تصعيد الحوثي عسكرياً يُعثر جهود السلام ويُعمق الأزمة الإنسانية في اليمن
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
بموازاة تعكير صفوة الأمن البحري، تواصل ميليشيا الحوثي- ذراع إيران داخليا، تصعيدها العسكري ضمن مساعيها لإفشال جهود إحلال السلام وإيقاف الحرب التي تقودها منذ نحو 10 سنوات.
سلسلة من الهجمات الفاشلة التي جرى تسجيلها في عدة جبهات بمناطق محررة. محاولات مستميتة تقوم بها الميليشيات الحوثية لإحراز أي تقدم أو مكاسب ميدانية في ظل عمليات التحشيد والتجنيد التي تمارسها منذ نحو 6 أشهر تحت شماعة "المعركة المقدسة ونصرة فلسطين".
وخلال اليومين الماضيين، اعترفت ميليشيات الحوثي بمصرع عدد من ضباطها في مواجهات اندلعت مع القوات الحكومية بحسب ما أفادت به عدة وسائل إعلام حوثية بينها "وكالة سبأ". عمليات التشييع تركزت في صنعاء والحديدة جلهم يحملون رتبا عسكرية علياً بينهم عقيد، وآخرون موزعون بين رتب نقيب ومقدم وملازم.
وبحسب التصريحات الحوثية، تم تشييع جثامين كل من: "العقيد محمد صالح الجهفي والمقدم نجيب محمد الحداد والنقيب أمين أحمد شاطر والنقيب محمد سليمان المحجري والملازم ثاني مازن حلمي العامري والملازم ثاني محمد ناجي داوود والملازم ثاني أبكر زبيري محمد، المقدم نجيب محمد أحمد الحداد، ومحمد سليمان صالح".
بدورها جددت الحكومة اليمنية التأكيد أن استمرار ميليشيا الحوثي بالتصعيد العسكري داخلياً يفاقم الأوضاع ويخلق مزيداً من الأزمات ويقوض مسار العملية السياسية وفرص تحقيق السلام المنشودة.
وأكد وزير الخارجية شائع الزنداني، في تصريحات أخيرة أن خارطة الطريق المعلنة من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن توقفت، بسبب استمرار التصعيد العسكري الذي تقوده الميليشيات الحوثية، واستمرار الهجمات الإرهابية في البحر الأحمر. ودعا الزنداني الأمم المتحدة ومبعوثها والمجتمع الدولي إلى التعاطي بجدية مع الممارسات والانتهاكات الحوثية التي تواصل عدوانها ضد الشعب اليمني وخطوط التجارة، وكذا دفعها إلى الانخراط بجدية في العملية السياسية وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
استمرار التصعيد العسكري خلال الفترة الماضية، زاد من أعداد اليمنيين الذين نزحوا إلى مناطق أخرى هرباً من الأعمال العسكرية المتكررة وبحثاً عن متطلبات الحياة الضرورية التي انقطعت بسبب الصراع المستمر، وكذا تغيرات المناخ وسوء الأحوال الجوية.
وبحسب بلاغ صادر عن منظمة الهجرة الدولية قبل أيام، أن 41 عائلة يمنية نزحت خلال الأسبوع الفائت وهو ما يؤكد أن عملية النزوح مستمرة في ظل التصعيد العسكري الحوثي ضد المحافظات اليمنية المحررة.
وأكدت المنظمة أنها رصدت انتقال تلك العائلات المكونة من 246 فرداً، خلال الفترة من 19 - 25 مايو (أيار) الحالي، من مساكنها في الحديدة وتعز والجوف إلى مواقع جديدة. وأشارت المنظمة أن نازحي الجوف انتقلوا إلى مأرب بواقع 18 عائلة؛ في حين أن نازحي الحديدة وتعز استقروا في مواطن جديدة في المحافظتين، بواقع 14 عائلة في الحديدة، و8 عائلات في تعز.
وطبقاً للمنظمة؛ فإن حالات النزوح ارتفعت منذ بداية العام وحتى أواخر الشهر الحالي إلى 1358 عائلة تضم 8148 فرداً.
وأكدت الوحدة التنفيذية للنازحين في اليمن أن عدد العائلات النازحة بلغت أكثر من 496 ألف عائلة، تضم ما يقارب مليونين و900 ألف فرد، منهم أكثر من مليون و382 ألفاً من الذكور، وأكثر من مليون و516 ألفاً من الإناث، ومن هذه العائلات هناك 9250 عائلة يعولها أطفال، و17485 أخرى تعولها نساء، في حين يبلغ عدد الأطفال غير المصحوبين بأقارب 2790 طفلاً، إلى جانب 3150 من المسنين.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
المجاعة في غزة: وفاة رضيعة بسوء التغذية تُجسّد تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع
دُفنت في غزة الرضيعة زينب أبو حليب (5 أشهر) بعد وفاتها بسوء التغذية، في مؤشر على تفاقم الأزمة الإنسانية. وثّقت وزارة الصحة وفاة 85 طفلًا و42 بالغًا خلال 3 أسابيع. حيث يعيق الحصار المستمر دخول المساعدات، ولا تزال الشاحنات التي تدخل القطاع يوميا وعددها 69 دون الحد الأدنى المطلوب أي 500 شاحنة اعلان
في مشهد مأساوي يعكس عمق الأزمة الإنسانية في غزة، تُضاف يوميًا أسماء جديدة إلى قائمة الضحايا الذين يفقدون حياتهم جراء نقص حاد في الغذاء والدواء، بينهم عشرات الأطفال والنساء وكبار السن، نتيجة الحصار المشدد المفروض على القطاع منذ أشهر. وسط تقارير طبية تُوثق ارتفاعًا مقلقًا في حالات الوفاة الناتجة عن سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية.
ودُفنت، السبت، في قطاع غزة، الرضيعة زينب أبو حليب (5 أشهر) بعد وفاتها جراء سوء التغذية الحاد، وهي آخر حالة تُضاف إلى سلسلة متزايدة من الوفيات الناتجة عن تدهور الوضع الإنساني في القطاع، وسط تحذيرات طبية من تحوّل الأوضاع إلى مجاعة شاملة.
وكانت زينب التي وُلدت قبل خمسة أشهر بوزن 3.2 كيلوغرام، قد وصلت الجمعة إلى قسم طب الأطفال في مجمع ناصر في حالة خطيرة، لكنها فارقت الحياة قبل بدء العلاج. عند وفاتها، لم يتجاوز وزنها كيلوغرامَين، في مؤشر صارخ على تدهور حاد في صحتها بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية.
في مشرحة المستشفى، كشف العاملون عن جسد الرضيعة الهزيل، حيث بدت عظام صدرها بارزة، وكاحلها أضيق من إبهام أحد الموظفين بحسب تعبيره. وقد نُقل جثمانها إلى فناء المستشفى ملفوفًا بكفن أبيض، حيث شارك في جنازتها أفراد من العائلة وسكان المخيم.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، يوم السبت بوفاة 85 طفلًا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب أسباب مرتبطة بسوء التغذية، إلى جانب وفاة 42 بالغًا في نفس الفترة.
أوضح الدكتور أحمد الفرح، رئيس قسم طب الأطفال في مجمع ناصر الطبي، أن زينب كانت بحاجة إلى نوع خاص من الحليب الصناعي لعلاج حساسيتها تجاه حليب البقر، لكنه لم يكن متوفرًا.
وأضاف أن الرضيعة لم تكن تعاني من أمراض مزمنة، لكن نقص التغذية تسبب بإسهال مزمن وقيء مستمر، أدى إلى ضعف مناعتها، ثم إصابتها بعدوى بكتيرية وتسمم دموي، ما جعلها غير قادرة على البلع أو الاحتفاظ بالطعام داخل البطن.
وأشار الفرح إلى أن القسم، المخصص لاستيعاب 8 حالات فقط، يعالج حاليًا نحو 60 طفلًا مصابين بسوء التغذية الحاد، مع وضع فرش إضافية على الأرض لاستيعاب المرضى. كما تستقبل العيادة المتخصصة في المستشفى ما متوسطه 40 حالة أسبوعيًا.
Related برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ أيامسفينة "حنظلة" تتحدى الحصار وتقترب من قطاع غزة وسط ترقب إسرائيليغزة: شحّ الغذاء وتفاقم الأزمة الإنسانية يدفعان رجلاً إلى بيع خاتم زوجته لشراء الطعام لأطفالهوتعيش عائلة زينب في مخيم للنازحين، مثل مثل آلاف العائلات النازحة في غزة. وقالت والدتها، إسراء أبو حليب، التي تعاني هي الأخرى من سوء التغذية، إنها أرضعت ابنتها طوال ستة أسابيع قبل أن تضطر إلى استخدام الحليب الصناعي، لكنها فشلت في توفير النوع المناسب.
وأضافت: "مع وفاة ابنتي، سيتبعها آخرون. أسماؤهم على قائمة لا ينظر إليها أحد. أصبحنا مجرد أرقام. أطفالنا، الذين حملناهم تسعة شهور وربيناهم، أصبحوا الآن مجرد أرقام."
وتشير تقارير طبية وإنسانية إلى تزايد حاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة تحت ظروف حصار مطول. وقد قطعت إسرائيل دخول الغذاء والدواء والوقود والمساعدات إلى غزة بالكامل لمدة شهرين ونصف بعد انهيار الهدنة في مارس الماضي، بذريعة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وفي مايو، خففت إسرائيل الحصار جزئيًا تحت ضغط دولي، وسمحت بدخول نحو 4500 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، تضمنت 2500 طن من أغذية الرضع والأغذية عالية السعرات. لكن متوسط 69 شاحنة التي تدخل القطاع يوميًا لا يزال دون الحد الأدنى المطلوب، الذي يجب أن يكون ما بين 500 و600 شاحنة يوميًا بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأشارت المنظمة إلى صعوبات كبيرة في توزيع المساعدات، نتيجة اقتحام جماعات من الجياع للشاحنات عند وصولها. كما أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 1000 فلسطيني منذ مايو أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، معظمهم قرب مواقع توزيع المساعدات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة