أثار قرار منظمة "أوبك+" المفاجئ بإعادة إمدادات النفط إلى السوق في وقت لاحق من العام الجاري، قلق تجار الشحنات المادية الذين يقولون إن هناك أدلة محدودة حتى الآن على تحسن طال انتظاره في السوق العالمية من شأنه أن يبرر هذه الخطوة.

وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكي في تقرير ترجمته "عربي21": إن منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها أعلنت يوم الأحد أن ثماني دول داخل التحالف ستعيد تدريجيا 2.

17 مليون برميل يوميا من الإمدادات التي حجبتها طوعا لدعم الأسعار اعتبارا من تشرين الأول/ أكتوبر. 

وسيتم تنفيذ هذا القرار على مدى 12 شهرا ويعتمد على السوق في ذلك الوقت.


وأشارت الوكالة إلى أن تجار الشحنات المادية قالوا إن أحد أسباب قرار مجموعة المنتجين - أي أن الظروف يجب أن تتشدد بشكل حاد خلال أشهر الصيف المقبلة - لم يتحقق بعد. وهذا لا يعني أن التحسن لن يحدث: فالإجماع بين المحللين الماليين هو أن مخزونات النفط سوف تتضاءل في الأشهر المقبلة، مما يساعد على التعامل مع إمدادات أوبك+ الإضافية عند وصولها.

وأوضحت أن "أوبك+" تتعرض لضغوط من الداخل لإلغاء تخفيضات الإنتاج الضخمة التي عززت الأسعار، من ناحية، ولكنها منعت بعض الدول من توسيع صناعاتها النفطية كما خططت، من ناحية أخرى.

وحتى بعد تخفيف بعض القيود، سيظل هناك ملايين البراميل التي لن تُطرح في السوق العالمية.
وأفادت بأن السوق اليومية التي تُشترى وتُباع فيها البضائع الفعلية تهيمن عليها، في الوقت الحالي، علامات فائض ناتج جزئيا عن الشراء الفاتر من الصين وأماكن أخرى مما يقوض ثقة التجار. وقد دفعت هوامش إنتاج الديزل الضعيفة الصين إلى شراء كميات أقل من خام "إسبو" الروسي في الصين، وهو نوع شائع للمعالجات الخاصة في الدولة الآسيوية، مع اتجاه الواردات إلى الانخفاض إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات في حزيران/ يونيو.

 وبالمثل، واجهت بعض الشحنات التي تم تحميلها في شهر تموز/ يوليو من خام "زاكوم" العلوي في أبوظبي صعوبة في العثور على مشترين في السوق الآسيوية الرئيسية، وذلك وفقا لما ذكره التجار، كما اتجهت المؤشرات في كل من بحر الشمال والولايات المتحدة نحو الانخفاض.

ونقلت الوكالة عن التجار إن ما لا يقل عن ست من أصل ثماني شحنات من خام فورتيس في بحر الشمال، والتي كان من المقرر تحميلها في أيار/ مايو، لا تزال تطفو قبالة سواحل المملكة المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الشراء الضعيف من آسيا. ولتوضيح ذلك بصورة أكبر، اشترت الصين 4 ملايين برميل من هذا النوع للتحميل في نيسان/ أبريل، ومليوني برميل للتحميل في آذار/ مارس.


وأضافت أن العديد من الشركات تحاول بيع خامات بحر الشمال لشهر حزيران/ يونيو لبضعة أسابيع دون نجاح، في حين انتهى الأمر بتفريغ ناقلة عملاقة تحمل خامي يوهان سفيردروب النرويجي وأوزبيرج في السويد. لقد فعلت ذلك بعد رحلة استغرقت يومًا واحدًا من محطات التحميل في بحر الشمال، وهي رحلة قصيرة للغاية لسفينة مصممة لنقل البضائع على بعد آلاف الأميال.

وذكرت الوكالة أن التجار يرون أيضًا علامات أخرى على الهبوط في تداولات دورة تموز/ يوليو. يوم الإثنين، تم إدخال شحنتين من نفط إيكوفيسك وشحنة واحدة من نفط أوسبرغ، وكلاهما تعتبران من الدرجة الممتازة، في ما يسمى بالسلاسل الأمامية - وهي آلية للتجارة وتسليم خام بحر الشمال إلى السوق الفعلية.

وأضافت أن السلاسل تُستخدم عادةً لأرخص الدرجات القياسية الستة - برنت، وفورتيس، وأوسبيرج، وإيكوفيسك، وترول، ودبليو تي آي ميدلاند. وقال تجار إن التسلسل غير المعتاد لخامين ممتازين يشير إلى أن سوق تموز/ يوليو قد تكون ضعيفة أيضًا. وستصل هذه البراميل إلى آسيا في منتصف الصيف وأواخره.

الولايات المتحدة
وذكر وكالة بلومبيرغ أن التجار في الولايات المتحدة قالوا إن ملايين البراميل من الخام الخفيف المعروضة للتحميل في حزيران/ يونيو لم يتم بيعها مع تراجع الطلب من الصين.

 وقد تم الآن إعادة توجيه بعض هذه البراميل إلى مصافي التكرير في الولايات المتحدة، حيث تظل الهوامش جيدة، ويتم تصفية بعضها ببطء إلى الأسواق الخارجية بخصومات أكبر.

وبيّنت أن أيا من هذه التطورات لا تعتبر كارثية بالنسبة لـ "أوبك+" أو المضاربين الذين يراهنون على أن المجموعة ستدعم السوق، لكنها لا تشير إلى أن السوق قد تتحول إلى الاتجاه الصعودي بشكل حاسم حتى الآن.


ونقلت عن ثلاثة تجار فعليين على الأقل في آسيا قولهم إنه على الرغم من أن براميل "أوبك+" لن تصل إلا في وقت لاحق من السنة، إلا أنها تضعف التوقعات وتعني منحنى أمامي أكثر ليونة يؤدي بدوره إلى تآكل الأسعار الفورية. ويشاطرهم نفس الرأي ثلاثة على الأقل من المتداولين الأوروبيين وأربعة من المتداولين الأمريكيين الذين أشاروا إلى وجود مؤشرات على وجود فائض وشراء صيني ضعيف.

وأشارت الوكالة إلى أن المقياس الرئيسي الذي يمثل قوة السوق الآسيوية قد انخفض - علاوة العقود الآجلة لخام عمان مقابل مقايضات دبي - إلى 62 سنتًا للبرميل يوم الثلاثاء، مما يعني أنها تقلصت بأكثر من النصف مقارنة بالأسبوع السابق، مع تراجع هوامش التكرير في آسيا إلى أدنى مستوى لها تقريبًا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر. وتستمر أرباح صناعة الوقود مثل البنزين والديزل في التراجع، مع زيادة الشحنات من الشرق الأوسط والهند التي تغمر السوق. مع ذلك، هناك علامات مشجعة أكثر على الطلب الفوري من غرب أفريقيا.


وأوردت أن مبيعات الخام النيجيري لشهر حزيران/ يونيو تحسنت بعد خفض أسعار البيع الرسمية إلى أدنى مستوياتها في عدة أشهر وانتهاء المصافي الأوروبية من العمل الموسمي.

 ولم يتبق سوى أقل من 10 شحنات للعثور على مشترين، بحسب التجار. وأضافوا أن إمدادات أنغولا لهذا الشهر قد بيعت تقريبًا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي أوبك النفط اقتصاد نفط بترول أوبك المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بحر الشمال إلى أن

إقرأ أيضاً:

مؤشرات بلا ضجيج: الصين تغيّر طبيعة السوق العراقية من دون جيوش

26 يوليو، 2025

بغداد/المسلة:  تمضي الصين بتعزيز مكانتها كفاعل محوري في المشهد الاقتصادي العراقي، مدفوعةً بجنوح لافت في أسواق السيارات نحو التنويع، وبحثٍ محموم عن خيارات أرخص وأكثر مرونة. فارتفاع صادرات السيارات الصينية إلى العراق بنسبة قاربت 80% خلال النصف الأول من 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لا يبدو رقمًا عابرًا، بل تعبيرًا صريحًا عن تحول استهلاكي يحمل خلفيات اقتصادية وسياسية معقّدة.

وتُمثّل هذه الأرقام الواردة في تقرير الخبير منار العبيدي عن تصدير 18 ألف مركبة صينية إلى العراق في ستة أشهر فقط، مؤشّرًا صريحًا على تغيّر في مزاج السوق المحلية، حيث تتزايد شهية المستهلك العراقي نحو البديل الآسيوي في ظل تراجع فعالية الوكلاء الكلاسيكيين وارتفاع كلف السيارات الأميركية واليابانية والأوروبية.

ويتحرك العراق هنا في مناخ اقتصادي هش، لا يُنتج السيارات ولا يضع سياسات حمائية متينة، لكنه يستهلك بكثافة تحت ضغط السيولة النقدية الناتجة عن النفط، وغياب الصناعة المحلية، وضعف الرقابة على جودة المنتجات المستوردة، ما يجعل من السوق العراقية تربة خصبة لاجتياح المركبات الصينية التي تتسلح بسعر تنافسي، وتوافر سريع، وتكيّف سريع مع بيئة الطرق المحلية.

ويعكس هذا التحول كذلك علاقات سياسية واقتصادية متزايدة مع بكين، التي باتت في السنوات الأخيرة شريكًا تجاريًا ثقيل الوزن لبغداد، في ظل شبه غياب للدور الأميركي في إعادة إعمار البنية الاقتصادية، وتراجع الاستثمارات الغربية المباشرة. فالصين لا تكتفي ببيع المركبات، بل تزرع أثرًا اقتصاديًا ناعمًا في مفاصل الحياة اليومية، بدءًا من الهواتف وانتهاءً بالسيارات التي تملأ المعارض والطرقات.

ولا تبدو هذه القفزة الصاروخية مجرد صدفة، بل ناتجة عن سياسات تسويقية مركزة لشركات مثل “جيلي” و”شانغان” و”BYD”، تتقدم بخطى ثابتة في أسواق اعتادت لعقود على هيمنة العلامات الغربية، وسط صمت حكومي شبه كامل عن هذه التحولات في ميزان التجارة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أوبك+ تطالب العراق بتقديم خطة لتعويض فائض إنتاج النفط
  • وزير النفط الكويتي: أوبك+ تستهدف أمن الطاقة وتحقيق التوازن
  • فاينانشيال تايمز: ترامب يعلق ضوابط التصدير لتعزيز اتفاق التجارة مع الصين
  • ضربات قاصمة لعدد من تجار العملة في السوق السوداء
  • ارتفاع أسعار النفط مع احتمالية تمديد تعليق الرسوم الجمركية وتوترات أوبك+
  • ارتفاع أسعار النفط بعد اتفاق أمريكي أوروبي وتفاؤل بالمحادثات مع الصين
  • ضربات قاصمة.. حبس عدد من تجار العملة في السوق السوداء
  • أبرز الأضرار والعادات التي تسبب ضرر على السيارات في موسم الصيف.. فيديو
  • مؤشرات بلا ضجيج: الصين تغيّر طبيعة السوق العراقية من دون جيوش
  • هل يقبل المركزي؟ مقترح يسمح بتحويلات مشروطة مقابل ضمان إضافي