نتنياهو ضيف دائم بالإعلام الأمريكي وغائب عن الإسرائيلي.. لماذا؟
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
القدس ـ عبد الرؤوف أرناؤوط: واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منح مقابلات صحفية لشبكات التلفزة الأمريكية متجنباً الحديث لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وفي الأسابيع القليلة الماضية منح نتنياهو مقابلات صحفية لشبكات “سي إن إن” و”فوكس” و”إي بي سي” و”سي بي إس” الأمريكية و”الإذاعة العامة الوطنية” وأخيرا شبكة “إن بي سي”.
وفي المقابل فقد لوحظ أن نتنياهو لم يمنح مقابلات لوسائل الإعلام الإسرائيلية. ومع ذلك فإن نتنياهو يجد نفسه حتى في مقابلاته مع الإعلام الأمريكي يواجه الأسئلة الصعبة عن الوضع الداخلي في إسرائيل والعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية. وقالت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، الثلاثاء، إن المقابلة التي منحها لشبكة “إي بي سي” هي “الأحدث في سلسلة من المقابلات التي أجراها مع كبرى وسائل الإعلام الأمريكية”. وفي الموضوع ذاته، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الثلاثاء: “تستمر حملة مقابلات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع وسائل إعلام أجنبية”، في إشارة إلى مقابلاته مع الشبكات الأمريكية. ويوم الإثنين، كتبت نوعا لانداو، نائبة رئيس تحرير صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تغريدة على تويتر: “إلى زملائي الصحفيين في الخارج: نتنياهو يرفض إجراء مقابلات محلية. عندما تجرون مقابلة معه فإنكم تساعدونه في تقويضنا والهروب من النقد المحلي من خلال مخاطبة قاعدته من خلال قناة خلفية”. وأضافت: “على الرغم من أنكم جميعًا محترفون، فأنتم لستم خبراء محليين.. على الأقل اعلموا ذلك”. وليس ثمة تفسير لعدم منح نتنياهو مقابلات للإعلام الإسرائيلي، غير أنه كثيرا ما يوجه اللوم للإعلام الإسرائيلي بدعم معارضيه. وكتبت الصحفية الأمريكية في موقع “المونيتور” لورا روزين، الاثنين، في تغريدة على تويتر: “إنه لأمر مخز نوعا ما. كيف تمنح وسائل الإعلام الأمريكية نتنياهو بلا نهاية منصة، بينما يتجنب الإعلام الإسرائيلي والذي يستخدمه لأغراضه السياسية الداخلية”. ولفت مراسل صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بالولايات المتحدة بن سامويلز في تقرير نشرته الصحيفة الأسبوع الماضي، إلى أن نتنياهو “وجد نفسه يجيب على أسئلة بشكل شبه حصري حول التوترات الداخلية التي سببتها حكومته اليمينية المتطرفة في إسرائيل”. وأضاف: “هذا تغيير صارخ عن المقابلات السابقة مع وسائل الإعلام الأمريكية، والتي تركز عادة على المواضيع المفضلة لنتنياهو، من برنامج إيران النووي إلى اتفاقيات إبراهيم”. وذكر سامويلز أنه “في الماضي، فضل نتنياهو إجراء مقابلات باللغة الإنجليزية مع صحفيين أجانب في محاولة لتجنب الأسئلة الصعبة حول مشاكل إسرائيل الداخلية والتحدث في الغالب عن قضايا الأمن القومي بدلاً من ذلك”. وقال: “الآن، يبدو أنه حتى في أكثر الاستوديوهات المرموقة في أمريكا، لا يمكنه تجنب ما يحدث في إسرائيل”. ولكن المحلل في “هآرتس” أمير تيبون، رأى أن ثمة سبب آخر لمنح نتنياهو المقابلات للإعلام الأمريكي وهو القلق من الانتقادات المتزايدة في الولايات المتحدة الأمريكية. وكتب تيبون الخميس: “يشعر نتنياهو بالقلق من الانتقادات المتزايدة في الولايات المتحدة لسياسات حكومته ويخطط لسلسلة من المقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية في محاولة لتخفيف التغطية السلبية”. وأضاف: “نتنياهو لا يقلق فقط من الانتقادات الموجهة من الإدارة، والتي انعكست في الأيام الأخيرة في تصريحات (الرئيس جو) بايدن نفسه وكذلك تصريحات وزير الدفاع لويد أوستن خلال مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الأربعاء”. وتابع: “هو (نتنياهو) قلق بنفس القدر من الانتقادات في الكونغرس للطريقة التي تم بها تمرير القانون، من جانب واحد، دون إجماع واسع أو أي دعم على الإطلاق من المعارضة، وبعد أن رفض علنًا مقترحات التسوية التي قدمها الرئيس إسحاق هرتسوغ واتحاد عمال الهستدروت”. وكان يشير إلى إقرار الكنيست (البرلمان) يوم الإثنين الماضي، لقانون “الحد من المعقولية” الذي يحد من صلاحيات تدخل المحكمة العليا، أعلى هيئة قضائية في البلاد، بقرارات الحكومة. وقال تيبون: “أعرب أعضاء في مجلس الشيوخ ونواب ديمقراطيون بارزون عن خيبة أملهم حيال ذلك وحثوا نتنياهو على السعي للحصول على إجماع واسع قبل إجراء أي تغييرات دستورية إضافية. وقد أصدرت منظمات يهودية أمريكية بارزة بيانات مماثلة”. الاناضول
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
كم بلغت أعداد ضحايا آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في غزة؟
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، حصيلة شهداء العدوان على مراكز توزيع المساعدات التي فرضتها قوات الاحتلال بالتعاون مع شركة أمريكية.
أعلن المكتب استهاد 49 فلسطينيا وإصابة أكثر من 305 آخرين، منذ الثلاثاء الماضي، جراء استهداف مركزي توزيع مساعدات تشرف عليهما دولة الاحتلال بالتعاون مع شركة أمريكية، في جنوب ووسط القطاع.
وأوضح المكتب في بيان "استشهاد 32 فلسطينيا وإصابة أكثر من 250 آخرين، منذ فجر الأحد، بينهم عشرات الحالات الخطيرة، في مدينة رفح (جنوب) ووسط القطاع".
وذكر أنه خلال الأيام الماضية قتل جيش الاحتلال 17 فلسطينيا، في المناطق ذاتها، خلال توزيع المساعدات.
وأضاف أن "إجمالي الضحايا بلغ 49 شهيدا و305 مصابين، في مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال بمركزي ما يسمى بالمساعدات، منذ بدء العمل بهما في 27 مايو الجاري".
وقال شهود عيان، الأحد، إن مئات الفلسطينيين توافدوا في الصباح الباكر نحو مركز توزيع المساعدات الواقع غربي مدينة رفح جنوبي القطاع والتابع للشركة الأمريكية المدعومة إسرائيليا "مؤسسة غزة الإنسانية" المسؤولة عن التوزيع، ليفاجأوا بإطلاق النار باتجاههم.
وأوضح شهود العيان بأن إطلاق النار جرى من قبل آليات إسرائيلية متمركزة بمحيط الموقع، إضافة إلى إلقاء قنابل من طائرات مسيرة إسرائيلية، ما أسفر عن وقوع العشرات بين شهيد وجريح، وتسبب بحالة من الفوضى والهلع في صفوف السكان الذين توجهوا لاستلام المساعدات بناء على إعلان الشركة الأمريكية.
وفي المحافظة الوسطى، قال مصدر طبي في مستشفى العودة بمخيم النصيرات، إنّ فلسطينيًا استشهد وأصيب 16 آخرون جراء إطلاق الاحتلال النار قرب مركز شركة توزيع المساعدات الأمريكية في محور نتساريم جنوب مدينة غزة.