قال العميد مهندس هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار لقطاع المشروعات، إنه جرى استكمال أعمال رفع كفاءة فوارة صحن جامع الطنبغا المارداني المخصصة للوضوء، واشتملت الأعمال على الدهانات وحفظ النص الكتابي الخاص بلجنة حفظ الأثار العربية والتوصيلات لتوفير المياه وأعمال الصرف، بالإضافة إلى ترميم البخاريات الجصية على واجهات الأروقة الداخلية.

افتتاح الطنبغا المارداني

جاءت تلك التصريحات على هامش افتتاح جامع الطنبغا المارداني في شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر، وشهد الافتتاح، الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، والسيد لويس مونريال مدير مؤسسة الأغا خان، واللواء إبراهيم عبدالهادي نائب محافظ القاهرة، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية، وشريف عريان المدير التنفيذي لمؤسسة الأغا خان، والدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الاثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة وعضو اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، وعدد من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة وقيادات الوزارة والمجلس ومؤسسة أغا خان، وممثلين من وزارة الأوقاف. 

فوارة منقولة 

وفوارة جامع الطنبغا المارداني هي ليست من أساس الجامع، وإنما تم نقلها بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية من مدرسة السلطان حسن الشهيرة، حيث أنها من أساس المدرسة هناك.     

وهذه الفوارة كانت لإيوان المدرسة الحنفية في مدرسة السلطان حسن ونقلت إلى مسجد الطنبغا المارداني بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1317هـ/1899م، والمدرسة الحنفية من أكبر أجزاء مجموعة السلطان حسن، حيث تبلغ مساحة الحنفية 898 متر، وليها إيوان وصحن تتوسطه فسقية، ثم بها عدة أدوار بها غرف سكنى الطلبة.   

الفوارة قبل وبعد النقل صهريج مياه لفوارة الطنبغا

وأثناء عمليات الترميم تم اكتشاف صهريج مياه كان مخصص لتصريف المياه الزائدة عن الفوارة، فبعد أن تم نقل الفوارة من مدرسة السلطان حسن لجامع الطنبغا، والذي كان الوضوء فيه يتم عند بئر في الطرف الشمالي الغربي، وبطريقة بدائية، تم عمل واصلة مياه سفلية لتزويد الفوارة بمياه الوضوء، ثم صهريج لتصريف المياه الزائدة عن الوضوء. 

الطنبغا المارداني

ومسجد طنبغا المارداني، هو أثر يرجع إلى العصر المملوكي، وتم إنشاؤه عام 740هـ، أي منذ 700 عام، ويقع في شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر، يقول محمود شاهين مدير منطقة آثار باب الوزير، في تصريحات خاصة للفجر، إن جامع طنبغا المارداني، يحوي عدد كبير من الأعمدة الأثرية التي استخدمت عملية بناء وتأسيس المسجد، يبلغ عددها 70 عمودًا.

وتابع شاهين أن المسجد يعتبر متحفًا مفتوحًا للأعمدة من كل العصور، حيث يوجد به أعمدة من العصر الفرعوني وعلى أحدها كتابات هيلوغليفية، وأعمدة من العصر البطلمي، وأعمدة ذات تيجان كورنثية، وعدد كبير من الأعمدة متنوعة الأشكال من مختلف العصور.

وعن سبب هذا التنوع، يقول محمود شاهين إنه كان من العادة في هذه العصور هو إعادة تدوير الخامات من المباني القديمة، وخصيصًا الخامات النادرة مثل الرخام والجرانيت وغيرها، وظاهرة استجلاب الأعمدة من المباني القديمة أو المخربة أحد سمات العصور القديمة بشكل عام.

المُنشئ وتاريخ البناء

قال شاهين إن مسجد المارداني بناه الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي، والمعروف بالطنبغا المارداني، أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ترقى في القصر السلطاني، وعينه السلطان في وظيفة الساقي وهو المسئول عن المائدة السلطانية ويتذوق الطعام قبل أن يتناوله السلطان، وقد كان أميرًا على حلب، ويقال إنه تزوج من إحدى بنات الناصر محمد بن قلاوون، وتم بناء الجامع في عام سنة 740 هـ 1340م، تحت إشراف رئيس المهندسين فى أيام الناصر محمد بن قلاوون، ويدعى ابن السيوفي.

التصميم المعماري والزخارف

ويصف شاهين المسجد قائلًا إنه بني على نمط المساجد الجامعة، حيث يتوسطه صحن سماوي مفتوح، تحيط به أربعة أروقة وللمسجد قبة بثمانية أعمدة جرانيتية تسبق المحراب، وتتوسط الصحن نافورة "ثمانية الأضلاع" رخامية، وهي منقولة، وأعمق وأكبر الأروقة هو رواق القبلة، وللمسجد ثلاثة أبواب، الرئيسي منها يقع على شارع التبانة، ويطل الباب الثاني على سكة المارداني، والباب الثالث تم إغلاقه بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية، وكان يطل على شارع آخر يدعى "زقاق المارداني"، وعلى يسار المدخل مئذنة مكونة من ثلاث دورات، والزخارف على جانبي المحراب تعتبر غاية في الروعة والجمال وهي من الزخارف المتفردة في مساجد مصر المملوكية، وواجهة الرواق الشمالى مغطاة برخام وباقى أجزاء حائط القبلة مغطى بحليات رخامية دقيقة مطعمة بالصدف.

الترميمات

أشار محمود شاهين إلى أنه عام 1884 م، أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بترميم المسجد إثر الزلزال الذي وقع في هذه الفترة، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بعمل أول ترميم للمسجد بعد تأسيسه، وشملت الترميمات فوارة المسجد والتي تم نقلها من مسجد  مسجد السلطان حسن، وهي تقع في منتصف الصحن، كما تم ترميم قبة رواق القبلة، وكذلك الحجاب الخشبي والذي تم تصنيعه بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية، وهو حجاب متفرد في زخارفه وكتاباته.

الفوارة الفوارة الفوارة الفوارة الفوارة الفوارة

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

سفير أوزبكستان بالقاهرة: نلتزم ببناء الجسور مع مصر من خلال الدبلوماسية الثقافية والتأمل التاريخي

أكد سفير أوزبكستان بالقاهرة، منصور بك كيليتشيف، التزام بلاده ببناء الجسور مع مصر من خلال الدبلوماسية الثقافية والتأمل التاريخي، مضيفا أن العلاقة بين البلدين تتجاوز شخصية تاريخية واحدة فقد تنقل العلماء والتجار والطلاب ورجال الدولة بين المنطقتين، مما أثرى الحضارتين من خلال تبادل المعرفة والقيم علي مدي قرون عديدة.

جاء ذلك خلال مؤتمر عقده كيليتشيف في مكتبة مصر العامة الليلة الماضية، خصص للسلطان سيف الدين قطز وتحدث خلاله عن العلاقات التاريخية العريقة بين الشعبين المصري والأوزبكي.

وأشار السفير منصور بك كيليتشيف، إلى تقاسم الشعبين المصري والأوزبكي خليطا من الاحترام المتبادل والمصير المشترك منذ عقد الخوارزمشاه والمماليك إلى تقاليد الأزهر والنقشبندية.

وقال، نجتمع ليس فقط لإعادة النظر في صفحات تاريخنا المشترك المجيدة، بل أيضاً لتعميق فهمنا للروابط الثقافية والحضارية التي توحد كلا البلدين، مضيفا أن رحلة السلطان سيف الدين قطز المميزة - من ضفاف نهر آمو داريا إلى قلب وادي النيل - تعكس الترابط التاريخي العميق بين آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

واقترح السفير الأوزبكي مبادرة رائدة - وهي الإنتاج المشترك لأفلام فنية ووثائقية عن السلطان قطز من قبل صانعي أفلام أوزبك ومصريين، مؤكدا أن مثل هذه المشروعات من شأنها أن تساعد في نقل الصداقة الممتدة لآلاف السنين بين البلدين إلى الجيل الجديد.

ويشار إلى أن السلطان سيف الدين قطز، الشخصية البطولية في التاريخ الإسلامي، ولد في الإمبراطورية الخوارزمية، التي تُعدّ الآن جزءً من منطقة خوارزم في أوزبكستان حاليًا وبالرغم من سنه المبكر، إلا أنه ارتقى إلى السلطة كسلطان على مصر، وقاد نصرًا حاسمًا للمسلمين على المغول في معركة عين جالوت عام 1260، حاميًا مصر ومعظم العالم الإسلامي من الغزو المغولي.

اقرأ أيضاًسفير أوزبكستان بالقاهرة يتفقد المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات

الرئيس السيسي يهنئ جمهورية أوزبكستان بذكرى يوم الاستقلال

وزير الخارجية يبحث هاتفيا تعزيز العلاقات مع نظيره الأوزبكستاني

مقالات مشابهة

  • جامعة السلطان قابوس تواصل رحلتها الطلابية الـ 26 لتكريم المجيدين
  • استنفار أمني بساحة جامع الفنا بسبب سيدة تقود في الاتجاه الممنوع رفقة أجنبي
  • قلعة العريش: تاريخ عريق يعاني الإهمال في قلب سيناء
  • سفير أوزبكستان بالقاهرة: نلتزم ببناء الجسور مع مصر من خلال الدبلوماسية الثقافية والتأمل التاريخي
  • الأخيرة.. مشاهدة مسلسل السلطان محمد الفاتح الحلقة 49 مترجمة
  • جلالة السلطان يُهنّئ رئيسي روسيا و الفلبين
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (50)
  • بن جامع: قضية الصحراء الغربية تبقى مسألة تصفية استعمار
  • ناس (لُقمةٌ في بطن جائع خيرٌ من بناء ألف جامع) قبَّلوا خلاص على الحُجَّاج
  • بن جامع: القضية الصحراوية تبقى مسألة إنهاء استعمار واستفتاء تقرير المصير لم يحدث بعد