يكون "مسيحيا قويا" عن "حق وحقيق"، وما يترجمه البعض بان يكون حوله اجماع مسيحي.
وفي هذا الاطار "تسخر" المصادر من الكلام الذي يتردد حول ان الرئيس ماكرون ابلغ سليمان بيك ان يتابع معركته في السباق الى بعبدا، مؤكدة ان اي تواصل بين الشخصين لم يحصل، وان ظروف المعركة الراهنة اخرجت الجميع من اللعبة ، باستثناء واحد قد تكون قوته نابعة من الموقع الذي يشغله، و "البروفايل" الذي يتمتع به، حيث البصمات المسيحية واضحة فيه.
وتابعت المصادر ان لا رحلات دولية الى بيروت لموفدين او مبعوثين قبل السادس من حزيران، موعد القمة الاميركية – الفرنسية، التي ستكون حاسمة بالنسبة لفرنسا، لاعادة تموضعها الى جانب الخيار الاميركي، والا فان لعبها في الوقت المتبقي من ولاية بايدن من خارج العباءة الاميركية، سيعرّض مصالحها لاضرار كبيرة.
وختمت المصادر، بان التصور الاميركي مبني راهنا على ان القيادة الايرانية الجديدة ذاهبة الى مزيد من التشدد، في موازاة "فورة" اليمين "الاسرائيلي"، بعد الاجراءات التي اتخذت ضد بنيامين نتانياهو، والتي اعطت اشارة الانطلاق للانتقال الى المرحلة الثانية في الصراع الخفي الاميركي – الايراني، والذي سيتجلى حملة اغتيالات ابعد من حدود لبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل ستكون ليبيا منفى العصر الحديث!
تناقلت وسائل الإعلام الدولية والمحلية اخبارا، مفادها نقل مهاجرين غير شرعيين من أمريكا لقضاء فترة محكوميتهم في افريفيا وتحديدا “دولتي رواندا وليبيا”، التقارير الصحفية اشارت بأن إدارة ترامب كانت تخطط لاستخدام طائرة شحن عسكرية من طراز C-17 لنقل مهاجرين غير شرعيين من مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس إلى ليبيا، غير انه لم تقدم الجهات الرسمية في امريكا ، بما في ذلك البيت الأبيض ووزارة الدفاع والقوات الجوية تأكيداً رسمياً لهذه الرحلة، لكن وسائل اعلام امريكية تفيد بأن هناك مجموعة من المهاجرين المحكومين، من جنسيات الفلبين والسلفادور والمكسيك كان قد تم ابلاغهم بالنفي الى ليبيا، وتم فعلا تحويلهم من مراكز الحجز الى مطار عسكري لنقلهم في رحلة مبرمجة على طيارة عسكرية، ثم بعد ذلك فوجئوا بترجيعهم إلى مركز احتجاز في جنوب تكساس، ما يعني عدول الأمريكان عن أمر الترحيل الى ليبيا، ولا احد يمكنه تأكيد أن ذلك سيكون نهائيا أو مؤقتا.
أثار ذلك الأمر اعتراضات قانونية داخل امريكا نفسها، حيث أصدر قاضٍ فيدرالي أمرًا قضائيًا مؤقتًا ضد هذه الترحيلات، مؤكدًا أنها ستنتهك أوامر قضائية سابقة تحظر إرسال مهاجرين إلى دول قد يتعرضون فيها للتعذيب أو الاضطهاد، اما عن الموقف الرسمي في ليبيا فقد اعلنت الحكومتان المتوازيتان في كل من طرابلس وبنغازي رفضهما استقبال المهاجرين، واكدتا عدم وجود أي اتفاق مع الولايات المتحدة بهذا الشأن، لكن شكوكا تدور حول امكانية مناقشة ذلك الأمر مسبقا، عبر وفود ليبية رسمية كانت في واشنطن خلال الأيام الماضية، وهو ما يثير قلقا معتبرا لدى غالبية الشعب الليبي الذي يفتقد الثقة في حكوماته المتعاقبة، بل ويتهمها بالتفريط في السيادة الليبية والى ابعد من ذلك وصفها بالخيانة والعمالة للأجنبي مقابل بقائها في سدة الحكم.
من المؤسف جدا ان يبلغ مدى الإستهتار بسيادة الشعوب الى هذا الحد، لكن اللوم ليس على الأمريكان إنما على من تفاوض معهم، أو أنه قد عرض ذلك عليهم تقربا وتزلفا طمعا في دعم امريكي لبقائهم في السلطة، وبهذا يثبت هؤلاء الهواديق أنهم لا إنتماء لهم للوطن ولا ولاء الا لمصالحهم وبقائهم في كراسي الحكم، إن هذه التصرفات تعتبر خرقا فاضحا لكل نواميس الحكم وهي قبل ذلك استهتارا مقيتا بالشعب الليبي وخذلانا لا مثيل له لروح المسؤلية الوطنية والأمانة التي حُمّلوها.
كم هو مؤسف ومؤلم حينما نشهد مثل هذه الخروقات والتجاوزات الخطيرة يقوم بها من نعتبرهم ابناء الوطن وحراسه ممن يتولون الحكم في ليبيا اليوم، خاصة أن ليبيا لا تملك اتفاقيات رسمية مع الولايات المتحدة بشأن استقبال المهاجرين المطرودين، مما يجعل هذه الخطط مثيرة للقلق من الناحية القانونية والإنسانية، وكم هو مخزٍ ومذل أن يكون تراجع الإدارة الأمريكية على تنفيذ المهمة ليس بسبب الموقف الليبي الرسمي الهزلي أو حتى الموقف الشعبي السلبي الهزيل، إنما جاء لإعتبارات قانونية لا يسمح بها القانون الأمريكي.
غير أن الأكثر وجعا من زاوية أخرى أن العالم صار يصنف ليبيا وجهة غير آمنة للمهاجرين، حيث وثقت منظمات حقوق الإنسان مثل “أطباء بلا حدود” و”منظمة العفو الدولية” حالات تعذيب وعبودية في مراكز الاحتجاز الليبية المختلفة، وهو ما يعني أن ليبيا تعيش حالة فوضى أمنية لا تسمح بالتعامل معها كدولة تحترم حقوق الإنسان، وأن حكوماتها عاجزة على ضبط الأمن وتوفير السلامة اللازمة لمواطنيها والوافدين عليها، وهو ما يعد إدانة دولية مباشرة للحكومات المتعاقبة التي يبدو انها لا تجيد الا صرف ونهب المال العام!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.