خالد بن محمد بن زايد: القيادة حريصة على مواكبة متطلبات المستقبل
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حفل تخريج دفعة عام 2024 من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
تضم الدفعة، وهي الثالثة والأكبر منذ تأسيس الجامعة، 101 خريج وخريجة، من بينهم 3 يحملون شهادة الدكتوراه في مجال تعلُّم الآلة، و98 خريجا حصلوا على درجة الماجستير في الرؤية الحاسوبية وتعلُّم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية، ما يعكس ريادة الجامعة في التعليم العالي والبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي ويشكِّل محطة بارزة في مسيرة الجامعة التي تهدف إلى إعداد الكفاءات الوطنية المؤهلة في تخصصات الذكاء الاصطناعي، وإيجاد الحلول للتحديات المُلحَّة التي يواجهها العالم باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وهنأ سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان الخريجين، وكرَّم عددا من طلبة وطالبات الجامعة المتميزين والحاصلين على الدكتوراه والماجستير، متمنيا لهم النجاح والتوفيق في مسيرتهم المهنية.
وأكَّد سموّه أن القيادة الحكيمة حريصة على مواكبة متطلبات المستقبل، والإسهام في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وجهة عالمية للبحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وبناء منظومة متكاملة لتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الحيوية، بما يتمشى مع أهداف ورؤية استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
حضر حفل التخريج معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس الأمناء المؤسس لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والبروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وأولياء أمور عدد من الخريجين الجدد.
وأكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر خلال كلمته أن دولة الإمارات نجحت، بفضل رؤية القيادة الرشيدة في إرساء مكانة متميزة في مجال الذكاء الاصطناعي.. وهنأ الخريجين مشددا على القدرات التي يتمتعون بها وتتيح لهم تشكيل معالم مستقبل الإنسانية في هذه المحطة المحورية في تطوّر الذكاء الاصطناعي.
وقال معاليه : “اليوم، أنتم تتخرجون وتنطلقون في رحلة نحو عالمٍ لديكم القدرة على إعادة تصوره وتحسينه من خلال الابتكار.. لقد اخترتم أن تنطلقوا في مسيرتكم المهنية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو من أكثر التخصصات المثيرة للاهتمام في مجال العلوم، وواحد من أبرز محركات التنمية البشرية، وأصبح من أهم عوامل تسريع وتيرة التغيير في مختلف القطاعات، وها هي الفرصة متاحة أمامكم لتشاركوا في هذا التحوّل الكبير في تقدم البشرية، فأنتم في مكانة مميزة تتيح لكم استشراف مستقبل الإنسانية والمساهمة في رسم ملامحه”.
وحث معاليه الخريجين على اغتنام الفرص العديدة المتاحة أمامهم لمواصلة مسيرتهم المهنية في دولة الإمارات، حيث تحرص القيادة الحكيمة على ترسيخ مكانة الدولة مركزا عالميا للمواهب وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف : “لقد شجعت السياسات الحكومية الاستباقية في دولة الإمارات على تعزيز مكانة الذكاء الاصطناعي، ما ساهم في نجاح شركات مثل “جي 42″، ونماذج لغوية كبيرة مثل “فالكون”، وذلك ضمن جهود الدولة لإنشاء منظومة عالمية المستوى للمواهب وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يشمل استقطاب استثمارات كبيرة من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا، مثل مايكروسوفت، لتعزز مكانتها مركزا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته”.
وأشار معالي الدكتور الجابر إلى أن الذكاء الاصطناعي يعمل على إحداث تحوّل جذري في مختلف القطاعات، وأنه قادر على إحداث تأثير إيجابي كبير في أنظمة الطاقة من خلال رفع كفاءتها، ما يتيح له المساهمة في تحقيق أهداف اتفاق الإمارات الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر كوب 28.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يغير من وجهة نظرنا حول قدرات البشرية، سواء في مجالات الرعاية الصحية والتعليم أو صناعة المحتوى أو العلوم الجزيئية، فنحن نشهد حاليا تحولا جذريا في جميع العمليات الصناعية بفضل الذكاء الاصطناعي وأنا على ثقة بأننا مازلنا في بداية مسارنا لاستكشاف إمكاناته في مجال كفاءة الطاقة، فقد نجحت أدنوك وشركة “إيه آي كيو” في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن في عام واحد، وذلك باستخدام التحليلات التنبؤية والصيانة التنبؤية، كما يستخدم مشغلو الطاقة الشبكات العصبية لجعل شبكات الكهرباء أكثر استقرارا وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة”.
وقال معاليه :”يعمل الذكاء الاصطناعي على تطوير قطاعات أخرى كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الزراعة، مما يخفض من استخدام المياه بنسبة تصل إلى 40%، لذا، بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يعزز من ذكاء عالمنا واستدامته وازدهاره، ومما لا شك فيه أن دفعة عام 2024 من خريجي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ستكون في قلب هذه التطورات لذا، أتمنى لكل خريج التوفيق والنجاح في مسيرته المستقبلية”.
جدير بالذكر أن من بين 101 خريج بدرجتي الماجستير والدكتوراة ضمن دفعة عام 2024، تخصص 58 منهم في مجال تعلّم الآلة، و28 في مجال الرؤية الحاسوبية، و12 في مجال معالجة اللغات الطبيعية.
ولم يقتصر التنوع على التخصصات العلمية فحسب، بل امتد ليشمل جنسيات الطلاب، فقد ضمت الدفعة طلابا من 22 جنسية شملت كندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والهند، ومصر، وباكستان، وسريلانكا، ما يعكس التزام الجامعة بتوفير بيئة تعليمية متطورة، وشاملة، وجاذبة لأفضل المواهب من جميع أنحاء العالم.
وشهدت هذه الدفعة حضورا إماراتيا غير مسبوق وضمت 24 طالبا إماراتيا، من بينهم 15 طالبة، تأكيدا على التزام الجامعة بإعداد جيل جديد من المواطنين من أصحاب الكفاءات وتزويدهم بالمهارات والقدرات اللازمة لقيادة عالم تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في رسم ملامحه.
وجمع الخريجون بين الدراسة النظرية والتدريب العملي، فقد تلقى خريجو الماجستير تدريبات عملية في مؤسسات رائدة، مثل أدنوك وموانئ أبوظبي والاتحاد للطيران ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي ومركز إحصاء أبوظبي وشركة إنسيليكو ميديسين، وذلك بهدف إعدادهم لقيادة مجال الذكاء الاصطناعي والاستفادة من إمكاناته لتعزيز مختلف القطاعات والصناعات.
وتنضم دفعة هذا العام إلى خريجي الجامعة الذين يبلغ عددهم 111 من رواد الذكاء الاصطناعي، ممن يسهمون في تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات.
وسلط معالي الدكتور سلطان الجابر في ختام كلمته الضوء على نمو الذكاء الاصطناعي الذي يُعتبر أحد الاتجاهات الثلاثة الكبرى التي تشكّل المستقبل، إلى جانب الانتقال المسؤول في قطاع الطاقة، ونهوض الأسواق الناشئة في الجنوب العالمي.
وخاطب الطلاب قائلا : “كلنا ثقة بأنكم ستستخدمون مهاراتكم بحكمة وبأخلاقيات رفيعة لخدمة الإنسان وتحسين جودة الحياة، ودفع الابتكارات الإيجابية، وبناء الجسور بين الشعوب، وأنا على يقين بأن تنوّعكم هذا سيترك تأثيرا إيجابيا، فيما تدخلون سوق العمل، في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي، فالجهود التي ستبذلونها مهمة جدا، والأهم من ذلك أين ستبذلونها، إذ يمكنكم تعزيز ثقافة الابتكار في الجنوب العالمي، لإنشاء مفهوم شبيه بوادي السيليكون في المنطقة، يكون مخصصا لخدمة المنطقة، وأنا متأكد من أنكم ستساعدون جميعا في تحقيق هذا المستقبل، لذلك، أشجعكم على تحقيق شغفكم، وعدم القبول بأقل من تحقيق إنجازات متميّزة، واغتنموا الفرص التي توفرها دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي”.
تجدر الإشارة إلى أن دفعة 2024 نجحت في نشر أكثر من 80 ورقة بحثية في مؤتمرات دولية مرموقة مثل المؤتمر الدولي لحوسبة التصوير الطبي والتدخل المدعوم بالحاسوب، ومؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية لعامي 2022 و2023، ومؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية لعام 2023، والمؤتمر الدولي حول تمثيلات التعلم لعامي 2023 و2024، والفرع الأوروبي لجمعية اللغويات الحاسوبية لعام 2023، ومؤتمر جمعية النهوض بالذكاء الاصطناعي حول الذكاء الاصطناعي لعام 2024، وغيرها من المؤتمرات العلمية المتخصصة.
من جهته، قال البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، في كلمته : “خريجو جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لعام 2024 هم رواد المستقبل في مجالات التكنولوجيا والابتكار والإبداع، وهم مؤهلون لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وإحداث تحولات جذرية في العالم، فهم ينطلقون اليوم في مسيرتهم بعد أن اكتسبوا المعرفة والمهارات اللازمة، وأدركوا أهمية الفرصة المتاحة أمامهم، ألا وهي فرصة تشكيل معالم مستقبل يكون فيه الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية، في إطار أسمى المعايير الأخلاقية”.
وأضاف: “كما أنهم على أتم الاستعداد لإيجاد حلول لأكبر التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، إنني أتقدم بالتهنئة لطلاب أكبر دفعة من خريجي الجامعة منذ تأسيسها، فيما يحتفلون بنجاح رحلتهم الأكاديمية المتميزة، وأنا على ثقة بأنهم سيحرصون على استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للإبداع وكمحفز للابتكار وقوة دافعة لإحداث تغيير إيجابي في العالم”.
يُذكر أن دفعة هذا العام حصدت أعلى الجوائز في مؤتمرات علمية عالمية مرموقة، فقد فاز طلابها بجائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمر معالجة اللغة الطبيعية العربية، كما حققوا إنجازات متميزة في المؤتمر الدولي لحوسبة التصوير الطبي والتدخل المدعوم بالحاسوب بالفوز بالمركز الأول في مسابقة هيكتور الدولية لعام 2021 (المعنية بتجزئة أورام الرأس والرقبة والتنبؤ بنتائجها باستخدام صور التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني/ التصوير المقطعي المحوسب)، بالإضافة إلى فوزهم بالمركز الأول في هاكاثون المعلوماتية الحيوية الذي تنظمه شركة إنسيليكو ميديسين، والمركز الأول في مسابقة هاكاثون بيس بين جلوبال لعام 2023، وغيرها من الجوائز.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أصبحت، في غضون خمس سنوات فقط منذ تأسيسها، من بين أفضل 100 جامعة في العالم في مجال علوم الحاسوب، كما صُنِّفت ضمن أفضل 20 جامعة متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية، وتعلّم الآلة، ومعالجة اللغات الطبيعية، وعلم الروبوتات، على مستوى العالم.
وتضم الجامعة أكثر من 190 باحثا، نشروا أكثر من 1112 ورقة بحثية متميزة في مؤتمرات ومجلات متخصصة، وقدمت الجامعة أكثر من 30 طلب براءة اختراع.. واستقر أكثر من 83% من خريجي الجامعة للعمل في دولة الإمارات.
وقدمت الجامعة برامج تدريبية لأكثر من 32 من المديرين التنفيذيين لتعزيز الاستفادة من تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي في الشركات والمصانع وأماكن العمل.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
سفارة الصين بالقاهرة: خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي
أعلنت سفارة الصين بالقاهرة، خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والتي تدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فعالة على أساس الأهداف والمبادئ المتمثلة في التوجه نحو الخير وخدمة الشعب واحترام السيادة والتوجه نحو التنمية والأمان وقابل للتحكم والعدالة والمنفعة للجميع والانفتاح والتعاون، بما يدفع سويا تنمية وحوكمة الذكاء الاصطناعي في العالم.
وأكدت السفارة- في تقرير وزعته، اليوم الأربعاء أهمية المشاركة الفعالة والتعاون المشترك، لتسريع بناء البنية التحتية الرقمية، واستكشاف آفاق الابتكار العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز انتشاره وتطبيقه عالميا، وإطلاق إمكانياته الضخمة في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساهمة في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030 ومواجهة التحديات العالمية.
ودعت بكين إلي الدفع نحو التطور المبتكر للذكاء الاصطناعي والالتزام بروح الانفتاح والمشاركة، والتشجيع على الاستكشاف الجريء، وبناء منصات التعاون الدولي المتنوعة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتهيئة بيئة سياسية صديقة للابتكار، وتعزيز التنسيق السياسي والرقابي، وتسهيل التعاون التكنولوجي وتنفيذ مخرجاته، وإزالة الحواجز التقنية، بما يحقق اختراقات مبتكرة وتنمية مستمرة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتوسع في سيناريوهات التطبيق المنفتح لـ"الذكاء الاصطناعي +"، و العمل علي رفع مستوى التنمية المبتكرة للذكاء الاصطناعي في العالم.
وشددت على ضرورة العمل على تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الصناعة والاستهلاك والتجارة والرعاية الصحية والتعليم والزراعة والحد من الفقر، وتوسيع استخدامه في السيناريوهات مثل القيادة الذاتية والمدن الذكية، وبناء نظام الاستخدام السليم والمتنوع للذكاء الاصطناعي، فضلا عن الدفع ببناء البنية التحتية الذكية ومشاركتها، والتعاون في تطبيق الذكاء الاصطناعي عبر الحدود، وتبادل أفضل الممارسات، والعمل سويا على استكشاف سبل تمكين الاقتصاد الحقيقي من قبل الذكاء الاصطناعي.
وأكد التقرير أهمية تسريع بناء البنية التحتية الرقمية للطاقة النظيفة والشبكات من الجيل الجديد وقدرات الحوسبة الذكية ومراكز البيانات، واستكمال أنظمة الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية المتكاملة، والدفع ببناء النظام الموحد لقدرة الحوسبة، ودعم كافة الدول، وخاصة دول الجنوب العالمي، لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وخدماته بشكل يتوافق مع ظروفها الوطنية، بما يساعد الجنوب العالمي في التعرف على الذكاء الاصطناعي وتطبيقه بشكل حقيقي، ويحقق التنمية الشاملة للذكاء الاصطناعي.
وطالبت بكين، بالعمل على تهيئة بيئة متنوعة ومنفتحة للابتكار من خلال الاستفادة الكاملة من دور حكومات الدول والأوساط الصناعية والأكاديمية وغيرها من الكيانات والآليات والمنصات، لتعزيز التواصل والحوار الدولي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتطوير مجتمعات مفتوحة المصدر عبر الحدود ومنصات مفتوحة المصدر الآمنة والموثوقة، والدفع بمشاركة الموارد الأساسية، وإزالة الحواجز أمام ابتكار وتطبيق التكنولوجيا، وتجنب تكرار الاستثمار وهدر الموارد، بما يضمن وصول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى الجميع.
وأشارت إلى أهمية الدفع بإنشاء أنظمة الامتثال مفتوحة المصدر، وتحديد وتطبيق قواعد الأمن التقني للمجتمعات مفتوحة المصدر، التشجيع على المشاركة المنفتحة لموارد التطوير، مثل الوثائق التقنية ووثائق الواجهات، والعمل على تهيئة بيئة مفتوحة المصدر مثل التوافق والمواءمة بين المنتجات في كامل السلسلة الصناعية والتواصل والترابط، بما يحقق التدفق الحر للموارد التكنولوجية غير الحساسة.
وشددت على ضرورة العمل على توفير بيانات عالية الجودة والتعاون في التدفق المنتظم للبيانات وفقا للقانون، واستكشاف سبل بناء آلية عالمية لمشاركة البيانات، والتعاون في تطوير قاعدة البيانات عالية الجودة، بما يغذي تنمية الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أهمية العمل على حماية الخصوصية وأمن البيانات، وتعزيز تنوع البيانات اللغوية للذكاء الاصطناعي، وإزالة التمييز والتحيز، لتعزيز وحماية والحفاظ على بيئة الذكاء الاصطناعي وتنوع الحضارة البشرية.
ودعت الصين إلى التعامل الفعال مع قضايا الطاقة والبيئة وذلك من خلال تكريس مفهوم "الذكاء الاصطناعي المستدام"، ودعم الجهود لاستكشاف أنماط تنمية الذكاء الاصطناعي الموفرة للموارد والصديقة للبيئة، والعمل سويا على تحديد معايير كفاءة الذكاء الاصطناعي، وتعميم تقنيات الحوسبة الخضراء مثل الرقائق منخفضة استهلاك الطاقة والخوارزميات عالية الكفاءة وتشجيع الحوار والتعاون حول سبل توفير الطاقة في عملية تطوير الذكاء الاصطناعي.
كما طالبت الصين بدفع الذكاء الاصطناعي لتمكين التحول الأخضر ومواجهة التغير المناخي وحماية التنوع البيولوجي، وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات ذات الصلة، وتعزيز التعاون الدولي ومشاركة أفضل الممارسات، مشيرة إلى أهمية تعزيز التوافق حول المعايير والتنظيمات من خلال دعم الحوار بين أجهزة وضع المعايير في مختلف الدول، بالاعتماد على الاتحاد الدولي للاتصالات والمنظمة الدولية للتقييس واللجنة الكهروتقنية الدولية، مع الاهتمام بدور قطاع الصناعة، والإسراع بإعداد وتعديل المعايير التقنية في المجالات المحورية مثل الأمن والصناعة والأخلاقيات، بما يساهم في بناء نظام المعايير العلمي والشفاف والشامل في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد التقرير أهمية العمل على إزالة تحيز الخوارزميات، وتحقيق التوازن بين التقدم التقني والوقاية من المخاطر والأخلاقيات الاجتماعية، وتعزيز المواءمة والتكامل بين أنظمة المعايير وكذلك أهمية تطبيق الذكاء الاصطناعي أولا في القطاع العام، وأن يكون القطاع العام في كافة الدول رائدا وقدوة في تطبيق وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ويجب العمل على نشر الذكاء الاصطناعي الموثوق في قطاعات الخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم والنقل، وتعزيز التعاون الدولي و في الوقت نفسه، إجراء التقييم الدوري لأمن أنظمة الذكاء الاصطناعي، مع احترام حقوق الملكية الفكرية مثل براءة الاختراع وحقوق تأليف البرمجيات.
وشددت على ضرورة الامتثال الصارم لحماية البيانات والخصوصية، واستكشاف سبل المعاملات المشروعة والمنتظمة لبيانات التدريب، والعمل سويا على الاستخدام القانوني والمفتوح للبيانات، ورفع مستوى الإدارة العامة والخدمات العامة.
ولفت التقرير إلى أهمية تعزيز الحوكمة الأمنية للذكاء الاصطناعي، وذلك من التقييم المبكر لمخاطر الذكاء الاصطناعي، وتقديم تدابير وقائية ومستهدفة، وبناء إطار الحوكمة الأمنية ذي التوافق الواسع واستكشاف سبل الإدارة على مستويات وأصناف مختلفة، وبناء نظام التقييم والاختبار لمخاطر الذكاء الاصطناعي، وتعزيز مشاركة معلومات التهديد وبناء آليات مواجهة الطوارئ، واستكمال لوائح حماية البيانات والمعلومات الشخصية، وتعزيز الإدارة لأمن البيانات في عمليات جمع بيانات التدريب وصناعة النماذج وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتنفيذ معايير أمن التطوير.
ودعت بكين إلى تعزيز التعاون الدولي في بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي ووضعه في موقع بارز ضمن جدول أعمال الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتشجيع الدول الرائدة في هذا المجال على اتخاذ خطوات عملية، مثل التعاون في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وإقامة مختبرات مشتركة، وبناء منصات الاعتراف المتبادل للتقييمات الأمنية، وتنظيم البرامج التدريبية لبناء القدرات، وتنظيم الفعاليات لربط العرض بالطلب في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير مجموعات البيانات عالية الجودة وقواعد البيانات اللغوية عالية الجودة، لدعم الدول النامية في بناء القدرات الشاملة في ابتكار وتطبيق وحوكمة الذكاء الاصطناعي.
وطالبت الصين بإقامة نموذج الحوكمة الشامل بمشاركة الأطراف المتعددة والعمل على دعم إقامة منصات الحوكمة الشاملة التي تقوم على المصلحة العامة وتشارك فيها مختلف الكيانات، وتشجيع شركات الذكاء الاصطناعي من مختلف الدول على إجراء الحوار والتبادل، والاستفادة من التجارب العملية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، لدفع التعاون في ابتكار وتطبيق الذكاء الاصطناعي والتعاون في مجالات الأمن والأخلاقيات في السيناريوهات المحددة.
اقرأ أيضاًتمكنك من قياس الملابس افتراضيًا.. «جوجل» تكشف عن ميزة باستخدام الذكاء الاصطناعي
كيف تواكب المؤسسات الدينية الذكاء الاصطناعي دون تفريط في الفتوى؟ مفتي الجمهورية يُجيب
مصروفات كليات الذكاء الاصطناعي 2025.. وتوقعات التنسيق