يوم 22 مايو 1990م، علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، وتاريخ الأمة العربية بشكل عام، والذي تمثل في إعلان إعادة الوحدة اليمنية، إلى شكلها الطبيعي.
اليوم .. ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، والتي تعد مفخرة لنا نحن اليمانيين، لأننا استطعنا إعادة الوحدة، بل والحفاظ عليها، رغم المؤامرات التي سعت لإفشالها في حينه، أو فيما بعد.

.
ولا زالت الوحدة حتى اليوم، تواجه المخاطر والتهديدات الخارجية، والمصالح الشخصية الضيقة الداخلية، والتي تسعى لتمزيق الوطن من جديد.
فاليمن على مر التاريخ لم يكن له مكانته، وقوته، واستقراره إلا في ظل الوحدة.. فالحضارة اليمنية سبأ أو معين أو قتبان أو حضرموت وغيرها، كانت في ظل دولة واحدة..
بعد 34 عاما من إعادة الوحدة، وفي ظل العدوان والحصار منذ تسعة أعوام، تواجه بلادنا تحديات كبيرة، ومنها مستقبل الوحدة واستمرارها..
خصوصا في ظل احتلال جزء من أرض اليمن من قبل السعودية والإمارات، اللتين تسيطران وتتحكمان في المحافظات الشرقية والجنوبية، وأجزاء من تعز.. وتقومان بنهب ثرواتها.
وهو بمكانة تقسيم أو خيار صعب.. إما أن تقبل بشروطنا أو التقسيم والتمزيق للوطن هو الخيار الأخير، والذي تسعى له دول تحالف العدوان، وعلى رأسها بريطانيا والإمارات، وبشكل واضح ومعلن، وممثل في المشروع البريطاني القديم المتجدد، ما يسمى «الجنوب العربي»، والذي تدعمه الإمارات، وينفذه ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي..
إن الخطر الأكبر على الوحدة اليمنية يأتي من طول أمد اللا سلم واللا حرب .. وزرع الثقافات التشطيرية، عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتنفيذ الأجندة الخارجية تدريجيا.. وكلها منبعها ومصدرها بريطانيا، عبر أياديها وأذنابها القدامى والجدد، التي زرعتهم في جسد الجمهورية اليمنية.
دعاة التشطير هدفهم تمزيق اليمن لإبقاء باب المندب وميناء عدن تحت سيطرتهم، ونهب ثروات المحافظات الجنوبية، والاعتراف بإسرائيل والمرحب به من قبل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، والمسكوت عنه من قبل بقية أعضاء المجلس الرئاسي المدعوم سعوديا، فكل فصيل يتبع أجندة وسياسة داعميه.
لكن.. هذا الهدف بات من المستحيلات، بعد الأحداث والمتغيرات الأخيرة، في المنطقة.. وبعد معركة طوفان الأقصى، التي أفشلت مشاريع تم التخطيط لها منذ عقود.
فما يدعو للتفاؤل، وبأن الوحدة اليمنية في أمان وأن لا خطر عليها، هو معركة طوفان الأقصى، ومشاركة القوات المسلحة اليمنية في الدفاع عن أبناء غزة، وإغلاق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة.
وهذا ما يجعل العالم يعيد التفكير أكثر من مرة في أن بقاء الوحدة اليمنية ضرورة، بهدف الاستقرار السياسي في اليمن، والمرتبط بالاستقرار في المنطقة العربية بشكل عام.
فليس من مصلحة أمريكا ولا بريطانيا تقسيم اليمن، بعد التطورات الأخيرة، وامتلاك القوات المسلحة اليمنية في صنعاء القدرة للسيطرة على باب المندب والبحر الأحمر، وما هو أبعد من ذلك.
وهذا يتطلب العمل على إحلال السلام في اليمن، وخروج كل القوات العسكرية الأجنبية من الأراضي اليمنية، وإعلان حكومة يمنية واحدة ونظام حكم واحد يسيطر على كل التراب اليمني، ودعمها دوليا وعالميا.. وهذا هو الخيار الوحيد أمام دول العالم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الوحدة الیمنیة الیمنیة فی

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: بقاء الحوثيين مرهون بمخططات الدول التي تسعى لتمزيق اليمن والسيطرة عليه

قال المحلل السياسي، عبدالناصر المودع إن بقاء جماعة الحوثي مرهون بمخططات الدول التي تسعى لتمزيق اليمن والسيطرة عليه.

 

وأضاف المودع -في منشور بصفحته على فيسبوك-، أن "بقاء الحوثيين يسهل لهذه الدول تنفيذ مخططاتها الخبيثة في اليمن؛ رغم ادعائها الظاهري بعدائهم".

 

وأكد أن الحقيقة المغيبة تتمثل في أن هذه الدول هي من تمنع اليمنيين من القضاء على الحوثيين.


 

 

وبشأن عودة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، قال المودع إن هجوم الحوثيين على السفينة التجارية (ماجيك سيز) والمعرضة للغرق، لم يكن مجرد عمل عشوائي، بل كان عملا مخططا لاختطافها إلى أحد موانئهم ونهب محتوياتها من السماد؛ لأن السماد مادة حيوية في صناعة المتفجرات".

 

وتابع "كل ذلك يشير إلى أن الحوثيين كانوا يملكون معلومات مسبقة عن حمولة السفينة، وهو ما يفسر تجهيزهم لقوة ضخمة لتنفيذ هذا المخطط. لكن مقاومة طاقم السفينة واشتباك حراس الأمن مع زوارق الحوثيين أحبطت عملية الاختطاف المباشرة، مما دفع الحوثيين إلى قصف السفينة بهدف تعطيلها".

 

وزاد إن تهديد الحوثيين لأمن الملاحة يتعاظم ويكشف عن جماعة مارقة تمارس سلوك الجماعات الإرهابية والقراصنة. وهذا الواقع يحمل في طياته فائدة لليمنيين، حيث سيتزايد رفض أطراف كثيرة قبول الحوثيين كقوة أمر واقع لبعض مناطق اليمن.


مقالات مشابهة

  • من البحر الأحمر.. اليمن يُسقط الصهاينة
  • عاجل| مصادر للجزيرة: خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال
  • المنظمة الدولية: إعادة 11923 مهاجراً إلى ليبيا منذ بداية 2025  
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف مطار اللد بصاروخ “باليستي”
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف مطار اللد بصاروخ باليستي
  • القوات المسلحة اليمنية تنفذ عملية نوعية استهدفت مطار اللد في يافا المحتلة
  • غروندبرغ في مجلس الأمن: المخاطر التي تواجه اليمن كبيرة للغاية
  • الوحدة التنفيذية في عمران تدشن المرحلة الثانية لمشروع إعادة تأهيل شارع الزكاة
  • محلل سياسي: بقاء الحوثيين مرهون بمخططات الدول التي تسعى لتمزيق اليمن والسيطرة عليه
  • عاجل.. رويترز عن شركة للأمن البحري: بدء مهمة لإجلاء طاقم السفينة اليونانية إتيرنتي سي التي هوجمت قبالة سواحل اليمن