البوابة نيوز:
2025-08-02@18:32:57 GMT

10 أسباب لمجيء السيد المسيح إلى أرض الكنانة

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ونحن نحتفل بمجيء العائلة المقدسة  لأرض مصر في ٢٤ بشنس أول يونيو من كل عام وهو يعتبر عيداً قومياً لكل المصريين قد يتساءل البعض لماذا جاء السيد المسيح إلى مصر ؟ وقد أجاب عن هذا السؤال كل من الباحثين القس يسطس فانوس وصديقي الأستاذ/وجيه سامي في كتابهما القيم لماذا مصر؟
١- جاء السيد المسيح إلى مصر لأنها ملجأ للأنبياء:
 كثيرون من أنبياء العهد القديم جاءوا إلى مصر منهم من جاء خوفاً من جوع ومنهم من سمع الأمر الإلهي الصادر إليه بالنزول إلى أرض مصر ومنهم من بيع إلى أهلها ومنهم من جاء هارباً خوفاً من قتل أو موت وكانت مصر لكل هؤلاء ملجأ وملاذا وحصنا وشبعا وسرورا ومن هؤلاء إبراهيم أبو الآباء ويعقوب إسرائيل ثم جاء بعد ذلك يوسف والأسباط عاشوا في  أرض مصر وموسى النبي الذي تعلم بكل حكمة المصريين ومريم وهارون يولدان بمصر وأرميا يتنبأ  في مصر وسليمان الملك يتزوج من مصر وآخرون جاءوا إلى مصر منهم هدد الأدومي الذي تزوج منها يربعان بن نباط الذي هرب من بطش سليمان  حتى الأنبياء الذين لم يأتوا إلى مصر في حياتهم جاءوا إليها أجسادا ليباركوها مثل أليشع النبي ويوحنا المعمدان في دير القديس أبو مقار ودانيال النبي الذي بكنيسة  القديس يوحنا المعمدان ودانيال النبي بالإسكندرية.

 
٢- جاء السيد المسيح إلى مصر ليعطي للمصريين عربون المصالحة:
الله في العهد القديم أنزل على المصريين ضربات عديدة وأنزل بهم ويلات كثيرة ولكن الله رجع وسامح وغفر  وبارك أرض مصر إن الغرض من سخط الرب وغضبه أن  يحول الشعوب إلى كنيسة  واحدة  لتدعوه بشفاه الحمد ويعبدوا  الرب بروح واحدة  أنه يؤدب لكي يرد كل واحد إلى ميراثه وهكذا جاء الرب إلى مصر في القديم ليضربها ضربة  الشفاء يسمح الله بضربها أي بتأديبها عن الضعف الذي فيها لكي تكتشف ذاتها وتدرك حاجتها إلى المخلص فترجع إليه لتجده الطبيب القادر وحده أن يشفي جراحات النفس ويرد لها سلامها جاء إلى مصر وضرب أوثانها  ليجد المصريون فيه وحده سر شفائهم. 
٣- جاء السيد المسيح إلى مصر لأن حكماء مصر تنبأوا عن المسيح:
ما أن سمع وادامون الأرمنتي أول شهيد على اسم السيد المسيح في أرض مصر أن الطفل يسوع وأمه نزل أرض مصر تطلع لرؤية  المسيا  فرآه في الأشمونيين وسجد له وتبعه وأخبر الأصدقاء عنهم من أين عرف ودامون المسيح وكيف انتظره ليراه ويسجد له عارفا أنه هو مخلص العالم ؟ إن المصريين قد لمحوا شبه السماويات وظلها فجاء الكثير من تعاليمهم متوازيا مع الناموس الذي قيل عنه أنه ظل الخيرات العتيدة أهتم المصريون بالمعرفة الروحية وأقيمت مدرسة  الإسكندرية لهذه الغاية ونجد أن الحكيم نيفره الذي وجد في سنة ٢٠٠٠  ق م  قال: "ستتهلل الناس في وقته ابن الإنسان الذي سيكون اسمه إلى أبد الآبدين وسيعود البر إلى  مكانه ويلقي بالشر خارجا. 
٤- جاء السيد المسيح إلى مصر لأنها مصدر الإشعاع العلمي ومعلمة الأمم :
لأن  لمصر أثرا عظيماً على فكر حضارات الشرق القديم عموماً كم كانت عظيمة حكمة المصريين في الشرق القديم والعقلانية أصلا تقليد مصري أخذه فلاسفة  الإغريق عن المصريين وعلى التوحيد المصري والعقلانية المصرية أقامت حضارة البحر الأبيض المتوسط منذ قدم الزمن إلى يومنا هذا وكانت عائلات الشرق القديم ترسل أبنائها إلى مصر للتعلم حسب التقاليد المصرية أن تأثير الديانة المصرية لم يكن مقتصراً على القطر المصري والمقاطعات المصرية فقط بل امتد إلى كثير من البلاد المجاورة مثل كريت وأوروبا وفلسطين وفينيقية وبيبلوس والكثير من البلاد.
٥- جاء السيد المسيح إلى مصر ليطرد الشيطان المقيد فيها:
جاء في سفر طوبيا قصة يجب أن  نتأمل لنعرف أن مجيء السيد المسيح له المجد إلى مصر كان مجيئا لازماً لخلاص أبناء مصر من أسر الشياطين وعبوديتهم المرة  والقصة ذكرت في (طوبيا ٨ : ٢- ٣) عن تقييد الشيطان أزماداوس في أعالي مصر أي في الصعيد  فما أن  صعد الدخان وشم الروح الشرير رائحته حتى هرب إلى أقاصي مصر العليا قيده الملاك يتضح أن رائحة الكبد  الموضعة على النار جعلت الشيطان ينفر منها وجعلته يقيده في أقاصي  مصر ويتضح لنا أن مجيء المسيح إلى مصر إلى بريتها ليصارع  فيها الشيطان الحية  القديمة ويهزمه هناك ويحل مكانه آباء البرية  القديسين الذين تعطر تراب مصر بصلواتهم ونسكهم فخرجت من مصر فكر الرهبنة الذي علم العالم كله  
٦- جاء السيد المسيح إلى مصر لأن في  مصر صلب المسيح بالرمز:
في سفر الخروج إصحاح  ١٢ كلم الرب موسى وهارون في أرض مصر وأعطاهم أمرا أن يذبحوا  خروف الفصح حدد لهم كيف ومتى يذبحون وجاء في سفر الرؤيا 8" وَتَكُونُ جُثَّتَاهُمَا عَلَى شَارِعِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُدْعَى رُوحِيًّا سَدُومَ وَمِصْرَ، حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا أَيْضًا. "(رؤ ١١ : ٨ )يعلن  لنا القديس يوحنا أن المسيح قد صلب بالرمز في مصر وعجيب حقا أن يرى يوحنا الرسول وهو في عمق استعلان أسرار الله أن الفصح الذي تم في مصر يحمل صورة  نافذة لصلب المسيح كأمر مقضي  به على الأرض.
٧- جاء السيد المسيح إلى مصر لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه:
واختار السيد المسيح مصر لأنها لم تكن تحت حكم هيرودس لم تخضع له إداريا بل كانت ولاية  مستقله في الحكم.
٨- جاء السيد المسيح إلى مصر لأنها خلت من بعض العيوب الموجودة في الشعوب الأخرى:
ولأن موسى النبي تهذب بكل حكمة المصريين وكان مقتدرا في الأعمال وفي الأقوال  فإن المصريين تعلموا بالأقوال والأفعال قد تجنبوا العيوب الموجودة في حياة  الشعوب الأخرى منها تقديم الذبائح البشرية و تعدد الزوجات ووأد  البنات لم يشترك المصريون في تقديم ذبائح بشرية  مثل باقي الأمم فالمصريون لم يقدموا ذبائح بشرية وهناك أسطورة عروس النيل  وتم ذكر عروس النيل أول ما ذكر  كان مع دخول العرب مصر كان أول من كتب عن هذه القصة كان هو ابن عبد الحكم في كتابه "فتوح مصر والمغرب" قد اعتمد ابن عبد الحكم على كثير من الخرافات التي أوردها في كتابه وكثير من الأساطير غير مرتبة تاريخياً 
شريعة  الزوجة  الواحدة المرأة في مصر الفرعونية  قد نالت ما لم تنله أي امرأه أخرى في ذلك العصر في أي حضارة كانت قائمة فالمرأة في مصر كانت الأم والزوجة والملكة  ولكل   واحدة من هؤلاء مكانتها واحترامها ومهابتها 
ونجد الحكيم بتاح حتب يوصى ابنه قائلاً :"يا ولدي إذا كنت عاقلاً فأسس لنفسك بيتاً وأحب زوجتك من قلبك املأ بطنها وأكس ظهرها وأشرح صدرها إياك أن تقسو عليها إن القسوة خراب للبيت الذي أسسته فهو بيت حياتك لقد اخترتها أمام الله فأنت مسئول عنها أمام الاله"
ومن العيوب التي خلت منها مصر وأد البنات حيث كانت هذه العادة منتشرة في الجاهلية  قد وجد في النصوص الفرعونية ما يقدس المرأة  ويحترمها" الزوجة الصالحة هي من الإله لمن يستحقها ".
٩- جاء السيد المسيح إلى مصر حيث عاش المصريون ظل السماويات:
حيث آمنوا بالتوحيد الذي يختلف  عن الاثليث والتوحيد المسيحي والخلود والإله الواحد وعلامة  الحياة  للأبد عاشوا في اللاشعور الإيماني أو بمعنى عاشوا ظل السماويات إلى أن جاء النور الحقيقي الذي يضيء لكل من في الظلمة وقبلناه ربا وإلها ومخلصا هكذا عاش المصريون في ظل الخيرات العتيده كما جاء في أنشودة آتون المشهورة : "إنك تشرق جميلاً في أفق السماء يا أتون  الحي يا بادئ الحياة  إنك إذا أشرقت  من جبل النور الشرقي ملأت كل بلد بجمالك ومحبتك أنك جميل أنك عظيم أنك تتلألأ عالياً فوق كل بلد إذا اشعتك تحيط بالأراضي كلها وبكل 
شيء  خلقته لأنك رع".
١٠ - جاء إلى مصر تحقيقا للنبوات :
1 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ 
قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. (أش ١٩ :١)
19 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، 
وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا. (أش ١٩ :١٩ )
1 «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي 
(هوشع ١١ :١)
مصر المباركة التي باركها السيد المسيح وتوجد حوالي ١٧ محطة لرحلة العائلة المقدسة وبارك أرضها وهواءها وسماءها ستظل محفوظه في قلبه .

34e2e20c-f975-4ab1-a2da-8af52b96c423

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر العائلة المقدسة مصر لأنها أرض مصر فی مصر

إقرأ أيضاً:

كاش كوش.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القديم

على مرتفعات الحجر الجيري المطلة على وادي لاو في شمال المغرب، وتحديدا في موقع يعرف باسم "كاش كوش"، كان فريق من الباحثين المغاربة الشبان يزيح الغبار عمّا تبقى من زمن منسي. لم يكونوا يبحثون عن كنوز، بل عن دلائل. ولم تكن الأدوات الفاخرة ولا القصور القديمة مبتغاهم، بل عظام بشرية متهالكة، وقطع فخارية متآكلة، وآثار نباتات وأطعمة حملتها أيدي أناس عاشوا هنا منذ آلاف السنين. هؤلاء الباحثون، وفي مقدمتهم حمزة بنعطية، انطلقوا في مغامرة علمية هدفها قلب فرضيات قديمة ظلت سائدة عقودا.

لطالما اعتقد بعضهم أن شبه جزيرة طنجة، في أقصى شمال غربي أفريقيا، كانت منطقة معزولة هامشية في عصور ما قبل التاريخ، مجرد ممر أو فراغ حضاري. لكن هذا الاعتقاد بدأ يتهاوى تحت وطأة الأدلة المتزايدة التي كشف عنها الموقع. كانت البداية مع تأريخ بالكربون المشع لطبقات الأرض، ثم التنقيبات التي كشفت عن وجود ثلاث مراحل استيطانية متتالية، تعود إلى ما بين 2200 و600 قبل الميلاد. مجتمع زراعي مستقر كان يعيش هنا، قبل زمن الفينيقيين، بل ويتفاعل مع الثقافات المتوسطية دون أن يذوب فيها.

تتميز السواحل الأوروبية للبحر الأبيض المتوسط بديناميات اجتماعية ثقافية واقتصادية معروفة جيدا خلال العصر البرونزي والعصر الحديدي المبكر (2200–550 قبل الميلاد)، لكن في المقابل يظل فهمنا للسواحل الأفريقية غامضا نسبيا. يؤكد موقع "كاش كوش" فاعلية المجتمعات المحلية، متحديا فكرة أن شمال غربي أفريقيا كانت أرضا خالية قبل وصول الفينيقيين.

فريق البحث الأثري (الألمانية)العصر البرونزي بالمغرب

يعرف هذا العصر البرونزي أفضل بفضل مشاريع في مناطق أخرى على طول المغرب الأطلسي والمتوسطي، بما فيها رشقون في الجزائر، وقرطاج وليكسوس وعتيقة (أوتيك) في تونس. لكن المرحلة التي تسبقه مباشرة (المعروفة إقليميا بالعصر البرونزي المتأخر، نحو 1300–900 قبل الميلاد، وهي فترة حرجة لدراسة المجتمعات المحلية القائمة) تبقى مجهولة تقريبا. وفي أماكن أخرى من المغرب الكبير، تبقى هذه الفترة غامضة أيضا؛ ففي تونس يرتبط طراز سكني من الهياكل الحجرية بفترة تسبق الواردات الفينيقية، لكنه لا يعود لأكثر من 1000 عام قبل الميلاد.

إعلان

"خلافا لما كان يعتقد، لم تكن هذه المنطقة خالية، بل كانت مليئة بالحياة والطقوس والنشاط الزراعي"، يقول حمزة بنعطية، الباحث في جامعة برشلونة، في حديث لوكالة الأنباء الألمانية. ويضيف: "أظهرت تحليلاتنا أن الناس هنا لم يكونوا معزولين، بل كانوا جزءا من شبكة واسعة تشمل جنوب إيبيريا وشرق المتوسط".

اهتزت الأوساط العلمية العالمية عام 2017 لاكتشاف مذهل في منطقة جبل إيغود قرب مدينة آسفي وسط المغرب. هناك، تحت طبقات من الصخور الرسوبية، عثر على بقايا عظام بشرية وأدوات حجرية. لم تكن مجرد بقايا، بل كانت أقدم ما عثر عليه للنوع البشري العاقل (Homo sapiens)، تعود إلى 300 ألف عام.

لم يعد شرق أفريقيا وحده مهد الإنسان الحديث، كما كانت تعتقد النظرية السائدة، بل أصبح المغرب فاعلا رئيسيا في فهم بداية الإنسان وتطوره. لم تكن هذه الجماجم سوى البداية لسرد طويل ومتشعب عن حياة كانت تدب هنا، حين كانت الأرض بكرا والسماء أرحب.

تظهر نتائج الأبحاث الأخيرة المنشورة في عدد من المجلات العلمية أن سكان "كاش كوش" مارسوا الزراعة بانتظام، وربوا الماشية، واستعملوا أدوات متقدمة نسبيا. وحتى في غياب الكتابات أو المدونات، فإن ما تبقى من طعامهم، وأدواتهم، وهياكلهم العظمية، كان كافيا لرسم صورة عن مجتمع متوازن ومستقر. ومع مقارنة هذه النتائج بمواقع أخرى مثل جبل إيغود وسط البلاد، وتافوغالت في شرقها، ودروة زيدان شمالا، تبرز صورة أكثر ثراء عن تاريخ المغرب ما قبل التاريخ.

إحدى الصخور المنقوشة في موقع "كاش كوش" (الألمانية)هجرات العالم القديم

لكن المفاجآت لم تتوقف عند حدود الزراعة والاستقرار. فداخل إحدى المغارات المكتشفة في "كاش كوش"، وجد الفريق العلمي ثلاثة هياكل عظمية تعود إلى العصر الحجري الحديث، نحو 4900 عام قبل الميلاد. وإذا ما تمكن العلماء من استخراج الحمض النووي من هذه البقايا، كما يطمح حمزة بنعطية، فسنكون أمام واحدة من أهم المحطات في إعادة بناء تاريخ الهجرات البشرية.

"نحن نبحث حاليا عن أدلة جينية تؤكد وجود تزاوج واختلاط بين سكان جنوب أوروبا وشمال أفريقيا عبر مضيق جبل طارق"، يقول بنعطية، موضحا أن هناك شواهد تدعم هذه الفرضية، تعود إلى ما بين 5000 و7000 عام قبل اليوم. الأمر لا يتعلق فقط بتفاعلات ثقافية أو تجارية، بل بعبور أناس، واستقرار، ودماء امتزجت. هذه الهجرات، كما يقول بنعطية، لم تكن طارئة ولا محدودة، بل كانت جزءا من دينامية طويلة الأمد تربط بين ضفتي المتوسط.

اللافت أن تاريخ هذه المنطقة لم يتوقف عند المجتمعات الزراعية، بل استمر في التطور ليفرز مع مرور الوقت تنظيمات أكثر تعقيدا. بداية من القرن الرابع قبل الميلاد، شهد المغرب، بحسب بنعطية، نشوء نظام ملكي مبكر، أطلق عليه اسم "الملكية المورية". وهو نظام لم تعرفه الضفة الشمالية للمتوسط في تلك المرحلة، حيث كانت تسود المدن-الدول الصغيرة. ويضيف: "كانت المملكة المورية تمتد من طنجة إلى وليلي وربما أبعد، ما يجعلنا نتحدث عن كيان سياسي قوي ومنظم".

هذه المعطيات تفتح نقاشا تاريخيا مهما: لماذا احتل الرومان شبه الجزيرة الإيبيرية قبل 200 عام من الميلاد، بينما لم يدخلوا إلى المغرب إلا بعد 40 عاما من الميلاد؟ الجواب، وفقا لبنعطية، يكمن في قوة الدولة المغربية آنذاك، مقارنة بتشتت إسبانيا إلى دويلات صغيرة. وقد اقتصر الوجود الروماني في المغرب على منطقة محدودة جنوب وليلي قرب مدينة مكناس، وتركزت آثارهم في قلاع محددة.

إعلان

لكن ما توصل إليه الفريق العلمي لا يمثل سوى البداية، كما يؤكد حمزة بنعطية: "ما نراه اليوم ليس إلا واجهة الواجهة. ولو أتيحت لنا الإمكانيات والوقت الكافي، فأنا أضمن لكم أن ما سنكتشفه قادر على إعادة كتابة تاريخ شمال أفريقيا والمتوسط وغرب أوروبا بأكمله".

منظر عام للموقع الأثري "كاش كوش" (الأناضول)مواقع أثرية

ويشير إلى وجود مواقع أثرية هائلة لم تمس بعد، خاصة في محيط مراكش وعلى امتداد الساحل الأطلسي من الرباط إلى الجديدة، قائلا: "نحن نتحدث عن أراض ممتدة على عشرات الهكتارات، وقد تحتوي على مقابر جماعية ومراكز حضرية مجهولة. ثلاث سنوات فقط من البحث العلمي الجاد كفيلة بإحداث ثورة معرفية".

يضع الباحثون آمالا كبيرة على استخراج الحمض النووي من أحد الهياكل التي عثر عليها في الموقع الأثري. "هذا الاكتشاف سيكون الأول من نوعه في شمال أفريقيا إذا نجحنا في الحصول على الحمض النووي. لكن الأمر مرهون بنسبة الكولاجين، التي نأمل أن تكون كافية، وسنعرف ذلك خلال ثلاثة أشهر"، يوضح بنعطية.

وتكمن أهمية هذه العينات في ارتباط العصر البرونزي بهجرات كبيرة شهدتها أوروبا من الشرق إلى الغرب، وتحديدا من مناطق مثل روسيا وأوكرانيا نحو غرب أوروبا، وهو ما أثبته علم الجينات سابقا. في حال التأكد من وجود روابط جينية مشابهة في المغرب، سيكون ذلك مؤشرا دامغا على أن شمال أفريقيا كان جزءا من هذه الموجات البشرية الكبرى، لا مجرد مستقبل سلبي لها.

كل هذا يعيد صياغة موقع المغرب القديم في السردية العالمية لتاريخ البحر الأبيض المتوسط. لم يكن المغرب مجرد هامش أو صدى لما يجري في الشمال، بل كان مركزا قائما بذاته، يشع حضارة وتنظيما سياسيا واجتماعيا مبكرا.

من "كاش كوش" إلى "جبل إيغود"، ومن طقوس العصر الحجري إلى تشكل الممالك، يتضح أن شمال المغرب لم يكن أرضا خاملة كما ساد الاعتقاد، بل كان قلبا نابضا في ذاكرة المتوسط. ولا يزال في جعبة الأرض أسرار كثيرة، تنتظر من ينبشها بعين الباحث وشغف المؤرخ.

مقالات مشابهة

  • كاش كوش.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القديم
  • عبد المسيح هنّأ الطلاب الناجحين ودعا للامتناع عن إطلاق النار ابتهاجًا
  • العودة الطوعية… السودانيون يودعون ارض الكنانة
  • اللقاء المشترك يعلن تاييده لمضامين خطاب السيد القائد
  • اليمن لن يسكت على الخونة والمتواطئين .. السيد القائد يوجه الشعب اليمني بهذا الأمر
  • عبد المسيح: لا ضمانة بوجه العدوان إلا سلاح الجيش
  • السيد القائد يشيد بأجل العبارات على خروج الجمعة الماضية
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج الواسع غدًا الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات
  • السيد القائد يوجه اقوى تحذير لادوات اسرائيل في الداخل
  • السيد القائد: هدنة غزة خلفت ضحايا باكثر من 4 الاف وانزال المساعدات خداع