جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-06@14:15:44 GMT

مُعجزة الحُب

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

مُعجزة الحُب

 

لينا الموسوي

الحُب كلمة نسمعها دائمًا ونقرأها في مواقع التواصل وبين سطور الكتب المتنوعة اللغات، إنها مشاعر جميلة أنعم الله بها علينا، تمامًا كنعمة الماء والغذاء والدواء؛ لتتوازن بها أنفسنا فتستقر.

وللحب أهمية كبيرة في حياتنا الاجتماعية والمهنية؛ لأنه يرفع الهرمونات الداخلية ويُمدنا بالطاقة والنشاط، فنستطيع به مجابهة مشاكل وضغوط الحياة.

والحب هو الوقود الحقيقي لرفع مستوى أي شخص مهما كان عمره أو دوره في المجتمع؛ لكونه يُحفِّز النفس والروح والجسد، فتنبعث منه موجات الفرح والسعادة التي بدورها تنعكس على العمل والإنتاج بصورة إيجابية.

نحن في عصر تحوَّلت روح الحياة إلى مشاعر افتراضية زائفة تُحرِّكُها أجهزة صناعية تُخفي خلفها أنفسنا، وتكبتْ مشاعرنا، وتُكبِّل حركتنا.. إنها حياة تُزوِّر ابتسامتنا وتقضي على فرحتنا وما نمتلك من مشاعر حقيقية.

نحن في عصر امتلأت قلوب بعض الشعوب بحسراتٍ وآهاتٍ لِمَا تعرَّضت له من حروب وكوارث وحسرات، وتبعثر تاريخ وأصول وحضارات، وأخرى انشغلت في مظاهر خادعة من تجميل وفخامة التقنيات.

حياة تحوَّل فيها حب الأم إلى خدمات، وحنان الأب إلى أوامر شكلية وكلمات جافة يابسة كأرض قاحلة مليئة بالغيرة والكُره وعدم المسؤولية واللامبالاة.

في الحقيقة، نحن في أمَسِّ الحاجة لاستبدال ما يملأ قلوبنا من حزن وكُرهٍ واضطرابات بحب دافئ وابتسامات.

إنها موازنة صعبة قد تُغيِّر أسلوب مسيرتنا لما يتولَّد في دواخلنا من صراعات بسبب تقلُّبات الحياة ما بين خيرٍ وشرٍ وعدلٍ وظلمٍ، حبٍ وكرهٍ، فرحٍ ومأساةٍ، وما علينا سوى أن نتعلّم ونُتقن حقيقة النجاح لنستطيع أن نخوض لعبة الحياة.

لذلك من الجيد أن نتعلم ونتقن كيفية التعايش والتعامل في الحياة وأن نسعى جاهدين لفهم تفاصيل تلك المشاعر الجميلة الدافئة وتدريب أنفسنا على إظهارها والتعبير عنها وإتقانها؛ فتُصبِحُ جزءًا من تفاصيل حياتنا، فتُرطِّب نفوسنا، وتُنعِش مشاعرنا، وتُسعِد قلوب المحيطين بنا. علينا أن نكن واثقين بأنها ليست مثالية كما تسمى وإنما نعمة تسمى الحُب، فنصنع به المعجزات من بناء أسر ودول ومجتمعات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيل رجاء الجداوي.. رحلة موهبة بدأت من منصات الجمال إلى قلوب الجماهير

تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الفنانة المصرية القديرة رجاء الجداوي، إحدى أبرز رموز الأناقة والفن في مصر والعالم العربي، والتي امتد عطاؤها الفني والإنساني لأكثر من ستة عقود، جمعت خلالها بين الجمال والموهبة والالتزام، منذ تتويجها بلقب ملكة جمال حوض البحر المتوسط، وحتى مسيرتها الثرية في السينما والمسرح والدراما التليفزيونية.

ولدت رجاء الجداوي، واسمها الحقيقي نجاة علي حسن الجداوي، في السادس من سبتمبر عام 1934 بمحافظة الإسماعيلية، قبل أن تنتقل للعيش في القاهرة تحت رعاية خالتها الفنانة الشهيرة تحية كاريوكا، وتلقت تعليمها في مدارس الفرنسيسكان، ثم عملت مترجمة في وكالة إعلانات قبل دخولها عالم الشهرة والأضواء.

تميزت رجاء منذ صغرها بحضورها اللافت، حيث حصلت على وشاح «سمراء القاهرة» خلال إحدى الحفلات بحديقة الأندلس، ثم فازت بلقب «ملكة جمال حوض البحر المتوسط» عام 1958، إلى جانب فوزها بلقب «ملكة القطن المصري» في مسابقة ثقافية باعتباره من أشهر المنتجات المصرية في ذلك الوقت، بفضل إجابتها الدقيقة حول أنواع القطن والفرق بينها مما أبهر الجميع، وهو ما شكل انطلاقة حقيقية في مسيرتها كعارضة أزياء محترفة.

دخلت عالم التمثيل عبر فيلم «غريبة» عام 1958 مع المطربة نجاة الصغيرة، ثم شاركت في فيلم «دعاء الكروان» عام 1959 أمام فاتن حمامة، أحد روائع السينما المصرية، لتتوالى بعدها أعمالها المميزة مثل «نور العين»، «إشاعة حب» مع هند رستم وعمر الشريف وسعاد حسني، وواصلت تقديم الأدوار القصيرة لانشغالها في عروض الأزياء.

قدمت الجداوي خلال مسيرتها الفنية أكثر من 400 عمل، ومن أبرز أفلامها: «ثمن الغربة»، «أيام في الحلال»، «بريق عينيك»، «البيه البواب»، «تيمور وشفيقة»، «الثلاثة يشتغلونها»، «كركر»، «مراتي وزوجتي»، و«المش مهندس حسن».

وكانت لها بصمة خاصة في أعمالها مع الزعيم عادل إمام، حيث اشتركا في العديد من الأعمال الفنية الناجحة، من بينها «حنفي الأبهة»، «أحلام الفتى الطائر»، «عوالم خفية »، «الواد سيد الشغال»، و«الزعيم».

وفي الدراما التليفزيونية، قدمت باقة من أبرز المسلسلات التي لاقت نجاحا جماهيريا واسعا، منها «هند والدكتور نعمان»، «أوان الورد»، «نونة المأذونة»، «عائلة الحاج متولي»، «شربات لوز»، «هانم بنت باشا»، «بشرى سارة»، «حق مشروع»، «سارة».

وتألقت على خشبة المسرح في أعمال منها: «التعلب فات»، «أدب الجواز»، «نصيحة مخلصة للسيدات» و«الثعلب في الملعب».

كما خاضت تجربة التقديم التلفزيوني، عندما شاركت الإعلامي عمرو أديب في تقديم فقرة بعنوان «اسألوا رجاء " ضمن برنامج «الحكاية" على قناة «إم بي سي مصر» يومي الجمعة والاثنين من كل أسبوع.

حصدت «سمراء القاهرة» على العديد من الجوائز والتكريمات، حيث نالت جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «من 30 سنة» في حفل توزيع جوائز مجلة «دير جيست» عام 2016 بناء على تصويت الجمهور، وفي مارس 2019 كرمتها إدارة المهرجان الإسباني العربي للموضة باعتبارها أول عارضة أزياء في الوطن العربي وإحدى رموز الفن المصري، وفي أكتوبر من العام ذاته تم تكريمها في موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية ضمن كوكبة من نجوم الفن العربي والعالمي، كما كرمها مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته الرابعة في فبراير 2020 تقديرا لمشوارها الفني الطويل.

وعلى المستوى الشخصي، عاشت قصة حب وزواج مميزة مع حسن مختار حارس مرمى النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق، والذي تعرفت عليه خلال وجودها في السودان للمشاركة في مسرحية «روبابيكيا»، وتزوجا بعد أيام قليلة من لقائهما في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1970، وأنجبا ابنتهما الوحيدة «أميرة».

وكشفت رجاء الجداوي - خلال أحد اللقاءات الإعلامية - كواليس زواجها السريع قائلة بابتسامة: «كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها مباراة كرة قدم وأفهم تفاصيل اللعبة، وبعدها تزوجنا بسرعة، والحمد لله اكتشفنا أننا مكملين بعض».

رجاء الجداوي كانت دائما مثالا للالتزام الفني والإنساني وحرصت حتى اللحظات الأخيرة من حياتها على التواجد في الساحة الفنية، حيث شاركت في مسلسل «لعبة النسيان»، الذي عرض في رمضان 2020، رغم إصابتها بفيروس «كورونا» خلال تصوير العمل، وأكملت دورها حتى الأيام الأخيرة.

كما شاركت في فيلم «توأم روحي»، الذي عرض بعد وفاتها في أغسطس 2020، بمشاركة حسن الرداد، أمينة خليل، وعائشة بن أحمد، ومن إخراج عثمان أبو لبن.

وفي الخامس من يوليو عام 2020، غيب الموت الفنانة رجاء الجداوي عن عمر ناهز 85 عاما، بعد إصابتها بفيروس «كورونا» المستجد وخضوعها للعلاج بمستشفى العزل الصحي بالإسماعيلية لمدة 43 يوما حتى تدهورت حالتها الصحية إلى أن أعلنت ابنتها خبر وفاتها، تاركة وراءها إرثا فنيا ومسيرة حافلة تظل خالدة في ذاكرة محبيها.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لحلف الناتو: علينا تعلم اللغة الروسية
  • ترامب:علينا أن نفعل شيئا بشأن غزة
  • في ذكرى رحيل رجاء الجداوي.. رحلة موهبة بدأت من منصات الجمال إلى قلوب الجماهير
  • أحمد عبد العزيز: أم كلثوم قيمة حضارية عظيمة ومروة ناجي جديرة بالاحتفاء بها.. فيديو
  • العيدروس: الهلال غادر البطولة لكنه لم يغادر قلوب الجماهير
  • اتصلوا ليطلبوا الإذن.. «ترامب»: سمحت للإيرانيين بإطلاق 14 صاروخا علينا
  • أغنية ارجعلها من ألبوم ابتدينا.. علامات بتقولك لازم تسمع كلام الهضبة
  • اتصلوا بكل احترام ليطلبوا الإذن .. ترامب: سمحت للإيرانيين بإطلاق 14 صاروخا علينا
  • “حماس” تجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بشأن عرض الوسطاء إنهاء العدوان
  • شيكابالا.. أسطورة الزمالك ورمز الوفاء في عيون حسام المندوه