شبكة اخبار العراق:
2025-07-29@21:48:29 GMT

العراق. . دكتاتورية الأغلبية

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

العراق. . دكتاتورية الأغلبية

آخر تحديث: 30 ماي 2024 - 10:31 ص بقلم:ادهم ابراهيم يشير مفهوم “ديكتاتورية الأغلبية” إلى سيناريو تفرض فيه الأغلبية في النظام الديمقراطي إرادتها على حساب الأقليات، مما يقوض مبادئ المساواة والعدالة التي تهدف الديمقراطية إلى دعمها.ويقدم العراق، بمشهده الاجتماعي والسياسي الحالي نموذجا لدكتاتورية الاغلبية ، في مجتمع يسعى جاهداً من أجل الديمقراطية الحقة .

في اغلب الدول الديموقراطية في العالم ، التي تتبنى دستور قائم على أسس حديثة ،  يحظر فيها تشكيل أحزاب طائفية او فئوية تقسم المجتمع الواحد ولاتتمسك بالهوية الوطنية . وأصبح المفهوم الحديث للديموقراطية أن تكون ليبرالية المضمون والمحتوى . بمعنى ضمان الحريات والحقوق العادلة للأفراد والاقليات او الجماعات المختلفة من استبداد الاغلبية . وهذا هو جوهر الديمقراطية الحديثة .كتب الفيلسوف والاقتصادي البريطاني جون ستيورات ميل في كتابه عن الحرية أن هيمنة الاغلبية ستؤدي إلى اضطهاد مجموعات الأقليات الشبيه بما يمارسه الطاغية أو المستبد .   فتح سقوط النظام السابق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ، الباب أمام حقبة سياسية جديدة تفترض إقامة حكم شعبي ديمقراطي ، الا ان  المشهد السياسي الجديد استند على أحزاب طائفية وفئوية تقسم المجتمع الواحد ولاتتمسك بالهوية الوطنية . وفي ذلك مخالفة صريحة للدستور   الذي نص على  إنشاء جمهورية ديمقراطية فيدرالية، مع التأكيد على تقاسم السلطة بين المجموعات العرقية والطائفية المتنوعة في العراق . حيث تم تصميم  النظام الجديد لمنع أي مجموعة منفردة من السيطرة على المشهد السياسي . ومع ذلك، فقد انحرف الواقع عن هذه المُثُل المفترضة .  وبرزت كتلة تفرض قراراتها عنوة على باقي اطياف الشعب ، باعتبارها القوة السياسية المهيمنة. وتسببت في  تهميش فئات فاعلة في المجتمع ، بالرغم من الآليات الدستورية التي تهدف إلى ضمان تمثيلهم مثل المجلس الاتحادي الذي تعمدت القوى الحاكمة في تغييبه حتى لا يلعب دوراً مهماً في ارساء الديموقراطية والحيلولة دون سطوة الاغلبية .     كما اصبحت مركزية اتخاذ القرار في أيدي الحكومات ذات الأغلبية البرلمانية قضية مثيرة للجدل .  وقد أدت السياسات الطائفية لهذه الحكومات إلى تفاقم الانقسامات. خصوصا بعد إقصاء بعض الشخصيات السياسية وقمع كل اصوات المعارضة ، مما ساهم في خيبة الأمل على نطاق واسع .في الوضع السياسي الحالي في العراق نرى انعدام الثقة والشعور بالمظالم ، مما جعل من الصعب تقاسم السلطة بشكل حقيقي ، كما لعبت الجهات الفاعلة الخارجية أدوارًا مهمة في تشكيل الحكومات على مدى العشرين عاما الماضية ، وكثيراً ما اتُهمت إيران، التي تتمتع بنفوذ كبير على الميليشيات  والأحزاب السياسية المتنفذة، بتفاقم الانقسامات الطائفية من أجل مصالحها الاستراتيجية. ان شمولية الاغلبية او دكتاتوريتها تعتبر من اخطر التحديات التي تواجه الدول والشعوب ، اذ بواسطتها صعدت انظمة فاشية ونازية كلفت شعوبها والعالم تكاليف باهضة .واذا مابقى العراق في مسار دكتاتورية الاغلبية الحالية ، فانه سيتحول سريعا الى دولة ثيوقراطية (دينية – طائفية) .ولتجنب ذلك لابد من معالجة هذه التحديات ، بما يحقق التطبيق السليم للديموقراطية . وهذا يتطلب نهجاً سليما متعدد الأوجه وخصوصا فيما يتعلق بالمحاور التالية :    الإصلاحات السياسية: هناك حاجة إلى إصلاحات سياسية شاملة لضمان تقاسم حقيقي للسلطة ومنع تهميش أي مجموعة ، من خلال الالتزام بالمواد الدستورية ، مثل الاسراع في تشكيل المجلس الاتحادي ، والعمل على فك ارتباط الهيئات المستقلة من مجلس الوزراء والحاقها بالبرلمان ، كهيئة الاعلام والبنك المركزي والنزاهة وديوان الرقابة المالية وغيرها . مع إعادة النظر في النظام الانتخابي وتطبيق مبدأ فصل السلطات ، وعدم التدخل في شؤون  القضاء والمحكمة الاتحادية، لضمان العدالة وخلق توزيع أكثر توازناً للسلطة.   بناء الثقة: إن إعادة بناء الثقة بين فئات المجتمع العراقي أمر بالغ الأهمية.  ولا يشمل ذلك نظام الحكم فحسب، بل ايضا تعزيز عمليات الحوار والمصالحة لمعالجة مظالم الماضي وتعزيز الوحدة الوطنية باستبدال التكتلات والخطابات الطائفية بالوطنية الجامعة .    تعزيز المؤسسات:  تعد المؤسسات القوية والمستقلة ضرورية لدعم سيادة القانون وحماية حقوق الأقليات.  ويشمل ذلك حصر السلاح بيد الدولة ، واستئصال الميليشيات الحزبية وتعزيز قوى الامن الداخلي ، مع اتخاذ تدابير فاعلة لمكافحة الفساد ، وبناء ثقة الجمهور في الحكومة.  الدعم الدولي:  يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دوراً داعماً من خلال توفير المساعدة الفنية، وتعزيز الحوار، وضمان عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية التي تؤدي غالبا إلى تفاقم الانقسامات الداخلية .إن تحقيق ديمقراطية مستقرة وشاملة في العراق أمر محفوف بالتحديات ، خصوصا في مواجهة “ديكتاتورية الأغلبية” التي يتصف بها المشهد السياسي الحالي ، الأمر الذي يهدد التوازن الضروري لتحقيق السلام والتنمية.  ومن خلال معالجة الأسباب الجذرية للانقسام وتعزيز نظام سياسي أكثر عدالة، يمكن للعراق أن يأمل في تجاوز واقعه المضطرب وبناء مستقبله حيث يكون لجميع مواطنيه مصلحة في نجاح هذا البلد العريق .

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية: نتنياهو مجرم حرب يسعى لتمديد عمره السياسي

أكد السفير الدكتور عمر عوض الله، وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية للشؤون السياسية، إن الفارق الجوهري في التحركات الدبلوماسية الحالية هو أنها تتزامن مع انعقاد مؤتمر دولي للسلام يهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية عبر السبل السلمية، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن معظم دول العالم تشارك في المؤتمر، باستثناء دولتين.

تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق الناروزير الخارجية: صمت العالم أمام الجرائم في غزة تجسيدا مؤلمًا لفشل النظام الدولي4000 طن خلال 3 أيام .. استمرار تدفق المساعدات المصرية إلى غزةوزير دفاع إسرائيل: حماس لن تحدد مستقبل غزة.. وجيشنا سيبقى داخل القطاع

وأوضح، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الحراك الدولي هذه المرة ليس مقتصرًا على الدول العربية فقط، بل باتت القضية الفلسطينية أولوية عالمية، في ظل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مؤكدًا أن الصمت الدولي لم يعد مقبولًا.

وفي سياق متصل، شدد السفير الفلسطيني على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ليس صانع قرار"، بل "مجرم حرب يسعى لتمديد عمره السياسي عبر استمرار العدوان"، مضيفًا أن حكومة الاحتلال الحالية لا يمكن أن تكون شريكًا في أي عملية سلام، نظرًا لسجلها في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين.

وتابع: "هناك دول بدأت بالفعل باتخاذ إجراءات عملية لمعاقبة إسرائيل، بما في ذلك التلويح بفرض عقوبات اقتصادية وقطع العلاقات واستدعاء السفراء، كما فعلت هولندا".

وأشار السفير عوض الله إلى أن التحرك لم يعد دبلوماسيًا صرفًا، بل يشمل خطوات عملية تشمل عقوبات اقتصادية وسياسية، وإغلاق بعثات دبلوماسية، معتبرًا أن هذا التصعيد يأتي نتيجة لفقدان إسرائيل دعم أقرب حلفائها، وهو ما وصفه بأنه "رسالة واضحة إلى تل أبيب".

وفي رده على سؤال حول تغير الموقف الدولي تجاه إسرائيل، قال: "نعم، هناك تحوّل واضح، أصدقاء الأمس باتوا يعيدون تقييم مواقفهم، فرنسا أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبريطانيا قد تحذو حذوها".

طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال فلسطين اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية: نتنياهو مجرم حرب يسعى لتمديد عمره السياسي
  • عماد الدين حسين: أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي
  • زعيم الأغلبية البرلمانية بالنواب: القضية الفلسطينية على رأس أولويات القيادة المصرية
  • إسرائيل في فخ غزة: هل وقعت تل أبيب في مصيدة الاستنزاف السياسي والعسكري؟
  • تيتيه تودّع السفير الفرنسي.. تأكيد على التهدئة ودعم التوافق السياسي في ليبيا
  • أخبار بني سويف| تحذيرات رسمية من ظاهرة رشق القطارات.. وتعزيز المشاركة السياسية لذوي الهمم
  • شرطة أبوظبي تنظم «تمكين الشباب وتعزيز المواطنة الإيجابية»
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • عندما تطالب الأقلية بتغيير الأغلبية: تأمل في معنى التعايش
  • انتخابات فاشلة مزورة لتدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد