بعد 8 أشهر من العدوان "البوابة نيوز" ترصد معاناة صحفيي غزة.. الكيالي: تركت أسرتي لأداء عملي.. سلفيا حسن: أي إعلامي في غزة مستهدف من الاحتلال.. حرارة: أعيش مصابًا مع أسرتي في خيمة أربعة أمتار
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى زمن الحرب يسعى المعتدى إلى إخفاء جرائمه، وإسكات كل صوت يصدح بالحق، وهذا هو دأب جيش الاحتلال الإسرائيلى الذى يرتكب جرائم مروعة ضد الصحفيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، الذى يواجه عدوانا غاشما منذ السابع من أكتوبر الماضي، وما كان للعالم أن يعى هذه المأساة لولا صحفيى غزة المناضلين.
ويقع على عاتق هؤلاء الأبطال كشف جرائم الاحتلال وسط صعوبات وعراقيل جمة، تضاعف الجحيم الذى يواجهه سكان القطاع المنكوب، ويعيش الصحفيون الفلسطينيون فى قطاع غزة، معاناة مضاعفة حيث يواجهون آلة البطش الإسرائيلية، التى تستهدفهم لإخفاء الحقائق والتغطية على جرائمه وعلى مدار الشهور الماضية واجهوا ظروفا استثنائية حولت عملهم إلى مخاطرة كبيرة، لذا كان التواصل مع هؤلاء الأبطال حتميا فى محاولة لتوضيح الصورة الكاملة.
وقالت الصحفية الفلسطينية سلفيا حسن، إن هذه الحرب استثنائية فى التعامل مع الإعلاميين والصحفيين حيث يستهدفهم جيش الاحتلال الإسرائيلى بشكل مباشر إلى جانب عائلاتهم ومنازلهم، لذلك كانت الصعوبات أكثر مما كان متوقعا، وكونك إعلاميا فوق هذه الأرض الساخنة فأنت هدف للقصف الغاشم.
وأضافت سلفيا حسن خلال حديثها لجريدة "البوابة"، أن كل الفلسطينيين فى قطاع غزة، كانوا فى الأصل لاجئين وبعد العدوان الذى اندلع فى السابع من أكتوبر الماضى أصبحوا نازحين ولاجئين للمرة الثانية، حيث هجروا من المحافظات الشمالية إلى جنوب القطاع.
وأوضحت "حسن" أن جميع طوائف الشعب الفلسطينى ما بين جريح ومصاب وشهيد وداخل المستشفيات وتحت الركام بكل الفئات، الأطفال والنساء والشيوخ ومرضى السرطان، كانوا هدفا لقصف الاحتلال الإسرائيلي، وكان الإعلامى أولوية لآلة الحرب الإسرائيلية لأن صوت وقلم الصحفى يرعب تل أبيب.
وأشارت الصحفية الفلسطينية إلى أنه منذ السابع من أكتوبر، كانت رحلة أى إعلامى فى غزة مليئة بالصعاب ومحفوفة بالمخاطر ومؤلمة، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التى يعمل فيها الصحفيون فى القطاع تحت القصف، ولكن الحرب الأمريكية الإسرائيلية الجارية حاليا ضد غزة تجرى باستراتيجية جديدة حيث اضطر كثير من الإعلاميين لترك منازلهم فى شمال غزة منذ الأسبوع الأول والتوجه بحسب مطالب الاحتلال إلى مناطق أخرى فى القطاع.
واستطردت "تركنا منازلنا وأماكن عملنا ومدارس أبنائنا وذكرياتنا والمستقبل خلفنا، وتوجهنا إلى المحافظات الجنوبية وكان فى ظننا أن الأمر يمكن أن يمتد على أقصى تقدير إلى شهرين لنعود من جديد، لكن للأسف كانت مجرد أحلام وتخمينات".
ونوهت الصحفية سلفيا حسن إلى أن هناك من نزح فى غزة وانتقل من مكان لآخر أكثر من ثلاث مرات، وسط تفشى الأمراض المعدية وحياة مشردة وتكدس سكانى ومرافق شديدة الازدحام، مشيرة إلى أن كل شىء فى غزة عليه ازدحام وتكدس كبير، بدءا من المياه التى هى غير صالحة للشرب، واضطرار السكان لاستخدام مياه البحر لتلبية الاحتياجات اليومية".
وأكدت أن كل مرة تنتقل فيها من مكان إلى آخر يكون الألم متجددا والانتكاسة والمرارة متلازمين ونحاول لملمة جراحنا وذكرياتنا وعائلاتنا، وتحمل الأم على كاهلها حماية ذويها وأبنائها بعدما استشهد الأب والعائل لتبحر بالسفينة من مكان لآخر تنشد الأمان وتبغى الطمأنينة.
وقالت الصحفية إن الإنسانية تعدم يوميا فى قطاع غزة، والعالم أصم أبكم وأعمى عن رؤية آلام بلا نهاية لسكان القطاع المنكوب، حيث ضربت دولة الاحتلال كل القوانين الدولية والإنسانية عرض الحائط ليبقى فقط الهدف الإسرائيلى هو الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
أما عن المجاعة فأوضحت "حسن" أن ذروة المجاعة توجد فى شمال غزة، حيث أكدت أن الأطفال فى المستشفيات التى دمرها الاحتلال الإسرائيلى يموتون جوعا، إلى جانب كبار السن ومرضى السرطان، بالإضافة إلى فئات أخرى تعانى من بعض الأمراض القاتلة ونقص التغذية يموتون جوعا أيضا.
الصحفية الفلسطينية سلفيا حسنوكشفت أن بعض الحالات استشهدت بسبب المجاعة وسط صمت عربى مطبق وموت للضمير الإنسانى وليس بفعل آلة الحرب الإسرائيلية، مشيرة إلى أن عمليات إنزال المساعدات فى بعض مناطق الاحتلال التى تأتى لا تغنى ولا تسمن من جوع، وهى بمثابة تجميل لصورة الاحتلال الإسرائيلي.
وفى نفس السياق، تقول الصحفية الفلسطينية شيرين الكيالي، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، والاتحاد العام للصحفيين العرب، الاتحاد الدولى للصحفيين، إن الصحفى الفلسطينى يعانى أثناء الحرب من عملية النزوح المستمرة والانتقال مع أسرته وعائلته من مكان إلى آخر مثلا من مدينة غزة إلى رفح ومنها إلى المناطق الوسطى، حيث يغادر مكان إقامته بشكل مفاجئ بعد أن يتم قصف المحيط الذى يسكنه بشكل جنونى فيهرع تاركا خلفه جميع أدواته التى تساعده على مواصلة عمله الصحفى مثل الكاميرا واللاب توب والموبايل.
وأضافت "الكيالي" فى تصريحات لجريدة "البوابة" أن الصحفى فى غزة يضطر لتغيير مكانه فى محاولة للحصول على أجهزة جديدة لمساعدته على مواصلة عمله، إلى جانب صعوبات أخرى من بينها عدم توفر الكهرباء التى لم يرها الفلسطينى منذ السابع من أكتوبر الماضي، أو شبكة الإنترنت.
وأشارت الصحفية الفلسطينية إلى أن محاولة تغطية الأحداث والوصول إلى مواقع القصف هو تحد آخر يواجه الصحفي، فى ظل عدم توفر وسيلة النقل المناسبة، إضافة إلى استهداف الصحفيين فى الميدان لمنعهم من نقل الحقيقة إلى المنصات الإعلامية الدولية، واستهداف عائلاتهم وأسرهم بشكل جنونى وانتقامي.
الصحفية الفلسطينية شيرين الكيالىولفتت الصحفية الفلسطينية شيرين الكيالى إلى أنها عملت قبل الحرب فى مدينة غزة فى عدة أماكن ووكالات ومواقع إخبارية، وتتواجد حاليا فى مدينة دير البلح، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلى يتعمد استهداف وقتل الصحفيين تحديدا والدليل على ذلك استشهاد ١٤٠ صحفيا، وإصابة ١٠٠ آخرين، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت "الكيالي" أن الاحتلال يتعمد بشكل قاطع خلق ظروف تؤدى إلى المجاعة من خلال إغلاق المعابر، وعدم إدخال السلع التموينية والغذائية واللحوم وحليب الأطفال والأدوية والمكملات الغذائية، حيث أدى ذلك إلى حرمان العائلات من السلامة الغذائية وأصاب بعضها سوء تغذية ونقص حاد فى أوزانهم وأحجامهم وأصابهم الهزال وضعف الدم مما أدى إلى وفاة العشرات من الأطفال والنساء.
وأما عن أحوال المرأة الفلسطينية فى ظل العدوان الإسرائيلي، تخبرنا "الكيالي" بأنها تعيش ظروفا غاية فى القسوة وسط النزوح والحرب حيث لا تملك خصوصية فى عيشها فى خيمة على قارعة الطريق، تفتقد لأدنى مقومات الحياة الأساسية، ولا يوجد مكان نظيف وآمن، والأهم لا يتوفر فيه مكان لقضاء الحاجة حيث شح الماء وعدم وجود مصارف مخصصة أثناء التنقل من مكان إلى آخر وأحيانا فى العراء.
وأشارت الصحفية الفلسطينية إلى أن معاناة المرأة مضاعفة حيث إنها مثقلة برعاية أطفالها وحمايتهم فى الوقت الذى لا تستطيع هى حماية نفسها من بطش الاحتلال وغاراته المتواصلة على مدار الساعة، حيث أصبح الخوف والرعب الشديد عنوانا لحياة الأسرة الفلسطينية فى قطاع غزة، وهو الأمر الذى ينعكس مباشرة على صحة الأطفال النفسية ويرسخ الشعور بعدم الاستقرار وانعدام الأمان، والخوف من أن يفقد العائلة فيصبح يتيما ووحيدا بلا أهل.
ومن واقع تجربتها الشخصية ورحلتها على مدار الشهور الماضية، تقول الصحفية الفلسطينية شيرين الكيالي، إنها خرجت مع أبنائها من غزة إلى رفح، ثم اضطرتها ظروف العمل للانتقال إلى دير البلح وافترقت عنهم لأشهر ومر علينا شهر رمضان وعيد الفطر ولم تستطع رؤيتهم إلا مرة واحدة أثناء الهدنة.
وروى الصحفى الفلسطينى أشرف حرارة، تجربته المريرة تحت نير العدوان الإسرائيلي، حيث أصيب وأسرته خلال غارة جوية استهدفت منزله.
ويعمل "حرارة" فى هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطينى منذ عام ١٩٩٩، وهو حاصل على بكالوريوس إعلام، ويسكن فى مدينة غزة.
وقال فى بداية الحرب دمر الاحتلال الإسرائيلى منزله بقصف عشوائى دون سابق إنذار ولكنه كان خارجه، واضطر للنزوح إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليستأجر منزلا آخر مع أسرته لمدة شهرين، ولكن فى منتصف ديسمبر الماضي، قصف المنزل بقذيفة مدفعية، وأصيب هو وزوجته وأولاده بإصابات متنوعة.
الصحفى الفلسطينى الجريح أشرف حرارةوأوضح أنه أصيب بكسور مضاعفة فى رأسه وذراعه وتم تركيب جهاز بلاتين، وتسببت الإصابة فى قطع فى الأربطة والشرايين والأعصاب، وخلال العملية تم وصل الشرايين والأربطة ولكن الأعصاب متهتكة لم يتمكن الأطباء من وصلها.
وأشار الصحفى الفلسطينى إلى أنه منذ ذلك الوقت وحتى الآن يده لم تتحرك بسبب قطع فى الأعصاب، وسط المعاناة المستمرة بسبب النزوح إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتى مكث فيها ما يقرب من ٤ شهور، وبعدما بدأ إخلاء رفح توجه قبل أيام إلى دير البلح وسط القطاع، لينتهى به المصير إلى خيمة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار مع زوجته وأبنائه وجميعهم مصابون.
ونوه إلى أنه تم عمل تحويلة علاج إلى خارج غزة ثانى يوم العملية ولكنه ينتظر حتى اليوم، حيث يحتاج إلى نقل عصب لليد اليمنى، ولم يسمح له بالسفر عبر معبر رفح بسبب عدم وجود تنسيق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين الفلسطينيين قطاع غزة جرائم الاحتلال الصحفيون الفلسطينيون الفلسطينيين في قطاع غزة السابع من أكتوبر الشعب الفلسطيني الحرب الأمريكية الإسرائيلية نقابة الصحفيين الفلسطينيين الصحفیة الفلسطینیة شیرین منذ السابع من أکتوبر الاحتلال الإسرائیلى الصحفى الفلسطینى فى قطاع غزة إلى أنه من مکان فى غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئاسة الفلسطينية: ما يحدث لن يجلب السلام .. وحماس تدعو لحراك عالمى لمواجهة الجرائم
طالبت اليوم لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق فى جميع اتهامات التعذيب وسوء المعاملة الموجهة ضد الأسرى الفلسطينيين، مع التأكيد على ضرورة محاسبة المسئولين، بمن فيهم كبار الضباط الإسرائيليين، عن أى انتهاكات.
وقالت اللجنة إن التقارير المستندة إلى مصادر متعددة توثق ممارسات تعذيب ممنهجة وواسعة النطاق تشمل: الضرب المبرح، الصدمات الكهربائية، التعذيب بالماء، الاحتجاز فى أوضاع مرهقة لفترات طويلة، التجويع، والإهانات الجنسية، لافتة إلى أن الأطفال والفئات الضعيفة من الأسرى كانوا من بين الضحايا.
وأعربت اللجنة عن قلقها العميق من العنف المتصاعد ضد الأسرى، استخدام الاعتقال الإدارى بشكل واسع، ووسائل الإكراه الخاصة غير المعلنة خلال الاستجوابات، داعية إلى سن تشريع جنائى مستقل لمكافحة التعذيب يتوافق مع الاتفاقيات الدولية، ويمنع التذرع بأى ظروف استثنائية لتبرير الانتهاكات.
وأكدت اللجنة أن الاستمرار فى هذه الممارسات يفاقم معاناة الأسرى ويهدد حقوقهم الأساسية، محذرة من أن عدم التحقيق قد يؤدى إلى استمرار الانتهاكات على نطاق واسع.
ويتعرض الأسرى الفلسطينيون، وخصوصًا أسرى قطاع غزة، إلى انتهاكات يومية تشمل الضرب، الإهمال الطبى، الحرمان من الحقوق الأساسية، والاعتقال فى ظروف قاسية للغاية.
واستشهد ما لا يقل عن 100 أسير من غزة منذ السابع من أكتوبر معلومى الهوية نتيجة التعذيب والإهمال الطبى والظروف الاعتقالية القاسية، فيما يخشى أن مئات آخرين ما زالوا فى عداد المفقودين خلف أسوار الإخفاء القسرى.
ويتخذ الاحتلال من سياسة الإخفاء القسرى أداة ممنهجة للتغطية على جرائم القتل والإعدامات الميدانية التى نفذتها قواته بحقهم، خاصة أولئك الذين تتهمهم بالمشاركة فى عمليات المقاومة أو بعبور الحدود.
ووثقت هيئة شئون الأسرى والمحررين ونادى الأسير الفلسطينى تصاعدًا غير مسبوق فى حجم الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين فى سجون ومعسكرات الاحتلال، خلال نوفمبر الماضي.
وشملت الانتهاكات التعذيب بالصعق الكهربائى، إطلاق الرصاص المطاطى، والحرمان من العلاج الطبى، خصوصًا للجرحى الذين يُنقلون إلى السجون المركزية، وفق تقرير صدر عن مؤسسات الأسرى.
وأكدت استمرار تفاقم الحالات المرضية وانتشار مرض الجرب (السكابيوس) فى عدة سجون، مع تسجيل مئات الإصابات الجديدة، فى وقت لم تتوافر فيه الرعاية الصحية للأسرى.
وكشفت الإفادات القانونية عن ظروف قاسية فى قسم «ركيفت» تحت الأرض بسجن الرملة، حيث تعرض المعتقلون للقهر منذ لحظة اعتقالهم وحتى الاحتجاز.
وسجل التقرير استمرار القمع الممنهج بحق الأسيرات والأطفال، واعتداءات جسدية ونفسية مختلفة، إلى جانب نقص المستلزمات الصحية وغياب الرعاية الطبية اللازمة.
وقد عبرت الأسيرات عن معاناتهن خلال التحقيقات الطويلة، وحرمانهن من الفوط الصحية والطبيب النسائى، ما انعكس سلبًا على صحتهن الجسدية والنفسية.
وبينما يستخدم الاحتلال فى معسكر جلعاد التابع لمعسكر عوفر، الصعق الكهربائى كأداة رئيسية للتنكيل، مع فرض النوم على «الأبراش» الحديدية الرقيقة، وتطبيق إجراءات «العدد» التى تجبر الأسرى على الركوع ورفع أيديهم لساعات طويلة. كما يعانون من التجويع المتواصل وأطعمة غير صالحة.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية: حرب إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة لن تحقق أمنًا واستقرارًا لأحد.
وطالبت أمريكا بالتدخل الفورى والحازم لإجبار إسرائيل على وقف حربها المفتوحة على الفلسطينيين.
وصادف أمس التاسع والعشرون من نوفمبر، اليوم الدولى للتضامن مع الشعب الفلسطيني؛ اليوم الذى تحييه شعوب العالم سنويا تذكيرًا بأنّ معاناة الفلسطينيين ليست حدثًا عابرًا. فى وقت تتواصل فيه حرب الإبادة على شعبنا، يعود هذا اليوم ليؤكد أنّ التضامن مع فلسطين ليس موقفًا رمزيًا، بل التزام سياسي وأخلاقي وإنساني بإنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق الفلسطينية الكاملة.
ودعت حركة المقاومة «حماس» إلى تصعيد الحراك العالمى ضدّ الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطينى وتعزيز كل أشكال التضامن مع قضيتنا العادلة وحقوقنا المشروعة فى الحريّة والاستقلال.
وأشادت الحركة فى بيان لها بـ«الحراك الجماهيرى العالمى المتضامن مع شعبنا، ونثمّن كل المواقف الرّسمية والشعبية الداعمة لقضيته العادلة، ودعت إلى توحيد الجهود وإسناد نضال شعبنا حتى إنهاء الاحتلال».
وأضافت: «يقف المجتمع الدولى فى اليوم العالمى للتضامن مع شعبنا أمام قرابة ثمانية عقود من احتلال فاشى استيطانى إحلالى مستمر، مُثقَلة بمجازر بشعة وجرائم مُمنهجة ارتكبه فى حق الشعب الفلسطيني».
وفيما تواصل حكومة الاحتلال الصهيونية جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض استمرارا لانتهاك وقف إطلاق النار... ودعت غزة عددا من الشهداء بينهم الشقيقان الطفلان فادى وجمعة تامر أبو عاصى اللذان ارتقيا جراء قصف مسيرة إسرائيلية قرب مدرسة الفارابى وسط بلدة بنى سهيلا شرق مدينة خان يونس تزامنا مع حملة عسكرية موسعة بالضفة المحتلة.
وقال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس إن الاحتلال الصهيونى المجرم كثَّف عمليات قصفه لقطاع غزة برا وبحرا وجوا خلال الليل، وواصل عمليات النسف، فى امتداد لعدوانه الذى لم يتوقف على قطاع غزة.
وأوضح أن تعمد الاحتلال المجرم قتل طفلين يؤكد من جديد أن حرب الإبادة مستمرة ضد أهالى قطاع غزة وأن إطلاق النار لم يتوقف وإنما تغيرت وتيرته.
ودعا قاسم الوسطاء والدول الضامنة والأطراف التى اجتمعت فى شرم الشيخ إلى التحرك الجاد لوقف خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار وإلزام الاحتلال بتعهداته حسب الاتفاق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الأمانة العامة السويسرية للهجرة عن وصول 13 طفلاً جريحاً إضافياً من قطاع غزة إلى سويسرا لتلقى العلاج.
وأوضحت «الأمانة العامة» فى بيان لها أن ثانى عملية إجلاء للأطفال المصابين من غزة إلى سويسرا قد اكتملت.
وقالت إن 13 طفلاً من القطاع و51 مرافقاً من عائلاتهم قد وصلوا إلى سويسرا، بعد أن سافروا من قطاع غزة إلى الأردن فى وقت سابق بالتعاون مع النرويج.
وأضافت أن الأطفال القادمين من القطاع الذى ما زال عرضة للهجمات الإسرائيلية، سيتم توزيعهم على 8 مقاطعات سويسرية، حيث سيتلقون العلاج، كما سيخضعون لإجراءات اللجوء.
وأشارت الهيئة، إلى أن سويسرا كانت أجلت مؤخرا فى إطار هذه العملية الإنسانية، 20 طفلاً جريحاً من غزة، إضافة إلى 78 مرافقاً من أسرهم. فيما ينتظر أكثر من 17 ألف مريض على قوائم الإجلاء الطبى ويصارعون المرض والمنخفض الجوى وفى ظروف كارثية بالقطاع وخاصة المستشفيات.
وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى بالقطاع أن المنخفض الجوى الذى شهده قطاع غزة الثلاثاء الماضى، تسبب فى تضرر نحو 22 ألف خيمة للنازحين، وترك أكثر من 288 ألف أسرة بلا حماية فى مواجهة البرد والأمطار.
وأكد أن خسائر المنخفض تقدر بنحو 3.5 مليون دولار، بعد أن أغرق المنخفض مساحات واسعة من المخيمات وحولها إلى مناطق غير صالحة للإيواء.
وأكد أن شبكات الصرف الصحى البدائية تضررت، والمدارس المستخدمة مراكز نزوح شهدت غرق الممرات وتعطل شبكات المياه المؤقتة.
وقال إن القطاع الغذائى «تكبد خسائر واسعة»، مع تلف كميات كبيرة من المواد الغذائية وفقدان مساعدات كانت معدة للتوزيع.
وأشار المكتب الإعلامى فى غزة إلى تعطل أكثر من 10 نقاط طبية متنقلة، بالإضافة لفقدان أدوية ومستلزمات ضرورية بفعل صعوبة الحركة فى المناطق الغارقة.