في ذكرى رحيله.. فرج فودة: الأجيال المقبلة ستكتب ما هو أجرأ وأكثر استنارة
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمر اليوم السبت ذكرى اغتيال المفكر الكبير فرج فودة، والذي جرى اغتياله في الثامن من يونيو لعام 1992، بعدما خاض عدة معارك ضد الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وبعد مناظرات عدة ضد أنصار الدولة الدينية.
دفع "فودة" حياته ثمنًا لأفكاره الثائرة والجادة، حالمًا بجيل يأتي في المستقبل ليعيش حياة أقل عنفًا وأقل حدة وأقل إرهابًا، جيل يستكمل طريقه نحو التنوير والتجديد، حيث أشاد "فودة" بأبناء عصره أمثل المستشار سعيد العشماوي، والدكتور فؤاد زكريا، والكاتبة الدكتورة نوال السعداوي، والدكتور لويس عوض، والدكتور صبحي منصور، والدكتور سيد القمني، والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، والدكتور رفعت السعيد وغيرهم.
وصف فودة هؤلاء التنويرين بأنهم كتبوا في عصره أجرأ ما كتب في تاريخ اللغة العربية وأكثره وعيًا واستنارة، بينما يأمل أن يأتي جيل ليتجاوز عطاء هذا الجيل، من أجل تحقيق حياة أقل عنفًا وإرهابًا.
في كتابه "نكون أو لا نكون"، ألح فرج فودة على أهمية أن تعرف الأجيال القادمة حجم المعاناة التي أحس بها في سبيل ما كتبه وما أخرجه للناس من آراء وأفكار، قائلا: "لعلهم لن يصدقوا أننا كتبناه ونحن غارقون في اتهامات التكفير، ومحاطون بسيوف الإرهاب والتهديد، ويقينا سوف يكتب البعض من الأجيال القادمة ما هو أجرأ وأكثر استنارة، لكنه سوف يصدر في مناخ آخر، أكثر حرية وانطلاقا وتفتحًا، ولعله من حقنا عليهم أن نذكرهم أنهم مدينون لنا بهذا الماخ، وسوف يكتشفون عندما يقلبون أوراقنا ونحن ذكرى أننا دفعنا الثمن". هكذا يشير بوضوح فودة إلى أنه كتب ما كتبه وهو غارق وسط سياق وبيئة مخيفة ومرعبة، حيث التهديد بالقتل، وهو ما تم تنفيذه لاحقا على يد بعض عناصر الجماعات الإرهابية.
ورغم هذه الحالة المؤسفة والمخيفة التي تحيط بجو المفكر، تحاول أن تقصيه عن طريقه، عن أهدافه، عن حلمه الذي حلم به للأجيال القادمة، نحو عالم يموج بالحرية والانطلاق والانفتاح، فإنه يصر على عدم المبالاة رغم المخاوف.
في كتابه "قبل السقوط"، يقول فودة: "لا أبالي إن كنت في جانب والجميع في جانب آخر، ولا أحزن إن ارتفعت أصوتهم أو لمعت سيوفهم، ولا أجزع إن خذلني من يؤمن بما أقول، ولا أفزع إن هاجمني من يفزع لما أقول، وإنما يؤرقني أشد الأرق أن لا تصل الرسالة إلى من قصدت، فأنا أخاطب أصحاب الرأي لا أرباب المصالح، وأنصار المبدأ لا محترفي المزايدة، وقُصاد الحق لا طالبي السلطان، وأنصار الحكمة لا محبي الحكم، وأتوجه إلى المستقبل قبل الحاضر، والتصق بوجدان مصر لا بأعصابها، ولا ألزم برأيي صديقا يرتبط بي أو حزبا أشارك في تأسيسه، وحسبي إيماني بما أكتب، وبضرورة أن أكتب ما أكتب، ويخطر أن لا أكتب ما أكتب".
وهكذا، ووفقا لما أورده فإن أرقه الأشد نتج عن خوفه من عدم وصول رسالته إلى جمهورها، رسالته التي يحب أن ترتبط بوجدان مصر، وأن تكون دافعة نحو المستقبل، بعيدة عن المصالح والسلطة أو المزايدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نوال السعداوي رفعت السعيد فؤاد زكريا قبل السقوط
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة النجم حسن حسني
تحل اليوم ذكري رحيل الفنان الكبير حسن حسني..ولد الفنان حسن حسني بحي القلعة فى القاهرة، وكان والده يعمل مقاولاً للمبانى، توفيت والدته وهو فى السادسة من عمره وانتقل برفقة عائلته إلى حي الحلمية الجديدة ودرس فى مدرسة الرمضانية وحصل على الشهادة التوجيهية فى عام 1956.
حسن حسني.. وبداياته الفنية
وكانت بداية حسن حسنى سينمائياً من خلال دور صغير للغاية فى فيلم الكرنك الذى قدّمه نور الشريف وسعاد حسنى وإخراج على بدرخان عام 1975، ثم لفت الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر فى فيلم "سواق الأتوبيس" إخراج عاطف الطيب، الذى استعان به بعد ذلك فى عدد من أفلامه ، أبرزها "البرىء" ، “البدروم”.
وعلى الصعيد الدرامي، شارك الفنان حسن حسني فى العديد من المسلسلات البارزة مثل “رد قلبى”، و“اللص الذى أحبه”، و“أهالينا”، و“المال والبنون”، ومع بداية الألفية اتجه للأدوار الكوميدية مع الوجوه الشابة، والتى كان أبرزها الفنان محمد سعد بداية من فيلم “اللمبي” الذى عرض عام 2002.
رغبة اعتزال الفن
كان الفنان حسن حسني محبا وداعما لجيل الشباب، مثل هنيدي والسقا وكريم عبد العزيز وحلمي ومحمد سعد، إلا أن الراحل علاء ولي الدين كان حالة خاصة لدى حسن حسني.
حين توفى علاء ولى الدين، ولشدة حب حسن حسني له، سافر إلى العين السخنة، وقرر أن يعتزل الفن، لولا تدخل عدد من أصدقائه، حيث كان يراه مثل ابن له.
الأيام الأخيرة
روت ابنته فاطمة حسن حسني تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة والدها، خلال لقاء تليفزيوني ببرنامج “الجمعة في مصر”، قائلة إن الفنان شعر بالتعب قبل وفاته بأيام قليلة فقط، وتوجهت العائلة به إلى المستشفى يوم الخميس، حيث تبين أنه بحاجة لإجراء قسطرة قلبية عاجلة.
ورغم حالته الصحية، لم يفقد حسه الفكاهي، إذ مازح ابنته داخل المستشفى قائلاً:
“إوعي يجيلي كورونا من الناس اللي هنا دي”.
ولكن القدر لم يمهله طويلاً، فرحل عن عالمنا بعد العملية، في مشهد ترك حزنًا كبيرًا في الوسط الفني والجمهور الذي أحبه.
مأسي حياته
لم تكن حياة حسن حسني مليئة بالضحك فقط، بل شهدت محطات مؤلمة أثرت فيه نفسيًا بشكل عميق، أبرزها وفاة والدته وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، وهو الحدث الذي قال إنه غيّره للأبد لكن أقسى لحظاته كانت في عام 2013، عندما فقد ابنته رشا حسن حسني بعد صراع مع مرض سرطان الغدد. حاول إنقاذها بالسفر والعلاج خارج البلاد، لكن المرض كان قد تمكّن منها. ومن شدة ارتباطه بها، ظل محتفظًا بصورتها خلفية على هاتفه المحمول حتى وفاته.