البوابة نيوز:
2025-06-10@10:05:40 GMT

تامر أفندي يكتب: أنا ونرسيس وحكمة الشمعة

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اليوم.. كنت أنوي إفراغ رأسي من كل أمر، كمن يفرغ قبو من محتوياته.. أحتاج بعض الوقت للنوم بلا توقيت.. وللضحك بلا أسباب.. لنفث دٌخان السجائر مطفأة.. حتى أُفرق بين حريقها وحريق الركام الذي لا معنى له في قلبي.. للجلوس في حجرة بلا سقف.. ومصافحة أيادٍ تٌدرك قيمة العناق.. للتحدث لمجذوب والحديث كمجذوب دون أن يضع لنا أحدًا علامات استفهام في نهاية الجُمل؟.

. أود أن أعيش ليوم بلا قيود.. بلا حسابات للغد ولوم على الأمس.

 أود أن أنسى أسماء من أعرفهم لساعات.. أو أن أعرفهم ليومٍ كأني ما كنت أعرفهم!.. لا أُشجع فريق.. ولا أُتابع حرب.. ألا يكون لي وطن ولا اسم ولا عنوان.. ولا ارتباط بأرض ولا سماء.. 

قالت لي روحي: "يا هذا.. السفينة آمنة على الشاطئ لكنها ليست من أجل ذلك صُنعت".. قلت لها هذا ليس ضجرًا.. ولكني ما كنت طفلًا.. وأردت أن أكون طفلًا ولو ليوم.. "فلعبنا كان جد".. وبينما كٌنا نٌعد لم نستطع التحكم في الأرقام فقفز بنا العُمر.
قالت: إذا كانت الريح تتجه بعكس أشرعتك.. فخفض أشرعتك.. ثم انتظر هدوء الريح وأبحر من جديد.. قوي أنت متى مارست الاستغناء بإرادتك وترفعت عن المزاحمة على موائد الفتات وتحاشيت مجالس النخاسة.

أنا لست في مزاج فلسفي اليوم يا روحي.. فامدحيني!.. 
- لم تفعل شئ غير عادي حتى أمدحك.. فالمدح غير المستحق سخرية خفية..
 إذاَ هي نفسي التي ستُحقق مطلبي.. امدحيني يا نفسي.. آهٍ يالا جمالك يا صاحبي.. أنت أجمل من نرسيس.

أرأيتي يا روحي.. كنت بحاجة لذلك.

لكنك يا صاحب النفس لا تعرف من نرسيس.. ولو عرفته لوجدت تحقيق مقولتي.. ولعرفت أن مدح النفس ذم.

نرسيس ذلك الفتى الجميل الذي فتن بصورته، فكان يذهب إلى البحيرة، ليتأمل جمال وجهه حتى سقط ذات يوم ومات غرقًا، وفي المكان الذي مات فيه نبتت زهرة سُميت نرسيس ثم نرجس!.

ما علاقة ذلك بما قالت نفسي يا روحي!

لدى موت نرسيس جاءت الأورياديات إلى البحيرة فوجدن مياهها العذبة تحولت  لنهر من الدموع.. فقالت ربات الغابات للبحيرة: أكل هذا حزنًا على نرسيس!.. فردت عليهن البحيرة: بل حزن على صورتي التي لن أراها بعد اليوم.. فكنت أرى انعكاس جمالي في عينيه.

يا صاحب النفس..

لماذا تُنادينني يا صاحب النفس وأنت مني.. لماذا لا تقولي، يا صاحب الروح.. أو يا صاحب الروح والنفس.. ألسنا نحن الثلاثة أنا!

- لا يا صاحب النفس.. أنت الصبي ونفسك الشمعة وأنا النار..

- لا.. أنا يُقلقني لعب الأولاد بالنار.

- وهذا ما كان يُقلق صاحب القصة الذي قابل صبي يحمل شمعة، فبادره بالسؤال: هل أضأت هذه الشمعة بنفسك؟

-- فرد الصبي: نعم.

-- تابعت بإلحاح: اسمع أيها الصبي في لحظة من اللحظات كانت هذه الشمعة مطفأة، أتستطيع أن تُخبرني من أين جاءت النار التي تُشعلها؟

- ضحك الصبي، وأطفأ الشمعة وقال: أتستطيع أنت يا سيدي أن تخبرني إلى أين ذهبت النار التي كانت مشتعلة هنا؟.

فيا صاحب النفس ليس بإمكانك إطفائها كما لم يكن بإمكانك إشعالها  ستتوهج النار يا صاحب النفس عندما تحتاج إليها..

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تامر أفندي مقالات

إقرأ أيضاً:

د.ابراهيم الصديق علي يكتب: الضعين

حالة من الغليان عاشتها مدينة الضعين حاضرة شرق دارفور منذ ثاني أيام عيد الأضحى المبارك ، حيث داهمت استخبارات مليشيا الدعم السريع المتمردة مدعومة بقوات فى هيئة شرطة أحياء المدينة وتم القبض على آلاف المواطنين تحت دعاوى (الفلول) أو (دعم الجيش) وشملت القائمة مبدئياً أى ضابط جيش أو جندي بالمعاش ولو عمرك 80 عاماً وكذلك الشرطة والأمن ، وموظفين سابقين بالحكومة والقبض للاشتباه..

حملة الإختطاف والاخفاء القسري جاءت بعد فشل عمليات الاستنفار والتعبئة التى استدعى لها بعض (اللايفاتية) ، الذين طافوا مناطق مختلفة كما شارك فيها ناظر الرزيقات محمود مادبو شخصياً..

وكانت الإدارة المدنية للمليشيا المتمردة قد دعت للاستنفار ووضعت عقوبات لمن لا يستجيب ، بل تم اجبار بعض صغار السن ودفعهم إلى التدريب مما اضطر أهاليهم إلى دفع فدية مالية أو عينية..

بعض المتابعين وصفوا الحملة بأنها تستهدف مكونات اجتماعية دون اخرى ، خاصة أن مدينة الضعين وخلال عامين من الحرب اصبحت مستودع للمنهوبات والتجارة غير الشرعية وترويج المخدرات والعملات المزيفة واستقطبت الكثير من الباحثين عن الثراء الحرام..

والارتباك الأكبر هو تقاطع المصالح بين كسب تأييد العمد والمشائخ وبين اعتقال قيادات ذات وزن مجتمعي مما يثير إحتجاجات ، وقد شهدت المدينة فعلاً محاولات للتظاهر..
الحملة التى بدأت فى الضعين ربما تتبعها حملة أخرى فى نيالا ، وبصورة أكبر فى الجنينة..
تفاصيل المشهد هناك وفى غالب ولايات دارفور تحت سيطرة المليشيا مجرمة تؤكد جملة من الحقائق:

– الشعور بالقلق من تداعيات الحرب على المواطنين بعد فشل المليشيا فى تقديم أى خدمة للمواطنين فى الصحة أو التعليم أو المياه أو حتى الأمن والاستقرار ، بل تفشت الفوضى والنهب والسلب واتسعت اسواق المخدرات والخمور وبيع السلاح والذخائر فى الاسواق..
– حجم خسائر الحرب على تلك المناطق حيث تحولت الأحياء والدمر إلى مآتم كبيرة وتعازي متجددة بعد كل معركة وأخرى ، والضغط العسكرى انتقل من مدينة ود مدني وسنار وسنجة وابواب القيادة العامة بالخرطوم وجسر الحلفايا وكبري الفتيحاب والمهندسين إلى تخوم ولايات دارفور ومقدمة العمليات فى سهول كردفان ورمال دارفور..

– الوعى المتنامي برفض مغامرات آل دقلو والاجندة الخبيثة للحرب ، وظهور دعوات لعدم محاربة جيش الدولة لمصلحة عصابة من النهابين والرعاع..

– حالة الاحباط العام لدى قيادة المليشيا المتمردة بعد تراجع زخم دعواتها وفشل كل وسائلها ومن بينها منح كل مستنفر 5 مليون جنيه وحتى 100 مليون حنيه..
أصبحت المدينة التي كانت (مرتعاً) للهاربين جحيماً لا يطاق..
د.ابراهيم الصديق على
9 يونيو 2025م..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: موالد " المثقفين " !!
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: قراءة الذات
  • إبراهيم النجار يكتب: وقف إطلاق النار في غزة.. مؤقت أم فرصة أخيرة؟!
  • أسعدتي روحي.. رولا خرسا توجه رسالة لدعاء فاروق بعد أداء الحج
  • د.حماد عبدالله يكتب: رساله لمن يهمه أمر الوطن !!
  • طريق الحج الشامي… شريان روحي وحضاري امتدّ لثلاثة عشر قرناً
  • د.ابراهيم الصديق علي يكتب: الضعين
  • أحمد ياسر يكتب: مؤسسة غزة الإنسانية.. سلاح جديد قاس
  • محمد دياب يكتب: ولا يوم الطين؟
  • شيكابالا يكتب نهاية درامية سعيدة للزمالك في نهائي كأس مصر ويؤجل قرار الاعتزال