فى تقدير دولى جديد وتجسيداً للإنجازات والجهود العُمانية المتواصلة من أجل تهيئة البيئة والبنية التحتية اللازمة لجذب الاستثمارات الخارجية، حقق ميناء صلالة المركز الثانى فى تصنيف الكفاءة العالمية للعام الثالث على التوالى بحسب مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2023 (CPPI)، كما أحرز ميناء صلالة المركز الأول على منطقة غرب وسط وجنوب آسيا.

ويعتمد مؤشر أداء موانئ الحاويات (CPPI)، الذى وضعه البنك الدولى ومجلة جلوبال ماركت أنتلجنس التابعة لمؤسسة ستاندرد آند بورز على مجموعة بيانات واسعة النطاق يتم جمعها من 405 موانئ فى جميع أنحاء العالم، وهى الأكبر حتى الآن وتضم هذه البيانات أكثر من 182000 زيارة للسفن، و238.2 مليون حركة وحوالى 381 مليون حاوية نمطية مكافئة (TEUs) للسنة التقويمية الكاملة لعام 2023م. 

كفاءة وقت دوران السفينة 

ويتم قياس أداء الموانئ من خلال كفاءة وقت دوران السفينة المعروف باسم «إجمالى ساعات الميناء» - وهى المدة الإجمالية منذ وصول السفينة إلى حدود الميناء أو محطة الإرشاد أو منطقة الإرساء لغاية مغادرة الرصيف بعد الانتهاء من تبادل البضائع.

وبحسب التقرير فقد حقق ميناء صلالة من خلال 1146 زيارة للسفن، 164.72 نقطة مؤشر ليحل فى المرتبة الثانية بعد ميناء يانغشان فى الصين الذى سجّل 3509 زيارات للسفن ودرجة مؤشر 177.9.

وفى ظل المتغيرات التى طرأت على التصنيف العالمى بسبب الاضطرابات الإقليمية احتفظ ميناء يانجشان الصينى بالمركز الأول، فيما حصل ميناء صلالة على المركز الثانى وتقدم ميناء قرطاجنة فى كولومبيا إلى المركز الثالث فى حين حصد ميناء طنجة المتوسطى فى المغرب المركز الرابع، وأحرز ميناء تانجونج بيليباس فى ماليزيا المركز الخامس.

الموقع الاستراتيجى لميناء صلالة 

لا شك أن الموقع الاستراتيجى لميناء صلالة وتوسيع نطاق الربط والعمليات ذات المستوى العالمى أدت إلى توفير ميزة تنافسية كبيرة فى المنطقة ولكونه محورًا حيويًّا لإعادة الشحن، كما يؤدى ميناء صلالة أيضًا دورًا حاسمًا فى تعزيز الاقتصاد المحلى فى محافظة ظفار من خلال توفير إمكانية ربط استثنائى للمستوردين والمصدرين للتجارة العالمية وتعزز الكفاءة العالية للميناء ثقة الأعمال المحلية وتجذب الاستثمار بما فى ذلك الاستثمار الأجنبى المباشر.

كما يقوم الميناء حاليًّا بتنفيذ مشروع ترقية وتوسعة محطة الحاويات بتكلفة قدرها 300 مليون دولار أمريكى، وسيستقبل الميناء فى الأسبوع المُقبل آخر أربع رافعات ZPMC من أصل 10 رافعات جديدة لمناولة البضائع من السفينة إلى الشاطئ وقد وصلت الرافعات الأولى التى يبلغ طولها 75 مترًا، وتستطيع التعامل مع 26 حاوية فى بداية عام 2024م ويجرى حاليًّا تشغيلها واختبارها لبدء العمليات.

ترقية وتوسعة محطة الحاويات بالميناء 

وعند اكتمال المشروع فى الربع الأول من عام 2025م، ستزداد القدرة الاستيعابية السنوية للمحطة من 5 ملايين إلى 6 ملايين حاوية نمطية وستسمح السعة الإضافية للعمل بكفاءة عالية كمحور رئيس لتحالف جيمينى- وهو تعاون تشغيلى طويل الأمد بين شركتى ميرسك وهاباغ لويد والذى سينطلق فى فبراير 2025م، مع توفر سعة إضافية لخطوط الشحن الأخرى.

وقال كيلد كريستنسن الرئيس التنفيذى لميناء صلالة: إن الاحتفاظ بهذا اللقب للعام الثالث على التوالى يؤكد التزام الميناء بالتحسين المستمر للأداء حتى فى الأوقات الصعبة.

من جانبه، أعرب سكوت سلمان المدير التنفيذى للعمليات فى ميناء صلالة عن سعادته باحتفاظ ميناء صلالة بمكانته على الرغم من التحديات التى تواجه تجارة الحاويات العالمية والتى أثرت سلبًا على جداول حركة السفن، مضيفًا أن عام 2023م كان مليئًا بالتحديات التشغيلية بشكلٍ خاصٍ بسبب استمرار عمليات الترقية فى محطة الحاويات.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

موانئ المغرب تنافس الصين في الكفاءة اللوجستية

زنقة 20 ا الرباط

صنف تقرير صادر عن البنك الدولي ميناء “يانغشان” الصيني كأكفأ ميناء حاويات في العالم، يليه ميناء صلالة في سلطنة عمان، ثم ميناء طنجة المتوسط بالمغرب، الذي أصبح رمزاً لنهضة اقتصادية إفريقية تعانق المعايير الدولية.

ويكشف هذا التصنيف الدولي، الذي شمل أكثر من 400 ميناء، عن الحضور القوي لموانئ آسيوية وإفريقية ضمن المراتب الأولى، وهو ما يعكس تحولات جذرية في خارطة التجارة العالمية التي لم تعد حكراً على الموانئ الأوروبية والأمريكية كما كان عليه الحال لعقود.

وفي المركز الثالث، يواصل ميناء طنجة المتوسط ترسيخ مكانته كقطب بحري إقليمي وعالمي، منافساً أعتى الموانئ في الشرق والغرب. فبفضل بنيته التحتية المتطورة، ورقمنته المتقدمة، وسرعة معالجة الحاويات، أصبح بوابة المغرب إلى الأسواق العالمية، وعلامة فارقة في التعاون جنوب-جنوب، خاصة مع العملاق الصيني.

وإذا كان ميناء يانغشان الصيني قد حافظ على الريادة بفضل استثمارات ضخمة في الأتمتة والذكاء الاصطناعي، فإن دخول المغرب هذا التصنيف من الباب الواسع يُعد تتويجاً لسياسات متكاملة في مجالات النقل، التجارة، والتصنيع، حيث بات طنجة المتوسط منصة لوجستية تربط بين إفريقيا، أوروبا، وأمريكا، وتسهم بشكل متزايد في سلاسل التوريد العالمية.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه موانئ أوروبية تقليدية تواجه تحديات البيروقراطية والبنية التحتية المتقادمة، تقدم الموانئ الصاعدة في المغرب وآسيا نموذجاً حديثاً يرتكز على الكفاءة التشغيلية، والتكامل بين مختلف الفاعلين، والتوجه نحو الرقمنة.

ويُظهر التصنيف أن الكفاءة المينائية أصبحت عاملاً حاسماً في تحديد موقع الدول في منظومة التجارة الدولية، وهو ما تدركه بكين والرباط جيداً، حيث تواصل كل من الصين والمغرب استثمارها الاستراتيجي في تطوير موانئها، بما يتماشى مع طموحاتها الاقتصادية والسياسية في العالم.

فيما يلي المراتب الخمس الأولى في التصنيف:
1.ميناء يانغشان – الصين
2.ميناء صلالة – سلطنة عمان
3.ميناء طنجة المتوسط – المغرب
4.ميناء تانجونغ بيليباس – ماليزيا
5.ميناء تشي وان – الصين

ولعل ما يميز هذا الترتيب، هو تعدد القارات التي ينتمي إليها المتصدرون، مما يعكس تحوّلاً في موازين القوة المينائية، وتحول الجنوب العالمي إلى فاعل رئيسي في الاقتصاد البحري.

ويُثبت المغرب، من خلال ميناء طنجة المتوسط، أن الرؤية الاستراتيجية والاستثمار في البنية التحتية يمكن أن يصنعا الفرق، حتى في قطاعات شديدة التنافسية مثل النقل البحري، وأن الطريق نحو الريادة لا يُشترط أن يبدأ من الشمال.

مقالات مشابهة

  • العراق يتراجع في تصنيف احتياطي الذهب العالمي
  • 13 % ارتفاع مناولة الحاويات
  • «الأبيض» يبحث عن تأمين «المركز الثالث» أمام قيرغيزستان
  • عضو مجلس الدولة بسلطنة عمان: إيران لن تتنازل عن تخصيب اليورانيوم
  • طلاب هندسة شبرا يحصلون على المركز الثانى في مسابقة عالمية للسيارات
  • بعد واقعة الميناء.. فرنسا تعلق على "بيع الأسلحة لإسرائيل"
  • السلامي يحقق إنجازا تاريخيا مع الأردن
  • كشف حقيقة فيديو تعدى شخصين على شاب بالأسلحة البيضاء
  • موانئ المغرب تنافس الصين في الكفاءة اللوجستية
  • تصنيف فاينانشال تايمز.. الشركات المغربية الأسرع نمواً في إفريقيا