#سواليف

قضت محكمة فرنسية، الجمعة، بالسجن مدى الحياة على 3 مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في النظام السوري، إثر محاكمتهم غيابيا بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، على خلفية مقتل فرنسيين سوريين اعتُقلا عام 2013.

كذلك، أمرت محكمة الجنايات في باريس بإبقاء مفاعيل مذكرات التوقيف الدولية التي تستهدف كلا من المدير السابق لمكتب الأمن الوطني علي مملوك، والمدير السابق للاستخبارات الجوية جميل حسن، والمدير السابق لفرع التحقيق في الاستخبارات الجوية عبد السلام محمود.

وبعد نطق الحكم، وقف الحاضرون في القاعة وصفّقوا احتفاء بأول حكم يصدر في فرنسا بهذا الشأن.

مقالات ذات صلة الكونغرس يحقق في قضية اقتحام أردنيين لقاعدة عسكرية أمريكية بولاية فيرجينيا 2024/05/25

وقالت كليمانس بيكتارت التي دافعت عن عدد من الأطراف المدنية في هذه القضية، إن “هذه أول محاكمة تُحاكم وتدين مسؤولين كبارا في نظام الرئيس بشار الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية”.

وأضافت أن هذا الحُكم “يتردد صداه لدى مئات آلاف السوريات والسوريين الذين ما زالوا ينتظرون العدالة”.

وتغيّب الرجال الثلاثة الذين يرجّح أنهم ما زالوا في سوريا عن المحاكمة، وبالتالي حوكموا غيابيا. كما لم يعينوا أي محام للدفاع عنهم في الجلسة.

وإذا ما أوقِفوا في المستقبل، فبإمكانهم إما أن يقبلوا بالحكم وإما أن يقدموا اعتراضا، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى محاكمة جديدة وبحضورهم هذه المرة، وفقا للقانون الفرنسي.

وسبق لمسؤولين أقل شأنا أن خضعوا لمحاكمات في أماكن أخرى في أوروبا، خصوصا في ألمانيا، بشأن انتهاكات النظام. كما حضر هؤلاء جلسات الاستماع.

وترتبط القضية في فرنسا بالضحيتين باتريك الدباغ ووالده مازن. وكان باتريك (وُلد عام 1993) طالبا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في دمشق، بينما كان والده (وُلد عام 1956) مستشارا تربويا رئيسيا في المدرسة الفرنسية بالعاصمة السورية.
وفاة تحت التعذيب

واعتُقل الأب وابنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 على يد عناصر قالوا إنهم من جهاز المخابرات الجوية السورية.

وحسب صهر مازن الذي اعتُقل في الوقت ذاته ثم أُطلق سراحه بعد يومين، نُقل الرجلان اللذان يحملان الجنسيتين الفرنسية والسورية، إلى مطار المزة قرب دمشق الذي يوصف بأنه أحد أسوأ مراكز التعذيب التابعة للنظام.

إثر ذلك، غابت أي مؤشرات بأنهما على قيد الحياة، إلى أن تم الإعلان عن وفاتهما في أغسطس/آب 2018.

ووفق شهادات الوفاة المرسلة إلى العائلة، فقد توفي باتريك يوم 21 يناير/كانون الثاني 2014، ومازن يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

وفي اللائحة الاتهامية، اعتبر قضاة التحقيق أنه “من الثابت بما فيه الكفاية” أن الرجلين “عانيا، مثل آلاف المعتقلين لدى المخابرات الجوية، تعذيبا قاسيا لدرجة أنهما ماتا بسببه”.

شهادات ووقائع

وفي السياق ذاته، قدم عشرات الشهود، من بينهم عديد من الفارين من الجيش السوري والمحتجزين السابقين في المزة، تفاصيل للمحققين الفرنسيين واللجنة الدولية للعدالة والمساءلة، وهي منظمة غير حكومية، بشأن التعذيب في هذا السجن. وتحدثوا عن الضرب بقضبان من الحديد على أخمص القدمين وصدمات كهربائية وعنف جنسي.

من ناحية أخرى، طُردت زوجة مازن الدباغ وابنته من منزلهما في دمشق الذي استولى عليه عبد السلام محمود.

ونص الاتهام على أن هذه الوقائع “من المرجح أن تشكل جرائم حرب وابتزاز”، كما أن “الحجز على ممتلكات سوريين اختفوا أو وُضعوا في معتقلات أو مهجرين قسرا أو لاجئين، كان ممارسة منتشرة للنظام السوري”.
إعلان

وقالت المحامية كليمانس بيكتارت التي تمثل عددا من الأطراف المدنية إن “كثيرين قد يعتبرون هذه المحاكمة رمزية، لكنها جزء من عملية طويلة وتجب قراءتها في ضوء المحاكمات”.

وأضافت أن “كل هذا يصب في جهد لمكافحة الإفلات من العقاب على جرائم النظام السوري، وهو الأمر الأكثر أهمية، لأن هذا الكفاح من أجل العدالة هو أيضا كفاح من أجل الحقيقة”.

وتابعت بيكتارت “نميل لأن ننسى أن جرائم النظام لا تزال تُرتكب حتى اليوم”، مشيرة إلى أن هذه المحاكمة بمثابة تذكير بأنه “يجب ألا نقوم بأي حال من الأحوال بتطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد”.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعا داميا تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وفق منظمات حقوقية، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

ولا يزال من المجهول مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمخطوفين والمعتقلين لدى أطراف النزاع كافة، خصوصا في سجون ومعتقلات النظام السوري.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف النظام السوری

إقرأ أيضاً:

السجن المؤبد لخمسة متهمين في أكبر قضايا المخدرات بجنوب سيناء

في حكم وصف بأنه من أبرز القضايا الجنائية التي شهدتها محافظة جنوب سيناء خلال السنوات الأخيرة، قضت محكمة جنايات جنوب سيناء اليوم بمدينة طور سيناء بالسجن المؤبد على خمسة متهمين، بينهم أربعة حضوريا وخامس غيابيا، بينما أصدرت حكمها ببراءة ثلاثة آخرين في قضية ضخمة تتعلق بحيازة وتهريب نحو خمسة أطنان من المواد المخدرة بأنواعها المختلفة، إلى جانب حيازة سلاح ناري وذخيرة دون ترخيص.

تفاصيل الواقعة التي شغلت الرأي العام في المحافظة بدأت من حادث تصادم على الطريق القديم المؤدي إلى مدينة رأس سدر، وتحديدا أمام منطقة تعرف باسم عناير سوكو، في السادس من مارس الماضي، حين تلقت الأجهزة الأمنية إخطارا بوقوع حادث بين سيارتين ربع نقل أسفر عن وفاة شخص وإصابة آخرين بإصابات بالغة. 

ومع وصول رجال المباحث والنيابة إلى موقع الحادث، لم تكن المفاجأة في شدة الاصطدام، بل في الكمية المهولة من المواد المخدرة التي وجدت داخل السيارتين.

التحقيقات كشفت أن إحدى السيارتين من طراز تويوتا لاند كروزر كانت بلا لوحات معدنية ويقودها المتهم الأول سيد س.ح.س البالغ من العمر ثلاثين عاما، ويعمل مالك محجر في رأس سدر، وقد تم نقله إلى المستشفى مصابا بجروح متفرقة. 

وبفحص السيارة تبين أنها كانت محملة بكمية ضخمة من مخدر الحشيش مخبأة بإحكام في أماكن سرية، كما تم العثور بداخلها على مبلغ مالي يقدر باثني عشر ألف جنيه، يعتقد أنه متحصلات من تجارة المواد المخدرة.

أما السيارة الثانية، وهي نيسان تحمل لوحات معدنية، فكان يقودها شخص يدعى أحمد سلامة الذي لقي مصرعه في الحادث. وبداخلها عثرت القوات على كمية أخرى من المخدرات، بالإضافة إلى طبنجة عيار تسعة مليمتر مطموسة الأرقام و14 طلقة نارية. 

هذا الاكتشاف المفاجئ دفع أجهزة الأمن إلى فتح تحقيق موسع لمعرفة العلاقة بين السيارتين، خاصة بعد أن تبين أن المتهمين على صلة بشبكة منظمة تعمل في تهريب وترويج المواد المخدرة داخل المحافظة وخارجها.

التحريات تكشف شبكة تهريب ضخمة تعمل تحت غطاء النقل التجاري

التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية برئاسة ضباط إدارة البحث الجنائي في جنوب سيناء توصلت إلى أن الواقعة ليست مجرد حادث سير عرضي، بل كانت عملية نقل ضخمة لمخدرات تم تهريبها بغرض توزيعها في عدة محافظات. 

وكشفت المعلومات أن المجموعة المتهمة كانت تتولى مهام مختلفة داخل الشبكة، حيث تولى بعضهم مسؤولية النقل والتخزين، بينما كلف آخرون بالحراسة والتأمين، إضافة إلى التنسيق مع عناصر أخرى لتوزيع الشحنات.

وبحسب ما ورد في أوراق القضية، بلغ إجمالي ما تم ضبطه داخل السيارتين حوالي خمسة آلاف قطعة من مخدر الحشيش كبيرة الحجم، وقرابة ثلاث وعشرين لفافة ورقية كبيرة تحتوي على مخدر الهيدرو عالي التركيز، وهي كمية تعادل ما يقارب خمسة أطنان كاملة، كما أكدت التحريات أن المتهم الرابع إسلام م.ق كان داخل صندوق السيارة المحملة بالمخدرات أثناء وقوع الحادث لتأمين الحمولة ونقلها.

وخلال التحقيقات اعترف بعض المتهمين بحيازتهم المواد المخدرة بقصد الاتجار، وأقروا أيضا بحيازتهم السلاح الناري للدفاع عن تجارتهم غير المشروعة. وقد وجهت النيابة العامة إليهم اتهامات بحيازة مواد مخدرة بقصد الاتجار، وحيازة سلاح ناري وذخيرة دون ترخيص، والمشاركة في جماعة إجرامية منظمة.

وبعد جلسات استماع مطولة ومرافعات استمرت عدة أشهر، أصدرت المحكمة برئاسة المستشار إيهاب محمد عصمت وعضوية المستشارين محمد علي عبدالمجيد، حامد إبراهيم عبدالقادر، وأحمد مختار أبواسماعيل، وبحضور ممثل النيابة العامة عبدالناصر محمد، حكمها النهائي بالسجن المؤبد لكل من سيد س. ح. س.، وإسلام ع. م. ع.، وثروت م. ث. م. م.، وإسلام م. ق.، وهاني ج. م. أ.، بينما برأت المحكمة المتهمين سلامة س. س.، وعبدالله ح. ع. س.، وعواد من. ص. م. لعدم كفاية الأدلة ضدهم.

وبهذا الحكم تغلق واحدة من أخطر القضايا التي تعاملت معها أجهزة الأمن في جنوب سيناء، بعد أن تمكنت من ضبط شبكة متكاملة كانت تدير عمليات تهريب وتجارة ضخمة للمواد المخدرة عبر طرق صحراوية وعرة في محاولة للإفلات من الملاحقة الأمنية.

مقالات مشابهة

  • السجن المؤبد لخمسة متهمين في أكبر قضايا المخدرات بجنوب سيناء
  • السجن المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه لعاطل تاجر في المخدرات بقنا
  • السجن المؤبد لموظف خطف طفلا وهتك عرضه بقنا
  • السجن المؤبد لمتهم بقتل شاب لخلافات على دراجة بخارية بقنا
  • السجن المشدد 5 سنوات لـ 7 مسؤولين في مغاغة بتهمة تزوير بطاقات قومية والتلاعب بمخالفات البناء
  • السجن المؤبد للمتهم بقتل والده خنقا خلال مشاجرة بطوخ
  • الإعدام عقوبة الإتجار بالمخدرات في هذه الحالات طبقا للقانون
  • السجن المؤبد لشاب آسيوي بعد محاولة تهريب 84 كبسولة
  • السجن المؤبد بحق مدان ضبط بحوزته 4 الاف حبة مخدرة في الأنبار
  • فصل رفعت الأسد وشعبان والجعفري من اتحاد كتاب سوريا