طهران- رغم التحديات التي تمر بها بلاده عقب وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث سقوط المروحية والترتيبات التي تمضي على قدم وساق لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أعطى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عملية "طوفان الأقصى" الأولوية، في أحدث خطاب ألقاه صباح اليوم الاثنين.

وفي كلمته، بمناسبة الذكرى الـ35 لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، استهل خامنئي بالحديث عن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة وتداعياتها وتطوراتها الإقليمية.

ثم عرّج المرشد على مصرع رئيسي ورفاقه إثر تحطم المروحية التي كانت تقلهم، وختم بالاستحقاق الانتخابي المقرر في 28 يونيو/حزيران الجاري لملء الشغور الرئاسي.

وقت دقيق

ويرى مراقبون في إيران أن خطاب المرشد الأعلی جاء في توقيت دقيق على ضوء المتغيرات الداخلية والإقليمية، بيد أنه أولى أهمية كبرى للقضية الفلسطينية، إذ اعتبر أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت في اللحظة المناسبة، وأفشلت خطة كانت ترمي إلى تغيير المعادلات بالمنطقة.

في السياق، يعتقد السفير الإيراني السابق في الأردن ولبنان أحمد دستمالجيان أن تقديم الملفات وتأخيرها في كلمة المرشد الإيراني تُظهر أهميتها في سياسات طهران.

وأوضح أنه عقب حادث سقوط المروحية الرئاسية هناك من كان يراهن على انشغال طهران بهمومها الداخلية، لكن كلمة المرشد أظهرت للجميع أن القضية الفلسطينية ستبقى الأهم في سلم سياسات الجمهورية الإسلامية.

وفي تصريحه للجزيرة نت، يقول دستمالجيان إن حديث خامنئي عن "نبوءة مؤسس الجمهورية الإسلامية بزوال الكيان الصهيوني" جاء في سياق التنبؤات التي تحققت بالفعل، ومنها سقوط النظام البهلوي، وانتصار الثورة الإيرانية، وانهيار الاتحاد السوفياتي، مما يجعل "زوال كيان الاحتلال حقيقة ماثلة أمام الرأي العام، ولعنة تطارد الصهاينة في الأرض المقدسة".

وتابع أن خامنئي قد رسم صورة واضحة المعالم للرأي العام عن حقيقة تطورات القضية الفلسطينية، بقوله إن المقاومة الفلسطينية حاصرت الاحتلال وحشرته في زاوية لا مخرج له منها، وإن عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد "قطعت الطريق على المشروع الصهيوأميركي الرامي لتغيير موازين القوى في المنطقة".

وبذلك، يضيف دستمالجيان، كان لا بد من عملية "طوفان الأقصى" التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وأفشلت مشاريع التطبيع مع الاحتلال.

خامنئي طالب بمواصلة نهج الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي التابع للثورة (الصحافة الإيرانية) حرب هجينة

وعن تطرق المرشد الإيراني إلی قراءات بعض المحللين الغربيين البارزين عن تطورات "طوفان الأقصى"، يقرأ الدبلوماسي الإيراني السابق هذا الجانب من كلام خامنئي في سياق الحرب النفسية ضد "العدو".

كما يقرأه في سياق تلقين الاحتلال بما يستشرفه المفكرون المقربون منه، في الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحتى "الصهاينة"، عن ورطة تل أبيب في مستنقع غزة دون تحقيق أي من أهداف هجومها عليها.

من ناحيته، يعتقد العميد المتقاعد في الحرس الثوري حسين كنعاني مقدم، أنه لا فرق بين أعداء الجمهورية الإسلامية والقضية الفلسطينية، واعتبر أن كلمة المرشد الإيراني جاءت في سياق "جهاد التبيين" من جهة، والرد المناسب على "الحرب الهجينة" المتواصلة على غزة من جهة أخری.

وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح كنعاني مقدم أن خامنئي أراد تسليط الضوء من جديد على حقائق المعركة، التي تخوضها غزة بالنيابة عن الأمة الإسلامية، وذلك على لسان كبار محللي معسكر "العدو"، كما أراد إطلاق حرب متعددة الجوانب على "العدو" ردا على حربه الشعواء على قطاع غزة.

ولدى إشارته إلى موقف المرشد الإيراني حول "الهجوم الإسرائيلي الغاشم على غزة، وأنه كان رد فعل أعمى على إخفاق مخططاته في المنطقة"، يقول مقدم إن الموقف جاء لتكريس نجاعة خيار المقاومة في وضع الاحتلال على طريق الزوال، وفشل المخططات الرامية إلى دمجه في الإقليم.

وأكد أن المرشد الإيراني حرص على بيان بعض الحقائق عن مستوى الإرباك في هرم سلطة "الكيان الصهيوني" لحض المستوطنين على الهجرة العكسية. وأضاف أن التذكير بعدم تحقيق إسرائيل أيا من أهدافها في غزة واستنزاف طاقتها على يد المقاومة الفلسطينة فقط، يهدف إلى "تحقير الجيش الإسرائيلي"، وإرسال رسالة قوة عن طاقات محور المقاومة التي لم تدخل المعركة بعد.

وخلص كنعاني إلى أن كلمة المرشد الإيراني حملت رسالة مبطنة إلى المقاومة الفلسطينية بعدم الانجرار وراء الوعود التي تُطلَق في ما تسمى مفاوضات وقف إطلاق النار، وعدم السماح بإنقاذ كيان الاحتلال من مأزقه، وتوقع أن تكون المنطقة على موعد مع عمليات يمكن تسميتها "طوفان الأقصى 2" في المرحلة المقبلة.

المشهد الداخلي

أما على الصعيد الداخلي، فيعتقد الباحث السياسي حسن هاني زاده أن خامنئي، ومن خلال إشادته بأداء الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، أيّد توجه الأخير وسياساته من جهة، وأرسل رسالة واضحة للشعب الإيراني -من جهة أخرى- لاختيار رئيس يؤمن بالمسيرة التي بدأها رئيسي ويعتزم مواصلتها.

ويرى هاني زاده -في حديثه للجزيرة نت- أن خامنئي عقد مقارنة بين سياسات رئيسي وخط الثورة الإسلامية، وطالب الرئيس المقبل بمواصلة خط هذه الثورة الذي تمكّن من تقليص الهوة بين الشعب والسلطات الحاكمة.

وأضاف أن كلمة خامنئي تهدف إلى تعزيز الدعم الشعبي للنظام الإيراني، وتردّ على الأطراف التي لطالما راهنت على تخلي الإيرانيين عن دعم نظام الجمهورية الإسلامية.

وختم المتحدث نفسه بالقول إن المرشد الإيراني دعا الشعب إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة لوضع حد لتراجع المشاركة الشعبية من جهة، وفي الوقت نفسه نهى المرشحين عن "تسميم" الأجواء الانتخابية عبر كيل الاتهامات والانتقادات السلبية لعدم تكرار أعمال الشغب التي تلت انتخابات 2009.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجمهوریة الإسلامیة المرشد الإیرانی طوفان الأقصى أن خامنئی فی سیاق من جهة

إقرأ أيضاً:

الاوقاف الفلسطينية: اقتحام الأقصى 22 مرة ومنع رفع الأذان بالإبراهيمي 57 وقتًا بمايو

الثورة نت/

قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدّينية الفلسطينية ، إن العدو الإسرائيلي ومستوطنيه اقتحموا المسجد الأقصى المبارك 22 مرة، ومنعوا رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي الشريف 57 مرة خلال مايو الماضي.

قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدّينية الفلسطينية ، إن العدو الإسرائيلي ومستوطنيه اقتحموا المسجد الأقصى المبارك 22 مرة، ومنعوا رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي الشريف 57 مرة خلال مايو الماضي.
وأضافت الوزارة في بيان اليوم الأربعاء، أن العدو والمستوطنين صعّدوا اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، سواء عدد الاقتحامات التي تجاوزت 22 اقتحامًا، أو أعداد المقتحمين.
وأشارت إلى مخططات تهويدية خطيرة طالت الأقصى والبلدة القديمة، فضلًا عن عشرات حالات الإبعاد لحراس المسجد وسدنته والمرابطين والمرابطات وللمواطنين، تزامنًا مع الأعياد اليهودية.
ولفتت إلى أن أحد المستوطنين رفع خلال مايو، علم العدو داخل باحات الأقصى، في حين تعمّد عدد منهم الغناء أمام قبة الصخرة، وأدى آخرون ما يُعرف بـ”السجود الملحمي” داخل ساحات المسجد.
وذكرت أن المستوطنين حرّضوا على تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، وتم توسعة بؤرة استيطانية تُستخدم كنيسًا يهوديًا قرب باب الحديد أحد أبواب المسجد المبارك.
وتابعت الأوقاف أنه في تصعيد خطير في الأقصى، حاول مستوطن ذبح قربان حيواني داخل المسجد، في مشهد استفزازي، لولا تدخل أحد الحراس في اللحظة الحاسمة ومنعه من تنفيذ جريمته”.
ولفتت إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير أدّى ونواب في الكنيست طقس “بركة الكهنة” داخل المسجد الأقصى، خلال اقتحامه للمسجد فيما يسمى “يوم القدس”، للمرة الثامنة منذ توليه منصبه في حكومة العدو.
واعتبرت أن ذلك يشكل سابقة خطيرة تشير إلى منح شرعية رسمية لهذه الطقوس التلمودية داخل الأقصى بمشاركة شخصيات رسمية ومشرّعين.
وفيما يتعلق بالمسجد الإبراهيمي، فقد منع العدو رفع الأذان 57 وقتًا.
وأوضحت الأوقاف أن قوات العدو مستمرة في الاعتداء على المسجد الإبراهيمي، وذلك بإغلاقه في وجه المصلّين والزائرين، لأيام عدة خلال شهر مايو.
وأضافت أن العدو أغلق (بوابة السوق) لأكثر من مرة في وجه المصلّين والموظفين والمواطنين القاطنين في محيط الحرم لمدة ساعة إلى ساعتين يوميا، بالإضافة إلى التفتيش المهين للمصلين والموظفين.
وأكدت أن ما يقوم به العدو يُعدّ اعتداءً صارخًا وسافرًا على صلاحيات الوزارة، وينذر بخطورة كبيرة على حياة المصلّين، وتعدّيًا خطيرًا على قدسيته، واستفزازًا لمشاعر المسلمين، وسعيًا إلى السيطرة عليه.
وفيما يتعلق بالمقدسات والأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، رصدت الوزارة اقتحام قوات العدو لمسجد أحمد بن حنبل في قرية راس عطية بمحافظة قلقيلية، والاستيلاء على جهاز السماعات الداخلي بحجة أن صوت الأذان عالٍ ويزعج المستوطنين.
ورصدت الوزارة محاولة مجموعة من المستوطنين إحراق مسجد “أبو بكر الصديق” في بلدة عقربا جنوب شرق نابلس.
وأكدت أن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا لحرمة بيوت الله، واستفزازًا لمشاعر المسلمين، وتصعيدًا خطيرًا ضمن سلسلة الاعتداءات الممنهجة على المقدسات الإسلامية في فلسطين.

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: إيران تُزعزع استقرار سوريا والجولاني يواجه تحديات داخلية وخارجية
  • داخلية غزة تتوعد العصابات التي اعترف الاحتلال بتشكيلها لنشر الفوضى
  • الجزيرة نت تكشف آليات عمل اللجنة السرية لاختيار خليفة خامنئي
  • قراءة في خطاب د. كامل إدريس
  • خطاب خامنئي.. رسائل لكل الأطراف بشأن الملف النووي وفرصة للاتفاق
  • مناورة ومسير في بيت الفقيه بالحديدة لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • الانتقالي في مأزق.. “أزمات داخلية وخارجية تهدد مستقبله السياسي في اليمن”
  • الاوقاف الفلسطينية: اقتحام الأقصى 22 مرة ومنع رفع الأذان بالإبراهيمي 57 وقتًا بمايو
  • عرضان شعبيان لـ 6 ألف من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة إسنادًا لغزة
  • المرشد الإيراني: طهران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم