"مذبحة مروّعة" في غزة مع قصف جوي عنيف لمدرسة تابعة للأمم المتحدة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
غزة- الوكالات
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة مروّعة اليوم الخميس إثر قصف مدرسةٍ في غزة، تحت زعم استهداف نحو 30 مقاتلًا من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ادّعى الجيش أنهم كانوا كامنين فيها، لكن مسؤولًا في حماس قال إن المذبحة أسفرت عن استشهاد 40 شخصا بينهم نساء وأطفال في المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة.
ووقعت الضربة في وقت حساس تجرى فيه مفاوضات برعاية وسطاء بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بما يترتب عليه إطلاق سراح أسرى احتجزتهم حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر وبعض الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتسعى حماس لإنهاء تام للحرب، وتقول إسرائيل إنها لن تتنازل عن القضاء على حماس أولا.
وأصدرت الولايات المتحدة بيانا مشتركا مع دول أخرى اليوم الخميس تدعو فيه الطرفين لتقديم أي تنازلات ضرورية لإبرام الاتفاق في وقت تضاربت فيه روايات الطرفين عن الهجوم الذي استهدف مدرسة بقطاع غزة.
ورفض إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس ما زعمته إسرائيل عن أن المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة في النصيرات بوسط قطاع غزة بها موقع قيادة سري لحماس.
وقال الثوابتة لرويترز "الاحتلال يستخدم الكذب على الرأي العام من خلال قصص ملفقة كاذبة لتبرير الجريمة الوحشية التي ارتكبها بحق العشرات من النازحين".
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة نفذت "ضربة دقيقة"، ونشر صورا من الأقمار الصناعية وبها توضيح لمنطقتين في بناية قال إن مسلحين موجودون فيهما.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر وهو متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إفادة للصحفيين "نثق للغاية في معلومات المخابرات" واتهم مسلحين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بتعمد استخدام منشآت تابعة للأمم المتحدة كقواعد للعمليات.
وأضاف أن تقديرات الجيش تشير إلى وجود ما بين 20 إلى 30 مسلحا في المدرسة وأن العديد منهم قتلوا، لكن لا علم له بسقوط قتلى مدنيين جراء الغارة.
وقال "لا علم لدي بوجود أي ضحايا مدنيين وسأتوخى الحذر البالغ في قبول أي شيء تعلنه حماس".
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن المدرسة التي تديرها الوكالة كانت تؤوي ستة آلاف نازح في وقت الهجوم.
وكتب على موقع إكس "قُتل 35 شخصا على الأقل وجُرح عدد أكبر. والمزاعم عن احتمال وجود مجموعات مسلحة داخل الملجأ صادمة. لكننا لا نستطيع التحقق من هذه المزاعم. مهاجمة أو استهداف أو استخدام مباني الأمم المتحدة لأغراض عسكرية يمثل تجاهلا صارخا للقانون الإنساني الدولي".
وذكرت وسائل إعلام تابعة لحماس في قطاع غزة أن عدد الشهداء يتراوح بين 35 و40. وقال الثوابتة ومصدر طبي إن 40 استشهدوا بينهم 14 طفلا وتسع نساء.
ووقع الهجوم بعد أن أعلنت إسرائيل حملة عسكرية جديدة في وسط قطاع غزة أمس الأربعاء حيث تقاتل مجموعة مسلحين يعتمدون على أساليب الكر والفر.
ورفضت إسرائيل أي وقف للقتال خلال محادثات وقف إطلاق النار. وزادت حدة المعارك منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مقترح الهدنة يوم الجمعة.
وقال البيان المشترك الذي أصدره البيت الأبيض مع الأرجنتين والنمسا والبرازيل وبريطانيا وكندا ودول أخرى "في تلك اللحظة الحاسمة ندعو القيادات في إسرائيل وفي حماس لتنفيذ أي تنازلات نهائية لازمة لإبرام هذا الاتفاق".
وفي تطور مهم آخر، قال الجيش الإسرائيلي إن هجوما نادرا وقع بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة وإن فرقة من المقاتلين الفلسطينيين قتلت جنديا وقُتل ثلاثة منهم في الرد عليهم بالأسلحة النارية.ولم يذكر الموقع على وجه التحديد لكن بيانا صادرا عن كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، قال إن مقاتليه نفذوا عملية خلف خطوط القوات الإسرائيلية في منطقة رفح جنوب غزة وهو موقع يتوافق مع رواية الجيش الإسرائيلي.
وأضاف"في عملية إنزال خلف الخطوط.. تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".
ويرجح أن يشكل الحادث تحديا لجهود استعادة درجة من الشعور بالأمن في التجمعات السكانية الإسرائيلية على الحدود التي اجتاحها مسلحون تقودهم حماس في السابع من أكتوبر العام الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء إنه شكل وحدة من القوات الخاصة للرد السريع مؤلفة من سكان المناطق الحدودية كإجراء احترازي ضد اقتحامات مسلحة أخرى.
واجتمع وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع مسؤولين كبار من قطر ومصر اللتين تقومان بدور الوساطة، أمس الأربعاء في الدوحة لبحث مقترح وقف إطلاق النار. وقال مصدران أمنيان مصريان إن المحادثات تواصلت اليوم الخميس لكن لم تظهر بعد مؤشرات على تحقيق انفراجة.
وأعلن بايدن مرارا قرب التوصل لوقف لإطلاق النار على مدى الأشهر الماضية لكن لم تتحقق إلا هدنة واحدة لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وسط تصاعد العمليات العسكرية.. الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”
البلاد – الخرطوم
تواصل الأزمة المسلحة في جنوب كردفان بالسودان تأجيج التوترات، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الأحداث التي شهدتها قرية الحمادي، حيث نفى الجيش السوداني بشدة الاتهامات الموجهة إليه بقتل مدنيين، واصفاً تلك الادعاءات بأنها “باطلة” و”سخيفة”، بينما أكدت مجموعات حقوقية وتوثيقات محلية وقوع مذبحة أسفرت عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبد الله، في بيان صحفي، أن القوات المسلحة ظلت على مدار فترة الحرب تحمي المدنيين وتتصدى لانتهاكات “مليشيا الدعم السريع” التابعة لعائلة دقلو، مشدداً على أن الحديث عن استهداف الجيش للمدنيين في منطقة الحمادي مجرد محاولات ترويج كاذبة من قبل “مليشيا آل دقلو” وجناحهم السياسي.
وقال العميد نبيل: “القوات المسلحة دائماً موضع ترحيب من المواطنين في كل مكان يتم تحريره من هذه المليشيا، وهي التي تقدم الحماية للأهالي من بطش وانتهاكات هذه الجماعات المسلحة”.
في سياق متصل، تواصل القوات المسلحة السودانية وقواتها المساندة تنفيذ عمليات برية واسعة في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان ودارفور، بهدف فك الحصار عن المدن والقرى المحاصرة. وأعلنت مصادر عسكرية تمكن متحرك “الصياد” من فك الحصار جزئياً عن مدينة الدلنج من الجهة الجنوبية، تمهيداً لفتح الطريق الذي يربطها بالعاصمة الإقليمية كادوقلي.
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، بالانتصارات المحققة في محاور كردفان، مؤكداً أن الجيش يقترب من فتح طريق الدبيبات – الدلنج المؤدي إلى كادوقلي، مما سيمكن من إيصال الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
كما كشفت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن تقدم قوات العمل الخاص بالفرقة 22 التابعة للجيش في مناطق شمال غرب كردفان، ونجاحها في كسر الحصار عن مدينة بابنوسة والسيطرة على الأحياء المحيطة بها، مع تنفيذ عمليات تهدف إلى تأمين خطوط الإمداد وقطع مسارات الميليشيات، وربط مناطق جنوب كردفان بشمال وغرب الإقليم.
في المقابل، كشف مستشار قائد “الدعم السريع” الباشا طبيق عن نزوح آلاف المدنيين من مناطق الصراع في جنوب كردفان نحو المناطق التي تسيطر عليها قواته، في ظل حملات انتقامية نفذها الجيش وقواته المساندة. وناشد المنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة النازحين.
وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت 2700 حالة إصابة و172 وفاة، 90% منها في ولاية الخرطوم التي تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه بسبب الضربات المتكررة التي تستهدف محطات الطاقة والمياه والتي نسبت إلى قوات الدعم السريع.
ويأتي تفشي وباء الكوليرا في سياق تدهور البنية التحتية للمياه والصحة والصرف الصحي في البلاد، مع توقف محطات معالجة المياه عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، مما اضطر السكان إلى الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، ما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية في البلاد.
وتظل الأوضاع في جنوب كردفان وعموم السودان متوترة، مع تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتبادل الاتهامات بشأن الانتهاكات ضد المدنيين، في ظل نزوح واسع وتدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار الأمراض الوبائية، مما يعكس الحاجة الملحة لتدخل دولي فعال لوقف التصعيد وتأمين حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.