مبادرة ألمانية: شراكة استراتيجية مع أفريقيا تتجاوز تصدير المواد الخام
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وتزايد الاعتماد على المواد الخام، دعت "مبادرة أفريقيا جنوب الصحراء للشركات الألمانية" (SAFRI) إلى تحوّل جذري في السياسة الاقتصادية الألمانية تجاه أفريقيا، معتبرة أن القارة لم تعد مجرد سوق واعد أو مصدر للموارد، بل شريك أساسي في استقرار الاقتصاد الألماني على المدى الطويل.
وفي ورقة بحثية صدرت مؤخراً، شدد رئيس SAFRI، توماس شيفر، على أن "أفريقيا ليست فقط سوق المستقبل، بل شريك في تعزيز صمود اقتصادنا"، مؤكداً ضرورة التحرك العاجل لتحقيق أهداف استراتيجية في مجالات التنويع، وأمن التوريد، ونمو الصناعات المستقبلية.
المواد الخام.. بين الحاجة الاقتصادية والاستقلالية الاستراتيجية
تأتي المبادرة في وقتٍ تزداد فيه أهمية المواد الخام الاستراتيجية مثل الليثيوم والنحاس والكوبالت** لتحول ألمانيا نحو اقتصاد أكثر استدامة، خاصة في مجالات السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة. ودعت SAFRI إلى إبرام اتفاقيات ملزمة قانونياً مع الدول الأفريقية المنتجة لتأمين هذه الموارد، والحد من الاعتماد المتزايد على موردين مثل الصين، التي ارتفعت حصتها من صادرات بطاريات الليثيوم لألمانيا من 18% في عام 2014 إلى 50% في 2024.
وتحذر الورقة من أن "أي حظر صيني على التصدير يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الإنتاج الألماني وتهديد موقع الصناعة الأوروبية برمته".
تهيئة بيئة التمويل وتحفيز الاستثمار
رغم الفرص المتاحة، ترى المبادرة أن التمويل يمثل **عقبة رئيسية أمام الشركات الألمانية الراغبة في دخول الأسواق الأفريقية. لذلك تدعو إلى تعديل أدوات الضمانات الحكومية لتتلاءم مع خصوصية الأسواق هناك، إلى جانب **خفض الحصص المطلوبة من الشركات الخاصة** للمشاركة في المشاريع الاستثمارية.
منطق الشراكة لا المساعدات
ترتكز رؤية SAFRI على تحوّل في النظرة الألمانية التقليدية نحو أفريقيا، من كونها منطقة تتلقى المساعدات التنموية إلى **شريك في التنمية الصناعية والاستدامة.
ودعت المبادرة إلى تعزيز اتفاقيات الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، ودعم تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وقال شيفر، المدير في "فولكسفاغن": "علينا أن نكفّ عن النظر إلى أفريقيا بمنظار المساعدات والمخاطر فقط. المطلوب هو شراكة حقيقية تقوم على المصالح المتبادلة".
الرقمنة محرك للنمو والتنمية
وركزت المبادرة على الرقمنة كمحرك رئيسي للتنمية المستقبلية في أفريقيا، داعية الحكومة الألمانية إلى الاستثمار في تطوير البنية التحتية الرقمية بالقارة، بما يمكّن من تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والزراعة الذكية، والطاقة النظيفة.
وأوضح شيفر أن "من يستثمر في أفريقيا اليوم، لا يؤمّن فقط أسواقاً جديدة، بل يساهم في رسم ملامح المستقبل الصناعي لألمانيا أيضاً".
تجدر الإشارة إلى أن "مبادرة أفريقيا جنوب الصحراء" (SAFRI) تحظى بدعم مؤسسي من كبرى الكيانات الاقتصادية الألمانية، بما في ذلك الاتحاد الفيدرالي للصناعة الألمانية، واتحاد التجارة الخارجية والخدمات، وجمعية أفريقيا، وغرفة الصناعة والتجارة الألمانية، مما يعكس اتساع نطاق الإجماع الاقتصادي حول أهمية إعادة صياغة العلاقة مع القارة السمراء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مبادرة ألمانية التوترات الجيوسياسية المواد الخام
إقرأ أيضاً:
ضمن مبادرة "كنوز العمر".. "خطوة" تُعزز صحة المتقاعدين في صحار
صحار- الرؤية
في إطار المبادرة التطوعية "كنوز العمر"، وبالتعاون مع الشبكة العُمانية للمتطوعين "تعاون" والمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة شمال الباطنة، أقيمت فعالية مجتمعية تحت عنوان "خطوة"، والتي استهدفت تعزيز الصحة والنشاط البدني لدى المتقاعدين في محافظة شمال الباطنة.
وشارك في الفعالية أكثر من 20 متقاعدًا من مختلف مناطق المحافظة، حيث استهدف الحدث فئة المتقاعدين تحديدًا لتعزيز وعيهم بأهمية الصحة والنشاط البدني في هذه المرحلة من الحياة.
الفعالية التي نُظِّمت في حديقة صحار العامة، شهدت مشاركة واسعة من المتقاعدين؛ حيث جرى تنظيم مجموعة من الأنشطة الرياضية والصحية التفاعلية، التي تهدف إلى تشجيع المتقاعدين على تبني نمط حياة صحي ونشط. كما كان من أبرز أهداف الفعالية توثيق خبرات المتقاعدين ونقل تجاربهم القيمة للأجيال الشابة.
ورعى الفعالية الشيخ أحمد بن خلفان الغفيلي، الذي أكد أهمية مثل هذه المبادرات في دعم المجتمع المحلي وتحفيز الأفراد للحفاظ على صحتهم بعد التقاعد.
وتسعى المبادرة إلى خلق بيئة صحية ونشطة للمتقاعدين؛ بما يساهم في تعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع.