كيف يؤثر النفي على فهمنا للعبارات والجمل؟!
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
حدد فريق من العلماء كيفية معالجة أدمغتنا لعبارات تتضمن النفي (لا)، والتي تبين أنها تخفف المعنى بدلا من عكسه.
أوضحت أريانا زونازي، الباحثة في قسم علم النفس بجامعة نيويورك: "لدينا الآن إحساس أقوى بكيفية تأثير النفي على عقولنا بينما نحاول فهم العبارات المختلفة. ومن خلال تحديد أن النفي يعمل كمخفف للصفات (سيئة أو جيدة، حزينة أو سعيدة، باردة أو ساخنة)، نفهم بشكل أفضل كيفية عمل الدماغ لتفسير التغييرات الدقيقة في المعنى".
وكشفت الدراسة أنه غالبا ما يتم استخدام النفي عمدا لإخفاء المعنى الحقيقة للعبارات في مجموعة من الاتصالات، بدءا من الإعلانات وحتى الملفات القانونية.
كما تواجه النماذج اللغوية في أدوات الذكاء الاصطناعي صعوبة في تفسير المقاطع التي تحتوي على النفي.
إقرأ المزيدوأجرت زانازي وزملاؤها سلسلة من التجارب لقياس كيفية تفسير المشاركين للعبارات، وكذلك مراقبة نشاط الدماغ أثناء هذه المهام من أجل قياس الوظيفة العصبية ذات الصلة بدقة.
وقرأ المشاركون (على شاشة الكمبيوتر) عبارات الصفات مع وبدون النفي (على سبيل المثال، "حقا ليس جيدا" و"حقا جيد حقا")، وقيّموا معناها على مقياس من 1 إلى 10 باستخدام مؤشر الماوس.
ووجد العلماء أن المشاركين استغرقوا وقتا أطول لتفسير العبارات مع النفي، مقارنة بالعبارات الأخرى، ما يشير إلى أن النفي يبطئ معالجة المعنى لدينا.
بالإضافة إلى ذلك، واستنادا إلى كيفية تحريك المشاركين لمؤشراتهم، تم تفسير العبارات المنفية أولا على أنها إيجابية (على سبيل المثال، تم تفسير "ليس حارا" في البداية على أنها أقرب إلى "ساخن" بدلا من "بارد")، ولكن تم تحويلها لاحقا إلى معنى مخفف، ما يشير إلى أن عبارة "ليس حارا" لا يتم تفسيرها على أنها "حارة" أو "باردة"، بل على أنها شيء بين "حار" و"بارد".
وتسلط هذه الدراسة الضوء على التعقيد الذي يدخل في فهم اللغة، ويظهر أن هذه العملية المعرفية تتجاوز مجموع معالجة معاني الكلمات الفردية".
نشرت الدراسة في مجلة PLOS Biology.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات بحوث تكنولوجيا على أنها
إقرأ أيضاً:
هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟
الركوع أحد أركان الصلاة الأساسية، ولا تصح الصلاة بدونه، ومن نسيه وجب عليه الإتيان بسجود السهو تعويضًا، كما أن إدراك الركوع مع الإمام يعني إدراك الركعة وصلاة الجماعة، أما من لم يدرك الإمام في ركوعه، فلا تحتسب له الركعة.
وفيما يتعلق بالحركة التي تلي الركوع، فإن الفقهاء اختلفوا في مسألة الإطالة بعد الاعتدال منه؛ فمنهم من رأى أن المصلي يجوز له أن يسجد فورًا بعد الرفع، ومنهم من أجاز البقاء قليلاً للدعاء، لكنهم اشترطوا أن يكون الدعاء مما ورد فيه فضل خاص، كما في الحديث الذي أثنى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، على من قال دعاءً معينًا سمعه منه في الصلاة، وقال عنه إن الملائكة تسابقت لكتابته.
تسبيحة واحدة تكفي في الركوع والسجود
وفيما يخص عدد التسبيحات المطلوبة في الركوع أو السجود، أكد العلماء أن تسبيحة واحدة فقط تكفي، موضحين أن المهم هو أن يركع المصلي ويطمئن في ركوعه، ومتى تحقق الركن وأدّاه المصلي بخشوع، فإن صلاته تكون صحيحة.
وشدد العلماء على أن التسبيح في الركوع والسجود سنة عند جمهور أهل العلم، بينما يعده الحنابلة واجبًا وأقله تسبيحة واحدة.
وأضافوا: "لو أخطأ المصلي فذكر أذكار السجود في الركوع أو العكس، فصلاته صحيحة، ولا يترتب على ذلك سجود سهو، بحسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء".
وأشار العلماء إلى أن الأفضل للمسلم أن يسبح ثلاث مرات أو أكثر أثناء الركوع والسجود، لكن إذا اقتصر على تسبيحة واحدة فقط، فصلاته صحيحة بإجماع العلماء، إذ إن السنة يمكن أن تتحقق بأدنى فعل منها.
دعاء عظيم بعد الاعتدال من الركوع
وتناول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، موقفًا شريفًا يدل على فضل بعض الأدعية في هذا الموضع من الصلاة، حيث روى عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه أنه قال: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركوع وقال: "سمع الله لمن حمده"، قال أحد الصحابة من خلفه: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة: "من المتكلم آنفاً؟"، فقال الرجل: أنا، فقال عليه الصلاة والسلام: "رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".
وأوضح الدكتور جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هو من قال هذا الدعاء أولًا، لكنه أثنى عليه عندما سمعه، لما فيه من فضل عظيم، مشيرًا إلى أن بعض الأذكار والأدعية التي لم ترد عنه بشكل مباشر لها مع ذلك منزلة وفضل إذا أُدخلت في مواضعها المناسبة في الصلاة.
وأشار إلى حديث آخر عن ابن أبي أوفى، يذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد رفع ظهره من الركوع: "سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".
هذه الأقوال والأحاديث تدل على سعة رحمة الله، وعلى مرونة السنة النبوية في الأذكار، ما دامت لا تخرج عن مواضعها الشرعية، ولا تبتعد عن ما أقره النبي أو أثنى عليه.