الجزيرة:
2025-10-16@16:09:52 GMT

5 تحديات تواجه إسرائيل في اليوم التالي لاتفاق غزة

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

5 تحديات تواجه إسرائيل في اليوم التالي لاتفاق غزة

القدس المحتلة- بعد حرب دامت عامين بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، شهدت المنطقة انفراجة تمثلت في اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى بوساطة أميركية ومصرية وقطرية مع دعم أوروبي، وأنهى واحدة من أكثر جولات الصراع دموية وتعقيدا منذ قيام إسرائيل.

غير أن اليوم التالي للاتفاق لا يبدو أقل تعقيدا من الحرب نفسها، فبينما تتنفس تل أبيب الصعداء بعد استعادة بعض الأسرى، تتصاعد في أروقة المؤسسة الأمنية والسياسية أسئلة صعبة حول كيفية إدارة المرحلة المقبلة، وماذا بعد انتهاء العمليات العسكرية في غزة.

قد يحمل الاتفاق تداعيات عميقة تمتد إلى ما هو أبعد من القطاع والضفة الغربية، إذ تدخل إسرائيل مرحلة جديدة تتطلب إعادة صياغة إستراتيجيتها الأمنية والسياسية والمدنية في التعامل مع الفلسطينيين.

رئيس شعبة العمليات يتسحاق كوهين في غرفة القيادة العليا التي أشرفت على صفقة التبادل (الجيش الإسرائيلي)تحديات

وترى مراكز الأبحاث الإسرائيلية أن ما يعرف بـ"لعنة غزة" سيظل يلاحق تل أبيب حتى بعد وقف الحرب، بوصفها معضلة أمنية وسياسية بلا حل جذري، وسط تحديات متشابكة يصعب فصل بعضها عن بعض، تشمل مستقبل الردع وإدارة الصراع واستقرار الجبهة الداخلية.

واستعرضت قراءات هذه المراكز التحديات التي تواجه إسرائيل في "اليوم التالي" وسلطت الضوء على مخاوف تل أبيب من تصاعد نفوذ حماس واتساع رقعة المقاومة في الضفة. وترى أن إسرائيل تقف على أعتاب مرحلة دقيقة قد يتحول فيها وقف الحرب من نهاية للصراع إلى بداية آخر جديد على السيطرة وإدارة التهديدات وتثبيت الردع في بيئة متغيرة وغير مستقرة.

وأورد معهد "مسغاف" للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية قراءة تحليلية لأبرز 5 تحديات تواجه إسرائيل في اليوم التالي للاتفاق، التي صاغها رئيس المعهد مائير بن شبات الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي بين عامي 2017 و2021، وكان أحد مهندسي اتفاقيات أبراهام، كالآتي:

جانب من الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الانتشار العملياتي في قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي) سياسة استخدام القوة في غزة: إعادة النظر في جدوى العمليات العسكرية الواسعة مقابل إدارة التهديدات بأساليب أكثر دقة وفعالية، مع الحفاظ على الردع دون التورط في احتلال مباشر أو حرب استنزاف جديدة. يوازن الجيش الإسرائيلي بين خيارين متناقضين، العودة إلى الضربات الوقائية ضد أي نشاط لحماس، أو الاحتواء المدروس لتفادي التصعيد.
وبينما تستحضر تل أبيب تجربة "جز العشب" بعد حرب 2014، تخشى أن يفسر ضبط النفس كضعف، لتجد نفسها أمام معادلة صعبة بين ردع مفرط يولد حربا، وردع ناقص يبدد هيبة القوة. حماية الحيز الأمني ومنع تآكله: تواجه المؤسسة الأمنية معضلة الحفاظ على "المنطقة العازلة" ومنع عودة الفصائل المسلحة إلى الحدود، في وقت يزداد فيه الضغط الدولي لإنهاء الإجراءات العسكرية وفتح المعابر. بعد الانسحاب الميداني، يواجه الجيش الإسرائيلي سؤالا محوريا: كيف يحمي الحيز الأمني دون العودة لاحتلال غزة؟
وتطرح سيناريوهات مثل نشر قوة دولية أو عربية بإشراف مصري أميركي، لكن المؤسسة الأمنية تخشى تآكل الردع. لذلك، يجري الاعتماد على أنظمة مراقبة ذكية وطائرات مسيّرة ومستشعرات أرضية، غير أن هذه الوسائل تبقى محدودة، مما يجعل الحيز الأمني بؤرة توتر دائمة بين العسكري والسياسي. منع محاولات حماس لإعادة الإعمار العسكري: يتمثل التحدي الأكبر في منع الفصائل من إعادة بناء قوتها العسكرية تحت غطاء الإعمار المدني، مما يتطلب رقابة مشددة وتنسيقا مع أطراف دولية دون الظهور بمظهر من يعيق إعادة الحياة للقطاع.
تسعى إسرائيل إلى آلية دولية صارمة لمراقبة إدخال مواد الإعمار إلى غزة لضمان استخدامها المدني فقط، لكن مراقبين يحذرون من صعوبة الرقابة في ظل الأزمة الإنسانية. ويطرح بديلا يتمثل في هيئة رقابة أممية متعددة الأطراف تشترط المساعدات بنزع السلاح، غير أن واقع حماس كقوة أمر واقع يعقد التنفيذ. والخشية الإسرائيلية الكبرى أن يتحول الإعمار إلى "إعادة بناء للتهديد". السياسة المدنية تجاه غزة: تبحث إسرائيل عن مقاربة جديدة تجمع بين "الفصل الأمني" و"الاستقرار الإنساني"، توازن بين تخفيف المعاناة في القطاع وبين منع أي إنجاز سياسي أو رمزي لحماس. وترى المؤسسة الأمنية أن تحسين الوضع الإنساني ضرورة للاستقرار، في حين يصر اليمين الإسرائيلي على نهج "الردع بالضغط" ورفض أي تخفيف للحصار.
ويطرح سيناريو إدارة مدنية مؤقتة بإشراف دولي عربي دون اعتراف بالحركة، لكن محللين يحذرون من أن الفصل بين المدني والعسكري وهمي ما لم يُطرح حل سياسي شامل، مما يبقي الوضع قابلا للاشتعال. تعاظم قوة المقاومة وتصاعد العمليات في الضفة الغربية: تتخوف إسرائيل من انتقال الزخم من غزة إلى الضفة في ظل تصاعد العمل المسلح والتنظيمي، مما يفرض تحديا ميدانيا واستخباراتيا متزايدا على جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك".
ويواجه الجيش تحديا مزدوجا بين ضبط الأوضاع في الضفة ومنع تكرار نموذج القطاع، مع الحفاظ على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية. ويرجح محللون أن غياب الأفق السياسي وتصاعد الغضب الشعبي قد يجعل الضفة ساحة الانفجار القادمة.

من اليمين: المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ورئيس الأركان إيال زامير وقائد القيادة الوسطى الأميركية براد كوبر (الجيش الإسرائيلي) مفترق طرق

تحت عنوان "فقدت إسرائيل زخمها، وحماس تستعيد سيطرتها على قطاع غزة"، كتب المحلل العسكري أمير بار شالوم في موقع "زمان يسرائيل" مقالا تناول فيه ملامح المرحلة التالية للاتفاق. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل على إنشاء آلية دولية لإدارة غزة، بينما تستغل الحركة الهدنة لترسيخ نفوذها وإثبات سيادتها على القطاع، وهو الواقع الذي يضع إسرائيل أمام مفترق طرق.

إعلان

ورأى شالوم أن تل أبيب بلا خطة واضحة ولا شريك محتمل في الحكم، إذ يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش معارضتهم لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة. وخلص إلى أن إسرائيل أصبحت تكتفي بالمراقبة من بعيد، في حين يعاد رسم مستقبل القطاع من دونها.

من جانبه، يقول رئيس معهد دراسات الأمن القومي-جامعة تل أبيب، تامير هيمان، إن إسرائيل تواجه في المرحلة التالية لاتفاق وقف إطلاق النار تحديين مزدوجين وجسيمين:

الأول: الخطر المباشر المرتبط بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وعودة حركة حماس ونشطائها إلى شمال القطاع. الثاني: منع حماس من إعادة تعزيز نفوذها واستغلال أنقاض غزة لتعزيز قدراتها. مراقبون تحدثوا عن أن إسرائيل تواجه تحدي ضمان استمرار الردع والسيطرة دون الانجرار إلى تصعيد جديد (الجيش الإسرائيلي)سيناريوهات

ويحذر هيمان من أن وقف إطلاق النار قد ينهار في حال لم تستوفَ جميع مراحله الأولى، وأن إطلاق سراح كافة جثث المحتجزين قد لا يحقق الأهداف المرجوة بالكامل، ويرى أن إسرائيل بحاجة إلى استعدادات دقيقة مسبقة لتفادي أي تطورات سلبية محتملة في المستقبل.

وبرأيه، تقف تل أبيب أمام 3 سيناريوهات رئيسية لما بعد الاتفاق، تتعلق بإدارة قطاع غزة، وضبط النفوذ العسكري لحماس، وضمان استمرار الردع والسيطرة دون الانجرار إلى تصعيد جديد.

في جميع الحالات، يضيف هيمان، يبدو أن "لعنة غزة" ستظل ترافق إسرائيل لسنوات طويلة، تربك قراراتها السياسية وتستنزف قدراتها العسكرية، في مشهد يعيد إنتاج سؤال قديم جديد: هل تمتلك تل أبيب إستراتيجية خروج حقيقية من مستنقع القطاع، أم أنها محكومة بالبقاء في دائرة النار ذاتها إلى ما لا نهاية؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الجیش الإسرائیلی المؤسسة الأمنیة الیوم التالی أن إسرائیل تل أبیب

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقرر دخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة وإعادة فتح معبر رفح اليوم

ذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل قررت المضي قدما في فتح معبر رفح بين غزة ومصر والسماح بنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك بعد إعادة رفات 3 محتجزين.

وأضافت أن إسرائيل ألغت إجراءات كانت تعتزم اتخاذها ضد حركة حماس تشمل خفض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع إلى النصف.

ترامب يعلن عن تغييرات محتملة في مواقع إقامة كأس العالمصحيفة إسرائيلية: سيتم فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليومالإغاثة الطبية في غزة: ملف المرضى المحتاجين لإجلاء أصبح أولوية ملحّةسماع دوي انفجارات في مدينة أم درمان السودانية | تفاصيل

وفي وقت لاحق اليوم الأربعاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن 600 شاحنة مساعدات ستدخل غزة مع إعادة فتح معبر رفح اليوم.

وأمس الثلاثاء، سلمت حماس رفات محتجزين آخرين إلى إسرائيل، في مؤشر على إحراز بعض التقدم بعد سلسلة من الانتكاسات التي وقعت خلال اليوم بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لإنهاء الحرب في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إنه تسلم 4 توابيت من الصليب الأحمر عند نقطة التقاء في شمال القطاع، مضيفا أنها نُقلت إلى داخل إسرائيل عند الساعة 2100 بتوقيت جرينتش لإجراء فحوص الطب الشرعي.

 وجاء تسليم الرفات بعد أن أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح سوى بدخول نصف عدد شاحنات المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى غزة، في خطوة تهدف إلى معاقبة حماس على ما وصفته إسرائيل بأنه انتهاك من جانب الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي نصّ على تسليم جثامين المحتجزين.

غير أن إعادة رفات باقي المحتجزين لا تزال من بين القضايا العالقة في الاتفاق الرامي إلى إنهاء القتال المستمر منذ أكثر من عامين.

وسلّمت حماس حتى الآن 8 جثامين لمحتجزين لديها، ليبقى ما لا يقل عن 19 محتجزا يُفترض أنهم قتلوا ومحتجز آخر لم يتضح مصيره بعد في غزة.

طباعة شارك الرفات الجيش الإسرائيلي دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: اليوم التالي في غزة بدأ ويحتاج إلى قيادة أمريكية
  • من الجيش الإسرائيلي إلى أيدي حماس.. جثة محمد الأطرش تكشف الوجه الخفي لعلاقة البدو بتل أبيب
  • إسرائيل تقرر دخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة وإعادة فتح معبر رفح اليوم
  • توثيق 14 خرقا للاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف النار في غزة
  • صناعة الطيران تواجه اختبارًا صعبًا.. تحديات التوريد تهدد خطط التوسع العالمي
  • رئيس العربي للمياه: مصر تواجه تحديات مائية جسيمة منذ نصف قرن
  • بلدية غزة: نواجه تحديات جسيمة في التعامل مع كميات الركام الناتج عن الدمار
  • بلدية غزة: المدينة تواجه تحديات جسيمة بسبب الركام الناتج عن الدمار
  • منال عوض: الدول العربية تواجه تحديات بيئية مشتركة