صحيفة الاتحاد:
2025-07-30@02:45:11 GMT

الإمارات وكوريا.. شراكة استثنائية

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

هالة الخياط (أبوظبي)

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يبدأ اليوم زيارة دولة إلى كوريا «أبوظبي - سيؤول».. دبلوماسية السلام والاستقرار

تشهد العلاقات الثنائية بين الإمارات وجمهورية كوريا تطوراً نوعياً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتمتاز على مدى العقود الأربعة الماضية بمتانة الشراكة الاستراتيجية والتطور المستمر، وتحظى باهتمام كبير من قيادتي الدولتين الصديقتين، لا سيما في ظل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين البلدين، وآخرها في يناير الماضي، حيث استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، فخامة يون سيوك يول رئيس جمهورية كوريا الصديقة أثناء زيارته الإمارات، ما ساهم في تعزيز قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يخدم المصالح والرؤى المشتركة.


شراكة استراتيجية
تنفرد الإمارات بشراكة استراتيجية مع جمهورية كوريا، وتعتبر أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بهذا النوع من الشراكات، الاستثنائية التي ساهمت في تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، أهمها الاقتصاد والسياسة والأمن الغذائي، والرعاية الصحية والثقافة، والإدارة الحكومية، والفضاء، والطاقة، والسياحة.
وقدمت الإمارات وكوريا نموذجاً متميزاً للعلاقات بين البلدين، وهو نموذج قائم على تعزيز التعاون الدولي في التنمية والتطوير ومواجهة التحديات، والذي أثبت أنه نموذج يُحتذى به في مجال التعاون والشراكات الاستراتيجية، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مختلف المجالات.
علاقات دبلوماسية
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وجمهورية كوريا بصورة رسمية في 18 يونيو 1980، ومنذ ذلك التاريخ، تشهد تطوراً ملحوظاً حيث تم ترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية» في عام 2009، ثم إلى «شراكة استراتيجية خاصة» في عام 2018، وتوسعت هذه العلاقات لتشمل جميع مجالات التعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. ويرجع الفضل في التطور النوعي الذي شهدته العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا لحرص القيادة في البلدين على دعم هذه العلاقات وتطويرها. 
زيارات متبادلة
ووصلت العلاقة بين البلدين إلى مستوى خاص من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، عززتها الزيارات التاريخية بين القيادتين، وهو الأمر الذي عكس حرص الإمارات وكوريا على تنمية العلاقات بينهما وتوثيق التواصل الفعال والترابط المستمر لتوفير فرص التعاون في مجالات عدة.
ولعبت الزيارات المتبادلة المتعددة التي تمت على مستوى القادة والمسؤولين رفيعي المستوى بين الجانبين دوراً مهماً في توطيد وتقوية هذه العلاقات، وكان أبرز الزيارات على مستوى القادة زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، في يونيو 2006، ومايو 2010، ومارس 2012، وفبراير 2014، وفبراير 2019.
أما من الجانب الكوري، فتمثلت أبرز زيارات القادة في زيارة الرئيس الأسبق «روه مو هيون» في مايو 2006، وزيارات الرئيس الأسبق «لي ميونغ باك» في ديسمبر 2009، ومارس 2011، وفبراير 2012، ونوفمبر 2012، وزيارات الرئيسة الكورية السابقة «بارك كون هيه» في مايو 2014، ومارس 2015، وزيارة فخامة الرئيس «مون جيه إن» في مارس 2018، وزيارة فخامة يون سيوك يول رئيس جمهورية كوريا في يناير 2023.
وتم تعزيز هذه العلاقات من خلال قنوات الحوار والاجتماعات رفيعة المستوى بين الجانبين، ومنها الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية، واجتماع (2+2) بين وزارتي الخارجية والدفاع، والمشاورات رفيعة المستوى بشأن التعاون النووي، واجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة، وكذلك من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف مجالات التعاون. 
اتفاقيات ومذكرات تفاهم
شهدت العلاقة القوية بين دولة الإمارات وكوريا العديد من اتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال السنوات الماضية، في قطاعات مختلفة ومن أهمها الدفاع والنفط والتعليم والصحة. وتعد اتفاقية إنشاء محطة «براكة» للطاقة النووية السلمية في عام 2009 من أبرز محطات العلاقات الثنائية بين الإمارات وكوريا، حيث اجتاز المشروع إتمام عملية تشغيل مفاعل المحطة الأولى له في أغسطس من عام 2020، على الرغم من التحديات التي وضعتها جائحة كورونا أمام العالم. 
وبدأت الأعمال الإنشائية في المحطة في يوليو 2012 بعد الحصول على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة – أبوظبي، وعند تشغيلها بشكل كامل، تنتج محطات «براكة» الأربع ما يعادل 25% من الكهرباء المستهلكة في دولة الإمارات، وتحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام. 
التعاون الصحي
وقعت دولة الإمارات وكوريا العديد من مذكرات التفاهم والتعاون بين الدولتين في المجالات الصحية والطبية، والتي تشمل برامج التقييم والترخيص الطبي، وإدارة المستشفيات وتبادل الخبرات الطبية، إضافةً إلى مجالات تبادل الخبرات في التعليم الطبي. 
وتدير العديد من الشركات الصحية الكورية المتخصصة مستشفيات كبرى في الإمارات، نظراً لما تتمتع به كوريا من سمعة جيدة في الرعاية الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة في قطاع الرعاية الصحية وخدمات رعاية المتعاملين. 
وخلال العام الماضي عززت أبوظبي سبل التعاون مع كوريا من خلال توقيع مذكرة تفاهم جمعت دائرة الصحة أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة بالمعهد الكوري لتطوير القطاع الصحي، لتعزيز التعاون في مجال لوجستيات وصناعات علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية، بما في ذلك بحث فرص التعاون لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز لوجستي لتصدير منتجات علوم الحياة والصيدلة والرعاية الصحية من كوريا، ودعم التطوير والاستثمار في شركات علوم الحياة في دولة الإمارات. 
ويشمل التعاون جملة من سبل الشراكة في مجالات البحوث السريرية وتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض والابتكار في علوم الحياة، وغيرها من مجالات الاهتمام المشترك، بما في ذلك إطلاق مبادرات تدريبية وتعليمية، بالشراكة مع مستشفيات تعليمية مرموقة في البلدين، لتقديم فرص تدريب وتعليم للأطباء وأطباء الأسنان والتمريض والمهن الصحية المساندة، وتحديد ومتابعة المشاريع البحثية التعاونية، بما في ذلك تطوير التطعيمات والدراسات الوبائية والأساليب التشخيصية الجديدة. 
قيم مشتركة
وتجتمع دولة الإمارات وكوريا في قيم مُشتركة، وتعد تجربة التنمية الحضارية والنهضة الشاملة أحد النماذج المتشابهة للبلدين، وشهد عام 2020 إطلاق الحوار الثقافي الإماراتي الكوري، باعتباره محطة جديدة في تاريخ علاقات البلدين، ودليلاً على التزامهما بالاحتفاء بالفنون والثقافة.  إلى جانب ذلك، يوجد المركز الثقافي الكوري الذي تم افتتاحه في عام 2016، والذي يعد صرحاً مهماً للدبلوماسية الثقافية في الدولة. وتعد الثقافة الكورية محل ترحاب وشغف لدى المجتمع الإماراتي الذي يسعى للتعرف عليها عن قرب، خصوصاً من خلال المهرجان الكوري السنوي في أبوظبي، والذي ينظمه المركز الثقافي الكوري منذ عام 2013. كما تشهد جامعة زايد إقبالاً من الطلبة لتعلم اللغة الكورية في معهد الملك «سيجونغ» والنادي الكوري في الجامعة، باعتباره فرصة لتعلم طلبة الإمارات التاريخ والثقافة الكورية. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات كوريا محمد بن زايد الشرق الأوسط الفضاء الطاقة العلاقات الثنائیة بین الإمارات وکوریا هذه العلاقات علوم الحیاة بین البلدین العدید من من خلال فی عام

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعيد تموضعها بشمال إفريقيا.. شراكة مع الجزائر في الطاقة والأمن

أكد المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي لإفريقيا والشؤون العربية والشرق الأوسط، مسعد بولوس، خلال زيارته الرسمية للجزائر، أن الولايات المتحدة "تولي أهمية بالغة" لعلاقاتها مع الجزائر، مشددًا على التزام واشنطن بتعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجالات الأمن والطاقة والاستثمار.

وقال بولوس في تصريح للصحافة عقب استقباله من قبل الرئيس عبد المجيد تبون: "لي الشرف العظيم أن أتواجد في الجزائر نيابة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، لتعزيز الشراكة بين البلدين"، مشددًا على أن "الولايات المتحدة تولي أهمية بالغة لعلاقاتها مع الجزائر".

وأضاف أن اللقاء مع تبون سمح بتجديد التأكيد على "الروابط الراسخة" بين البلدين، و"الالتزام بتعزيز العلاقات التجارية والأمنية وغيرها من القطاعات"، مؤكدًا أن التعاون الأمريكي الجزائري يرتكز على "الاحترام المتبادل والحوار والعمل المشترك لمواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار".

كما أعرب عن تقديره لحوار بلاده المستمر مع الجزائر، لا سيما في ظل عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، مشيرًا إلى "الفرص الكبيرة للتعاون في مجالات الطاقة، وتأمين الحدود، وتوسيع التجارة العادلة".

اهتمام أمريكي متزايد بالطاقة والتعدين في الجزائر

في سياق متصل، استقبل وزير الدولة للطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، المستشار بولوس في مقر الوزارة بالعاصمة، بحضور مسؤولين جزائريين وأمريكيين رفيعي المستوى، لبحث فرص التعاون والاستثمار في قطاعات المحروقات، الطاقات المتجددة، والتعدين.

وأشاد عرقاب بالعلاقات المتنامية بين الشركات الجزائرية ونظيراتها الأمريكية، وخاصة التعاون القائم بين سوناطراك وعملاقي الطاقة الأمريكيين "شيفرون" و"إكسون موبيل"، إضافة إلى الشراكة التقنية بين سونلغاز و"جنرال إلكتريك" في مصنع "جيات" بباتنة، الذي وصفه بأنه "الأول من نوعه على مستوى القارة".

واستعرض الوزير استراتيجية الجزائر الهادفة إلى رفع الإنتاج الوطني من النفط والغاز، وتحفيز مشاريع التحويل الصناعي، مع التركيز على البتروكيمياء، الحلول التكنولوجية، وتخفيض الانبعاثات، مشيرًا إلى المزايا التنافسية التي توفرها المنظومة القانونية الجديدة للاستثمار.

كما تم التطرق إلى فرص التعاون في الطاقات المتجددة، الهيدروجين، الطاقة الريحية، وتخزين الطاقة، بالإضافة إلى توطين الصناعات المرتبطة بها. ودعا عرقاب الشركات الأمريكية إلى استكشاف الإمكانيات الكبيرة في قطاع المناجم، خصوصًا المعادن النادرة والاستراتيجية.

من جهته، عبّر بولوس عن اهتمامه الكبير بتعزيز التعاون في قطاعات الطاقة والمناجم، معتبرًا أن "العلاقات الجزائريةـ الأمريكية تشهد ديناميكية جديدة وترتكز على الثقة والمصالح المشتركة".




علي بلحاج لـ"عربي21": استقبال بولوس يناقض الموقف المعلن من فلسطين

في تعليق خاص لـ"عربي21"، اعتبر المعارض الجزائري ونائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، علي بلحاج، أن استقبال السلطات الجزائرية للمسؤول الأمريكي مسعد بولوس يمثل "تناقضًا صارخًا مع الموقف الرسمي المؤيد لفلسطين".

وقال بلحاج: "كان على النظام الجزائري، إذا كان جادًا في دعمه لفلسطين، أن يرفض استقبال بولوس أو يطلب تأجيل الزيارة على الأقل. هذا الرجل يمثل إدارة أمريكية تواصل تسليح الكيان الصهيوني وتغطية جرائمه في غزة. ما يحدث هو إرهاب سياسي ترعاه واشنطن."

وأضاف أنه طلب من عناصر الأمن الذين يراقبونه السماح له بالتوجه إلى ساحة الشهداء للتعبير عن موقفه الرافض لحرب الإبادة ضد غزة، لكنهم رفضوا السماح له. وتابع: "بينما يُمنع المواطن من الاحتجاج، يُستقبل ممثلو من يحاصرون شعبنا استقبالًا رسميًا."

وأشار بلحاج إلى أن الرئاسة الجزائرية لم تُصدر أي بيان ينتقد موقف رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الرافض للاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم استقبالها رسميًا للرئيس تبون في روما قبل أيام، في حين عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوضوح عن دعمه لهذا الاعتراف. وختم بالقول: "حتى أوروبا تتظاهر، بل داخل الكيان نفسه خرج الرافضون للتجويع. أما هنا، فيُمنع حتى التعبير السلمي، ويُكرم ممثلو الحصار.، وفق تعبيره.


مقالات مشابهة

  • شراكة وتعاون بحثي بين «تريندز» و«تركيا اليوم»
  • مصر وبريطانيا نحو شراكة استراتيجية.. وعبد العاطي يطالب لامي بضغط دولي لوقف عدوان غزة
  • أكد حرص المملكة على تبادل الخبرات بين المختصين في البلدين.. وزير الداخلية ونظيره الفرنسي يوقعان وثيقة تعاون أمني
  • «مجموعة موانئ أبوظبي» توقع اتفاقية مساطحة مع «الإمارات للصناعات الغذائية»
  • رئيس الدولة يمنح السفير الأردني وسام الاستقلال من الطبقة الأولى
  • حمزة: تشرفنا هذا العام باستضافة الجناح السعودي ليكون ضيف شرف والذي سيتم افتتاحه رسمياً بحضور وفد رسمي رفيع في خطوة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وتعكس الدعم الأخوي الكبير المقدم من المملكة وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون العربي المشترك
  • تعزيز التعاون المصري-البرازيلي ودعم القضية الفلسطينية في لقاء وزيري خارجية البلدين بنيويورك
  • الولايات المتحدة تعيد تموضعها بشمال إفريقيا.. شراكة مع الجزائر في الطاقة والأمن
  • وزير الشئون النيابية يؤكد خلال لقائه السفير السعودي متانة العلاقات بين البلدين
  • وزيرة التخطيط: بحثنا مع وزيرة التنمية البريطانية مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين